رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أثبت النظام السوري المجرم براعته في التفنن بقتل شعبه الأعزل بعد أن وصل أعداد ضحاياه إلى ما يفوق الـ 7500 وفق الإحصائيات الأخيرة ، وبذلك الرقم الفلكي الذي يستحق أن يدخل به هذا النظام الدموي " الموسوعة الدولية للإجرام " لا مناص من ربط أطراف عدة في تعنت نظام بشار وممارسته ترسانته الحربية تجاه شعبه المسالم وأعني بها صاحبا الفيتو اللعين الروس والصين ومن يدعمهما ، هذا النظام أكد عدم إنسانيته عندما رفض نداء المنظمات الدولية والإنسانية بفتح ممرات آمنه للمدنيين العزل بمدينة حمص المنكوبة خاصة وبعد أن إنقطع عنها الماء والكهرباء وانعزل منذ ما يقارب العشرين يوماً عن العالم أجمع !!
كل هذه التصرفات الرعناء من قبل نظام بشار يثبت لنا وبعد مرور عام من ثورة الشعب السوري العظيم بأننا أمام نظام كدس ترسانته الحربية طوال سنوات حكم حزب البعث في سوريا وحطم " بوصلة " قوته العسكرية التي كان يتغنى بها بثورة تُعيد الجولان لوطنه الأم وترفع من عزة وكرامة شعبه العربي السوري ، ولكنه سرعان ما وجه ترسانته إلى مناطق ومدن لطالما ارتبط إسمها بعظماء من قادة الفتوحات الإسلامية الذين ضحوا بدمائهم من أجل نصرة دينهم ورفع شأن أمتهم ، حمص وحلب وحماه وريف دمشق وغيرها العديد من المدن السورية الصامدة أمام عنجهية وغدر نظامه الدموي فلا زالت حتى ساعتنا هذه تتلقى المئات بل الآلاف من القذائف والرصاص وكافة أنواع الأسلحة الفتاكة بصدور أبنائها الشجعان ، كل هذا يحدث ونحن أمة العرب والإسلام نقف موقف المشاهد العاجز عن نصرة أخيه على الظالم الغادر الذى قتل وفجر واستحل المحارم وهدم المساجد والكنائس وكل ما يربط أي إنسان بربه ، نظام لا يعرف إلا لغة القتل عندما يُوجه له انتقاد يمس الحريات والمبادئ الشرعية لشعبه .
من هنا فقد بات من الضروري على المجتمع الدولي وكل من ينادي بالإنسانية وبمبادئ حقوق الإنسان بإيقاف هذه المهزلة ، وإن كانت الجهود الدبلوماسية لم تعد مجدية مع هذا النظام المجرم فلا بد من إيقافه عند حده وممارسة القوة لدحره والقضاء عليه ، لأنه لا يشكل خطراً على شعبه فحسب وإنما على النظام الدولي برمته فنحن نعيش في عالم واحد يخضع لقوانينه العادلة ولا نعيش في غابة يأكل القوي فينا الضعيف ، وإن كان الفيتو الروسي الصيني الظالم قد شجع نظام بشار على ارتكاب المزيد من المجازر فإنه لا يعني بأن المجتمع الدولي الحر عاجز على اتخاذ قرارات أخرى مصيرية تُسهم في حقن الدم السوري وعدم استفحال الأمر بسقوط المزيد من الضحايا .
لقد حان الوقت للبدء في تحرك عسكري سريع يقضي على كل منابع القوة التي يمتلكها هذا النظام حتى لا تُسفك دماءً أخرى وضحاياً جدد ، ومع علمنا بأن خيار الحرب والتدخل العسكري لن يجلب للمنطقة سوى الويلات إلا أن هذا التعنت السافر من قبل نظام بشار هو الذي سيوصلنا إلى هذه المرحلة فلا خيار لإيقافه عند حده إلا بممارسة القوة التي تقتلع نظامه المجرم وتخليص شعبه من استبداده ليختار هو من يحكمه بإرادته دون تدخل من أي طرف كان .
وبالأمس طالبت كل من قطر والسعودية بدعم الجيش السوري الحر بالسلاح والعتاد لمجابهة هذا النظام وحماية أرواح المدنيين العزل ، وهذا القرار لم يأتِ إلا بعد استنفاذها كافة الطرق الدبلوماسية ومطالباتها الدائمة وعلى مدى عام كامل النظام في دمشق بإيقاف إراقة الدماء ووضع حلول ناجعة لإنهاء هذه الأزمة التي أقضت مضاجع كل عربي ومسلم وداعٍ للسلام ، قرارٌ تأخر قليلاً إلا أنه سيكون أول مسمار في نعش بشار الأسد وعصابته المجرمة بحول الله وقوته ، والحل العسكري بحاجة ماسة إلى دعم دولي من قبل الأمم الداعية للسلام واستتباب الأمن في المنطقة فعليهم بممارسة دورهم الفعال بالضغط على القوى المساندة والداعمة لهذا النظام ومن ضمنها بعض القوى الإقليمية المجاورة لسوريا كإيران وحزب الله التي لن يسرها التحرك العسكري وستقوم بما لا يدع مجالاً للشك بإطلاق وعيدها " الفارغ " لدول المنطقة التي ترفض تصرفات رئيس النظام السوري مع شعبه ، ولا نستغرب عندما تقوم إيران وحزب الله بتحريك " خلاياها النائمة " لخلق الفوضى وإشاعة البلبلة في الدول التي يتمترسون بها !!
نأمل عند أخذ الخيار العسكري بأن يصاحبها ضربات جوية مفصلية موجعة للنظام تقضي من خلالها على كل المصادر الداعمة لجيشه وشبيحته حتى تَسهل العملية على إخواننا المجاهدين من الجيش السوري الحر ، وهذا الأمر في رأيي سوف يُحدث انشقاقات رهيبة في الجيش النظامي وسيكون داعماً للجيش الحر في اقتلاع هذا النظام الهش وإنهاء حكم بشار وزبانيته .
نفحات من الثورة السورية
نعتذر منك يا باريس يا أم العطور
وردة من حمص جابت العطر الفريد
لو عطرك يا فرنسا مستخلص من زهور
عطرنا من سوريا مستخلص من شهيد
اللهم منزل الكتاب ومجري الحساب وهازم الأحزاب ، كن لإخواننا المستضعفين في سوريا ، اللهم وحد صفوفهم واحقن دماءهم واحفظ أعراضهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا عزيز يا حكيم .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4041
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1731
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1575
| 02 ديسمبر 2025