رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي محمد يوسف المحمود

مساحة إعلانية

مقالات

168

علي محمد يوسف المحمود

يا بخت الصابرين

21 ديسمبر 2025 , 04:00ص

ولنبلونكم حتى نعلم الصابرين، يا لها من دعوة ممن خلقنا بمن سيكون صابراً عند البلاء حيث وعده الخالق جل في علاه بحائزة ما بعدها حائزة وهدية والكل فينا تغمره الفرحة عندما توجه له هدية دنيوية من احد زملائه او محبيه حيث تغمره الفرحة والمسرة ويتناقلها الغير عندما يصل لهم خبرها وعلمها، فكيف بالهدية والجائزة الربانية عندما يحصل عليها كل من أصيب بمصيبةٍ في دنياه وكانت قوية الأثر على نفسه ويمكن ان تتجه لغيره من أهله او معزيه، ولكنهم يصبرون حيث متيقنون بان الجزاء الموعودين به كبير ولا يصل لمرتبته مهما كانت قيمة ما اهدي له في دنياه، وهذا ما اجده في نفوس واحاسيس اهلنا في غزة او غيرها من المواقع على هذه البسيطة من خسارةٍ لهم في انفسهم او ممتلكاتهم ولكنهم يصبرون ويتحملون ما نزل بهم من ألم وحسرةٍ ألمت بهم وقد اثرت في نفسيتهم واحاسيسهم ولكنهم يتذكرون قول خالقهم ان من صبر عند البلاء فجزاؤه الجنة التي يصفها من بشروا بما جاء به كتابنا العزيز وما اوضحه نبينا سيد الخلق (ص) مما يطفئ الحسرة والألم والتأسي والبعد عن كلمة لو، حيث يدركون جائزتهم في تلك الدار ويواصلون حياتهم بكل راحةٍ واطمئنان حيث ترتفع اياديهم لخالقهم بالدعاء بالصبر على البلاء مهما كان اثره في حياتهم لينالوا الجائزة الموعودين بها من ربهم، فمن من البشر لا يبتغي ذلك المكان والجائزة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال احد، فما مر امر اشد مما نجد ما يعانيه كثير من اخوتنا في العقيدة لا تطيق ان تشاهده العين من مأساة في المكان والملبس والمأكل وكل مناحي الحياة التي يرغب الفرد من ان تكون مرتبة وتتقبلها النفس البشرية.

فكم تعمق فيهم كل من أصيب بمصيبةٍ وانغمس في رحيق الصبر والطلب منهم بالصبر حيث وعد آل ياسر بالصبر والوعد لهم بالجنة رغم شدة العذاب وتنوعه لهم إلا انهم قيل لهم صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة، ونحنُ ليس بيدنا إلا الدعاء لاخوتنا في كل ما أصيبوا بمصيبةٍ دنيوية اختباراً لهم لينالوا الجزاء الكبير الذي وعدوا به من رب العزة والقادر على كل شيء يقول له كن فيكون، فالدعاء لهم ومد يد العون لهم من هنا وهناك مما يخفف عنهم المصيبة لتشعرهم بأن اخوتهم في الدين والعقيدة والإنسانية يتوجهون لهم بكل ما يخفف عنهم مصيبتهم والمهم، وها هي جمعيات الإغاثة تتوجه لهم مما تم التبرع لهم من كل قطرٍ من أقطار الدنيا التي نسير عليها، فالمسلم اخ المسلم، والإنسانية مدركين ان ما يقدمونه خالصاً لهم بنية المودة والمحبة والوقوف معهم الا رد لهم بأفضل ما قدموه بانهم لن يتخلوا عنهم في كل ما يعيد لهم البسمة والفرحة والسرور والإنسانية في العيش مثلهم.

مساحة إعلانية