رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. م. جاسم عبدالله جاسم ربيعة المالكي

نائب رئيس المجلس البلدي المركزي (سابقاً)

مساحة إعلانية

مقالات

81

د. م. جاسم عبدالله جاسم ربيعة المالكي

ملتقى التنمية الوطنية.. رؤية وعائد

20 نوفمبر 2025 , 03:00ص

جاء انعقاد ملتقى التنمية الوطنية تحت رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس مجلس التخطيط الوطني ليكون منصة مرجعية مهمة لعرض اتجاهات العمل الحكومي وتقديم قراءة صريحة للتقدم المحرز في مجالات التنمية المختلفة، وقد حمل الملتقى هذا العام طابعًا عمليًا يعكس وضوح الرؤية الحكومية وتصميمها على تعزيز جودة الحياة والاستدامة ضمن إطار وطني متكامل، وقد استعرض الملتقى محاور عدة، كان أبرزها القطاع الصحي الذي حظي باهتمام واسع لكونه يمثل القاعدة الأساسية لأي تنمية بشرية، وقد شمل العرض الصحي رؤية واضحة لما يعمل عليه القطاع من تحول جذري، حيث بات النهج الصحي قائمًا على الاستباقية والوقاية بدلاً من ردود الفعل التقليدية، مع التركيز على خفض معدلات الأمراض المزمنة وتعزيز الوعي الصحي المجتمعي، وتمت الإشارة إلى أن المنظومة الصحية تتجه نحو التوسع في البنية التحتية عبر إنشاء مرافق جديدة وتحديث المستشفيات وتوسيع القدرة الاستيعابية في مختلف المستويات العلاجية، إضافة إلى تحسين خدمات الطوارئ وتطوير آليات التدخل السريع بما يضمن جاهزية أعلى وقدرة أفضل على الاستجابة للحالات الحرجة، كما تناول العرض تعزيز دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير القطاع، حيث تم التأكيد على إدخال نظم الذكاء الاصطناعي في مجالات التشخيص المبكر وتحليل البيانات الطبية الكبيرة، مما يسهم في رفع دقة التشخيص وتقليل الأخطاء الطبية وتحسين تجربة المستفيد، وتم كذلك التأكيد على أن التحول الرقمي في الصحة ليس خيارًا بل ضرورة، ولذلك يجري العمل على تطوير نظام إلكتروني موحد يربط بين المراكز الصحية والمستشفيات ويُمكّن من إدارة الملفات الطبية بشكل آمن وفعّال، ومن أهم ما جاء في الجلسة الصحية إعلان البدء في تطبيق نظام التأمين الصحي في مطلع العام القادم، وهو ما يعد خطوة نوعية من شأنها تنظيم العلاقة بين مقدمي الخدمات والمستفيدين وتعزيز القدرة على التخطيط المالي الصحي بشكل أكثر كفاءة، وقد أوضح العرض أن النظام الجديد سيتيح خيارات واسعة للمستفيدين، ويخلق بيئة تنافسية إيجابية بين مزودي الخدمة الصحية، مما يرفع مستوى الجودة ويضمن وصول الخدمات بشكل منصف، كما تمت الإشارة إلى أن النظام الصحي الجديد سيشمل آليات للرقابة الصارمة على جودة الخدمات، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا أوسع بين القطاعين العام والخاص لتطوير نموذج صحي مستدام وشامل، وعلى المستوى الاجتماعي أبرز الملتقى أن التنمية الاجتماعية أصبحت محورًا جوهريًا في رؤية الدولة، حيث تم استعراض برامج تدعم الاستقرار الأسري بوصفه أساس المجتمع، إضافة إلى جهود تمكين المرأة والشباب وتوسيع برامج الدمج لذوي الإعاقة في التعليم والعمل، مع التركيز على بناء منظومة حماية اجتماعية حديثة وشاملة تستجيب لمتطلبات المجتمع وتحدياته، كما عُرضت مبادرات تتعلق بدعم الوالدين وتعزيز دور الأسرة في بناء القيم وتنمية الوعي المجتمعي، في إشارة واضحة إلى أن المجتمع هو المحور الأول للتنمية، وفي الجانب الثقافي تناول الملتقى رؤية تعتبر الثقافة مكونًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ تم استعراض خطط تطوير الصناعات الإبداعية ودعم المواهب الوطنية وتحديث الفضاءات الثقافية مثل المتاحف والمراكز الفنية، إلى جانب تشجيع الفنون الرقمية والمحتوى الإبداعي الجديد وربط الثقافة بمجالات التعليم والسياحة والتكنولوجيا لتعزيز الهوية الوطنية وتجديد أدوات التعبير الثقافي، أما على صعيد السياحة فقد تم تقديم رؤية متكاملة لتطوير القطاع بما يجعله رافدًا اقتصاديًا مستدامًا، حيث شملت الخطة تنويع المنتج السياحي عبر السياحة التراثية والعائلية والتعليمية والرياضية والعلاجية، إضافة إلى تطوير الفعاليات الكبرى والمهرجانات واستهداف أسواق عالمية متعددة، كما تمت الإشارة إلى مشاريع تطوير المرافق الساحلية والواجهات البحرية والبنية التحتية الترفيهية بما يخلق تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة وتعزز مكانة الدولة كوجهة نوعية في المنطقة والعالم، وقد حملت جلسات الملتقى توصيات ضمنية متعددة منها تعزيز التكامل بين الوزارات باعتبار أن التنمية نظام مترابط لا يقوم على جهود منفصلة، وتسريع التحول الرقمي للخدمات الحكومية، وإشراك المجتمع والقطاع الخاص كشركاء حقيقيين في التنمية، وتعميق الشفافية في طرح المشروعات والتحديات، وتعزيز الاستثمار في الإنسان بوصفه أساس التنمية، ومن مجمل ما عُرض يمكن استخلاص أن الدولة تسير وفق رؤية واضحة تقوم على التخطيط العميق والتحليل العلمي، وأن الخدمات الأساسية تشهد تحديثًا مستمرًا يعكس جدية في التطوير، وأن السياسات تُطرح أمام المجتمع بوضوح يعزز الثقة ويقوي الوعي العام، أما العائد الحقيقي من الملتقى فهو توحيد الرؤية بين الجهات الحكومية، وطمأنة المجتمع بأن مسار التنمية يسير بثبات، وتحفيز الجهات التنفيذية لتسريع الإنجاز، وترسيخ توجه وطني يضع الإنسان في مركز التنمية، ويعزز استدامة العمل الحكومي ومسار التطور، وبذلك يؤكد الملتقى أن مستقبل الدولة يُصنع من خلال رؤية متكاملة وسياسات متناسقة واستمرار في التحديث بما يضمن جودة حياة مستدامة وتنمية تمتد أثرها لسنوات طويلة.

اقرأ المزيد

alsharq جحا.. تعويذة كأس العرب FIFA قطر 2025

بادرة مباركة وموفقة تلك التي قامت بها اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب FIFA قطر 2025 بإطلاق التعويذة الرسمية... اقرأ المزيد

258

| 26 نوفمبر 2025

alsharq قمة وايز.. الإنسان أولاً وكيف لا يكون؟

صباح الاثنين ٢٤ نوفمبر٢٠٢٥م وبحضور فارع علما ومعرفة تم افتتاح القمة العالمية للابتكار في التعليم «وايز» بدولة قطر.... اقرأ المزيد

108

| 26 نوفمبر 2025

alsharq مشاهير.. وترندات

عندما سئل الشخص الذي بال في زمزم عن سبب فعله؟... فرد معللا بأنه أراد الشهرة فاشتهر، ولكن بهذا... اقرأ المزيد

132

| 26 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية