رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من ميزات حضارتنا أن لها مرتكزا عقديا وإيمانيا ولا تقتصر على الحضارة المادية بل إنها تنطلق من الإيمان والقيم وتطوع المادة لهما، بعكس باقي الحضارات، وقد كنا بدأنا بإيضاح المقومات الإيمانية لحضارتنا وسنكملها اليوم في هذا المقال بمشيئة الله.
الإيمان المقترن بالعمل
فالإيمان يورث العمل، ولا خير في علم لا يعقبه عمل، وإيماننا ليس إيمان اعتزال، أو إيمان دروشة وتصوف، إنما هو إيمان يحرّك نحو العمل، ويدفع باتجاه الإنتاج، فهو إيماني حركي، لا إيماني سكوني.
- (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
في آيات كثيرة تجاوزت الخمسين موضعاً ربط الله تعالى بين الإيمان والعمل الصالح ومن ذلك قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )البينة/7
بل ورتب الفلاح والنجاة على الإيمان المقرون بالعمل الصالح، فقال تعالى مقسماً بالعصر (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )سورة العصر.
والغاية من ربط الإيمان بالعمل هو إحداث اندماج بين الفكر والسلوك، " فمن مقتضيات الإيمان أن ينبثق من القلب في صورة العمل الصالح، وهذا ما يجب أن يدركه من يدعون الإيمان، وما أحوجنا - نحن الذين نقول أنّا مسلمون - أن نستيقن هذه الحقيقة: أن الإيمان لا يكون حتى ينبثق منه العمل الصالح، فأما الذين يقولون: إنهم مسلمون ثم يفسدون في الأرض، ويحاربون الصلاح، وشريعة الله تعالى، فهؤلاء ليس لهم من الإيمان شيء ".
رابعاً - الدنيا المعدّة للآخرة
في عقيدتنا الإسلامية الدنيا ممر إلى الآخرة، وأنها حياة مؤقتة، والآخرة هي الحياة الدائمة، لذا كانت الدنيا في تصور المسلم مرحلة إعداد للآخرة، وجسر يوصله إليها، كما قال ربنا تبارك وتعالى (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) الضحى/4
ولقد وصف القرآن الكريم الآخرة وصفاً عجيباً دقيقاً، حتى يتعلق المسلم بها، ويعمل لأجلها، ولا يوجد في كل الأديان وصف للآخرة، كما وصفها القرآن الكريم والسنة النبوية، بتفاصيل دقيقة كأنك تراها رأي العين، ومن ذلك قوله تعالى يصف حال المؤمنين في الآخرة (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ )سورة الغاشية
- الدنيا مزرعة الآخرة
المسلم لا يفصل بين الدنيا والآخرة، بل يعمل في الدنيا ليحصد ثمار ما عمله في الآخرة، وعمله الذي زرعه في الدنيا هو من سيحدد مرتبته ومكانته في الآخرة، وليس نسبه أو مكانته في الدنيا، لذا لما نزل على النبي ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )قام رسول الله (فقال: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: اشتَروُا أنْفُسَكُم مِنَ الله تَعَالَى، لا أُغْنِي عَنْكُم منَ الله شَيْئَاً، يَا بَنِي عبدالمُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكُم منَ الله شَيْئاً، يَا عَبَّاس بنَ عبدالمُطَّلِبِ، لا أغْنِي عَنْكَ منَ الله شَيْئاً، يا صَفِيَّةَ عَمَّةَ رَسولِ الله (، لا أُغْنِي عَنْكِ منَ الله شَيْئاً، يا فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شئتِ من مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً ".
- إيمانٌ وسطٌ متوازن
من جمال ديننا، وروعة إيماننا، أنه دين وسط، وازن بين الدنيا والآخرة، بحيث لا يطغى جانب على آخر، وهذا ما نبّه عليه ربنا تبارك وتعالى لمّا قال (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )القصص/77
وجملة (مَا آتَاكَ اللَّهُ )لا تنحصر في المال، بل هي أوسع من ذلك، لتشمل المواهب والمِنح التي يتميّز بها الإنسان على غيره، من كتابة وتأليف، وخطابة وإلقاء، وشعر ونثر، وقوة جسدية، أو قدرة على الإبداع والابتكار، فهذا كله يدخل تحت قول الله تعالى (مَا آتَاكَ اللَّهُ )، فإذا كان عندك مال أو علم أو قلم أو لسان أو موهبة أو إبداع فاستعمله في الدنيا للآخرة.
- حقيقة الزهد
فلا تتركوا الدنيا –باسم الزهد- للآخرين، يحكمونها ويديرونها بمناهجهم المنحرفة، لأنهم سينشرون الظلم والفساد بين العباد، ونحن من واجباتنا في هذه الحياة أن نرفع الظلم عن العباد، ونجتث الفساد.
خامساً- الإيمان المقترن بالعلم
من المقومات الأساسية التي قامت عليها حضارتنا الإسلامية هي أن الإيمان مقترن بالعلم، بل ويدعو إلى طلبه والاستزادة منه، لأن العلم الدنيوي في الإسلام يدعو إلى الإيمان أولاً، ففي عقيدتنا أن الإيمان يعين على العلم ومقترن به، أما في الأديان المحرفة، فلا علاقة بين الدين والعلم، وإن وجدت فهي علاقة صدام وصراع.
ثم ليس هناك تعارض أو تصادم بين حقائق العلم وبين حقائق الإيمان، وإنما العلم عندنا مؤكد للإيمان ومثبت له، وشاهد بالتوحيد، بينما نرى في الغرب أن بعض العلوم تُغرس في العقول لتؤدي إلى الكفر، والعياذ بالله تعالى.
- العلم والدين
العلم إما أن يكون حقائق علمية ثابتة، أو نظريات علمية لم تثبت بعد، والدين إما أن تكون نصوصه واضح وصريحة، ولا تحتمل أكثر من معنى، وإما أن تكون نصوصه غير صريحة، بحيث تحتمل أكثر من رأي أو معنى.
* فإذا كان النص الديني واضحاً، وكان العلم نظرية، وهناك تعارض بين النص والنظرية التي لم تثبت بعد، فيجب في هذه الحالة أن نأخذ بالنص، ونترك النظرية.
* أما إذا كان العلم حقيقة ثابتة علميًا، والنص يحتمل أكثر من رأي، ففي هذه الحالة يجب أن نفسر النص في ضوء الحقيقة العلمية.
* أما إذا كان العلم نظرية والنص غير واضح، نسكت وننتظر.
الدجاجة التي أسعدت أطفال غزة
دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم... اقرأ المزيد
231
| 28 أكتوبر 2025
كم تبلغ ثروتك؟
أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية... اقرأ المزيد
243
| 28 أكتوبر 2025
التواصل الذي يفرقنا
جلست بالسيارةِ وحتى البحر عبرتُ وخلال مجلسي في الاستراحةِ نظرتُ لكل من يجلس حولي حتى ذلك الطفل الصغير... اقرأ المزيد
195
| 28 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6423
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3126
| 23 أكتوبر 2025