رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

177

جواهر آل ثاني

معايير الجمال

25 نوفمبر 2025 , 03:54ص

‏منذ صغرنا ونحن نشاهد الأفلام والدعايات التي رسخت في عقولنا الشكل والجسم الذي يجب أن نظهر عليه. أتحدث هنا عن حقبة التسعينات وعن أجسام عارضات الأزياء النحيفات البيضاوات والشكل الأوروبي القوقازي على وجه التحديد. وكبرنا اليوم وتغيرت هذه الصورة نوع ما وإن لم تتغير بشكل جذري. ولكن الأساسيات بقيت كما هي لتكون صورة الجمال هي للعرق الأوروبي الأبيض ذي العيون الملونة والأنف الدقيق.

‏هذه معايير الجمال التي تثبتت فينا وإن كانت اليوم معايير الجمال أكثر تنوعا مما سبق فأصبحنا نرى في الأفلام والمسلسلات الهوليودية تمثيلا أكبر لأصحاب البشرة السوداء والبنية الصفراء وغيرها من الألوان والأعراق، ولكن تبقى المقارنة مع معايير الجمال التي توطدت عبر القرون ليكون معيار الجمال الأول والاهم هو الجمال الأبيض الأوروبي والدليل على ذلك تنامي تجارة كريمات تفتيح البشرة والعمليات التجميلية التي تجعل الأنف أصغر وأدق.

‏كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف وصلنا إلى اعتبار أن هذا اللون أو ذاك غير جذاب او جميل؟ وصلنا إلى هنا لأن معايير الجمال حتى اليوم كانت قد وضعت منذ قرون من قبل الرجل الأوروبي الأبيض القوقازي. وتحديدا في القرنين ١٥ و١٦ ميلادي عندما نشأت حركة فكرية تفاخر بالإنسان الأوروبي ومثاليته الجسدية والعقلية. وتم التركيز في ذلك الوقت على البشرة الفاتحة والعيون الملونة وتناسق الوجه لإثبات تفوق النموذج الأوروبي.

ومن ثم كان الاستعمار في القرون 17 و19 ميلادي، وصناعة الهرم العرقي وتوسع الاستعمار الأوروبي الذي جعل من الجمال الأوروبي «متحضراً» و»فطرياً» وما غيره في أدنى الهرم. وتعززت هذه الصورة عبر الطب وقياسات الجمجمة التي جعلت من الأوروبيين جميلين وعقلاء وغيرهم ممن يختلفون عنهم في قياسات الجمجمة قبيحين مجرمين حسب بعض نظريات علم الاجرام والعقاب.

ومن ثم ظهرت السينما في هوليوود والتي دعمت معايير الجمال الأبيض والشعر الاشقر والنحافة والطول الذي خلق الوعي الجمعي بأن الجمال هو ما يرى على الشاشة الكبيرة والصغيرة. الشاشة الذهبية والفضية. الجسد الجميل هو الجسد الضعيف والأنف الصغير والشعر الطويل والعيون الملونة وهكذا. 

‏من المهم أن نعي أصول هذه المعايير وإن تغيرت اليوم بعض الشيء فخرجت لنا مثلا موجة الإيجابية الجسمانية body positivity والتي تحث المرء على تقبل جسده وشكله أياً كان.

‏معايير الجمال تتغير مع تغير الأوقات حسب عوامل كثيرة، ولكن من المهم للإنسان ألا ينجر وراءها انجراراً أعمى يلاحق به هذه المعايير على حساب صحته الجسدية والنفسية. فمعايير الجمال متغيرة، وعوالم الجسد والشكل متغيرة مع التقدم في العمر، ولكن يبقى الجوهر جوهراً والأصل الطيب ثابتا لا يتغير مع تغير الأوقات، وهذا ما يجب علينا الالتفات اليه والاهتمام به اكثر.

اقرأ المزيد

alsharq المشهور الذي لم يعد مشهوراً

(ترويج «مشاهير التواصل» للسلع الرديئة يفقدهم المصداقية) جذبني هذا العنوان لدى تصفُّحي اليومي لموقع صحيفة الشرق القطرية وهو... اقرأ المزيد

168

| 25 نوفمبر 2025

alsharq معايير الجمال

‏منذ صغرنا ونحن نشاهد الأفلام والدعايات التي رسخت في عقولنا الشكل والجسم الذي يجب أن نظهر عليه. أتحدث... اقرأ المزيد

177

| 25 نوفمبر 2025

alsharq ارتفاع الإيجارات.. أزمة متنامية تستدعي حلولًا واقعية

يشهد سوق العقارات في دولة قطر ارتفاعاً متواصلاً في الإيجارات السكنية والتجارية على حد سواء، حتى أصبحت الإيجارات... اقرأ المزيد

330

| 25 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية