رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا شك أن غبار الثورات العربية خلق جواً ومناخاً غير مستقر، خاصة أن بعض هذه الثورات لا يزال غبارها كثيفاً ومحتدماً وسط قتال عنيف وشرس بين الثوار والأنظمة الدكتاتورية الحاكمة مثل ما يحدث الآن في ليبيا واليمن بعد أن قرر حاكم ليبيا العقيد القذافي شن حرب إبادة ضد شعبه بالتعاون مع المرتزقة القادمين من خارج ليبيا ومن خارج الوطن العربي، أما غبار الثورة اليمنية فهو الآخر كثيف وداكن لأن الرئيس علي عبدالله صالح يرفض حتى الآن التنحي عن الحكم رغم أنه فقد الشرعية بعد أن خرجت الملايين من الشعب اليمني تطالبه بالرحيل.
أما في سوريا فنجد عاصفة من نوع آخر هذه العاصفة ليست امتداداً لرياح الثورات العربية الأخرى كالثورة التونسية أو المصرية اللتين هدأت رياحهما واستقرت أوضاعهما نحو مستقبل مشرق لهاتين الدولتين العربيتين على أمل أن تلحق بهما الثورة الليبية واليمنية، فالعاصفة السورية كما أعتقد هي عاصفة قديمة – حديثة، قديمة لأن سوريا كما نعلم مستهدفة منذ احتلال العراق عندما قررت الإدارة الأمريكية رسم خريطة جريدة للشرق الأوسط الكبير وهذه الحقيقة أصبحت واضحة وجلية ولا تحتاج إلى دليل أو برهان لكن سوريا صمدت أمام هذا المخطط الصهيوني – الأمريكي وأفشلته عندما تمكنت المقاومة العراقية الباسلة من تقليم أظافر هذا المشروع في العراق الشقيق وعندما تمكنت سوريا نفسها من إحباط هذا المشروع بدعم هذه المقاومة سواء في العراق أو في لبنان أو فلسطين.
الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن حركتها "الكرامة" العربية وليس رغيف الخبز فقط والدليل على ذلك أن شباب هذه الثورات ليسوا من الفقراء والمحتاجين فقط، وإنما هم من جميع فئات الشعب وشرائحه بل إنهم من الميسورين حالاً أحياناً خاصة شباب الفيس بوك والإنترنت مما يعني أن هذه الثورات هبت لعودة "الكرامة" للمواطن العربي وللوطن العربي بعد أن باع حكام هذه الدول كرامة شعوبهم في سوق العمالة الصهيونية الأمريكية.
ولأن هدف هذه الثورات العربية هو عودة "الكرامة" لهذا فإن العاصفة السورية تختلف رياحها عن رياح هذه الثورات لأن الكرامة الوطنية والقومية موجودة حتى الآن في سوريا، فهي دولة عربية صامدة حتى الآن أمام المخطط الصهيوني – الأمريكي بدعمها للمقاومة العربية وصمودها أمام المخططات التقسيمية والتفتيتية مما يعطي سوريا قوة في جناحها الوطني والقومي، لكن هذا الجناح الذي يجب حمايته ودعمه وتقويته يقابله جناح آخر وهو الجناح الداخلي، مما يدفعني للقول إن الطائر السوري الآن يملك جناحاً وطنياً وقومياً قوياً وصامداً، بينما الجناح الآخر وهو الداخلي يعتريه الضعف والهوان وهذا بحد ذاته خطر جسيم ومخيف على جسم هذا الطائر السوري يمكن أن يعرضه للسقوط في أيد لحظة.
اليوم ومن أجل ألا يسقط الطائر السوري لابد من علاج جناحه الداخلي بالإصلاح الفوري والذي هو حق لكل مواطن سوري، وهذا ما أكده الرئيس السوري بشار الأسد نفسه واعترف به، بل إن الرئيس الأسد كان شفافاً وواضحاً عندما خاطب الوزارة السورية الجديدة وأشار إلى سوء الجناح الداخلي لهذا الطائر ولابد من سرعة علاجه، وهذا العلاج الذي نأمل أن نراه سريعاً وبسرعة وبدون تسرع كما أشار الأسد لابد أن يوازي في قوته جناح الطائر السوري الآخر وهو جناح المقاومة والممانعة والصمود والتصدي وإلا فإن هذا الطائر السوري سيسقط عاجلاً أم آجلاً لهذا نقول على الإخوة في القيادة السورية أن يبادروا فوراً إلى علاج الوضع الداخلي السوري بما يحقق مصالح الشعب السوري في الأمن والاستقرار والحياة الديمقراطية التي يتعطش إليها ويبحث عنها وهذا يتطلب من الأشقاء في سوريا ألا يتسرعوا في أحكامهم وألا يؤثر فيهم غبار العاصفة التي تمر بها سوريا من رؤية الحقائق كما هي وتشخيص العلاج اللازم والفوري لها لا أن نسمع من بعضهم بعض الآراء التي لا تفرق بين العدو والصديق، وبين الوطني والعميل وبين الصادق والكاذب وبين المنافق والصريح وبين الناصح لهم والمخادع.
لهذا كله نأمل من القيادة السورية أن تبادر فوراً إلى علاج جناح طائرها الداخلي ليكون قوياً كجناحها الوطني والقومي، حرصاً منا على استمرار تحليق هذا الطائر السوري في سماء العروبة والقومية العربية للوصول إلى الأهداف المنشودة لأمتنا العربية.
هل تستعد أوروبا للحرب مع روسيا؟
فقط خلال الأسبوعين الماضيين أطلق ستة قادة أوروبيين تصريحات واضحة حول الحرب الأوكرانية وروسيا تؤشر إلى الاستعداد لتصعيد... اقرأ المزيد
168
| 29 ديسمبر 2025
العلاقات التركية - الليبية في زمن الاضطرابات الإقليمية
لا تزال الاضطرابات مستمرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجماتها على غزة... اقرأ المزيد
282
| 29 ديسمبر 2025
ما كان لم ينقذ غزة
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 71 ألفا و266 شهيدا... اقرأ المزيد
111
| 29 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1992
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1563
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1113
| 24 ديسمبر 2025