رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

آية الهمن

مساحة إعلانية

مقالات

186

آية الهمن

النوم والترطيب والتنفس: ثلاثية الصحة المنسيّة

21 نوفمبر 2025 , 02:25ص

في عالمٍ يركض بلا توقف نحو الإنتاجية، أصبحنا نبحث عن الحلول السريعة: حمية عصرية، مكمل جديد، أو تحد رياضي قاسٍ. لكننا غالبًا نغفل عن أبسط أسرار العافية، تلك التي لا تُشترى ولا تُقاس بعدد السعرات أو الساعات في النادي، بل تُبنى من الداخل: النوم، الترطيب، والتنفس.

النوم هو البداية الحقيقية لأي شفاء أو توازن. أثناء النوم، لا يستريح الجسد فقط، بل تُرمّم الخلايا، ويُعاد ضبط الهرمونات، ويُصفّى الذهن من التوتر اليومي. قلة النوم لا تعني التعب فحسب، بل تؤثر على الشهية، المزاج، والمناعة، وتزيد من خطر السمنة ومقاومة الإنسولين. أحيانًا، تحسين نمط النوم أهم من أي “دايت” جديد.

أما الترطيب، فهو الوقود الصامت لكل خلية. الماء لا يمنحنا الطاقة بشكل مباشر، لكنه يساعد كل تفاعل حيوي داخل الجسم على أن يتم بانسيابية. الجفاف الخفيف كفيل بأن يخفض التركيز ويزيد الصداع والإجهاد. شرب الماء بانتظام — لا دفعة واحدة — هو أبسط استثمار يمكن أن نقدمه لأنفسنا كل يوم.

ثم يأتي التنفس؛ هذا الفعل التلقائي الذي نبدأ به في الحياة، وآخر ما نفعله فيها، الفعل الذي نؤديه آلاف المرات يوميًا دون وعي. التنفس العميق والبطيء ليس رفاهية “يوغا”، بل أداة فعالة لتنظيم الجهاز العصبي وخفض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. عندما نتنفس ببطء وعمق، نمنح أجسامنا إشارة بالأمان، فيتراجع التوتر ويتوازن الإيقاع الداخلي، خمس دقائق من التنفس الواعي يوميًا يمكن أن تغيّر حالتك الذهنية بالكامل.

هذه الثلاثية البسيطة — نوم كافٍ، ترطيب جيد، وتنفس واعٍ — تشكّل أساس نمط الحياة المتكامل الذي يُعيد إلينا ما فقدناه وسط الصخب: صفاء الذهن، طاقة الجسد، وهدوء الروح.

 قد لا نحتاج دائمًا إلى تغيير جذري، بل إلى تذكّر أن العافية تبدأ من تفاصيل صغيرة وليست هدفًا بعيدًا... لكنها تصنع فرقًا عظيمًا في صحة الجسد وطمأنينة الروح.

مساحة إعلانية