رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ذكرت في مقالي السابق أن العملاء لا يتعظون ولا يتعلمون. واليوم أقول إن المجرمين أيضا لا يتعلمون ولا يتعظون. وفي الحالتين هؤلاء وهؤلاء ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى «ويمدهم في طغيانهم يعمهون». لذلك فهم يكررون الأخطاء والجرائم ويزيدون عليها حينا بعد حين.
فهؤلاء الذين يقتلون الأبرياء في فلسطين وفي غزة تحديدا بلا عدٍ ولا حساب، يكررون جرائمهم رغم عقاب الله لهم على مر العصور. والآن يطبقون حرفيا كل ما يقولون إنهم تعرضوا له على يد النازيين، وكذلك يفعلون كل ما قيل إنهم استحقوا لأجله العقاب، بل ويزيدون. فمثلا، النازي كان يصفهم بالفئران، وهم يصفون الآن شعبنا الفلسطيني في غزة بالحيوانات. ولا عجب في ذلك، فهم يرون العرب جميعا هكذا وأسوأ، إذ يقولون إن «العربي الوحيد الطيب هو العربي الميت». وإذا كان النازي قد كذب ووضع قواعد للكذب فهم طبقوا كل تلك القواعد وزادوا عليها نظريات يسمونها «نظريات إعلامية»، تقوم كلها على الكذب وتكرار الكذب وتغيير الكذبة من وقت لآخر. وهكذا، وصولا إلى محاكاة النازي في تنفيذ إبادة جماعية لشعب أعزل أبشع كثيرا مما يقولون إنهم تعرضوا لها.
ولتوضيح تاريخهم في ذلك، ننظر في كتاب بالغ الأهمية للمفكر المصري «القبطي» الراحل رمسيس عوض، بعنوان «شكسبير واليهود»، يشرح فيه، شرحا مفصلا ومثيرا، كيف أنهم من خلال عمليات كذب وتزييف منظمة وتحريف متواصل للنص على فترات طويلة من الزمن تمكنوا من تغيير الصورة النمطية لليهودي الجشع «شايلوك» في رواية تاجر البندقية لشكسبير إلى شخصية طيبة مقبولة في المجتمع الغربي. هذه الفكرة، أي الكذب والتحريف، تناولتها دراسات أخرى كثيرة، أحدثها كتاب البروفيسور الإسرائيلي شلومو ساند «اختراع الشعب اليهودي» الذي ينتقد بناء الرواية الصهيونية واليهودية عامة للتاريخ، ودراسة مهمة بعنوان «أدب ما قبل الصهيونية» تشرح كيف غيروا أسس دينهم وفق المصلحة.
وقد رأينا نحن في حياتنا ومن خلال متابعتنا اليومية على مدى العقود الماضية كيف غيروا صورة اليهودي المكروه في كل مكان، وخصوصا في الغرب، إلى المُفضل والمثالي، من خلال سيطرتهم الاحتكارية على وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، ومعها هوليود بالطبع. ومن خلال هذا الاحتكار الإعلامي أقنعوا جُل الشعوب الغربية بأن لهم قضية وحقا في فلسطين وبأنهم يدافعون عن أنفسهم وليسوا معتدين.
ومن الزيادة التي فعلوها هنا «الاحتكار». فمنذ يوم «السبت الفاصل» والإعلام الغربي، الذي يحتكرونه، لا يبدأ أي مداخلة مع أي طرف إلا هكذا: «دعنا نبدأ بسؤالك، هل تدين ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر؟». وبغض النظر عن الإجابات التي تراوحت بين محاباة المعتدين والامتناع عن التعليق ورفض الإدانة، فإن السؤال في حد ذاته الذي كان كاستفتاح صلوات دينية يشير إلى أن «التوجيه بتلفون السامسونغ» ليس فقط حالة خاصة ببعض الدول المصنفة غير ديمقراطية في محيطنا الشرق أوسطي بل هو أمر ينتظم دولا كثيرة، ومنذ أمد بعيد، في ظل احتكارهم كل شيء تقريبا في العالم تحت عباءة ما يسمى العولمة. غير أن «توجيه السامسونغ» وصل أخيرا إلى أعلى المستويات بما في ذلك رؤساء دول ووزراء خارجية.
في الإطار ذاته، حتى الآن يشار إلى ما يحدث في غزة في وسائل الإعلام الغربية خاصة وكثير غيرها في أحسن التوصيفات بأنها «حرب حماس وإسرائيل» والصحيح هو أنها عملية إبادة جماعية تنفذها اسرائيل ضد ملايين الفلسطينيين على الهواء مباشرة، في عملية احتكار للحقيقة تجعل من وسائل الإعلام تلك مجرد وسائل إعدام.
هذا يجعل ما نحن بصدده معركة وعي بنفس درجة المعركة على الأرض، لأن أغلبية من شاركوا في مداخلات إعلامية حتى ورغم وقوف بعضهم في الصف الفلسطيني وقعوا ضحية ذاك السؤال الاحتكاري، الذي يطرحه عملاء الكيان، ونسوا أن القصة ليست قصة ما حدث يوم 7 أكتوبر، ولكنها قصة 75 عاما من الاغتصاب والاحتلال والإجرام والقتل والتشريد والتهجير، ثم الكذب والتزوير، وكل ما يتصل بهذه الحالة الإجرامية من مفردات، لن تتمكن آلة الكذب الاحتكارية و»إعلام السامسونغ» من محوها مهما حاولوا. لكنهم لا يفهمون لأنهم لا يتعلمون.
الموسوعة الإعلامية ريادة إعلامية عربية
حضرت من قريب حفل تدشين المؤسسة القطرية للإعلام مشروعها الرائد الموسوعة الإعلامية، بدعوة خاصة من الأخ الفاضل سعادة... اقرأ المزيد
24
| 27 نوفمبر 2025
الاستثمار في التدريب والتطوير
لا يمكن لأي مؤسسة أن تبني مستقبلها على ما تعرفه اليوم فقط. في عالم تتسارع فيه التغيّرات، يصبح... اقرأ المزيد
57
| 27 نوفمبر 2025
أيُّ عقل يتسع لكل هذا القهر!؟
للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي اعتدتُ أن أملأها بأفكارٍ تحمل رسالة إلى جمهور ينتظر ما... اقرأ المزيد
408
| 26 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إعلامي وباحث سياسي
ماجستير العلوم السياسية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13716
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1815
| 21 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1263
| 25 نوفمبر 2025