رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

‏alsalwa2007@gmail.com

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

189

د. سلوى حامد الملا

قطر كحل العين...

18 ديسمبر 2025 , 02:58ص

• نحب الوطن لأنه ولد فينا، ونحبه لأنه يحتوينا ويحسن إلينا، حتى يصبح الحب والإخلاص والوفاء سلوكا متجذرا في الأعماق. وقطر بالنسبة لي ليست اسما على خارطة، ولا ذكرى عابرة في القلب، بل معنى متجدد وسِجِل لمعانٍ كثيرة؛ معها تُصان الكرامة، ويُحتضن الإنسان ويُعتنى به، وتُبنى رؤية حقيقية بإرادة قيادة وشعب، حتى تكون قطر «كحل العين» الذي نراه قبل أن نرى الطريق وقبل أن نرى وجوه أحبة منا.

• لا أكتب كلمات تقال في المناسبات، بل أعبر عن صوت صادق يصف ما يسكنني من حب وإخلاص وولاء، وما يدفعني لأن أرى قطر التميز والنجاح والأولى في كل الأمور والمجالات؛ أولى في الحقوق والعدالة والإنجاز داخل الوطن للمواطنين والمقيمين، وأولى في الحضور والرسالة والدور على المستوى الدولي بما تقدمه من أثر إنساني يتجاوز الحدود.

• قيمة الوطن لا تقاس بضجيج الكلام ورفع الشعارات، ولا بكَمّ القصائد التي تُلقى على المسارح والمنصات، بل بما يمنحه للإنسان من أمن وطمأنينة وفرص عادلة ومساواة في الحقوق والواجبات لحياة كريمة.

• قطر قصة دولة اختارت أن تجعل الإنسان محور التنمية؛ مواطنا كان أو مقيما، يعيش على أرضها شريكا في البناء، محترما في حياته اليومية، محفوظ الحقوق بقدر ما يلتزم بالواجب، ليكون الاستقرار هنا أسلوب حياة لا استثناء.

• وفي تفاصيل الحياة نرى “قطر التميز” في جودة الخدمات، ورعاية الأسرة، وتمكين المرأة، واحتضان الشباب وتشجيعهم بإنصاف وعدل، والارتقاء بالتعليم والصحة، وتميزها في الثقافة والرياضة، وفي دبلوماسيتها وإعلامها وصوتها وحضورها.

• قطر تعلو متى ارتفعت الهمم، ومتى صارت الإرادة إرادة جماعية للجميع. تعلو لأن قيادتها تؤمن بأن الدول لا تدار بردات الفعل، بل تبنى بالرؤية وبالعمل المتواصل، ولأن الرؤية حين تكون واضحة يصبح الطريق لتحقيقها مستنيرا. لذلك لم تكن إنجازات قطر صدفة أو موسما، بل نتيجة إرادة تراكم وتخطط وتقيم وتصحح، وتبني جيلا يعرف أن النجاح نهج مستمر لا لحظة عابرة.

• وتبقى الحقيقة الأهم أن قطر لا تعلو بقيادة وحدها ولا بمؤسسات وحدها، بل بإرادة شعبها المخلص الصادق؛ فالشعب هو الملخص الحقيقي لأي نجاح، وهو الذي يحمي منجزات وطنه ويصون سمعته ويجعل التميز أسلوب حياة.

• وشوقي لقطر وبحرها وبرها وسمائها وناسها لا يفارقني؛ شوق ورغبة بالعودة متى سافرت وبعدت عنها أياما. أشتاق لبحرها الذي يهدئ العين والروح، ولبرها الذي يفتح للقلب اتساعه، ولسمائها التي ترسل الأمنيات بالدعاء، شوقا لكل ذرة ومكان وزاوية فيها. لذلك لا تبدو قطر في قلبي مجرد وطن يكرم مواطنيه ويعزهم، بل روح تسكننا لنعمل على رفعتها وتميزها، ولتحويل الحب إلى مسؤولية، والامتنان إلى عطاء.

• وعلى المستوى الدولي، يتجسد دور قطر في موقف إنساني وأخلاقي؛ أن تكون مع الحق حيث كان، وأن تمتد يدها للصلح حين تشتعل الخصومات، وأن تسند المحتاج حين يضيق به العالم.

• قطر تثبت أن القوة ليست فقط فيما نملك، بل فيما نمنح، وأن النفوذ الحقيقي هو نفوذ القيمة لا نفوذ علو الصوت.

• آخر جرة قلم.. ومع اليوم الوطني تكبر الفرحة التي تسبق هذا اليوم؛ فرحة هوية ووفاء ومعنى، تجعلنا نعيد وعدنا لقطر.. أن نعطي ونقدم من وقتنا وفكرنا وإتقاننا وصدقنا وأمانتنا وإنتاجنا، وأن نحفر لنا مكانا في بناء سور الوطن ورفعته بما نستطيع. فلا مكان يمنع، ولا عمر يمنع، ولا ظرف يعيق متى كانت الإرادة حاضرة والحب حقيقيا وصادقا؛ فالوطن يرتفع بارتفاع همم أبنائه، ويزداد جمالا بصدق إرادتهم، وتبقى قطر “كحل العين” لأنها وطن نراه بالقلب قبل العين، ونحمله دعاء وعملا ووفاء ما حيينا.

كل عام وقطر تعلو وتتميز بقوة إرادتنا وسواعدنا

مساحة إعلانية