رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
شكَّل عام 2022 تحولاً مهماً لمنطقة الخليج العربي بنجاح دول مجلس التعاون الخليجي في العمل على استكمال مصالحة قمة العلا منهية ثلاثة أعوام ونصف العام من القطيعة نتيجة الأزمة الأعقد والأكبر في تاريخ مجلس التعاون الذي تجاوز عمره الأربعين عاماً. وهذا إنجاز مهم يُبنى عليه في قادم الأيام، يلئم جراح الأزمة ويعيد مسار العلاقات الخليجية- الخليجية إلى طبيعتها ويعزز مكانة أنجح تحالف إقليمي عربي برغم السقطات والتحديات والمواجهات.
كما شكَّلت استضافة قطر المميزة والاستثنائية لكأس العالم لكرة القدم فرصة لزيادة اللحمة والتقارب الخليجي- الخليجي. شهدنا زيارات مهمة وملفتة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومؤازرة سموه لمنتخب قطر بارتداء وشاح المنتخب. كما كانت زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى منذ اندلاع الأزمة الخليجية عام 2017، والأولى منذ رئاسة سموه لدولة الإمارات العربية للدوحة، في مايو 2022 ولقاؤه مع أمير دولة قطر اختراقاً مهماً. وما عزز التقارب واللحمة الخليجية- الخليجية والتعاون الاقتصادي، مشاركة دول مجلس التعاون في إنجاح كأس العالم في الدوحة، بتسيير آلاف الرحلات الجوية بين عواصم ومدن دول المجلس والدخول براً لقطر من الأشقاء الخليجيين والمشجعين لمنتخباتهم، حيث أصبحنا جميعاً شركاء في النجاح والتميز لأنجح دورات كأس العالم على الإطلاق باعتراف الفيفا- الاتحاد الدولي لكرة القدم والنقاد. لا يعزز مكانة وقوة قطر الناعمة كأول دولة خليجية وعربية ومسلمة تستضيف كأس العالم، بل مكانة وعلو كعب منطقة الخليج العربي ودول مجلس التعاون الخليجي دولياً..
شكلت حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير 2022- منعطفاً مهماً وخطيراً في جيوبولتيكية العلاقات الدولية لخرقها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وفي تغيير جغرافية أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945! في اصطفافات بين معسكرين ورؤيتين. نجحت دول مجلس التعاون الخليجي التي نسج بعضها علاقات أمنية مع روسيا البقاء على الحياد قدر المستطاع حتى لا تحسب على طرف دون طرف. ذلك برغم الاشتباك مع واشنطن عبر مجموعة أوبك بلس- بقيادة السعودية وروسيا- وقرار خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً بدءاً من شهر نوفمبر 2022. فسرته إدارة بايدن بأنه اصطفاف مع روسيا ضد إدارة بايدن ولمصلحة الحزب الجمهوري ومرشحيه، خاصة من السعودية الدولة الأولى المصدرة للنفط في العالم، خاصة أن تزامن خفض الإنتاج كان في عز حملة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس وسط خشية من ارتفاع سعر الوقود للناخب الأمريكي وترجمة استيائه من ارتفاع الأسعار والتضخم بتصويت سلبي ضد الرئيس بايدن والنواب والشيوخ الديمقراطيين. وكان صادماً وغير مسبوق تعهد الرئيس بايدن ومسؤولين في إدارته بتوعد السعودية بمراجعة العلاقات الأمريكية- السعودية بعد الانتخابات وبدء عمل الكونغرس الجديد في يناير الجاري، لكن لا مراجعة ولا إعادة تقويم للعلاقة. خاصة وأن الديمقراطيين أبلوا بلاء حسناً بالحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة، بل بزيادة عدد أعضاء مجلس الشيوخ عضواً وبخسارة طفيفة في مجلس النواب. ولا يبدو في عام 2023، سيكون هناك مراجعة للعلاقات الثنائية الأمريكية- السعودية كما هددت إدارة بايدن.
كما شكلت حرب روسيا على أوكرانيا تهديداً لأمن الطاقة والأمن الغذائي على المستوى العالمي.
وتعززت مكانة ودور دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية وقطر اللاعبين الرئيسيين والمؤثرين في أمن النفط والغاز المسال، المستوى الدولي يعول على دورهما المهيمن في طمأنة الأسواق العالمية وخاصة الدول الأوروبية التي شهدت خفضا وقطعا في إمدادات الطاقة الروسية من نفط وغاز بسبب العقوبات التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي على قطاع الطاقة الروسي ومقاطعة روسيا ووقف إمدادات الطاقة رداً على حرب روسيا على أوكرانيا وضم أربع مناطق شاسعة في شرق أوكرانيا لروسيا، بعد إجراء استفتاء صوري في تلك الأقاليم الأربعة. وهنا عادت أهمية ومحورية دول مجلس التعاون الخليجي كشركاء وحلفاء مسؤولين يُعول عليهم من المجتمع الدولي لطمأنة الأسواق العالمية. والدليل تقاطر القادة الغربيين بدءاً بالرئيس الأمريكي بايدن وعقد قمة سعودية- أمريكية وخليجية- أمريكية في يوليو الماضي، برغم نفيه أن الزيارة بسبب الطاقة وزيادة إنتاج النفط السعودي. وزيارة الرئيس الصيني والقمة السعودية- الصينية والعربية- الصينية، ما يعزز مكانة ودور وحضور دول مجلس التعاون الخليجي كلاعب رئيسي في مجال أمن وإمدادات الطاقة. ويتوقع استمرار هذا الوضع والواقع وتعزيزه، وخاصة بغياب حل دبلوماسي لحرب روسيا على أوكرانيا المتعثرة، والتي باتت بلا أفق وتحولت لحرب استنزاف وحرب بالوكالة بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو من طرف وروسيا وحلفائها المأزومين كوريا الشمالية وإيران ودعم وتفهم محدود من الصين لتشكيل نظام متعدد الأقطاب.
لكن تبقى تحديات الأمن الخليجي والحاجة للتنسيق الدفاعي والأمني المشترك والخشية من امتلاك إيران قدرات تصبح على عتبة الدولة النووية، ومواجهة تحديات تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على العوائد النفطية، وزيادة دور ومسؤولية القطاع الخاص بتوسيع توظيف المواطنين فيه ومشاركته في التنمية، ما يعزز تحقيق رؤى السعودية 2030 وقطر 2030 والكويت 2035 وعمان 2040.
وسنشهد سعي دول مجلس التعاون إلى تنويع العلاقات الإستراتيجية والأمنية، تضاف للوجود والحماية الأمريكية، بمزيد من التقارب الخليجي- الروسي، تمثلت بزيارة وزير الخارجية الروسي واجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. والأهم التقارب الخليجي- الصيني في مجالات الأمن والتسلح والاستثمارات ضمن مشروع الصين العملاق الحزام والطريق الواحد لربط العالم براً وبحراً.
واضح رغبة وتفضيل دول مجلس التعاون الخليجي بتنويع الحلفاء والشراكات الأمنية مع القوى الكبرى في نظام عالمي متعدد الأقطاب والقوى، برغم الاعتراف ببقاء أمريكا اللاعب الرئيسي، لكن تزاحمها قوى مؤثرة وعلى رأسها الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي. خاصة أن نظاما عالميا متعدد الأقطاب يعزز خيارات وأمن منطقة الخليج العربي ويحتوي التهديدات ويكسر احتكار دولة عظمى وحيدة.
القضية الكردية بين تركيا وسوريا والولايات المتحدة
شكّلت القضية الكردية أحد أبرز التحديات التي واجهتها تركيا لعقود طويلة، فالجمهورية التركية الحديثة، التي قامت على قطيعة... اقرأ المزيد
222
| 17 نوفمبر 2025
مؤامرة الصمت
لعل أبرز إشكالية يعاني منها المريض المتضرر من خطأ طبي هي إثبات دعواه أمام القضاء، إذ يتعين عليه... اقرأ المزيد
285
| 17 نوفمبر 2025
التعلّق.. خيطٌ من المحبة يجرّنا إلى الوجع
التعلّق شعورٌ يولد مع الإنسان منذ أول لحظةٍ يبصر فيها النور، كأنه نداء خفيّ في أعماق القلب يبحث... اقرأ المزيد
192
| 17 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17466
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
10086
| 10 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9744
| 13 نوفمبر 2025