رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

Munaaljehani1@gmail.com 

مساحة إعلانية

مقالات

810

منى الجهني

الأسرة في ظل التحديات الراهنة

21 فبراير 2025 , 02:00ص

الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع، والرافد الأول للعاطفة، والمكان الأول الذي يكتسب فيه الفرد أنماط التفكير، والسلوك، والممارسات، والعلاقات.

والأسرة تعد من الأركان المهمة في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ومع تطور الحياة واجهت الأسرة ضغوطا وتحديات. ومن أبرز هذه التحديات التي تواجه الأسرة كما تحدث الدكتور علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في محاضرته التي تمت الأسبوع الماضي في مركز الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، عن التحديات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية التي تنعكس آثارها على المجتمع بشكل عام ودون استثناء، ويعاني جميع أفراد المجتمع من بعض الآثار كالتفكك الأسري والتوترات الداخلية التي ينشأ عنها ضعف المستوى الدراسي والأبعاد النفسية للمشكلات ضمن العائلة الواحدة.

فالأسرة ليست معزولة عن العالم ولا ما يحدث حولنا، فالعالم أضحى قرية صغيرة. فالثورة التكنولوجية أثرت بشكل كبير على كل أفراد المجتمع وفئاته المختلفة باتجاهاته.

الأسرة بالإضافة إلى ذلك تحدث الدكتور عن العولمة وأثرها الثقافي على الأبناء وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصغار والمراهقين والشباب بشكل عام، التي صارت اليوم جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

بلا شك فالأجهزة الذكية أثرت كثيرا على العلاقات ضمن الأسرة الواحدة كالتوترات والمشاكل التي لا تنتهي خصوصا إذا كانت الأسرة تعمل على بناء أساس قوي. يقول مالك بن نبي «إذا أردت بناء أمة عظيمة ابدأ بتنشئة أفرادها داخل أسر قوية». فتعليم القيم في البيت تصنع قادة مستقبل. وترسيخ الصورة المثالية للبيت المسلم أمر غاية في الأهمية تسعى له كل الأسر سواء في داخل الوطن أم كانت تعيش في بلدان مختلفة. وبالطبع ما تكون عليه الأسرة فهو صورة مصغرة عن المجتمع. كما انه لا أحد ينشأ من فراغ فكل شخصية عظيمة خلفها أسرة عظيمة بذلت من أجل هذه التربية الصالحة.

إن صلاح المجتمع مرتبط تماما بصلاح الأسرة التي تزيد من قوة المجتمع وصلابته.

وفي تقرير لليونيسيف أن الاستقرار العائلي لا يسهم فقط في النمو السليم للأطفال، بل يمنحهم القدرة على مواجهة التحديات بثقة».

والروابط العائلية الآمنة تساهم في الاستقرار العائلي، فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم يقول «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».

لذلك يعتبر من أحد عوامل استقرار المجتمع اليوم هو تقديم قدوة ناجحة، وتعليم الأبناء المهارات الأساسية للحياة، وكيفية التكيف في عصر به كل المغريات متاحة. من خلال المناهج وتنمية حس المسؤولية المجتمعية.

في ظل الثورة الرقمية الهائلة والمعلومات وتوفر الأجهزة الذكية صار الأمر يتطلب دورا للأسرة غير الأدوار التقليدية لضمان بقائها واستمرارها. لأن هذه الثورة الرقمية والاعتماد المفرط على الأجهزة الذكية خلق فجوة كبيرة بين الأجيال. وقلل التفاعل والتقارب الأسري بصورة واضحة.

لذلك فإن هذه التحديات ليست مقتصرة على الوقت الحالي، بل تطول مستقبل الأجيال القادمة.

فالأسرة في الإسلام تظل أساس كل المجتمعات التي تشكل هويتها، لذلك لابد من التفاعل الإيجابي مع التحديات التي تواجهها الاسرة وبناء أجيال قادرة على الابتكار والنهوض في ظل المتغيرات المستمرة بسرعة من خلال تعزيز الهوية الوطنية وتقديم الدعم الاسري وتعزيز القيم ودعم الأنشطة الثقافية والعائلية.

بالختام نشكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على الدعوة الكريمة والمحاضرة التي نحن بحاجة إلى المزيد من مثل هذه الأنشطة التوعوية في هذا مجال الأسرة.

ان أفضل ما يمكن للفرد ان يبنيه هو اسرة متينة البنيان متماسكة الأركان والتي هي من أولويات الأسس الإسلامية.

فالعائلة هي الوطن الأول والبيت الذي نبحث عنه مهما كبرنا كما قال نجيب محفوظ.. كل هذا بيني وبينكم...

مساحة إعلانية