رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا يخفى على القارئ المعاصر والمتابع لما يدور من حوله من أحداث ومحن وأزمات وغزوات عسكرية وفكرية، وحروب شرسة عالمية وإقليمية تُشن هنا وهناك، وبسبب وبدون سبب، أن عنوان المقالة يتضمن سؤالاً صريحا يتعلق بمصطلح «الإبراهيمية» الذي يُعبَر عنه تواريةً من قبل مبتدعيه ومتبنيه بــ «البيت الإبراهيمي» وليس «الديانة الإبراهيمية» وذلك بقصد الكذب والتدليس، والخداع والتضليل، باعتباره بيتاً دينياً يضم الديانات السماوية الثلاث، اليهودية، والمسيحية والإسلام، ويجمع بينها في مواطن اتفاق مشتركة، وليست دينا جديدا على الإطلاق. ومن هنا يأتي السؤال.. هل الإبراهيمية ديانة جديدة أو بيت ديني جديد كما يُظهرون، أم أنها لعبة جديدة كما يخفون؟ فبالطبع هي ليست ديانة كما يدعون، لأنه لا ديانة ولا دين سماوي بعد الإسلام لقوله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: «اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا» (المائدة، 6)، فهو الدين الخاتم الذي أظهره الله سبحانه وتعالى على يد نبيه الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا دين ولا ديانة بعده، فلا موسوية، ولا عيساوية، ولا إبراهيمية، ولا غيرها من المسميات المقترنة بأي من أسماء الأنبياء. فالديانة الإبراهيمية اذن ما هي إلا لعبة من ألاعيب الصهيونية العالمية، وخدعة من خدع أمريكا وإسرائيل والدول الغربية وبعض الأنظمة العربية الموالية لها، والمخطوفة من كيانها العربي والإسلامي. فالصهيونية العالمية ومن والاها تعكف بكل ما أوتيت من قوة وجهد ووقت على تبني الدسائس والمكائد والحيل، والمؤمرات الخفية، والعمل بشكل دؤوب على رسم الخطط وتنفيذها في العالم العربي لإدماج الصهاينة وصهرهم في المحيط العربي المسلم، وبين الشعوب العربية المسلمة الرافضة للتعامل مع هؤلاء الصهاينة شكلاً ومضموناً، كما ظهر جلياً في الدوحة خلال فعاليات مونديال (قطر 2022)، حيث لُوحظ الرفض التام، وشوهد بالصوت والصورة على شاشات التلفاز، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يدل على عدم قبول الشعوب العربية قاطبةً لهذا الكيان الدخيل، ولا حتى بمجرد الحديث مع أي صهيوني. فاللعبة مكشوفة، والهدف واضح، والمستهدف هو الدين الإسلامي ومن يتبعه من المسلمين في المقام الأول.
ولذا، فالديانة الإبراهيمية ما هي إلا حجة وحيلة خبيثة لإيجاد وعاء ديني يتم فيه صهر الديانات السماوية الثلاث (اليهودية، والمسيحية، والإسلام)، بمبادئها وسننها وقيمها، وتذويب الفوارق القيمية بين معتنقيها، وتوحيد العقائد الدينية تحت شعار السلام والتسامح والعدل والمساواة، والحرية، ونبذ العنف، وكل ما يردده اليهود والنصارى، ومن والاهم، والتي ثبت زيفها وعدم صدقها من خلال الحروب التي شُنت وتُشن بين الفينة والأخرى على المسلمين في كل بقاع الأرض من غير وجه حق، وزهق أرواح الملايين من البشر في كل من العراق وأفغانستان، وفلسطين، وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وبحجج واهية لا وجود لها على الإطلاق، كالإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل التي لم يثبت وجودها في أي من هذه المناطق. فالديانة الجديدة باطلة، ومرفوضة وإن حملت اسم أبي الانبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي كما وصفها بعض رجال الدين العرب الأحرار بأنها كفر وشرك وخروج عن الملة، حيث لا توحيد بين الأديان، ولا جمع بين الحق والباطل، وبين الكفر والإيمان، فكيف يلتقي الخير بالشر، والحق بالباطل؟ فالإسلام دين الحق، وغيره الباطل. وكيف يشترك في العقيدة كل من يوحد الله وحده ولا يُشرك به أحداً مع من يُشرك به، أو يشرك معه شريكاً غيره، ومع من يؤمن بأن الله ثالث ثلاثة؟ وكيف للإسلام الجامع لكل الأنبياء والمؤمن بهم جميعا أن يذوب وينصهر في بوتقة دين مبتدع لا أساس له ولا رسالة، ولا كتاب ولا سُنة، ولا حتى أتباع؟ فالإبراهيمية إذن ديانة بلا هوية، وبدعة لا أساس لها، جاءت على هوى العابثين من اليهود والنصارى، ومن والاهم من بني جلدتنا بتبني واحتضان من الصهيونية العالمية، ومؤسساتها المؤتمرة بأمرها، والمتحدثة بلسانها والمنفذة لكل مخططاتها بهدوء وروية وخُفية من منظمات وجمعيات وحركات سياسية وثقافية واجتماعية عالمية.
فمشروع الديانة خطير ويستهدف الإسلام بالدرجة الأولى، وعلى المسلمين الحذر الشديد والعمل على إفشاله كما فشل غيره من المشاريع الصهيونية، واتفاقات التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، والصفقات المشبوهة مثل صفقة القرن، وما سبقها وما يليها فيما بعد. فالتحديات جسيمة، والمسؤولية كبيرة وشاقة، وتقع على كاهل كل من الأسرة المسلمة أولا، والمدرسة العامة والخاصة ثانيا، ووسائل الإعلام الرسمي المحلي ثالثا، ووسائل التواصل الاجتماعي الفردي والجماعي والمؤسسي رابعا، وذلك بتأهيل وتسليح النشء وتزويدهم بالعلوم الدينية والقيم الاجتماعية الأخلاقية السمحة، والأفكار والمواعظ والعبر الإسلامية لإعداد أجيال قادمة صاعدة قادرة على التصدي لمثل هذه النزعات والغزوات الثقافية المعادية، والمحاولات الحثيثة الهادفة إلى طمس الهوية الإسلامية على المدى القريب والبعيد. ولذا، فالدعوة موجهة لكل من هو حريص على دينه وهويته الإسلامية أن يحافظ على تعاليم هذا الدين ومبادئه وقيمه الفاضلة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كلية التربية – جامعة قطر
al-saai@qu.edu.qa
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2292
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
786
| 10 ديسمبر 2025