رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

1035

جواهر آل ثاني

قوة مواقع التواصل الاجتماعي!

18 مارس 2025 , 02:00ص

في السابق، كان المرء يقضي وقته على التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي مثل تك توك وانستجرام وفيس بوك و»اكس» المعروف سابقاً بتويتر، للترفيه أو التواصل مع الآخرين أو لأخذ المعلومات أو للتعبير عن النفس أو غير ذلك من غايات الروح البشرية. اليوم، توسعت غايات ومجالات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. فبعض التقارير قالت بأنه لم يكن لدونالد ترامب الفوز بولايته الرئاسية الأولى لولا شبهات التدخل الروسي في الانتخابات. والبعض يعتقد بأن حظر ترامب من تويتر في ٢٠١٩ كان سبباً أساسياً في فوز جو بايدن بمنصب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية في ٢٠٢٠. وأنا أجزم مع الكثير بأن سبب من أسباب فوز دونالد ترامب بولايته الرئاسية الثانية هي دعم ايلون ماسك له في اكس والدعاية الكبيرة التي لقيها على هذه المنصة مع امتناع مارك زكربرغ مالك فيس بوك وجيف بيزوس مالك واشنطن بوست عن دعم أي مرشح سياسي.

اليوم أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا بشكل عام، أسلحة مُباحة في مجالات السياسة والاقتصاد والترفيه والثقافة ولقياس نبض الشارع ومعرفة توجههم بل وتوجيههم. أصبحت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قوة في يد من يملكها، والدليل صورة دونالد ترامب وهو يدلي بقسم الرئاسة الثاني بينما يجتمع من ورائه الرؤساء التنفيذيون لأكبر شركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي!

هذا الواقع الذي بدأ في التشكل أمامنا، لا يجب أن يكون سيئاً، ولكنه وكما تعودنا من الإنسانية، عادة ما يتخذ منحى سيئا مع الوقت، كما نرى اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منصة اكس، دعوات التدخل في الدول الأخرى، ودعوات الكراهية التي نراها ضد الأجانب والمسلمين و»الآخرين بشكل عام»، و التي يسمح بوجودها للأسف مالكو هذه المواقع بدعوى «الحرية».

نحن كمتصفحين ومشاركين عاديين في وسائل التواصل الاجتماعي يمكننا التصدي لما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي، بالوعي والتفاعل أمام ما نشاهده ونقرأه أمامنا. لا يجب علينا تشرّب وتصديق كل ما تلقيه علينا وسائل التواصل الاجتماعي. يمكننا التشكيك بما نراه ونقرأه ونسمعه ويمكننا بل ويجب علينا البحث فيه! يمكننا مناقشة ما يعجبنا ولا يعجبنا. يمكننا الرد على دعوات التحريض بالكراهية ضد المسلمين بالأدلة والاسانيد. يمكننا محاولة فهم الرسائل المبطنة التي يتم ارسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يمكننا ان نفهم ونستغل قوة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. يمكننا ان نكون فاعلين مع العالم لا مفعولا به!

مساحة إعلانية