رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

Amalabdulmalik333@gmail.com
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

648

أمل عبدالملك

فرسان الحقيقة

20 أكتوبر 2024 , 02:00ص

دور فرسان الحقيقة وأهمية حمايتهم من الاستهداف في الحروب كان المحور الرئيسي في المؤتمر التاسع عشر والذي ينظمه مركز الإعلاميات العربيات في العاصمة الأردنية عمّان، حيث افتُتح المؤتمر الأسبوع الماضي تحت رعاية الأميرة بسمة بنت طلال الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات والتي أكدت من خلال كلمة الافتتاح على أهمية الإعلام في إيصال المعلومات ومسؤولية العاملين فيه ودورهم في كشف الحقيقة خاصة المراسلين الذين يعملون في مناطق الحرب كغزة في فلسطين ولبنان وجرمت استهدافهم من العدو الغاشم حتى لا تصل الصورة كاملة والحقيقة عما يدور في غزة ولبنان من إبادة جماعية دون إنسانية، وعُقدت جلسات حوارية عدة قدمت فيها الإعلاميات المشاركات والإعلاميون ورقات عمل متنوعة تناولت المواثيق الدولية وحقوق وحرية الصحفيين في مناطق النزاع، التحديات المعاصرة في الحملات الإعلامية، وكان للغة العربية نصيب في الجلسات حيث ناقشت المشاركات تأثير اللغة العربية وأهميتها على وعي الشباب في نقل الحدث، واستمع الحضور إلى شهادات مراسلي فلسطين ومعاناتهم مع العدو وعدم احترام الاحتلال لمهنيتهم الصحفية وتعمد استهدافهم وعائلاتهم رغم المواثيق الدولية بحفظ حقوق الصحفي إلا أن ذلك غير مُطبق في فلسطين للأسف. وللإعلام الرقمي نصيب فتم مناقشة دوره في إيجاد حلول للمنطقة العربية في المستقبل، ودور الإعلام في قضايا الإصلاح السياسي في العالم العربي، وفي محور استخدام الإعلام في الترويج للإشاعات والتقارير المفبركة قدمتُ ورقة عمل تناولت فيها تأثير الإشاعات والتقارير المفبركة على توجهات الرأي العام، شرحتُ فيها مفهوم الإشاعات وطريقة صنع التقارير المفبركة ودور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الإشاعة ومدى تأثيرها على الرأي العام وقدمت أمثلة لتأثير الإشاعات على الانتخابات في أكثر من دولة، واقترحتُ إستراتيجية للتصدي للإشاعات ودور الإعلاميين وصانعي المحتوى في توعية الجمهور للتصدي للإشاعات وطرق التحقق من المعلومات والأخبار وذلك بتعزيز الوعي الإعلامي لدى الكبار والشباب والأطفال.

وقدمت المشاركات ورقات عمل قيّمة بالمعلومات والبحث في مختلف المحاور التي ناقشها المؤتمر، وأتاحت الجلسات النقاشية المجال للحضور بتبادل الآراء والخبرات وبالتعرف على تجارب جديدة خاصة وأن المشاركات يحضرن من كافة البلدان العربية وبالتأكيد أن لكل بلد عربي خصوصيته المجتمعية والثقافية والتوجهات الإعلامية، وهذا ما يتفق ورؤية مركز الإعلاميات العربيات الذي تأسس منذ خمسة وعشرين عاماً على يد الأستاذة الإعلامية محاسن الإمام التي سعت أن يكون المركز مظلة للإعلاميات العربيات في بلدانهن، وبدأت مسيرتها الإعلامية منذ 35 عاماً كصحفية ومن ثم رئيسة تحرير وعضو في مجلس نقابة الصحفيين وحصلت على جوائز عدة وتم تكريمها في محافل إعلامية عديدة، وتترأس فريقاً متميزاً من النساء القياديات في المركز واللاتي يعملن وفق رؤيتها في خلق مشهد إعلامي لتكون النساء قائدات ومبتكرات ولسنَ فقط مشاركات، ويرتكز المركز على قيم ثابتة هي النزاهة والشمولية والتنوع والابتكار والتميز، ويقدم المركز عدة نشاطات منها برامج التدريب وحملات كسب التأييد، البحوث والدراسات، المؤتمرات السنوية، إنتاج الأفلام الوثائقية، ولتحقيق كل ذلك النجاح لابد من شركاء يدعمون المركز ليواصل مسيرته وعطاءه ويكون حضناً للإعلاميات العربيات ومتنفساً لهموهن الإعلامية.

وأوصى المؤتمر بالعمل على تكثيف تدريب الإعلاميين والإعلاميات على السلامة المهنية، تطوير وتمكين المهارات الإعلامية في كيفية استثمار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتطوير المحتوى الإعلامي، إعداد حملات إعلامية رقمية لصالح القضية الفلسطينية، توثيق السردية الفلسطينية خلال الحرب خاصة بما يتعلق بالنساء والإعلاميات في مناطق النزاع، إنشاء منصة إعلامية مشتركة تضم منسقات مركز الإعلاميات العربيات بهدف تبادل الخبرات والمعلومات، إنتاج دليل للمصطلحات الخاصة بالجندر والأدوات الرقمية، إصدار تقرير عربي يُعلن عنه في اليوم العالمي للصحافة يرصد الانتهاكات التي تتعرض لها الإعلاميات بأكثر من لغة، حث المؤسسات التربوية على إعداد مقرر التربية الإعلامية وصحافة المواطن لمواجهة الإشاعات والتمييز على أساس الجنس وخطاب الكراهية، ودعا المؤتمر وزراء الإعلام العرب بضرورة عقد اجتماع طارئ يبحث الاعتداءات التي يتعرض لها الإعلاميون والإعلاميات في مناطق النزاع، ونأمل أن يتحقق ذلك خاصة وأنه خلال عام تم استهداف أكثر من 173 صحفياً وصحفية ناهيك عن عدم ضمان أمان عائلاتهم!

مساحة إعلانية