رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جمعان عبدالله السعدي

مساحة إعلانية

مقالات

9629

جمعان عبدالله السعدي

فقدنا "المعطاء" الشيخ حمد بن خالد بن حمد آل ثاني

15 سبتمبر 2012 , 12:00ص

إنه رجل ذو شخصية متميزة، عاشق للوطن ومخلص لله في العطاء الذي عرف عنه، رحل الشيخ حمد بن خالد بن حمد آل ثاني بعد رحلة عطاء للمجتمع ولأفراده، رحل لكنه خلف وراءه شيوخاً كرماء من الأبناء والأحفاد، لي مع الشيخ حمد (رحمة الله عليه) موقف يجب أن يذكر، قبل ثلاثين عاماً، وفي بداية الثمانينيات تحديداً، تشرفت باللقاء مع المغفور له بإذن الله، وذلك لأول مرة، وفي أطهر بقاع الأرض، حيث كنا في مكة المكرمة، جاء (فقيد الوطن) ليؤدي مناسك الحج مع عدد كبير من الحجاج، ممن جاءوا للحج على نفقته الخاصة، وكان رئيس بعثة الحج فضيلة الشيخ عبد الله إبراهيم الأنصاري (رحمه الله)، وكنت حينها رئيساً للوفد الإعلامي (بعثة التلفزيون)، وقد توجهت إلى الشيخ حمد (رحمه الله)، وكان برفقتي المصور ومهندس الصوت وطلبت من (الفقيد المعطاء) عقد لقاء تلفزيوني معه، ومع الحجاج المرافقين له، وهنا تعلمت الكثير من ردة فعل سعادة الشيخ حمد بن خالد آل ثاني، حيث رفض نهائياً المقابلة التلفزيونية بعد أن رحب بنا، وقال كلمات لن أنساها ما حييت، وتستحق أن تدون بحروف من ذهب، حيث قال: لقد جئنا لأداء فريضة الحج وإرضاء الله سبحانه وتعالى والتقرب منه، رافعين أيادينا إليه، راجين أن يتقبل حجنا ودعاءنا، واختتم الكلمات هذه برفع شعار لا للمقابلات التلفزيونية، ولا للظهور على شاشات التلفزيون، وكأننا نقول إن القائد العام للشرطة قد ذهب ليحج.

وقد كان سعادة الشيخ حمد بن خالد بن حمد آل ثاني كريماً معنا، حيث أصر على بقاء الوفد الإعلامي معه حتى الانتهاء من تناول وجبة الغداء، ولم يسمح بمغادرتنا قبل هذا، وودعنا بكلمات بسيطة لها معنى كبير للغاية يدل على إنسانيته واحترامه وتقديره لكل من حوله من البشر، حيث قال: (نبغي نشوفكم في الدوحة مروا علينا، لقد فقدت قطر أحد أبنائها البررة، الذين كرسوا حياتهم لتوفير الأمن والطمأنينة للمواطن القطري والمقيم على هذه الأرض الطيبة، ونحمد الله على أن الله منحنا قيادة رشيدة كريمة تقدم وتعطي للمواطنين والمقيمين وللإنسانية في كل مكان وزمان ما يرضي الله عنها، ويدعم بلدنا نحو طريق التقدم والرخاء، حفظ الله قيادتنا الرشيدة، وكل مسؤولينا، والشيوخ الكرام، وأكثر الله من أمثال سعادة الشيخ حمد بن خالد آل ثاني (رحمه الله)، وأطال الله في عمر والده سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني وأبنائه وأحفاده وجميع آل ثاني الكرام، وإن رحل كريم فلا ننس أنه خلف وراءه (كراماً) والحمد لله، وأخيراً أرفع يدي لله طالباً وراجياً أن يغفر له وأن يرحمه، ويجعله من أهل الفردوس الأعلى، وأقول: اللهم أعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وآجره يا حي يا قيوم من عذاب القبر وعذاب النار، اللهم نور عليه قبره، وألهم محبيه وأهله الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

مساحة إعلانية