رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

555

جواهر آل ثاني

البطولة.. لا التباطل!

22 أكتوبر 2024 , 07:00ص

اُستشهد يحيى السنوار زعيم حركة حماس يوم الأربعاء الماضي بعدما اشتبك في قتال مسلح مع القوات الإسرائيلية المحتلة. وقد أعلنت إسرائيل عن هذا الخبر بفخر وهي تنشر فيديو للحظات السنوار الأخيرة قبل قتله.

يظهر السنوار في الفيديو ملثماً وهو جالس على كرسي ثابتاً رغم اصابته بجروح بليغة وينظر إلى الطائرة المسيرة التي أرسلها الإسرائيليون ليتأكدوا بأن الجميع قد قتلوا قبل ان يدخلوا المبنى، ثم يمسك السنوار بيده السليمة عصا ويرميها على الطائرة المسيرة. ولا أعرف ما الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها بنشرها لهذا الفيديو، ولكنها بالتأكيد عكس الرسالة التي وصلت للعالم. الناس رأت على الشاشة زعيما يحارب بنفسه مع جنوده، مقبلا غير مدبر، وغير مختبئ في الانفاق او الفنادق او خلف الرهائن او «الدروع البشرية». الناس رأت بطلا ثابتا يحارب حتى النفس الأخير غير مهتم بما سيلقاه. الناس رأت زعيما يقول ما يفعل ويفعل ما يقول! الناس رأت أخيراً على أرض الواقع، ما كانت تراه في الأفلام! رأت شخصا حقيقيا يدافع عن مبادئه ومعتقداته وارضه ويموت بشجاعة من اجل كل ذلك، الناس رأت أخيرا البطولة الحقيقية لا بطولة الأفلام و الخيالات، فالبطولة شيء والتباطل شيء آخر.

الفيديو لم يفضح غباء الإسرائيليين وحسب بل فضح بعض الصهاينة العرب الذين فرحوا بموت السنوار وتشمتوا به، وكأن إسرائيل خالتهم وفرحتها من فرحتهم، وكان عذرهم ان السنوار هو سبب ما تمر به غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، وانه هو من تسبب في استشهاد اكثر من خمسين ألف غزي لأنه هو من هندس عملية طوفان الأقصى، هؤلاء ممن «يحفظون ولا يفهمون» لا يعرفون معنى ان يكون الانسان حرا وليس عبدا، يخضع لسيده المحتل ويرضى بأدنى ما يقسمه له سيده المحتل كيلا يغضب عليه. وأنا أسأل هؤلاء.. ماذا كانت إسرائيل تفعل قبل حياة السنوار وحماس وهنية وغيرهم؟ هل كانت توزع الورود على الفلسطينيين؟ ماذا تفعل إسرائيل في الضفة الغربية كل يوم علماً بأن حماس لا تتواجد هناك؟ ماذا كانت تفعل إسرائيل قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣؟ ولمن يزعم بأن السنوار هو سبب ما حصل في غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. أسأل.. هل توقفت إسرائيل عن تدمير غزة وقتل من فيها بعد قتلها للسنوار؟ جواب السؤال الأخير هو لا. لأن إسرائيل ببساطة لا تنتظر سبباً لتدمر وتقتل فيه الفلسطينيين، بالضبط كما كانت تفعل قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، عندما كنت ترسل صواريخها بين الفينة والأخرى على غزة ولبنان وسوريا. لأن هذه هي إسرائيل. هذه هي طبيعتها الخبيثة والسرطانية في جسدنا العربي. هي تعترف بأنها لا تنتمي هنا، ولذلك تحاول ان تنتمي بكافة أنواع الطرق وأهمها «بالقوة». ومن يعتقد من الصهاينة العرب بأن مد يد السلام إلى إسرائيل سيقطع يدها ويوقف وحشيتها فهو خاطئ وغبي، فإسرائيل هدفها السيطرة والتوسع، ولهذه الأسباب لا تزال تحتل الجولان السوري ولهذا هي تدخل لبنان كلما رغبت بذلك، وهذا النوع من الكيانات لا ينفع معها ولا يهزمها سوى عقلية البطولة. لا عقلية التباطل.

مساحة إعلانية