رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

هديل رشاد

صحفية فلسطينية

مساحة إعلانية

مقالات

351

هديل رشاد

قطر.. بوصلةٌ للحقِ

18 ديسمبر 2024 , 02:00ص

يُحْيي القطريون وكل من هو على هذه الأرض الطيبة اليوم ذكرى تأسيس دولة قطر على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني عام 1878، للحديث عن مناقبه، ودوره في إرساء دعائم قطر الحديثة، وفي تكريس مكارم الأخلاق التي اشتهر ويشتهر بها القطريون.

والعالم بات يعرف مواقف قطر المشرفة في تعاملها مع القضايا الإنسانية العادلة، وبات يعلم مسبقا الخط الذي رسمته القيادة في سياستها وفي وزن مواقفها بميزان ذهب.

الحديث عن مواقف دولة قطر لاسيما تجاه القضية الفلسطينية، يجعل حروف اللغة خجلى، والعبارات تتضاءل أمام حجم الفعل، فهذا القرار درس واقعي وقيمي بامتياز يكشف القيم التي أسس لها الشيخ المؤسس وباتت جذورها ضاربة في الأرض حتى توارثها من بعده حكام قطر الموقرون، للتأكيد على دور دولة قطر الذي لا تشوبه شائبة، والواضح وضوح الشمس في كبد السماء في انحيازها إلى القضايا الإنسانية العادلة، وإلى وقوفها إلى جانب الشعوب المظلومة التي تؤمن بحقها في تقرير مصيرها.

ولو تمحصنا قليلا بمواقف قطر لوجدنا أنَّ التضامن مع المظلومين هو جزء لا يتجزأ من المبادئ التي تقوم عليها دولة قطر، وفي هذا الموقف تبرز مكانة فلسطين في وجدان الشعب القطري والقيادة القطرية من قبله، سيما وأنَّ القضية الفلسطينية من أعدل القضايا، لذا دوما تتجلى مواقف القيادة في ضرورة مساندتها ومساندة شعبها الذي يناطح كيانا سرطانيا على مدار 76 عاماً.

فقد دأبت قطر على تقديم المساعدات الإنسانية والمالية لغزة، وإعادة إعمار ما يدمره الاحتلال في كلِّ مرَّة تستهدف ترسانته وآلياته البنى التحتية والمرافق الأساسية لسكان قطاع غزة، إلى جانب توفير الدعم للشعب الفلسطيني وكان آخرها خلال إعلان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منحة لتقديم العلاج لـ1500 فلسطيني من جرحى العدوان الأخير على قطاع غزة والذي تزامن مع الأشهر الأولى من الحرب المسعورة التي يشنها الكيان المحتل على سكان قطاع غزة العزل، كما ما لا تمحوه الذاكرة زيارة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما كان أمير دولة قطر عام 2012 آنذاك لكسر حصار غزة سياسيا واقتصاديا، فلم تفلح حينها الغارات والانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية بإفساد الزيارة التي فقأت عين الكيان المحتل حينها الذي أكثر ما يغيظه هو هذه المواقف الجليلة التي تؤكد أن القضية الفلسطينية هي جزء من جينات الشرفاء.

كما أنَّ مواقف قطر تتعدى ما قيل فهي لها دور دبلوماسي مهم في حث المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمه ضد الفلسطينيين واحترام حقوقهم المشروعة، والتي جميعها تأتي في سياق رفع الظلم عن الشعب الغزي، وإنهاء الاحتلال، والتأكيد أنَّ دولة قطر دوما بوصلتها تتجه نحو الحق بل باتت بأفعالها بوصلة للحق، فما قامت به اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للبلاد من مراعاة ما يمر به أهلنا في غزة لم يكن إلا امتدادًا للجهود القطرية الدؤوبة لدعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، كما أنه يعكس تعاطف القيادة القطرية مع معاناة أهل غزة ويظهر تضامن الشعب القطري مع الفلسطينيين في ظل الظروف القاسية التي يمرون بها، ويعد هذا القرار تأكيدًا على أن الاحتفال بالإنجازات الوطنية لا يمكن أن يكتمل دون الوقوف إلى جانب الأشقاء في أوقات محنتهم، فهذه تعد رسالة تضامن ووحدة في ظل هذه الظروف، يشكل اليوم الوطني لدولة قطر فرصة للتعبير عن الوحدة الوطنية وتعزيز القيم الإنسانية التي تتخطى الحدود.

ختاما...

اليوم الوطني لدولة قطر هو مناسبة للاحتفاء بالوطن والتاريخ والإنجازات، ولكنه أيضًا فرصة للتعبير عن القيم السامية التي تميز هذا الوطن، ومنها التضامن مع الأشقاء في أوقات الشدة يعكس الالتزام العميق بالقضايا الإنسانية والعربية، ويبرز التلاحم بين القيادة والشعب القطري في مواجهة التحديات، مما يجعل هذه المناسبة أكثر من مجرد ذكرى وطنية، بل رمزٌ للإنسانية والتلاحم، وسيستذكر الشعب الفلسطيني هذه المواقف دوما التي سينقلها للأجيال التي ستكتب في تاريخها بعد إنهاء الاحتلال فصلا عن مواقف قطر المشرفة.

مساحة إعلانية