رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

765

فاطمة بنت يوسف الغزال

قطر تبني جسرا للسلام مع الدول المؤثرة

24 سبتمبر 2025 , 06:25ص

السلام ليس شعارًا رومانسيًا يُرفع في المؤتمرات، بل هو حاجة إنسانية وحق أصيل لكل فرد ومجتمع، ومع ذلك، يشهد عالمنا اليوم تناقضًا صارخًا، حديث متكرر عن «السلام العالمي” يقابله واقع من الحروب والاحتلالات والتجويع والتهجير، فهل تستطيع القوى الكبرى أن تحقق السلام؟ أم أن الشعوب هي التي تملك مفاتيحه الحقيقية؟

في الشرق الأوسط ما تزال إسرائيل تمارس سياسة الهيمنة على جاراتها، وتعتدي على سيادة الدول الأخرى، بينما تعيش غزة تحت حصار خانق وتجويع متعمد بدعم أمريكي وغربي، وفي أوروبا الشرقية هناك الحرب الروسية - الأوكرانية أدخلت القارة في صراع مفتوح، ودفعت الغرب إلى انحياز كامل لأوكرانيا، مما جعل العالم أقرب إلى حافة حرب عالمية ثالثة، أما في المجتمع الدولي فالمؤسسات الدولية ـ وعلى رأسها مجلس الأمن ـ أظهرت عجزها أو انحيازها، مما جعل مفهوم «السلام الدولي” رهينة بمصالح القوى الكبرى لا بآمال الشعوب.

قطر تكشف إرهاب الدولة وتدعو العالم لوقفة جادة مع السلام: في خطاب تاريخي قوي ألقاه سمو أمير البلاد أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس، شدد سموه على أن الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر يمثّل خرقًا سافرًا للأعراف الدولية و”فِعلة شنعاء” وصفها سموه بـ”إرهاب دولة”، في موقف حازم لفت أنظار العالم وهزّ الضمير الدولي.

سموه أكّد أن جهود قطر المضنية بالتعاون مع الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أثمرت عن تحرير 148 رهينة، لم تمنع إسرائيل من مواصلة نهجها العدائي ضد قطر، ما يفضح نواياها الحقيقية. وكشف سموه أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تكن إلا غطاءً لتوسيع الاستيطان وتغيير الوضع القائم في القدس المحتلة.

وفي رسالة واضحة للعالم، أكد سمو الأمير أن قطر واجهت حملات تضليل ممنهجة، لكنها لم ولن تتراجع عن التزامها بالسلام العادل. وأوضح أن دولة قطر ستظل شريكًا فاعلًا في أي عملية سلام متى سنحت الفرصة لذلك.

كلمة سموه لم تقتصر على الدفاع عن قطر، بل جاءت معبرة عن الهم العربي المشترك، حيث دعا سموه المجتمع الدولي إلى استغلال اللحظة التاريخية للوقوف مع تحقيق السلام في سوريا ولبنان، مشددًا على رفض قطر القاطع لأي تدخلات خارجية، وعلى وجه الخصوص محاولات إسرائيل لزعزعة الاستقرار في هذه الدول.

وأكد سموه أن ثقة المجتمع الدولي في قطر لم تأتِ من فراغ، بل من سجل ممتد من النجاحات الدبلوماسية والإنسانية التي ميزت الدولة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في دعم السلام والحوار.

كلمة حملت هم الأمة.. ورسالة إلى الضمير العالمي

بهذه الكلمة القوية، أثبتت قطر مجددًا أنها ليست فقط صوتًا للحكمة، بل منبرًا للحق وعدالة القضية العربية، ومناشدًا صادقًا للضمير العالمي بأن الوقت قد حان للوقوف مع الحق، لا مع القوة.

إن العالم اليوم، ومع تصاعد الدعوات لإنهاء الحرب العبثية التي تديرها الحكومة الإسرائيلية، بات بحاجة إلى أصوات شجاعة، ومبادرات جريئة، كالتي تقودها قطر. فسلام الدولتين لم يعد خيارًا سياسيًا فقط، بل هو ضرورة إنسانية، وضمانة لاستقرار العالمي.

*هل الشعوب قادرة على تحقيق ما عجزت عنه الحكومات؟ أعتقد نعم، الشعوب قادرة على أن تُرسخ ثقافة السلام إذا امتلكت الوعي والإرادة، لأن الشعوب هي التي تدفع ثمن الحروب من دمائها ولقمة عيشها، فما تجارب المقاومة السلمية في الهند وجنوب إفريقيا وفلسطين إلا إثبات بأن إرادة الشعوب قد تُحرج الحكومات وتجبرها على مراجعة مواقفها، بالإضافة الى أن وسائل التواصل الحديثة جعلت الشعوب أكثر قدرة على إيصال صوتها وتبادل تجاربها، وهو ما يقلل من احتكار الحكومات لخطاب «السلام” المزيّف.

كسرة أخيرة

السلام لن يأتي من واشنطن أو موسكو أو بروكسل، بل من ضمير عالمي يتشكل عبر وعي الأفراد والمجتمعات، ما لم تُغير القوى الكبرى منطق الهيمنة والازدواجية، ستبقى الحروب مشتعلة، لكن الأمل في الشعوب قائم، فهي التي تستطيع ـ عبر التربية، والعمل الأهلي، والمقاومة المدنية ـ أن تفتح دروبًا جديدة للسلام العادل، سلامٌ يقوم على الكرامة لا على الإذعان، وعلى العدالة لا على التبعية.

اقرأ المزيد

alsharq اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن

انطلاقاً من دعمها المستمر للشعب اليمني الشقيق، جاء ترحيب دولة قطر باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، الذي... اقرأ المزيد

30

| 25 ديسمبر 2025

alsharq لغة خير أمة لغة الحياة

لغتنا تحدثنا وتقول لنا: أنا لغة خير أمة.. أنا لغة القرآن الكريم.. أنا لغة الإسلام لا دين غيره..... اقرأ المزيد

36

| 25 ديسمبر 2025

alsharq أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً

تكررت آيات شبيهة المعنى بالآية أعلاه التي اتخذناها عنواناً لحديث اليوم، وكل الآيات الشبيهة تستنكر التصاق الأبناء بإرث... اقرأ المزيد

33

| 25 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية