رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تشير التقارير الاستخباراتية العسكرية الأخيرة في إسرائيل إلى أن إعلامهم لم يعد يتناول ذكر الدولة السورية كدولة وإنما تسميتها بمناطق الحرب الأهلية في الشمال والجنوب، وذلك لأنهم باتوا يعتبرون أنها لم تعد دولة بالمعنى الاصطلاحي وإنما هي كيان من الكيانات في المشهد السوري، ويأتي هذا الخبر ليدل دلالة قاطعة على مدى تمدد المشروع الإيراني في سوريا، حيث غدت إيران هي الآمرة الناهية في البلاد وكدنا أن نقول، بل شرعنا في ذلك، أن سوريا اليوم قد خرجت من الذات السورية وحق تقرير مصير شعبها بنفسه الذي طالما تشدق به اللانظام ورئيسه وكذلك روسيا الشريك الكبير له في العدوان على الشعب وكذلك أمريكا التي تتفق تماما مع روسيا سراﹰ، بل وفي بعض المواقف علنا، لقبر أي حرية في بلادنا وللتمتع بالكثير من السرور والحبور لفقدان مئات الآلاف من شهدائنا البررة وجرحانا ومعتقلينا من الجنسين، والمشردين الذين فاق عددهم نصف الشعب السوري.
إذا إن مصالحهم في هذا التمتع إنما هي التسلية بالانتقام على يد أذنابهم الذين نصبوهم على الكراسي وكان لابد من دفع هذا العربون الدامي والذي سيبقى ما لم تحدث معجزة في المشهد تقهر الجميع، إلى ذلك لم تكتف إيران بالمتعة التي أجازتها لتهديم الدين والخلق، بل اتفقت - ومنذ زمن بعيد قريب وقديم جديد - على التمتع ببلاد أهل السنة والاستيلاء عليها وإذلال الناس، لأن دينهم الحقيقي يختلف كليا عن دين السنة، واهتبل أعداؤنا اليهود وأصدقاؤهم عبر التاريخ إلى يومنا هذا - وهو ما سيبقى ما بقيت المصالح والحقد على المسلمين – هذه الثغرة وبحجة الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 6+1 على أن يبسط لإيران النفوذ الإقليمي والهيمنة المنشودة لقاء بعض التنازلات الجوهرية، خصوصا ما يتعلق بإسرائيل، إذ إنه يجب ألا ننسى ما جاء في الاتفاق عدم التعرض لإسرائيل أبداً ولمدة عقدين أو ثلاثة من الزمن، وطبعا فإن هذه الحقبة مرشحة للتجديد، ولا عجب في ذلك إذا عرفنا أن الشيعة منطلقون أصلا وعلى أرجح الأقوال – من مؤسسة عبد الله بن سبأ اليهودي ومتشابهون عبر التاريخ ومازالوا بأكثر من 86 نقطة مع الماسونية الصهيونية اليهودية - ذكر منها الكاتب أحمد بن محمد البلوي 81 في كتابه أسرار الشيعة من ص 18، وعودا على بدء فلا يمكن أن نأخذ التصريحات السابقة لروحاني رئيس إيران بعظمة لسانه، أن التنازلات التي يمكن أن تقدمها إيران في الملف النووي ستقابلها تنازلات من الدول لإطلاق نفوذها الإقليمي في البلاد المجاورة، خصوصا سوريا كما أسلفنا.
ويبدو أنه ربما اتفق أن تعود اليمن إلى السعودية وسوريا إلى حضن إيران، لا سمح الله، والذي يدل على ذلك أن المسؤولين الإيرانيين هم الذين فاوضوا كتائب أحرار الشام في الزبداني – وإن لم تنجح المفاوضات، بمعنى أنهم لم يبقوا للسفاح الأسد من أمثالهم أي سيادة حتى قال في خطبته أواخر يوليو الماضي: ليست سوريا لمن يحمل جنسيتها وإنما للذي يدافع عنها! وقد اعترض بعض زعماء الشيعة والعلويين على مفاوضة إيران واعتبروها مساسا بالسيادة السورية، وعلى قول السفاح إذن فما قوله بمن يعين الثوار من غير السوريين.
ونحن لن ننسى أن نذكر القارئين أنه بمرور الذكرى الثانية لمجزرة الكيميائي التي داهمت الغوطة قتلا بلا دم دون أن يكترث المجتمع الدولي ويحاسب الجناة أبدا، إذ إنه أصبح لدى إيران وسوريا الضوء الأخضر من الصهاينة وأمريكا وروسيا والمليشيات الباطنية تبعا أن تبيد الأخضر واليابس لأجل أمن إسرائيل وإسرائيل نفسها تستغل الفوضى العربية وأن التقارير التي أذاعتها حملة ((نامة شام)) كما أكد مديرها فؤاد حمدان وكذلك مسؤول البحوث والاستشارات فيها ((شيار يوسف)) تشير إلى أن هناك أدلة وقرائن تدل على تورط الحرس الثوري الإيراني مع اللانظام السوري في مجزرة الغوطة التي ارتكبوها في 21 أغسطس 2013م، ولا غرابة فهم أشد تلونا من الحرباء ولا يتبعون إلا مصالحهم وليلصقوا جرائمهم بالثوار زورا وبهتانا.
وعلى سبيل المثال فما سر الغزل الآن الذي تسربه الأخبار من اقتراب زيارة محمود عباس الرئيس الفلسطيني إلى إيران، وما مصلحة الملالي فيها وهم الذين يريدون تحريرها من الشياطين.
لكن نذكر أيضا أن المجاهدين البواسل في القلمون استطاعوا أن يقتصوا من القيادي في حزب الله علي خضر اللوز الذي كان يحرض على قتل السنة في مدينة القصير التابعة لحمص ويدعي أنهم سوف يقتلون كل سني كلب وقتل معه عدد من حزب الله من هددوا فقبروا في الزبداني.
وقالوا إنهم سيهاجمون مكة لاسترجاع الكعبة من مغتصبيها، فلا شك أن تمدد المشروع الإيراني في المنطقة هو حنين مؤكد إلى التاريخ القديم الأسود المملوء حقدا على المسلمين والمقنع بالنفايات السياسية والمتواطئ دوما مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، في حين نددت دار الإفتاء المصرية بهدم دير في سوريا ولم تتعرض لدوما وغيرها مما يشيب لها الولدان.
وهل ننسى من قبل الوزير الشيعي ابن العلقمي وكيف تسبب في قتل أكثر من مليون موحد في بغداد، وهل ننسى إرسال الإمبراطور ((شارلي)) رسالة إلى إسماعيل الصفوي للتحالف ضد العثمانيين وقول سفير النمسا آنذاك: ليس لكم حل في الطاعون العثماني إلى الجيوش الإيرانية. وهل ننسى ما فعلوا أثناء حصار السلطان سليمان القانوني في القرن العاشر الهجري ((فيينا))، حيث تمردوا على السنة وغدر الصفويون وتحالفوا مع الأوروبيين وقتلوا وحرقوا إلا أنهم هزموا في النهاية ولولاهم لكانت أوروبا كلها مسلمة تقرأ القرآن، فكيف ينسى الصليبيون جميل الصفويين.
إن حال اليوم كالبارحة وأول البارحة، حيث يقول المسؤولون الإيرانيون: لولا التعاون الإيراني مع أمريكا ما سقطت بغداد ولا كابول وكما قال العديد من قادة إيران وما يسمى حزب الله: لولانا لسقطت دمشق العاصمة السورية من زمان. ولا ريب أن الفرس واليهود والنصارى وأذنابهم قد أجمعوا على حرب الإسلام والعروبة من جديد، ولا نرى الجزء الأكبر من الحل إلا في التماسك والاتحاد وإنشاء قوة ردع عربية من السلاح النوعي الفعال مهما بذل من مال فيه وقبل ذلك تربية الشباب على العقيدة القتالية وبذل الجهد الضخم لضخ الإعلام في هذه المعركة الفاصلة التي خططوا لها أن تكون في هذه الظروف العصيبة وعندها ستبقى سوريا كما غيرها، هي هي، لا كما وصفها السفاح الأسد بتسميتها: سوريا المفيدة.. وستخيب، إن شاء الله، كل المشاريع المعادية، خصوصاً الإيرانية.
احتفالات باليوم الوطني القطري
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي حضره صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير... اقرأ المزيد
324
| 23 ديسمبر 2025
لا تبرروا لهؤلاء أخطاءهم
هل لدى أحدنا شك بأن قطر هي أغلى ما نملك وأننا نحبها حبا لا يمكن أن تعبر عنه... اقرأ المزيد
177
| 23 ديسمبر 2025
حُرمة نفس !
من اللافت جدًا أن يكون المرء أنيساً منسجماً، طيّب المعشر، يألف الناس ويألفونه، غير متكلف في خلقه ومسلكه،... اقرأ المزيد
153
| 23 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1131
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد تحديثٍ تقني أو خطوةٍ إدارية عابرة، بل كان دون مبالغة لحظةً كاشفة. فحين سمحت منصة (إكس) بقرارٍ مباشر من مالكها إيلون ماسك، بظهور بيانات الهوية الجغرافية للحسابات، لم تنكشف حسابات أفرادٍ فحسب، بل انكشفت منظوماتٌ كاملة، دولٌ وغرف عمليات، وشبكات منظمة وحسابات تتحدث بلسان العرب والمسلمين، بينما تُدار من خارجهم. تلك اللحظة أزاحت الستار عن مسرحٍ رقميٍّ ظلّ لسنوات يُدار في الخفاء، تُخاض فيه معارك وهمية، وتُشعل فيه نيران الفتنة بأيدٍ لا نراها، وبأصواتٍ لا تنتمي لما تدّعيه. وحين كُشفت هويات المستخدمين، وظهرت بلدان تشغيل الحسابات ومواقعها الفعلية، تبيّن بوضوحٍ لا يحتمل التأويل أن جزءًا كبيرًا من الهجوم المتبادل بين العرب والمسلمين لم يكن عفويًا ولا شعبيًا، بل كان مفتعلًا ومُدارًا ومموّلًا. حساباتٌ تتكلم بلهجة هذه الدولة، وتنتحل هوية تلك الطائفة، وتدّعي الغيرة على هذا الدين أو ذاك الوطن، بينما تُدار فعليًا من غرفٍ بعيدة، خارج الجغرافيا. والحقيقة أن المعركة لم تكن يومًا بين الشعوب، بل كانت ولا تزال حربًا على وعي الشعوب. لقد انكشفت حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: أن كثيرًا مما نظنه خلافًا شعبيًا لم يكن إلا وقودًا رقميًا لسياسات خارجية، وأجندات ترى في وحدة المسلمين خطرًا، وفي تماسكهم تهديدًا، وفي اختلافهم فرصةً لا تُفوّت. فتُضخ التغريدات، وتُدار الهاشتاقات، ويُصنع الغضب، ويُعاد تدوير الكراهية، حتى تبدو وكأنها رأي عام، بينما هي في حقيقتها رأيٌ مُصنَّع. وما إن سقط القناع، حتى ظهر التناقض الصارخ بين الواقع الرقمي والواقع الإنساني الحقيقي. وهنا تتجلى حقيقة أعترف أنني لم أكن أؤمن بها من قبل، حقيقة غيّرت فكري ونظرتي للأحداث الرياضية، بعد ابتعادي عنها وعدم حماسي للمشاركة فيها، لكن ما حدث في قطر، خلال كأس العرب، غيّر رأيي كليًا. هنا رأيت الحقيقة كما هي: رأيت الشعوب العربية تتعانق لا تتصارع، وتهتف لبعضها لا ضد بعضها. رأيت الحب، والفرح، والاحترام، والاعتزاز المشترك، بلا هاشتاقات ولا رتويت، بلا حسابات وهمية، ولا جيوش إلكترونية. هناك في المدرجات، انهارت رواية الكراهية، وسقط وهم أن الشعوب تكره بعضها، وتأكد أن ما يُضخ في الفضاء الرقمي لا يمثل الشعوب، بل يمثل من يريد تفريق الأمة وتمزيق لُحمتها. فالدوحة لم تكن بطولة كرة قدم فحسب، بل كانت استفتاءً شعبيًا صامتًا، قال فيه الناس بوضوح: بلادُ العُرب أوطاني، وكلُّ العُربِ إخواني. وما حدث على منصة (إكس) لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، لأنه يضع أمامنا سؤالًا مصيريًا: هل سنظل نُستدرج إلى معارك لا نعرف من أشعلها، ومن المستفيد منها؟ لقد ثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الحساب الوهمي قد يكون أخطر من طائرةٍ مُسيّرة، وأن الفتنة حين تُدار باحتراف قد تُسقط ما لا تُسقطه الحروب. وإذا كانت بعض المنصات قد كشفت شيئًا من الحقيقة، فإن المسؤولية اليوم تقع علينا نحن، أن نُحسن الشك قبل أن نُسيء الظن، وأن نسأل: من المستفيد؟ قبل أن نكتب أو نشارك أو نرد، وأن نُدرك أن وحدة المسلمين ليست شعارًا عاطفيًا، بل مشروع حياة، يحتاج وعيًا، وحماية، ودراسة. لقد انفضحت الأدوات، وبقي الامتحان. إما أن نكون وقود الفتنة أو حُرّاس الوعي ولا خيار ثالث لمن فهم الدرس والتاريخ.. لا يرحم الغافلين
945
| 16 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
831
| 22 ديسمبر 2025