رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعاني المصافي في مناحي العالم من تقلص في أرباحها وخسائر أسهم في إغلاق العديد منها ويبدو أن هذا الأمر مستمر خلال عام 2014، المصافي الأوروبية تعاني من ارتفاع مبيعات المنتجات البترولية من خارج أوروبا إلى داخل أوروبا من عدة أسواق، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، أسواق الشرق الآسيوية، ومنطقة الخليج العربي.
ويجب التأكيد هناك أن التكامل ما بين صناعة التكرير والبتروكيماويات يصب في مصلحة المصافي في آسيا ومنطقة الخليج العربي من أجل ضمان الاستخدام الأفضل وتحسين هوامش أرباح المصافي.
ولكن تبقى طاقة التكرير في السوق الأمريكية خارج تلك المعادلة والتحديات، وهي تعمل وفق معدلات تشغيلية عالية نسبياً، ويتوقع أن يرتفع إنتاج الجازولين أو وقود السيارات من المصافي في السوق الأمريكية قريبا من 10 ملايين برميل يوميا خلال عام 2014، وهو طبعاً يفوق حاجة السوق الأمريكية.
هناك عدة عوامل تساهم في وضع المصافي الأمريكية بالنسبة للعالم وهي: الحصول على نفط رخيص نسبيا بالنسبة لكل أسواق العالم وهذه الميزة تتأرجح ما بين 5 – 15 دولارا للبرميل، أقل من سعر نفط غرب تكساس المتوسط، وأضف إلى ذلك الفروقات ما بين سعر نفطي خام برنت وغرب تكساس المتوسط، فإن الحسومات التي يتحصّل عليها تكرير النفوط في السوق الأمريكية مقارنة مع بقية المصافي في العالم تصل في الإجمالي ما بين 10 – 25 دولارا للبرميل تتحقق معها الأفضلية للمصافي الأمريكية ويزيد في أرباح المصافي هناك.
نجحت المصافي الأمريكية في رفع إنتاجها من الديزل على حساب الجازولين، واستطاعت أن تقوم بتصريف كميات متزايدة من المنتجات البترولية إلى أسواق العالم، سواء أمريكا اللاتينية وأوروبا ووصلت أيضاً إلى آسيا.
كذلك لا يجب أن نغفل أن السوق الأمريكية تتسم بأجواء تنافسية عالية تُجبر المصافي والشركات على اكتشاف وتبني مبادرات تعزز من تواجدها في تلك السوق وتزيد من أرباحها.
إن مما ساعد المصافي هناك أيضاً هو كون السوق الأمريكية تحتاج إلى كميات كبيرة من الجازولين ولذلك فإن تناقص استهلاك الجازولين في السوق الأمريكية نسبيا مقارنة مع مستويات الاستهلاك في السابق والقدرة على تصدير تلك الكميات علاوة على رفع إنتاج الديزل يجعل المصافي في وضع أفضل للمصافي في بقية الأسواق.
هناك تحولات في صناعة التكرير في الولايات المتحدة لرفع القدرة على تكرير النفوط المحلية وهي بناء وحدات جديدة لتصنيع وتكرير المنتجات البترولية من المكثفات والتي يمكن أن تصل إلى 200 ألف برميل يوميا مع نهاية عام 2015، وكذلك ارتفاع معدل تشغيل المصافي في أمريكا خلال عام 2014 بمقدار 600 ألف برميل يومياً أعلى من المعدل خلال الخمس سنوات الماضية.
تتوقع مصادر السوق أنه عندما يتم السماح بتصدير كميات النفط الصخري الأمريكي إلى الخارج، فإن ذلك سيكون له تأثيرات على السوق ويمكن إيجازها، بأن الحسومات على أساس نفط غرب تكساس المتوسط تبدأ بالتقلص، كذلك فإن الفروقات ما بين نفط خام برنت ونفط خام غرب تكساس المتوسط تبدأ بالتقلص أيضا.
ولكن الحديث الذي يدور حالياً هو السماح بتصدير ما يُعرف بالمكثفات condensate، وهي تدخل ضمن النفط الصخري ولكنها فائقة النوعية ولا تدخل ضمن النفوط ولن يكون لها تأثير على الأسعار على وجه العموم، خصوصا أن هناك طلبا كبيرا على الكوندنسيت أو المكثفات، خصوصا في آسيا، مع موجة بناء وحدات لتكرير وفصل المكثفات إلى المنتجات البترولية خلال السنوات القادمة وتقدر مصادر السوق أنه بالإمكان تصريف قريبا من مليون برميل يوميا من المكثفات في أسواق آسيا في ظل هذه الخطط، ويعتقد البعض بأنه خلال الربع الرابع من هذا العام 2014 سيتم تصدير قريبا من 150 ألف برميل يوميا من المكثفات من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أسواق العالم.
ويبدو ذلك بديلا جيدا للسوق الأمريكية، حيث يتم السماح بتصدير المكثفات من السوق الأمريكية إلى بقية الأسواق والتي تحتاجها وتبقى النفط الأمريكية الخفيفة في السوق الأمريكية وهو ما يحقق التوازن، ويجعل المصافي الأمريكية تستمر في تحقيق هوامش الأرباح.
طبعاً، هذه التوجهات تجعل الحاجة إلى النفوط المتوسطة والنفوط الثقيلة من منطقة الخليج العربي وغيرها إلى السوق الأمريكية مستمرة وبالتالي تعني استمرار السوق الأمريكية سوقا لتصريف النفوط الخليجية، وفي هذا المنطق أيضاً فإن النفوط الخليجية تساعد المصافي الأمريكية الاستمرار في تحقيق أرباحها، وهذا في ضوء عدم تكامل تماشي النفط الأمريكي المحلي مع ما تحتاجه المصافي من خليط النفط لتقوم بتكرير وتحقيق الإنتاج الأمثل للمنتجات البترولية، تماشيا مع أنماط الطلب والتي تعني دعم عمليات المصافي هناك.
التدريب ليس رقماً في سجل بل استثمار في الموظفين
في كثير من المؤسسات، تتحول برامج التدريب من وسيلة تطوير حقيقية إلى مجرد إجراء روتيني يُنفّذ لتعبئة التقارير... اقرأ المزيد
27
| 30 أكتوبر 2025
قطر وتركيا.. شراكة استثنائية في المجال الدفاعي
جاءت مشاركة سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون... اقرأ المزيد
417
| 29 أكتوبر 2025
هل الوجاهة مطلب إنساني أم مرضٌ اجتماعي في ثقافتنا الخليجية؟
في نوادينا اليوم ودواويننا في الخليج العربي، نجد أنه أصبح لكلمة «برستيج» وجود في اللهجة الدارجة اليومية، فتُستخدم... اقرأ المزيد
420
| 29 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6600
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6480
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3189
| 23 أكتوبر 2025