رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الجعفراوي.. شهادة سبقت الرحى

في آخر مشاهد حياته، ظهر صحفي الجزيرة صالح الجعفراوي في مقطع مصور تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، ممددا على الأرض وقد اخترقت الرصاصات جسده النحيل، ينزف، بينما كان يوثّق ما بعد الحرب، فيما كان صوته الذي يئن وجعا يلهج بآخر ما يملك من وعيٍ وصدق «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله». لم يسقط برصاصة قناص إسرائيلي هذه المرة، بل برصاص العملاء داخل غزة، في حيّ الصبرة تحديدًا. في واحد من أكثر المشاهد قسوةً على الضمير العام أن تمتد يد الغدر له لتُخرس صوته. إن اغتيال صالح ليس فقدًا لشخص؛ بل لعدسةٍ كان العالم يرى الحقيقة من خلالها، ولصورة كانت تلتقط توثق مقاطع الدمار والتهجير والقصف، ولصوت ينقل الوجع. إنه اغتيال لشاب كان شاهدا على الأحداث التي يمر بها الفلسطينيون. وتؤكد الإحصاءات أن أعداد الصحفيين القتلى في غزة بلغت مستوى غير مسبوق تاريخيًا. وفي القانون الدولي ومواثيق الصحافة يعد هذا جريمة. ويعتبر استهداف الصحفيين عمدًا جريمة حرب إذا تبين أن الاغتيال كان مقصودًا أثناء أداء مهنتهم الإعلامية. كما أنه خرق لحرية الصحافة. ومن المفارقات في يوم دفن صالح الجعفراوي يكون شقيق صالح، ناجي الجعفراوي، قد أفرج عنه ضمن دفعات تبادل الأسرى في اليوم ذاته الذي ودّعت فيه غزة صالح إلى مثواه الأخير. لم يكن اغتياله مجرّد حادثة ميدانية عابرة، بل لحظة فاصلة بين الحقيقة والغدر. وكأن لم تكن الرصاصات كافية، حتى يتواطأ الغدر معها ليُكمل ما بدأه الرصاص لاغتيال الحقيقة. والغدر أشد من القتل في حد ذاته لأنه يجمع بين الخيانة والخداع وسوء النية. الغدر ليس قتلًا جسديًا فقط، بل هو اغتيال للثقة والكرامة والعهد، وسقوط المروءة. الذاكرة لا تصفح ولا التاريخ ينسى فالغدر ليس من شيم العرب. فهي تعد وصمة عارٍ تظل تلاحق صاحبها «فالغدر سُبّة لا تزول» كما يقول العرب. فالعربي الأصيل لا يطعن من الخلف، ولا يبيع صاحبه مهما كان الثمن. ورغم الخيانة، سيبقى صوت الشهداء صادقًا، لأن الحقيقة قد تُغتال، لكنها لا تموت. بهذا الوصف، لا يُنظر إلى الغدر كمجرد فعلٍ سياسي أو حيلةٍ عسكرية، بل غدر بالقضية الفلسطينية. وبالرغم من تحريم الغدر حتى مع الأعداء في الحرب، فكيف بمن يغدر بأخيه؟ إن الخيانة لا تنتصر أبدًا وإن بدا في لحظة أنها غلبت. لم يُقتل صالح وحده، رحل صالح وقد ترك الكاميرا التي كانت شاهدة معه، وترك في ذاكرة الأمة إرثا لا يزول في زمن الحرب وكان شاهدا على الحقيقة. رحل الجعفراوي وقد اختار طريق الحقيقة وخلد معها معنى أمانة الصورة ومعنى أن تكون إنسانا. كانت الشهادة آخر ما نطقه هذا الشاب الذي عاش حياته يشهد للعالم على الحقيقة، فختمها بشهادة الحقّ أمام الله. سقط جسده صامتًا، لكن صوته بقي شاهدًا على أن الكلمة الحرة لا تُغتال، وأن المؤمن لا يُهزم ولو مات قائمًا على الأرض. هكذا رحل صالح كما عاش وما أعظم أن يختم الإنسان مسيرته وقد جمع بين الشهادتين، شهادة كلمة الحق التي نطق بها طول حياته، وشهادة الإيمان التي ختم بها أنفاسه الأخيرة. ختم الجعفراوي حياته كما عاشها صادقًا، شجاعًا، ومؤمنًا بأن الحقيقة تستحق أن يُضحّى من أجلها، سلامٌ على من ماتوا وهم أحياءٌ في الذاكرة... كل هذا وبيني وبينكم

12

| 22 أكتوبر 2025

ما بعد الموت.. عودة الروح إلى غزة

مشاهد العائدين إلى الشمال وإلى أحياء غزة القديمة تحمل مزيجًا مُربكًا من الفرح الحذر، والحِداد، والخوف، والذهول أمام بقايا البيوت التي كانت يومًا حياةً كاملة. بعد عامين من حربٍ لم تُبقِ على شيء، تعود الحياة إلى غزة ببطءٍ يشبه التنهيدة الأولى بعد الغرق. أرقام الموت تتحدث أكثر من الكلمات، وتحكي فداحة ما جرى. يعود معها نحو نصف مليون من أهل غزة إلى الحياة من تحت الأنقاض والركام، بعد أن أنهكتهم الحرب، وبعد التهجير القسري الذي طال ٩٠٪ من سكان القطاع، في حرب الإبادة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وراح ضحيتها ستة وسبعون ألف شهيد، بينهم سبعة وعشرون ألف طفل لم يعرفوا من الدنيا سوى الخوف. منذ الساعات الأولى للأزمة، كانت قطر تقوم بدور الوساطة وتبذل الجهود الحثيثة من أجل وقف الحرب، ليس بدافع سياسي فحسب، بل انطلاقًا من التزامٍ أخلاقي وإنساني راسخ. كما قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «دورنا في الوساطة واجب إنساني قبل أن يكون سياسيًا، فإطفاء الحرائق خيرٌ من إشعالها».لم يكن ذلك مجرّد تصريح، بل تجسيدٌ لموقفٍ أخلاقيّ ينسجم مع سياسة قطر القائمة على إعلاء قيمة الإنسان وصون كرامته. فكانت الوساطة القطرية خيط الأمل الأخير في ليلٍ عربي طويلٍ أثخنته الجراح. تضع الحرب أوزارها بعد توقيع إسرائيل على اتفاقٍ لإنهائها. ومن خلال هذه الوساطة التي قادتها قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة وتركيا، تم الوصول إلى اتفاقٍ شاملٍ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، إضافةً إلى دخول ستمئة شاحنة إغاثة يوميًا عبر المعابر. وبينما كانت الوفود تتجهّز للقمة، فُجعت قطر بنبأ استشهاد ثلاثة من خيرة أبنائها وإصابة اثنين في حادث سير على طريق شرم الشيخ، كانوا يسيرون في طريق السعي للسلام أثناء مهمّةٍ مرتبطة بأعمال القمّة. قضوا شهداء من أجل حقن الدماء في غزة. رحمهم الله، فقد رحلوا وهم يحملون رسالة سلامٍ لا تموت. وبحسب الإحصاءات الأممية، فإنّ غزة سجّلت أعلى معدلٍ للضحايا المدنيين في القرن الحادي والعشرين نسبةً لمساحتها وعدد سكانها. إنها المدينة التي دفعت أثمانًا باهظة من أجل أن تظلّ واقفة على قدميها. غزة اليوم لا تطلب الشفقة، بل الدعم المنظّم والإغاثة العاجلة لقطاعها الصحي، الذي يعاني من نقصٍ حادٍ في المستشفيات، والأدوية، والأجهزة، والمستلزمات، والكادر الطبي المنهك. إنّ مشهد الأطباء الذين يواصلون العمل بلا نومٍ ولا كهرباء هو صورة للبطولة في زمنٍ أنهكته القسوة. أما التعليم، فقد كان أحد أكثر القطاعات تضررًا. مدارس كثيرة تحوّلت إلى ملاجئ أو ركام، وأطفال فقدوا مقاعدهم ومعلميهم وأحلامهم الصغيرة. واليوم، تعود أصوات الطلبة إلى ساحات المدارس المتهالكة، كأنها إعلانٌ جديدٌ للحياة رغم الألم. إنّ إعادة بناء المدارس وتأهيل المعلمين وتوفير الكتب والمناهج تمثّل أولوية إنسانية لا تقلّ أهميةً عن إنقاذ الأرواح. فالمجتمع لا يُشفى جسده دون أن تُعالج روحه، والتعليم هو الطريق الوحيد للشفاء المعنوي والنهضة المستقبلية. ومن هنا تبرز مسؤولية العالم في دعم هذا الحق المقدّس في التعلم، لأنه ضمانةٌ لعدم تكرار المأساة. إعادة إعمار غزة ليست عملية هندسية فحسب، بل مشروع إنساني شامل لإحياء الذاكرة والهوية. فعودة الحياة ليست بالسهولة التي نتخيلها، بل هي مسار متكامل من العلاج والرعاية والتعليم والإصرار على الحياة والبقاء. إنها عودة إلى الإيمان بأنّ النور ممكن حتى بعد عتمة الدمار، وأنّ روح الإنسان أقوى من كل جدارٍ هُدم.إنّ رحلة العودة ليست رحلة جغرافية من الجنوب إلى الشمال، بل عودة الروح إلى غزة، عودةٌ من الموت إلى الحياة. وبوساطةٍ قطريةٍ لا تعرف الكلل أو التعب، ومع قمة شرم الشيخ التي حملت أرواح شهداء السلام، تُفتح صفحةٌ جديدة من تاريخٍ كُتب بالدم، لكنه لا يزال يصرّ على كتابة الأمل... كل هذا وبيني وبينكم.

411

| 15 أكتوبر 2025

يوم المعلم.. مهنة لن تختفي

يقول الاسكندر الأكبر: أنا مدين لمعلمي لأنه قدم لي حياة جديدة. يحتفل العالم أجمع بيوم المعلم الذي ينظم سنويا في الخامس من أكتوبر من كل عام والذي بدأ الاحتفال به منذ أربعة عقود. ان المعلم هو الأساس لنهضة الأمم بلا شك فيعتبر هذا اليوم فرصة عظيمة من اجل تعزيز مهنة التعليم التي يعتبر المعلم فيها هو حجر الأساس في العملية التعليمية. حيث يولي الجميع أهمية بالغة لدور المعلم الذي يقوم به، ولا يختلف اثنان على الجهد الذي يبذله المعلم. فبطبيعة الحال يترك المعلم أثرا كبيرا في نفوس كل الطلاب. ويبقى ذلك طويلا لا ينسى سواء إيجابا أو سلبا. فأهم ما على المعلم أن يترك أثرا مستداما يبقى في الفرد، ومن شأن هذا الأثر أن يظهر جليا في شخصية الطالب المتعلم. مما يسبب عملية تحول كبيرة في حياة الانسان فينتقل من مرحلة الجهل الى التعلم والمعرفة. من أولويات التعليم المعلم الكفء الذي يعتبر من أهم ركائز وقوي والاساس للبنيان للمجتمع. على مر السنوات وباختلاف الديانات فقد نال المعلم اهتماما كبيرا من جميع أفراد المجتمع تقديرا لما يقدمه للمتعلمين من طلابه. اليوم غدا للمعلم مكانته عبر الأزمنة، قيمة لا تتبدل ولا تتغير تقديرا للجهود التي يقدمها لتعليم الطلاب وتضع المعلم في مستوى عال. إن أهم ما يميز المعلم أنه يعزز الثقة بينه وبين الطالب وبناء شخصيته. لابد لكل منا معلم لا تزال تحتفظ به الذاكرة لتضحياته من أجل أن طلابه. يعتبر المدرس هو المصدر السليم للتعلم الصحيح، تعتبر مهنة التعليم مهنة مقدسة ونهجا ربانيا في الرسالة المحمدية التي بدأت بأول كلمة اقرأ. وهذا أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثت معلما مبشرا. كل البلاد تحتاج للمعلم الكفء، المتقن والمخلص في عمله الذي له الحس الإنساني الكبير الذي من خلاله يستطيع التواصل مع طلابه. ان المعلم الذي يحمل شرف المهنة وعناء الوظيفة ويتفهم المعلم كل احتياجات الطلاب المختلفة ويتعامل مع تفاوت الطباع لدى طلابه. انه المحب لطلابه ومهنته، الذي طالما كان اللطف والرفق بهم عنوانه. فالمعلم تجاوز دور تقديم المادة المعرفية فقط، ولكنه يهتم بهم عاطفيا وصحيا وتربويا. ويعمل على جذبهم لهذه العلوم والمعارف. لطالما كان هذا المعلم مبادرا ومتعاونا مع الجميع. من أشرف المهن وأعلاها لأنها تبدأ من الصفر في بناء الطالب انها مهنة العطاء والمنح والمجتمع وثق به واستأمنه على نفوس وعقول أبنائه. لذلك يستحق معلم الاجيال الاحتفاء به ليس يوما بالسنة وانما كل يوم نظرا لعظيم ما يقدمه من لبنات واساس لبناء مجتمعه. من صناعة القيادات والقادة المتميزين. يوما بعد يوم ومع التقدم التكنولوجي تبقى مهنة المعلم من المهن التي لن تختفي أبدا. ولا غنى عنها في أي زمان ومكان. فالأمم تحيا بالعلم وتموت بالجهل. كل هذا وبيني وبينكم

246

| 05 أكتوبر 2025

غزة.. والحلم خبزة

في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها من عدم توفر الغذاء في غزة. فطفلتها الصغيرة تطلب منها أن تخبئ قطعة الخبز الصغيرة إلى الغد لتجد شيئا تأكله. لقد أصبح نادرا لدرجة أن يُخبأ. بالمقابل، في الحرب العالمية الثانية، وثّقت كتب التاريخ كيف كان الأطفال في الحرب العالمية الثانية يخبئون قطع الخبز في معسكرات الاعتقال النازية. فالصورة ذاتها تتكرر اليوم في غزة، ولكن بأعين تشاهد ومفتوحة للعالم. «على هذه الأرض ما يستحق الحياة...» واليوم أطفال غزة لا يجدون الخبز وبالكاد الأم... فالطفولة في غزة مسروقة، وعالميا تعرف الطفولة بأنها مرادف البراءة والإنسانية، والدهشة. أما في غزة فقد أصبحت ذات مترادفات أخرى قاسية كالحرمان والألم والموت جوعا. كما أن الطفولة في غزة ليست دمى وكتبا ودفاتر وأقلاما ملوّنة، بل خيام في العراء وذكريات تحت الأنقاض. هناك تُسرق الطفولة جهارًا، ويموت الأطفال جوعاً والعالم يتفرّج. الطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. إن ذلك كله بلا شك يعكس جرائم الحصار والتجويع، وشهادة على قسوة العالم كله الذي يشاهد ويسمع أحداث غزة من إبادة وتجويع وحصار ولا يحرك ساكنا. أيضا هي ازدواجية واضحة للعالم تجاه هذه الطفولة المسروقة. في غزة، لا يُقاس العمر بالسنوات، بل بعدد الغارات التي نجا منها الطفل. وانكتب له عمر آخر. طفولة مسروقة، متناثرة بين الركام، وتُختزل في قطعة خبز تُخبّأ خوفًا من الجوع. عدا ذلك غدت الطفولة في غزة صغارا ينتظرون الطعام في طوابير المساعدات الإغاثية. عائلة مكونة من خمسة أو ستة أطفال يتقاسمون خبزة واحدة، كان حلمهم لعبة اليوم صار الحلم قطعة خبزة. فالطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. فالنزوح ليس نجاة، ولا هو هروب من القصف، بل فقد أمان وبيت، بل هو عبور من موت سريع إلى موت أبطأ أكثر قسوة وكأن القصف والإبادة لا تكفي يأتي الجوع والتشريد بالإضافة إلى خذلان العالم وقسوة صمته.. سياسة ممنهجة ومساعدات شحيحة فالتقارير الدولية تشير إلى أن الحصار يمنع وصول الغذاء بشكل كافٍ وعمدا. أين ضمير العالم من هذا كله؟ وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فيما تؤكد الإحصاءات الميدانية أن سياسة التجويع باتت حقيقة يومية تفتك بالأطفال. فمنذ أشهر يرزح القطاع تحت حصار مشدد، يترافق مع قيود صارمة ومنع متعمد لوصول الغذاء والدواء، ما يجعل حياة آلاف المدنيين مهددة على نحو خطير. وبالرغم من التحذيرات المتكررة من المؤسسات الدولية والأممية، طوال أيام وشهور هذه الحرب، يظل التجويع أداة حرب ضد المدنيين الأبرياء في غزة. بالإضافة إلى ذلك فالأرقام الصادمة تؤكد أن الأطفال هم الضحية الأولى لسياسة ممنهجة، تقوم على حصار محكم ومنع وصول الغذاء والدواء منذ أشهر. هذه السياسة لا تكشف فقط عن أزمة إنسانية، بل عن عجز المجتمع الدولي عن فرض حماية حقيقية لأبسط الحقوق الإنسانية. المنظمات الدولية والحقوقية تصدر التقارير، ولكن الطفولة في غزة ما زالت تُغتال كل يوم. السؤال الجوهري: أليس من حق أطفال غزة أن يعيشوا كما يعيش أطفال العالم؟ أليس من حقهم أن يذهبوا إلى مدارسهم حاملين حقائبهم بدلا عن الأكفان؟!! كل هذا وبيني وبينكم...

186

| 01 أكتوبر 2025

قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال أعضائها.!!! من خلال هذه الكلمة عرف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد معنى الدولة المارقة من منبر الأمم المتحدة. التي شارك فيها حضرة صاحب السمو في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وسط تصاعد التوترات في المنطقة. كما أنها تأتي كرسالة سياسية ودبلوماسية تحمل مضمونا عميقا وواضحا حول السيادة، العدالة. هناك الكثير من الدلالات من خطاب سمو الأمير عندما عبر عن الاعتداء على سيادة دولة هو اعتداء سافر يخرق الأعراف الدولية. وهو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، لا يسعى طرف لاغتيال وفد يفاوضه إلا بهدف إفشال المفاوضات. وفي بداية كلمته أشار سموه بعد مرور ثمانية عقود من المحافظة على السلم والأمن الدوليين، واحترام كرامة الانسان وسيادة الدول. قطر كدولة تتمسك بالمبادئ وتدافع عن القيم الإنسانية على الصعيد الدولي وعلى صعيد التحالفات واثبتت ذلك في عدة دول أفغانستان، السودان، أوكرانيا، ولبنان. وفي خطابه أكد سمو الأمير أن حماية السيادة لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال. فالهجوم الإسرائيلي الذي طال قطر مثل انتهاكاً صارخاً للقانون والاعراف الدولية. وأن احترام القانون الدولي هو أساس أي نظام عالمي عادل. وعبر عن ذلك قائلا ان تراجع منطق النظام الدولي امام منطق القوة ذلك يعني تسيد نظام الغاب. وبالتالي ظهور مفهوم الواقعية السياسية الجديدة في عالم السياسة اليوم وذلك يعني فرض الأمر الواقع اجباريا على الدول. وشكك سمو الأمير من نوايا إسرائيل على السلام، وأكد ذلك من خلال خلط الأوراق ونسف المفاوضات، واطالة أمد الحرب لصالح اسرائيل. علاوة على ذلك لقد كانت فلسطين في قلب الخطاب القطري، إذ دعا سمو الأمير إلى وقف المأساة الإنسانية في غزة، والتأكيد على أن لا سلام دون عدالة ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال. ولقد بذلت دولة قطر جهود ‏وساطة، ودعما لإيصال المساعدات، وجهودا شاقة للإفراج عن الأسرى. لهذا السبب لا تريد إسرائيل انهاء الحرب الا بالتطهير العرقي والابادة، الامر الذي يضع علامة استفهام كبيرة امام رئيس هذه الحكومة. كما أشار الشيخ تميم في الأمم المتحدة أن قطر لن توقف جهودها نحو السلام بسبب دولة مارقة، بل ستستمر في مواقفها وحضورها السياسي والدبلوماسي. قطر عاصمة تحتضن الفعاليات الرياضية والسياسية وأثبتت أنها اكتسبت ثقة المجتمع الدولي. الرسالة واضحة من كلمة سمو الأمير: السيادة لا تُساوم، والسلام لا يتجزّأ، والدبلوماسية الحقيقية لا تكتفي بالتصريحات، بل تُترجم إلى أفعال. ويبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه المواقف إلى خطوات عملية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمام الأمم المتحدة يمثل نقطة قوية في المسار السياسي والدبلوماسي لقطر، بل أيضا في مجرى الأحداث في الشرق الأوسط. هو ليس فقط ردًّا على فعلة إسرائيل، بل هو إعلان موقف: أن بعض الممارسات لم تعد تُحتمل، وأن القوانين الدولية، حقوق الإنسان، السيادة ليست مفاهيم مرفوضة فقط، بل خط أحمر يتطلب احترامًا. في النهاية، يعبر هذا الخطاب القطري في الجمعية العامة بالأمم المتحدة عن مصداقيته عربيا ودوليا، ليست كدولة وساطة فقط، بل دولة ذات سيادة وذات موقف دبلوماسي، وان ذلك لن يجبر قطر على التراجع لأجل سلوك دولة مارقة... كل هذا وبيني وبينكم.

1104

| 24 سبتمبر 2025

الدوحة في قلب العاصفة.. وقمة الوضوح

اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي دعت إليها دولة قطر لبحث الرد على العدوان الإسرائيلي الغادر، في لحظة تاريخية أعادت رسم ملامح المشهد العربي والإسلامي. لم يكن البيان الختامي مجرد ترديد لعبارات الإدانة التقليدية، بل حمل مواقف عملية ودعوات صريحة لمراجعة العلاقات، ومساءلة إسرائيل سياسيًا وقانونيًا، بما ينسجم مع تطلعات الشعوب التي سئمت الاكتفاء بالتصريحات الرنانة. منذ لحظة الانعقاد، كانت القمة قمة وضوح الموقف. حيث بدأت بإدانة الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر، وأكدت أنّ المساس بدولة عضو ليس اعتداءً عليها وحدها، بل على الأمن الجماعي العربي والإسلامي. وقد قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجلسة القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة هي رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي. كلمات جاءت لتؤكد أن السيادة القطرية خط أحمر، وأن الصمت لم يعد خيارًا صالحا بعد اليوم. في الوقت الذي يبحث فيه نتنياهو عن نصر مفقود في فلسطين، وجه غدره إلى قطر، في عدوان فاشل متوهمًا أن ذلك سيعزز رصيده الدولي، لكن بحساباته الخاطئة فشل القصف منذ لحظته الأولى. لقد انقلب السحر على الساحر، إذ لم يحصد الاحتلال سوى الإدانة والعزلة، بينما حصدت قطر تضامنًا مطلقًا وتأكيدًا على دورها المركزي كوسيط لا غنى عنه في تحرير الأسرى وفي مساعي السلام. ان البيان الختامي شدد على أن الاعتداء على قطر مسّ وجدان الأمة كلها، ودعا المجتمع الدولي، وخصوصًا الأمم المتحدة، إلى تحميل إسرائيل التبعات القانونية. لكنه في الوقت نفسه وجه بوصلة المسؤولية إلى الشعوب، داعيًا إياها إلى أن تكون شريكًا في صناعة القرار عبر الضغط والمطالبة والمراقبة. فالمعادلة لا تتغير بالبيانات وحدها، بل بوعي جماهيري قادر على دفع الحكومات إلى مواقف أكثر صلابة. ما كشفه هذا العدوان لم يكن مجرد عداء لإرادة قطر، بل محاولة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، وقتل أي مسار تفاوضي عادل. غير أن الرد العربي والإسلامي الموحد أثبت أن التضامن لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية في زمن تختبر فيه الأوطان حدود بقائها. كما أبرزت القمة دور الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة حملات التضليل الإسرائيلية، وتشكيل رأي عام عالمي يعكس الحقائق والحقوق المشروعة للشعوب. لقد ترك العدوان أثرًا عميقًا في الوجدان العربي والإسلامي، وأدرك المواطن العربي أن الخطر قد يطرق أبواب أي عاصمة، لا فلسطين وحدها. وهذا الإدراك زاد من قوة التضامن مع قطر، ووسّع دائرة التعاطف مع غزة المحاصرة والمجروحة. البيان الختامي لم يكتفِ بالشجب، بل وضع خطوطًا حمراء للممارسة الدولية، ودعا إلى خطوات ملموسة دبلوماسية، قانونية، اقتصادية، وإعلامية. البيان الختامي ليس نهاية المطاف، بل نقطة مفصلية تدعو للمضي قدما بخطى ثابتة وواثقة، نحو ترجمة المواقف الى سياسات عملية تصنع الردع وتحمي السيادة. وهو ماعبر عنه سمو الأمير بقوله: «نحن لا نساوم على سيادتنا ولا نسمح بالاعتداء على أرضنا وقرارنا الوطني». لقد أثبتت قمة الدوحة أن العاصفة، مهما كانت قاسية، يمكن أن تكون فرصة لإعادة ترتيب الصفوف. فقد جاء العدوان ليؤكد همجية إسرائيل، لكنه في المقابل أعاد توحيد الصفوف بين العرب والمسلمين، وأطلق مسارًا جديدًا يربط بين الإرادة الشعبية والموقف الرسمي. وما سيأتي بعد القمة هو الامتحان الحقيقي: تحويل التضامن إلى قوة ردع، وتحويل البيانات إلى أفعال تحفظ للأمة سيادتها وكرامته.

183

| 17 سبتمبر 2025

انتهاك السيادة القطرية.. اغتيال للوساطة

في انتهاك سافر للسيادة القطرية والذي تعرضت له الدوحة يوم أمس. الهجوم الجوي الإسرائيلي على قطر، والذي استهدف مقر إقامة أعضاء حركة حماس في الدوحة. هذا العدوان المباشر الذي تتجاوز إسرائيل فيه كل الخطوط الحمراء، وتخرق فيه القانون الدولي. وقد أثار هذا الهجوم استياءً قطريا واسعا رسميا وشعبيا، وإدانة دولية لإسرائيل، حيث اعتُبر انتهاكًا مباشرًا وعدوانا على دولة ذات سيادة. العدوان على الدوحة يستهدف الوسيط القطري والحليف لأمريكا، وهي التي تسعى لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية إنسانية وسياسية عادلة. فالقانون الدولي يحظر استهداف المقرات المدنية والسياسية، ويُلزم احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. من جانب آخر يرى الكثير من المحللين السياسيين ان هذه الضربة الإسرائيلية التصعيدية لا تعتبر كعمل عسكري فحسب، بل هي من جانب سياسي تظهر بشكل واضح عجز إسرائيل الميداني، وقتل المفاوضات الجارية بوساطة قطرية لإنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وقد تكرر تعطيل المفاوضات لتبادل الأسرى من قبل بنيامين نتنياهو. وعائلات الأسرى الإسرائيلية على علم بذلك انه دائما يسعى لإفشال العمليات وتعقيد الأزمة. من ناحية أخرى يريد بنيامين نتنياهو فرض قواعد جديدة بدون رادع أخلاقي ولا سياسي ولا قانوني. ومنذ سنوات، لعبت قطر دورًا محوريًا في ملفات الوساطة، واستضافت على أراضيها العديد من جولات التفاوض بين حماس وإسرائيل، بتنسيق دولي وخاصة مع الولايات المتحدة. غير أن ما جرى مؤخرًا يكشف عن تناقض عجيب: فبعدما اقترحت واشنطن استضافة جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، جاءت إسرائيل لتقصف مكان الاجتماع وأعضاء الوفد، في عملية اعتُبرت منسّقة ضمنيًا مع الإدارة الأمريكية. إن قصف الدوحة ليس مجرد عمل عسكري، بل هو عدوان سافر على دولة ذات سيادة، وتجاوز للخطوط الحمراء كافة. الاعتداء على قطر يمثّل انتهاكًا لهذه المبادئ، ما استدعى إدانات عربية ودولية واسعة، عبّرت عن رفضها لاستخدام أراضي وسيادة الدول كساحة لتصفية الحسابات هل حان الوقت للتوقف عن المزيد من الدماء؟ أليس من حقنا، نحن الذين نحتمي بالله ثم بعلم قطر أن نعيش بأمان في بيوتنا دون تربص من طائرات الغدر من بعيد؟ نعم أنا مواطنة قطرية، قد أرتجف اليوم خوفا على بيتي وأهلي ووطني، ولكنني أعلم أن هذا الخوف سيتحول غدا الى قوة، وأننا سنغدو في تكاتف وتماسك مستمر مع قيادتنا. فالوطن الذي علمنا أن نمد أيدينا بالخير الى الغير، لن يعجز عن مواصلة رسالته كما فعل دائما. ولعلي أختم بما يردده قلبي الآن: ان الاعتداء على سماء قطر اليوم لم يصب قطر فقط، بل أصاب قيم العدالة والإنسانية التي يفترض ان يحميها العالم بأسره. ومادامت كل القيم حية فينا، فلن ننهزم، وسيبقى وطني مهما اشتد الظلام، منارة تذكر الاخرين بان العدل لا يموت وان الحق لا يقصف. العدوان على الدوحة لم يكن مجرد استهداف لمكان أو أشخاص، بل كان محاولة لطمس مسار تفاوضي كامل. اللهم احفظ قطر وأميرها وشعبها وأرضها وسماءها، وأدم على بلادنا الأمن، والأمان والرخاء والعزة... كل هذا وبيني وبينكم

414

| 10 سبتمبر 2025

بيت العمر بين الهوية والجدران

منذ بدء الخليقة ويسعى الانسان الى الاستقرار، وأن يجد له مأوى يسكن فيه ويحميه من التقلبات سواء الجوية أو الاجتماعية أو غيرها. يسعى جاهدا طيلة عمره أن يوفر له مسكنا يحميه. قد يختلف بناء البيت من جيل لجيل، وتتغير مواد البناء، ولكن يظل البيت أوّل حدود الإنسان مع العالم الخارجي. ويظل الجوهر واحدا بيت يحتضن ذاكرة المكان بتفاصيلهم حتى الصغيرة وملامحهم التي لا تنسى. فيه يتربى الأبناء على العادات والتقاليد، وتعزز فيه الروابط الاجتماعية لتشمل دائرة المجتمع الأوسع. غير ان بيت العمر يعتبر بالنسبة له خلاصة الأيام ورمز للاستقرار. فالكثير يقضي سنوات عمره في الادخار من أجل بيت العمر. ليصبح بعد ذلك تعبيرا عن هويته وذاته. فهو ليس مجرد جدران وغرف فقط. انما امتداد لإنسانيته وهويته، ومن خلاله تبنى المجتمعات. ان من أهم الدوافع لبناء بيت العمر هو البحث عن الأمان والاستقرار. فكل باب فيه هو باب أمل، وكل نافذة فيه من النوافذ تبعث في قلب أصحاب البيت النور والحياة من أجل مستقبل أفضل. بيت العمر هو بيت الأمان لأهله فهو أمان للأبناء بعد عمر طويل. كما أنه امتداد للأسرة وجذورها في بيت العمر. بيت العمر يحمل في طياته بعدًا عاطفيًا؛ فهو موطن تتشكل العلاقات الإنسانية فيه، ومسرح كل الذكريات، حيث تنسج الاحلام وذكريات الطفولة. وهنا يتجاوز معناه المادي كونه مأوى، أو ليسجل اسمه على صك ملكية. إنه أكبر من ذلك بكثير. انه قيمة انتماء ومعنى للاستمرار والبقاء. والمكان الأول الذي يكتسب به الأبناء القيم والهوية والمشاركة في بناء الأوطان. ولكن من جانب آخر قد يتحول بيت العمر الى عبء ويفقد معناه وقيمته المعنوية، إذا كان مرتبطا بقروض طويلة أو ساحة خلافات أسرية لا تنتهي ولأتفه الأسباب فيغدو مكانا يحرم أهله من الاستقرار الاسري. إنه مرآة من نوع خاص يعكس من خلاله صورة أهله فالعبرة ليست بالمساحة ولا الأثاث الفاخر انما تكمن بروح أهله. وبكل زاوية من زواياه فيها بناء مستمر كالزرع. بيت العمر هو الوطن يعيش بنا كما نعيش فيه. وحين يرحل أصحابه يبقى شاهدا البيت شاهدًا على قصصهم وسيرتهم. في هذا العالم المتغير يظل بيت العائلة هوية اجتماعية ذات بصمة مختلفة، وجذورا ممتدة عبر الأجيال. فشعور ان تكون بلا بيت ولا مأوى ذلك يعني أن تعيش في خوف وبلا أمان ولا اطمئنان. شعور بالفراغ الداخلي وأنك على الهامش في هذه الحياة. الدراسات النفسية تؤكد أن البيت المستقر يُغرس في الفرد إحساسًا بالطمأنينة والثقة، بينما غياب الاستقرار السكني يولّد القلق والاضطراب. لذا، بيت العمر ليس مجرد حلم اقتصادي، بل حاجة نفسية تعادل الطعام والهواء، لأنه يترجم احتياجات الإنسان إلى الأمان، والهوية، والخصوصية. وهو ذاكرة حية لأجيال. ليس البيت حيث نعيش، بل حيث نحب. بيت العمر بيت الروح قبل الجدران. بل ان بيت العمر هو العمر نفسه حين تنعكس روح أهله عليه، وتحيطه الطمأنينة والحب. إننا لا نسكن البيوت فقط، بل تسكننا هي أيضًا، لتصير جزءًا من سيرتنا التي نتركها من بعدنا. في النهاية، يبقى بيت العمر استثمارا طويل الأمد فهو العمر نفسه الى الجنة حيث لا خوف ولا رحيل. ويظل بيت العمر الحقيقي هو البيت الذي يجمع الأرواح قبل الأجساد، ويصنع من جدرانه حياة نابضة لا تُقاس بمساحة ولا بترف، بل بما يتركه فينا من أثر خالد. كل هذا وبيني وبينكم...

228

| 03 سبتمبر 2025

قطر.. حيث يولد المستقبل في المدرسة

يعد العام الدراسي نقطة انطلاق متجددة. تحمل معه فرصا للتعلم والانجاز وتكاتف الجهود يشجع على الابتكار والنمو. مع بدء العد التنازلي للعودة الى مقاعد الدراسة. يتسابق الجميع من إدارات مدارس ومعلمين وطلاب وأولياء أمور لاستقبال العام الدراسي وهم على أتم جاهزية سواء معنويا أو ماديا، فبداية المدارس هي العودة للصفوف لاستثمار مستقبل الأجيال، باعتباره نقطة البداية نحو غدٍ أفضل. كما ان التعليم أساس الحضارة. وفي قطر يعتبر نقطة محورية نحو مستقبل مشرق. ترتكز عليها وتؤكدها رؤية قطر الوطنية 2030 وهي تحقيق التنمية البشرية المستدامة. كما تبذل قطر جهودا كبيرة لتعزيز مكانتها كمنارة تعليمية في المنطقة والعالم. من خلال عملية تطوير المناهج التعليمية وتدريب المعلمين على أحدث الأساليب، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي والابتكار.. التعليم في قطر يشهد تطورًا مستمرًا يواكب التوجهات العالمية، فالمدرسة هي المكان الذي تغرس به القيم الوطنية والإنسانية، وتعزز ثقة الطالب في نفسه وقدراته، وتحفيزه على الأداء الإيجابي. كما ان الإدارة المدرسية هي القلب النابض للمدرسة ومن خلالها يعول عليها الكثير من الممارسات التي تعزز جودة التعليم، فلا يكفي جاهزية المباني والمرافق المدرسية والصفوف فقط. بل يتطلب من هذا القلب النابض الذي يستمد الجميع منه كل طاقاته أن يمد جسور الثقة والقدوة الحسنة. بما يحقق التوازن في العملية التعليمية والجوانب الإنسانية الأخرى. فالمدرسة اليوم لم تعد مكانا للتلقين والحفظ ولا مكانا للكتب والدفاتر فقط، بل فضاء واسع لبناء الشخصية وإطلاق الطاقات للطلاب. ويأتي الطالب في المرتبة الأولى من الاهتمام به، وهو محور العملية التعليمية. ولا تكتمل معادلة النجاح إلا بمشاركة الأسرة، حيث يلعب أولياء الأمور دورًا محوريًا في تحقيق النجاح. فالبيت هو الامتداد الطبيعي للمدرسة، ويتطلب ذلك المتابعة المستمرة، بالإضافة لذلك يتعلم الأبناء بالقدوة قبل النصيحة. ولا ننسى أيضا المعلم ودوره في حياة أبنائنا الطلاب، فالطالب والمعلم هما محور العملية التعليمية، بل هما وجهان لعملة واحدة فنجاح العملية التعليمية يعتمد عليهما بالمرتبة الأولى. يحمل على عاتقه دورا كبيرا في توفير البيئة الإيجابية الملائمة والآمنة للتعليم المستمر. وتوفير الأنشطة التي تساعد الطلاب على اكتشاف مواهبهم بالإضافة الى المساهمة المستمرة في تطوير شخصياتهم، وتحويل مسار التحديات الى فرص ناجحة. ومراعاة تزويدهم بالمهارات المستقبلية والابتعاد عن الأساليب التقليدية القديمة. ان المشاركة الفعالة بين المدرسة والأسرة امتداد للعملية التعليمية الناجحة. ومع هذه الشراكة المتكاملة، تصبح الجهود المبذولة مثمرة وتصب في مصلحة الجميع اسرة ومدرسة ومجتمع. فالمشاركة المجتمعية ليست مجرد حدث روتيني وحضور فعاليات للاطلاع عليها في التقارير والصور، انما هي فعاليات للمساهمة الحقيقية في تحقيق رؤية الاستدامة والتنمية. وبين تحديات المرحلة وبشائرها، ورؤى لمستقبل تعليم مشرق يبقى التعليم في قطر جسرًا يربط بين الحاضر والمستقبل، ويصنع من كل عام دراسي جديد فرصة لإطلاق طاقات المجتمع نحو غدٍ أكثر إشراقًا. في طريق الرحلة التعليمية والنجاح لا تنسوا الاستمتاع بالرحلة وعدم الاكتفاء فقط بالدراسة فقط انما في فرصة لنمو والتعلم من تجاربنا. والايمان بان رحلة التعليم رحلة ارتقاء، من خلالها نتجاوز الصعوبات، وتصنع قصص نجاح ملهمة. بداية العام الدراسي في قطر ليست مجرد حدث تقويمي يتكرر، بل هي لحظة تجديد العهد تجاه التعليم استعدادات ورؤى لمستقبل تعليم مشرق. يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة» سهل الله لنا ولكم كل سبل الجنان... كل هذا وبيني وبينكم.

306

| 27 أغسطس 2025

فاكتبوه

يحكي لي أحدهم ما حدث له بعد وفاة والده وقد رحل وترك وصية شفوية لم تُوثّق. فاختلف الورثة في ذلك ولم يأخذ حقه لان ليس لديه ما يثبت صحة قوله الشهود او الكتابة فتحولت الأسرة إلى ساحة من الصراعات، وقطيعة الأرحام. ولو أن والد هذا الشاب قد كتب وصيته لكان هذا كله لم يحصل ولم يترك وراءه أسرة متنازعة على إرث. ان الله لا يستحيي من الحق لماذا نحن البشر نخجل من طلب الكتابة أو التوقيع؟ لو تم تطبيق آية الدين في حياتنا العامة اليومية لتجاوزنا الكثير من مشاكلنا والنزاعات في ممرات المحاكم التي تهدر الوقت والعمر فالأمر من الله عز وجل. آية الدين – أطول آية في القرآن الكريم، من أعظم الآيات والقرآن كله عظيم. ذكر فيها أحكام الدّين والتعامل به، وما يتعلق به، وتُعدُ آية الدين أطول آيةٍ في القُرآن الكريم وقد نزلت لتوضح الخطوط العريضة لحفظ الحقوق المالية وتنظيم التعاملات الاقتصادية بين الناس. هذه الآية لم تأتِ لتكون نصًا فقهيًا محضًا، بل هي نظام متكامل يُبرز البُعد الاجتماعي والإنساني لحفظ الحقوق، ومنع النزاعات، وترسيخ قيم العدالة والشفافية. فهي ليست مجرد توجيه لكتابة الدين، بل هي اساس حياة قائمة على التوثيق، الشهادة، والثقة المنظمة، بعيدًا عن ضياع الحقوق. ولقد أرست الأنظمة القانونية ضرورة الكتابة في التعاملات. كم من علاقة عائلية تحولت الى خصومة في المحاكم؟ وكم من صداقة طويلة انهارت بسبب الغدر بلا شهود ولا كاتب؟ أما ابن عاشور فيقول: «آية الدين أرسَت مبدأً عظيمًا في العمران البشري، وهو أن المعاملات لا تقوم إلا على التوثيق». ان ذلك كله من شأنه أن يعزز الثقة بين الأفراد على أساس الثقة المنظمة وليست العاطفية فقط ويساهم في بناء مجتمع قائم على احترام العلاقات والعقود ويحمي الضعفاء من الظلم. بالإضافة الى ذلك فكتابة الدين تمنع الاتهامات الباطلة بالسرقة والاستغلال وحماية الروابط الإنسانية. أعطى سيدنا عثمان بن عفان أحد الصحابة سبعة الاف دينار فبعد فترة قال الصحابي انه أقرضه اربعة الاف دينار وليست سبعة الاف. فأصر كل منهما على كلامه فقال عثمان بن عفان نذهب الى الخليفة عمر بن الخطاب فحكم باليمين. فقال عثمان بن عفان لا أحلف لأجل دينار فتنازل. كل ذلك لانهما لم يكتبا الدين. ان ترك كتابة الدين يفشي النزاعات ويدمر العلاقات وقد ينكر القوي حق الضعيف. ان الأنظمة البشرية نفسها أدركت أهمية ما جاء به القرآن منذ قرون، وأثبتت أن آية الدين لا تزال تنبض بالحياة في قوانين العصر الحديثة الى اليوم. كما أن التزامنا بروح هذه الآية يبني مجتمعات عادلة، مستقرة، مطمئنة، بينما إهمالها يقودنا إلى فوضى الشكوك والخصومات. فالتوثيق ليس انعدام ثقة، بل هو قمة الوعي والمسؤولية. وهكذا تتحول الكتابة من مجرد حبر على ورق إلى عبادة تحفظ الحقوق، وتبني الإنسان، وتمنح الحياة معناها الأسمى: العدل. فاكتبوه، فالكتابة أساس يهتدى به في التعاملات المادية والعلاقات الإنسانية في المجتمع. التوثيق ليس مجرد ضمان للحقوق، بل هو عبادة. وهو ما سبق إليه القرآن منذ أكثر من ١٤ قرنًا. ان التوثيق هو حجر الزاوية في بناء مجتمع آمن. وفي السياق ذاته هي وصية إلهية للتوثيق. ليست مجرد حكم فقهي جزئي، بل هي دستور اجتماعي واقتصادي وأخلاقي. إنها تدعو إلى بناء الثقة على أسس متينة من العدل والتوثيق، وتحمي المجتمع من التفكك والنزاعات فاكتبوه.

195

| 20 أغسطس 2025

أوصيكم بفلسطين

في مساء يوم 10 أغسطس 2025، استُهدفت خيمة للصحفيين أمام مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة. كانت تلك الخيمة هي الملاذ الوحيد لأنس ورفاقه لبث الحقيقة تحت الحصار، حيث عمل مراسلا لقناة الجزيرة في غزة، برفقة طاقمه، متنقلين بين أمل في الحياة وبين شهادة في لحظة، ناقلين للعالم أجمع أوجاع غزة وجرائم اسرائيل، ونظرة الجوع والألم في عيون الأطفال الفلسطينيين. لكن، في لحظة مأساوية غير مقبولة، استُهدفت خيمتهم بصاروخ إسرائيلي، فارتقى أنس الشريف ورفاقه: محمد قريقع، وإبراهيم ظافر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين، بينهم ابن أنس أو أحد أقاربه، وجميعهم استشهدوا وهم يمارسون رسالتهم الإنسانية، محاولة إيصال الحقيقة إلى العالم. كل ذلك بسبب نقل الصحفي ورفاقه حقيقة ما يحدث من فظائع الاحتلال في غزة. فالقصف كان هدفه واضحا وهو إسكات الشهود عن في غزة، ومنع توثيق حرب الإبادة والمعاناة والتجويع في غزة. لقد كانت خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة هي الملجأ الأخير لأنس بعد ما حاربه الاحتلال حتى في ان يجد مسكنا له. أنس الصحفي الشاب الذي أوصى بنشر وصيته في حال استشهاده، التي قد كتبها قبل ذلك بعدة أشهر. وقال أوصيكم بفلسطين هي ليست وصية بقدر ما هي رسالة للعالم كله لتنفيذ وصيته. لقد تحول امر اغتيال الصحفي أنس الشريف الذي ارادت إسرائيل اسكاته تماما عما يحدث في غزة. بمثابة الشرارة التي وجهت أعين العالم الى غزة مرة أخرى. فقد خرج الآلاف في شوارع عواصم العالم في وقفات احتجاجية عالمية مطالبين بالعدالة، وتنديدًا باغتيال الصحفي أنس الشريف في مختلف أنحاء العالم. خرجوا منددين بجرائم الاحتلال. لقد أدرك العالم أن استهداف الصحفيين هو استهداف للحقيقة ذاتها، وأن السكوت على هذه الجرائم هو مشاركة فيها. لكن هل ستكون هذه الوقفات كافية لوقف الإبادة والاغتيالات والتجويع؟ بلا شك فما حدث جريمة بحق ضد الانسانية والصحافة والصحفيين، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم من أجل أن يرى العالم معاناة وجرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل. وقد اعترفت إسرائيل باغتياله بحجة أنه إرهابي وقائد في حركة حماس. بعد أشهر من التحريض على أنس الشريف. لأن الاحتلال يعتقد بارتكابه هذه الجرائم انها ستخفي الحقيقة في غزة. هل هذا حقاً مبرر كافٍ لاستهداف صحفيي ومصوري قناة الجزيرة؟ هل العالم قد فشل في حماية حرية الصحافة، وضمان حدود الأمان لهم؟ لقد أثار هذا الاغتيال موجة غضب عالمي، خاصة بعد الموافقة على خطة تصعيد إسرائيلية لاجتياح غزة. بالإضافة لذلك خسارة إسرائيل الإضافية لحرب الاعلام امام الرأي الدولي. جاءت هذه الجريمة نتيجة تحريض ممنهج، يتبعه اغتيال ممنهج في عملية لتعتيم الحقيقة، وتزييف ما يحدث في أرض الواقع، وحجب رؤية العالم عن رؤية حجم الكارثة الإنسانية في غزة. فاستهداف الصحفيين هو محاولة واضحة لإسكات صوت الحقيقة واسكات الصحفيين عن توثيق الجرائم الإسرائيلية في غزة التي تمارس على المدنيين والصحفيين على حد سواء الإبادة والتجويع. إن اغتيال أنس وغيره من الزملاء الصحفيين، كان من أجل أن يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على سرديته، وأن يفرض روايته المضللة على العالم، وأن يمنع الحقيقة من أن تصل. في النهاية هل يعقل أن يخفق القانون الدولي في حماية الصحفيين؟ وحماية المدنيين العزل وحماية الأطفال والأطباء في غزة؟ هل يعقل افلات إسرائيل من العقاب؟ مضى أنس وقد ترك خلفه صرخة في وجه العالم ستظل حية لأجل مدينة غزة. اللهم ارحم أنس الشريف ورفاقه، وارحم أهلنا الذين استشهدوا في غزة.. كل هذا وبيني وبينكم.

282

| 13 أغسطس 2025

نجاح مزيف

هناك مقولة تقول: لست فاشلا لكنهم رائعون في الكذب!!! هل هناك نجاح حقيقي؟ أم هو نجاح مزيف؟ ولماذا يعتبر الموظف الملتف والانتهازي ناجحا في الوصول للمنصب؟ وهل لابد من الكذب والافتراء على من حولك والتسلق على اكتاف الآخرين للوصول؟ وهل علينا الإساءة لمن حولنا لنثبت نجاحنا؟ وهل ينبغي عليك أن تكون ذكيا جدا لتكون ناجحا؟ وهل يخضع النجاح للحظ أم الاجتهاد؟ وهل هناك مساندة من جهات أخرى لتعزيز النجاح لهذه الفئة لتحقيق مصالح أخرى؟ أو لإثبات جدارتهم وجودهم وأحقيتهم بهذا المكان؟ في الحقيقة النجاح اليوم صار هوسا اجتماعيا وبأي ثمن لكسب الاعجاب، وكسب مظهر اجتماعي فضفاض. ويرى ضرورة وجود منصب بات أمرا ملحا عند البعض ليكمل صورة الوجاهة الاجتماعية له في المجتمع، وكأن المنصب أصبح كالساعة الباهظة التي يلبسها أو القلم الماركة المعروفة. وأنه من الملاحظ أنه لا يتمتع هؤلاء بأي مؤهلات مختلفة عن الغير. وأصبح هذا النجاح هوسا اجتماعيا ووجاهة لدى الكثيرين. في الحقيقة نصادف نماذج عدة من موظفين وموظفات لا علاقة لهم بالعمل ولا بالنجاح الحقيقي. إنما وجودهم بالمنصب بسبب العلاقات الاجتماعية، وتحقيق بعض المصالح المتبادلة، ولكن في النهاية يرى هذا الموظف صاحب المنصب أنه لا يستطيع أن يكمل الطريق مع الاسف لأنه غير مؤهل للمنصب. بل يتحول الى عبء في هذه المؤسسة ويشكل عائقا. وكما أنه من المعلوم أن القائد الحقيقي هو الذي يوفر بيئة عمل صحية ملائمة لتحقيق الأهداف والإنجازات. ولابد من الإشارة الى أن مفهوم النجاح الحقيقي هو العمل على تحقيق طموحات وأهداف معينة باختلاف أهدافها، فما دمت قد سعيت واستطعت تحقيقه فقد نجحت في ذلك. ان الإخفاق في النجاح الحقيقي أمر وارد جدا وطبيعي، ولكنه يتحول الى خبرة، وبلا شك يكون احتمال تكرار هذه الأخطاء بعيدا نوعا ما، ولكن الإخفاق في تحقيق النجاح ولا يزال يعمل بنفس الأسلوب فهو لن يصل أبدا ولم يستفد من أخطائه المتكررة. نعلم أنه بات غالبية الموظفين اليوم جزءا لا يتجزأ من مؤسسة العمل حكومي أو خاص، ولكن إذا أردت النجاح وأن يذكر انجازك اصنعه بنفسك، عليك العمل بجد واجتهاد لأن يرى العالم فوزك ونجاحك الحقيقي. من جانب آخر نجد هذا النوع من النجاح منتشرا بصورة كبيرة في العمل عندما ينسب شخص واحد كل النجاح له، وينسى جهود فريق العمل الذي ساعده للوصول، فقد كان الجهد جماعيا وليس فرديا، واقتصر النجاح بأنانية له، ويعلم الجميع مدى أهمية العمل الجماعي وتضافر جهود الموظفين الآخرين من حوله للوصول الى نجاح أهداف المنظمة. إن نقطة التحول في هذا النجاح المزيف هو عندما يسقط القناع وتتضح نقاط الضعف يوما بعد يوم لدى هذا القائد. وقد قيل الكثير من المتميزين العالميين الكثير على سبيل المثال كان أديسون يوظف مهندسين للعمل في مختبره، ولكنه كان يسجل جميع الاختراعات باسمه. وكل ذلك يجعلك تتخذ قرارا أما أن تكون ضمن فريق غير معروف أو تكون صاحب الإنجاز يشار اليه بالبنان. كما أن مقياس النجاح الحقيقي يعتمد على مدى الإنجازات الناجحة التي قد تتحقق منك على صعيد العمل الخاص كان أو الحكومي. أحيانا قد تشعر أنك مقيد بسبب ظروف مالية أو عائلية أو غيرها من الأسباب، ولكن عليك أن تعقلها وتتوكل، ولابد من المغامرة والمخاطرة وأن تخرج من منطقة الراحة للفوز. وبالنهاية علينا معرفة الحقيقة التالية التي تقول كل نجاح دنيوي لا يؤدي بك الى الفلاح في الاخرة فهو نجاح مزيف مؤقت.... كل هذا بيني وبينكم.

228

| 06 أغسطس 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3069

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

3066

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2856

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2637

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2574

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1404

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1134

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

975

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

945

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

795

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

759

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية