رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
برغم كل ما قيل عن أسباب انهيار نظام الأسد "المفاجئ"، فقد يكون ذلك مفاجئا لكل من ليسوا في الدوائر القريبة من الحدث. لكن المؤكد أنه في مكان ما، أو أماكن بعينها، كان هناك من قرروا وخططوا لتنفيذ ذلك. وقد كشف ذلك صراحة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بحديثه للإعلام التركي عن ترتيبات تمت مع الروس والإيرانيين، وبالتأكيد مع الأمريكيين وغيرهم، وإن لم يصرح بذلك.
عموما، سقوط الأسد بتلك الطريقة المدهشة في سرعتها، يرجح أن ما فعلته المعارضة كان حصاد ترتيبات تمت في عواصم عدة. ويؤكد تحقق نظريات وأفكار تقول إن انتصار طرف على عدو ما وتحقيق الأهداف لا يستدعي بالضرورة تحريك قواته الذاتية. وإذا كان سقوط الأسد عارٍ عن "المفاجأة"، فيجب أن نسأل: ولماذا صُور على هذا النحو ولمصلحة من؟ ونسأل أيضا: سواء كان الأمر مفاجأة أو تدبيرا بليل..هل تحررت سوريا حقا؟ وإلى متى؟ وهل ما حدث نهاية سعيدة أم بداية مفتوحة الاحتمالات؟ والإجابة عن هذه الأسئلة ستكشف أبعادا كثيرة في صورة المشهد الذي يحركه البعض بخيوط غير مرئية، ليس في سوريا فقط ولكن في المنطقة والعالم.
يأتي ذلك في لحظة تشبه مفاصل تاريخية منها، الحربان العالميتان الأولى والثانية، عندما كان يتم هدم بقايا نظام عالمي قديم ورسم معالم نظام جديد على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والمالية والتكنولوجية وحتى الاجتماعية، ناهيك عن الدينية. هنا يجب الانتباه إلى أن هذا التطور وقع تقريبا في "لمح البصر"، بعد أيام قليلة من "إعلان" فوز ترامب برئاسة جديدة في أمريكا. وهذا مفتاح قراءة المشهد. ومع عدم التقليل من دور قوات المعارضة على الأرض فالمؤكد أن انتصارها المباغت ذاك كانت وراءه اتفاقات وأضواء خضراء لها، وأخرى حمراء لآخرين. تلك الأضواء خرج بعضها، بالتأكيد، من "واشنطن ترامب" وبعضها من عواصم أخرى أهمها أنقرة وموسكو.
لا أحد يستطيع القطع بشيء الآن، لكن النظرة العامة ترجح أن الحدث السوري جزء من إعادة رسم صورة المشهد العالمي برمته. البعض يبشر بشرق أوسط جديد. والبعض يتحدث عن سايكس-بيكو جديدة. والبعض يتحدث عن عالم جديد.. فترامب القادم من دكة الاحتياط التي لازمها أربع سنوات، يريد هو ومن وراءه تدشين نظام عالمي جديد، أساسه الصفقات. وبضاعته البشر. ومفرداته القوة الغاشمة والتكنولوجيا "المُفْسِدة"، والعملة الموحدة ومجتمع الشواذ والغياب الديني التام. وسيناريوهاته التخريب المستمر، امتدادا لسياسة "الفوضى الخلاقة". نظام يسارع الجميع إلى الانضمام إليه وإعلان الولاء لرمزه العائد ترامب، الذي قدم له زعماء نحو 40 دولة فروض الولاء والطاعة خلال إعادة افتتاح كنيسة "نوتردام" في باريس أخيرا، بحسب تصريح دبلوماسي أوروبي للكاتب الأمريكي توم ماكتاج. وقد اعتبر الدبلوماسي أن ذلك اللقاء كان تتويجا لترامب "امبراطورا" عالميا. نظام عالمي جديد تتصدر فيه المشهد دولة الكيان التي تقول الشواهد "الخادعة" إنها تتقدم بشكل حثيث نحو ذلك الهدف. وكل ذلك يتطلب فوضى أكبر كثيرا من كل ما شهده العالم حتى الآن. فوضى يختلط فيها الحابل بالنابل شرقا وغربا. فوضى لا تتحقق بوجود نظام، أي نظام، في سوريا أو غيرها، ولا حتى أوروبا.
وفي ضوء ما شهدته سوريا في الأيام الماضية من مظاهرات "فئوية" مفضوحة التوجيه والأهداف فلا شك أن القادم سيشهد فراغات سياسية، سيتم خلقها "تدريجيا"، هنا وهناك، ورأينا لها أمثلة معاصرة، وشهدنا نتائجها الكارثية على الجميع. وسيتم ضمن ذلك استمرار تنفيذ مؤامرات "تقسيم المقسم وتفتيت المفتت". وكل يتداعى على المنطقة "تداعي الأكلة إلى قصعتها". فالذين قسموا الخريطة الليبية إلى شرق وغرب، ونفذوا تقسيمات "عملية" مماثلة في دول أخرى، سيحاولون جعل المشهد السوري أكثر تشرذما وتمزيقا. وهذا سيتطلب تأجيج مطالب واتهامات، أكثرها افترائية، وخلافات، بعضها وهمية، وصراعات، أخطرها طائفية. والغريب أن أعداء الإنسانية لم يتأخروا في التصريح بذلك على لسان وزير خارجية الكيان بقوله إن "التفكير في دولة سورية واحدة مع سيطرة فعّالة وسيادة على كل مساحتها أمر غير واقعي"، مضيفا أن "المنطق هو السعي لحكم ذاتي للأقليات في سوريا". وعزز ذلك تصريح لبلينكن عن ضرورة "حماية حقوق الأقليات".
هل يعني ذلك أن أعداء الإنسانية سيبلغون أهدافهم؟ بالطبع هذا متروك للأيام لتكشفه. والتاريخ مليء بنماذج لكل الاحتمالات، رأينا الأسوأ منها في السنوات الأخيرة. لكن هناك أمثلة على إحباط مثل تلك المؤامرات، منها موقف الزعيم الوطني السوري فارس الخوري "المسيحي"، (1877-1962)، الذي خطب على منبر الجامع الأموي عام 1920، قائلا: "إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحماية المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر، أشهد أن لا إله إلا الله." وهناك القمص سرجيوس الذي يسمى خطيب ثورة 1919 في مصر، وخطب بدوره على منبر الأزهر، في عصر دشن شعار "يحيا الهلال مع الصليب". ومكرم عبيد (باشا) الذي كان محاميا يترافع بالقرآن. وجود مثل هؤلاء من عدمه سيحدد ما إذا كان سقوط الأسد نهاية سعيدة أم بداية مجهولة المآلات في لحظة تاريخية تختلط فيها عناصر ومفردات السياسي والاقتصادي بعناصر ومفردات الديني والتراثي. إنها لحظة "هشة" يمكن فيها للشيطان الذي خرج بقناع "الأسد" أن يُعيد ذئابه بأقنعة أخرى كثيرة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إعلامي وباحث سياسي
ماجستير العلوم السياسية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
3759
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2454
| 16 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم القرآنية، حتى جعله الله مقرونًا بعبادته في قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، فجمع بين التوحيد والإحسان إليهما في آية واحدة، ليؤكد أن البرّ بهما ليس مجرّد خُلقٍ اجتماعي، بل عبادة روحية عظيمة لا تقلّ شأنًا عن أركان الإيمان. القرآن الكريم يقدّم برّ الوالدين باعتباره جهادًا لا شوكة فيه، لأن مجاهد النفس في الصبر عليهما، ورعاية شيخوختهما، واحتمال تقلب مزاجهما في الكبر، هو صورة من صور الجهاد الحقيقي الذي يتطلّب ثباتًا ومجاهدة للنفس. قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فحتى في حال اختلاف العقيدة، يبقى البرّ حقًا لا يسقط. وفي الآية الأخرى ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24]، يربط القرآن مشاعر الإنسان بذاكرته العاطفية، ليعيده إلى لحظات الضعف الأولى حين كان هو المحتاج، وهما السند. فالبرّ ليس ردّ جميلٍ فحسب، بل هو اعتراف دائم بفضلٍ لا يُقاس، ورحمة متجددة تستلهم روحها من الرحمة الإلهية نفسها. ومن المنظور القرآني، لا يتوقف البرّ عند الحياة، بل يمتدّ بعد الموت في الدعاء والعمل الصالح، كما قال النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... « وذكر منها «ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم). فالبرّ استمرارية للقيم التي غرساها، وجسر يصل الدنيا بالآخرة. في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتبهت فيه العواطف، يعيدنا القرآن إلى الأصل: أن الوالدين بابان من أبواب الجنة، لا يُفتحان مرتين. فبرّهما ليس ترفًا عاطفيًا ولا مجاملة اجتماعية، بل هو امتحان للإيمان وميزان للوفاء، به تُقاس إنسانية الإنسان وصدق علاقته بربه. البرّ بالوالدين هو الجهاد الهادئ الذي يُزهر رضا، ويورث نورًا لا يخبو.
1392
| 14 نوفمبر 2025