رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حسن توفيق

حسن توفيق

مساحة إعلانية

مقالات

766

حسن توفيق

ثلاثة اغتيالات لثلاث نساء شهيرات

16 مايو 2012 , 12:00ص

ما الذي يجمع بين الفنانة الرائعة أسمهان وعالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى والأميرة ديانا – أميرة ويلز التي كانت ملء السمع والبصر؟. إذا تسرعنا في الإجابة، فإننا سنحسم الأمر، ونجزم بأن لا شيء يجمع بينهن، أما إذا قررنا أن نتمهل، فإننا سنكتشف أن كلهن رحلن عن عالمنا بصورة واحدة، حيث تكرر ما جرى للأولى، مع كل من الثانية والثالثة!

كانت أسمهان في الثانية والثلاثين من عمرها، أي في ذروة شبابها، عندما رحلت عن عالمنا يوم الجمعة 14 يوليو سنة 1944 وفي اليوم التالي لوقوع الفاجعة نشرت الجرائد المصرية ما جرى في صدر صفحاتها الأولى، ومن بين هذه الجرائد وأشهرها – وقتها - جريدة المصري، وكان العنوان الرئيس الذي تصدر الصفحة الأولى من تلك الجريدة: النهاية المفجعة للفنانة أسمهان - سقوط سيارتها في ترعة عند طلخا.. وفاتها ووصيفتها غرقا ونجاة السائق، أما بقية أخبار الصفحة الأولى، فكانت كلها تتعلق بالحرب العالمية الثانية من تقهقر الألمان على طول جبهة نورماندي - نصف مليون جندي و5000 دبابة للحلفاء في فرنسا إلى استيلاء الروس على قاعدة بنسك مرورا بخبر صغير يقول: هتلر يخطب يوم 3 أغسطس القادم في ذوي القمصان السمر وهم حرسه القديم وفي عدد كبير من رجال الحزب النازي.. والسؤال الذي يلح الآن: هل كان لأسمهان دور أو إسهام ما في مجريات تلك الحرب العالمية الثانية؟ والإجابة لابد أن تكون بالإيجاب.. نعم.. كان لها دور.. وكان على المخابرات البريطانية أن تقوم بتصفيتها جسديا، بعد أن اكتشفت أنها توشك على التعاون مع المخابرات الألمانية في ذلك الوقت.

بعد ثماني سنوات على فاجعة اغتيال أسمهان، كانت الدكتورة سميرة موسى تتهيأ للعودة من الولايات المتحدة الأمريكية، يغمرها حنين جارف لوطنها، وحجزت بالفعل تذكرة العودة يوم 17 أغسطس 1952 لكن القتلة الأوغاد كانوا يعدون عدتهم لاغتيالها، وهذا ما نجحوا فيه قبل أن تعود مشتاقة لأرض وطنها مصر بيومين اثنين لا أكثر، حيث رتبوا لها دعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا يوم 15 أغسطس 1952، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة، وتلقي بها في أحد الأودية العميقة، بينما قفز سائق السيارة بسرعة، يبدو أنه كان مدربا عليها من قبل، وقد اختفى هذا السائق إلى الأبد.

وبعد انقضاء خمس وأربعين سنة على اغتيال عالمة الذرة المصرية، جاء الدور على الأميرة ديانا، وتم التخلص منها، هي وعاشقها محمد الفايد - دودي يوم 31 أغسطس سنة 1997بعد أن لقيا مصرعهما داخل السيارة التي كانت تقلهما، وقد ثبت أن سائق السيارة كان واحدا ممن يعملون في جهاز المخابرات الفرنسية!

 هي إذن ثلاثة اغتيالات لثلاث نساء شهيرات، يجمع بينهن أن الجناة - رغم اختلاف الزمان والمكان والوجوه - قد رتبوا لكل واحدة منهن حادثة سيارة، لكي يبدو الأمر مجرد حادث مروري من الحوادث الكثيرة التي تحدث في كل مكان وزمان، وبالطبع فإن المخابرات البريطانية حققت هدفها تجاه أسمهان، بينما نجح الموساد الصهيوني في القضاء على الدكتورة سميرة موسى، وكذلك نجحت المخابرات الفرنسية بالاشتراك أو بالتواطؤ مع سواها في التخلص من الأميرة ديانا!

فتش عن المرأة.. مثل فرنسي شهير، لكننا تجاه ما جرى لأسمهان وسميرة موسى وديانا لا بد أن نقول: فتشوا عن رجال المخابرات، ولكن هيهات – مهما فتشتم - أن تصلوا لنتيجة.. هيهات.. هيهات!

مساحة إعلانية