رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي عتيق العبدالله

مساحة إعلانية

مقالات

906

علي عتيق العبدالله

رسالة إلى وزارة التربية: نحو نظام تعليمي يعزز القيم في قطر

18 ديسمبر 2024 , 02:00ص

تحث دولتنا الحبيبة قطر الخطى بكل فخر ضمن إستراتيجية 2030 برؤية ثاقبة نحو التطور والتقدم والازدهار المتميز في كافة المجالات، ومن ضمنها قطاع التعليم الذي يُعتبر العمود الفقري الأساسي لتأهيل أبنائنا عماد المُستقبل، وفي هذا الإطار فإن علينا تطوير نظام التعليم من خلال الاطلاع على التجارب الأخرى والاستفادة مما يتناسب منها مع مجتمعنا، ومن أهمها التجربة اليابانية التي شكلت أنموذجًا يحذو العالم حذوه، لذا في هذا المقال اعرض عليكم مقترحات تعمل على تعزيز «التعليم الابتكاري» الذي يسعى إلى بناء مجتمع تعليمي قوي محليًا وعالميًا.

نجاح الطفل إبداعه

أثبتت الدراسات التربوية أن الضغط المرتبط بالرسوب في السنوات الأولى من التعليم قد يؤثر سلبًا على تحفيز الأطفال ورغبتهم في التعلم. وبالتالي، يجب أن تكون هذه المرحلة مرحلة استكشاف وتعلم ممتع، خالية من الضغوط، خاصة في ظل التطور السريع الذي نشهده، ودخولنا إلى عالم الذكاء الاصطناعي. لذا من أبرز الاقتراحات لتطوير النظام التعليمي في قطر إلغاء نظام الرسوب والنجاح في المراحل الأولى من التعليم، خاصة المرحلة الابتدائية. ففي هذه المراحل الهدف ليس قياس قدرة الطالب على اجتياز الامتحانات، بل التركيز على بناء شخصيته، وتعزيز فهمه، وتنمية مهاراته الأساسية، وبالتالي فإن الرسوب والنجاح ليسا مقياسًا للفشل، ولنركز على أن الفاعلية التعليمية والتطور الشخصي للطفل هو المقياس الأساسي له، وهو ما يُطبق في اليابان حيث يتم التركيز على دعم الطلبة المُتعثرين بدلًا من عقابهم بإعادة السنة الدراسية كاملة، مما يؤدي إلى إضاعة سنوات الأطفال في الرسوب، رغم أن العلامات ليست المقياس لذكاء الطفل.

الانطلاق نحو الاستكشاف

من أهم المزايا الرئيسية للأطفال في سنينهم الأولى، أنهم يُحبون الاستكشاف ويرغبون في الانطلاق نحو الأُفق، ولكن مع النظام التعليمي الحالي الذي يعتمد على ساعات دراسية طويلة والواجبات المنزلية والاختبارات المُتعددة في مُعظم أيام السنة، فإن عملية الاستكشاف تُصبح أكثر تعقيدًا، لذلك فإن من المقترحات المهمة تقليل ساعات وأيام الدراسة، بما يسمح للطلاب بوقت أكبر لاستكشاف اهتماماتهم، وممارسة هواياتهم، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والأسرية.

فبدلًا من التركيز على الكم، يمكن أن يحقق التركيز على جودة المحتوى نتائج أفضل. كما أن تخصيص أيام معينة للأنشطة العملية واللامنهجية، مثل الرياضة والفنون والرحلات التعليمية، يساهم في تحقيق التوازن بين التعليم والحياة.

التعليم التفاعلي

التعليم التفاعلي مفتاح النجاح في بناء أجيال مبدعة ومبتكرة. فعندما تُقدم المعلومة بطريقة ممتعة وعملية، لا يكتفي الطالب بتعلمها، بل يحب عملية التعلم نفسها. ويمكن تعليم المفاهيم العلمية من خلال التجارب العملية، وتعليم القيم الاجتماعية من خلال الأنشطة الجماعية والتطوعية. وقد استلهمت هذه الأفكار من التجربة اليابانية، التي تركز على دعم الطلاب المتعثرين بدلًا من معاقبتهم، وتعطي الأولوية لتوازن حياة الطالب بين المدرسة والأسرة، وتُعنى بالتعليم من خلال الأنشطة العملية والمشاريع الجماعية.

 التربية الإسلامية القدوة

من المقترحات التي تمثل علاجًا جذريًا لكثير من مشاكل المجتمع وبعض ظواهره السلبية الجديدة، التركيز على التربية الإسلامية في المدارس. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استحداث دروس تعتمد على التفاعل، والقصص، والمعاملات، والأخلاق، والقيم في الإسلام.

على سبيل المثال، تمكن مواجهة ظاهرة الطلاق الذي يؤدي إلى تفكيك الأسر، أو ظاهرة الإسراف، أو اللامبالاة في المعاملات المالية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تحول الشباب إلى غارمين، وهو ما يترتب عليه المزيد من المشاكل لدى الأفراد والأسرة والمجتمع. تمكن معالجة هذه القضايا من خلال تخصيص مواد إسلامية تربوية تُواكب متطلبات الحياة وتُعالج هذه المشكلات بشكل عملي وتوعوي، وهو ما يصب في صُلب ديننا الحنيف دين الأخلاق والوسطية، ويمكن أن يكون الحل لكثير من المشكلات المجتمعية إذا تم تضمين تعاليمه في النظام التعليمي بمرونة وحكمة. بل يمكن تصدير هذه التجربة والدروس إلى العالم أجمع في حال نجاحها وقياس أثرها بشكل دقيق.

إن الجيل الذي يُبنى على التقليل من تحطيم نفسية أبنائه من خلال نظام الرسوب والتركيز على التقييم المستمر ودعم الطلاب يمكن أن يكون خطوة إيجابية نحو تحسين التعليم في قطر، وصقل شخصيات قيادية مُستقبلية واعدة أساسها التفكير النقدي والتعاون والاعتماد على النفس والريادة ما سيؤدي إلى إيصال المُجتمع القطري للعالمية ويبني مُجتمعا صحيا قادرا على التطور الدائم والمُستمر ويعيش ضمن بيئة صحية داعمة ومثالية. التعليم هو استثمارنا الأكبر في مستقبل قطر.

إذا استطعنا تطوير نظام تعليمي يلبي احتياجات أبنائنا النفسية، والاجتماعية، والأكاديمية، بما يتناسب مع عصرنا الحديث، فسنكون قد طورنا منظومتنا التعليمية لتكون في الريادة، ولنُسهم في بناء مجتمع قوي ومبدع قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

فلنعمل معًا على تحقيق رؤية تعليمية ترتقي بعقول أبنائنا وتمنحهم فرصة استكشاف إمكاناتهم دون قيود.

اقرأ المزيد

alsharq عيد وكأس ومطر

اللحظات الجميلة في حياة الإنسان نادرة ولطيفة وسريعة، ولهذا فهي تُنقش في الذاكرة الإنسانية كونها مُتميّزة، وتُداعب الروح... اقرأ المزيد

255

| 26 ديسمبر 2025

alsharq معجم الدوحة للغة العربية وسام على صدر قطر

جميع العرب يعرفون مدى اهتمام دولة قطر منذ عقود بكل ما يعزز ثقافتها العربية الإسلامية وهي الدولة الفتية... اقرأ المزيد

129

| 26 ديسمبر 2025

alsharq سنة جديدة بقلب قديم!

لسنا بحاجة إلى سنة جديدة بقدر حاجتنا إلى سنة «مستعملة»، سنة من ذاك الزمن الجميل، حين كانت القيم... اقرأ المزيد

141

| 26 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية