رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

516

ابتسام آل سعد

أين نحن وأين هم؟

23 مارس 2025 , 02:00ص

لسنا في السابع من أكتوبر من عام 2023 ولكننا نعيش نفس الكارثة وعدنا لنفس الحزن والمصاب، فأهل غزة يعيشون نفس الظروف القاتلة اليوم ومن نجا من عدوان استمر لعام وأربعة شهور فقد استشهد اليوم وهو صائم لم يتسحر وكان يمني نفسه بأنه سوف يعيش عيدا هادئا وإن كان بين الركام والدمار والبيوت المهدمة والبنية التحتية المدمرة بين مشاهد تتكرر اليوم وسط النحيب على مشاهد الشهداء وأجساد الأطفال المقطعة أو المحترقة أو المتحللة تحت الردم والعرب يواصلون صيامهم وعباداتهم ويطلبون من الله القبول! نعم يطلبونه ولا يطلبون لغزة شيئا يطلبونه، قبول تمام الصيام وأهل غزة لا يتمونه أحياء ليفطروا مع من بقي من عائلاتهم التي كانت تجهزهم للعيد في هذه الهدنة التي حلموا بأن تكون طويلة الأمد وأن تكون بداية عهد جديد بأهل غزة الذين كانوا قد بدؤوا يلملمون أنفسهم ويضمدون جروحهم ويكفكفون دموعهم ويعيدون بناء بيوتهم على قدر المتاح والمستطاع فإذا بالرئيس الأمريكي يتحجج بالصغائر ونتنياهو ينتظر الإشارة ليعطوا أمرا مباشرا بالقتل والقصف والدمار وتعقب الصغار المختبئين خلف قلة من آباء وعائلات ليعيدوا لنا سيناريو بدأ في السابع من أكتوبر 2023 وامتد حتى قبل شهرين من الآن.

* وكأن ترامب أراد العودة ليؤكد وقوفه الكامل والمطلق مع إسرائيل حتى على الرغم من أصوات الخلافات التي طرأت بينه وبين نتنياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي حول هوية الاسرى الذين تمت إعادتهم في الصفقة التي تحجج ترامب بأن حماس تماطل في تنفيذ الاتفاق، ولذا قال لإسرائيل اضربي ونحن من ورائك واقتلي ونحن خلفك واقتلي ونحن من سوف نبارك لك هذا القتل وإن لم يرض العرب الغارقون في صيامهم وصلاتهم وعباداتهم وتجهيزاتهم للعيد لكن دون أهل غزة التي تخرج لنا مشاهد الأمهات الثكلى وهن يبكين قتل الزوج والأبناء وهم صائمون جوعى أو وهم يصارحون أمهاتهم بما يريدون من لبس وحلوى في العيد الذي سوف يقضونه بإذن الله في الجنة بعيدا عنا نحن الذين تخلينا عنهم في حربهم وسلمهم وعدوانهم وموتهم وقتلهم وحرمانهم واحتياجهم، وحينما حانت الهدنة أراد كل واحد منا أن يتخذ مشهد البطولة في بطولة لم تكن من حقه ولكن لأن اسم بلاده قد حشر في إتمامها حشرا فاتخذ مشهد البطل واليوم أين هؤلاء الأبطال مما يجري في غزة؟ أين من رحب بترامب رئيسا أمريكيا عائدا بقوة لسدة حكم البيت الأبيض وقال معه سوف تنتهي هذه الأزمة وسوف ينتهي هذا العدوان الذي لم ينته يا عرب؟.

* اليوم نعيش يوما يتكرر على غزة منذ سنة ونصف تقريبا ولا نزال نرجو من هذا العالم المتجمد ومؤسساته الحقوقية ومجلس أمنه العاجز أن يتحركوا لوقف العدوان الإسرائيلي الذي لا تزال دول وحكومات يرونه دفاعا عن نفس ولكن دفاع من من بالضبط؟ هل هو دفاع من طفل ورضيع وجنين وشبل لا يزالون كلهم تحت عباءات والديهم المهترئة والممزقة والعاجزة عن حمايتهم تحتها؟ هل هو دفاع من هجوم شعب يريد فقط أن يعيش على أرضه ويحيا كما يحق لأي شعب في العالم أن يحيا ويعيش؟ وأين نحن وأكرر هذا السؤال للعالم العربي كله أين نحن مما يعاد السيناريو المخيف كله في غزة اليوم؟ أين نحن يا من أخذتنا البطولة في وقف إطلاق النار ولم يأخذنا الحياء من عودة النار لتنهش في أجساد الفلسطينيين اليوم؟ أين نحن اليوم من تخبطات ترامب وإرهاب نتنياهو ومسكنة العرب وضعف المسلمين ولم على أهل غزة أن يتحملوا الفاتورة كلها دون غيرهم؟ كلها تساؤلات لن يجرؤ أحد على الإجابة عليها لأنهم جزء من هذا العدوان الذين لن يستطيعوا التنصل منه وإن غسلوا أيديهم بأنهار العالم المسترسلة التي لن تمحو غدرهم وتهاونهم وضعفهم أبدا.

مساحة إعلانية