رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لابد من الوقوف على الوضع الاقتصادي المصري بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي استهدف وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي وإعادة الثقة للمستثمر الأجنبي، وماذا يقول صندوق النقد الدولي ومؤسسات التصنيف الائتماني العالمية؟ حتى لا يظل الاقتصاد بعيدا عن المسار الصحيح، خاصة أن صندوق النقد الدولي قد رسم صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في مصر في عام 2012 واعتبر أن النمو الاقتصادي قد توقف فيها، حتى أن مدير العلاقات الخارجية في صندوق النقد الدولي "جيري رايس" قال إن الوضع الاقتصادي في مصر يبقى صعبا إذا ظل النمو متوقفا، وكانت مصر في ذاك الوقت تتفاوض للحصول على قرض بقيمة 3.2 مليار دولار يتم صرفه لمصر على مدى ثلاثة أعوام والبنك يضع الشروط والعقبات والعراقيل أمام المفاوضات التي كانت تعتبرها مصر هامة وضرورية لأن نجاح المفوضات يعطي رسالة إلى المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والائتمانية بأن الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح، ومن ثم عودة الثقة في الاقتصاد وفي المناخ الاستثماري، ولاشك أنها كانت أوقات عصيبة، حتى جاءت الانفراجة مع المؤتمر الاقتصادي في مارس الماضي بشرم الشيخ والإعلان عن ضخ 12.5 مليار دولار من الدول الخليجية، التي دعمت الاحتياطي النقدي للدولة، وغيرت بالتالي تصنيفات المؤسسات المالية الدولية، حيث أعلنت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني، رفع التصنيف طويل الأجل لمصر من B- إلى B بالعملتين المحلية والأجنبية، كما أبقت على نظرة مستقبلية "مستقرة"
للاقتصاد المصري، وقد أحدث ذلك تغيرات كبيرة في مواقف الدول الأوروبية المانحة والمقرضة وحتى الدول العربية التي تريد أن ترى خطوات على أرض الواقع لتقديم ما وعدت به، الأمر الذي يستوجب على الإدارة المصرية الشفافية والإفصاح من خلال الإعلان عن الإصلاحات الاقتصادية والتحولات الإيجابية أو السلبية على الأداء وبالبيانات وبالأرقام لأنها هي اللغة الوحيدة القادرة على الفهم والإقناع، والتي يمكن الرجوع إليها والمقارنة بينها للتعرف على الواقع، وهل السياسات الاقتصادية في مصر تسير في الاتجاه الصحيح، وهل تعكس مؤشرات أداء الاقتصاد صورة جيدة تتوافق مع التصنيفات الائتمانية الدولية؟ ولاسيَّما أن غرفة التجارة الأمريكية أعلنت تفاؤلها بمناخ الاستثمار في مصر عن أي وقت مضى، ورغبة رجال الأعمال في زيادة محافظهم الاستثمارية في مصر في ظل الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المتعلقة بقوانين الاستثمار والشركات، التي ستساعد الشركات الأجنبية ومن بينها الأمريكية العاملة في مصر- على توسيع نطاق تواجدها في السوق المصرية، خاصة بعد إشادة صندوق النقد الدولي بالبرنامج الاقتصادي وتأكيده على قدرته في تحقيق أهداف الحكومة في المدى المتوسط، وكذلك تقارير العديد من المؤسسات الدولية مثل "فيتش" و"ستاندر آند بور" و"موديز" التي تؤكد نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والسير على نهج سليم وتطبيق أفضل السياسات، وكذلك التأكيد على تضاؤل معدل المخاطر مع التحسن في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، ولأن ذلك يعد بمثابة شهادة ثقة في سلامة السياسات الاقتصادية وخطوة حقيقية وأساسية نحو وضع مصر في المكانة التي تليق بها على الخريطة الاقتصادية الدولية، إلا أن ذلك قد يصطدم مع أداء الجهاز الإداري الذي يعد عقبة كؤودا في طريق الاستثمار، لأنه جهاز مشبع بالبيروقراطية والخوف والأيدي المرتعشة التي تهدر مليارات الجنيهات، وتعوق المسيرة وربما تجرها للخلف، نتيجة لتضارب القرارات بين الهيئات والجهات الإدارية وأصحاب الاختصاصات، إلى جانب العديد من التحديات الأخرى المتمثلة في انتشار الفساد الإداري وافتقاد ثقافة العمل ورفض قبول الآخر، وافتقار ثقافة الاستثمار القائم على أسس ومعايير اقتصادية واضحة تهتم بالقطاعات الدافعة للنمو كالصناعات التحويلية والاتصالات والتشييد والبناء والمشروعات التكنولوجية، وتحرص على تهيئة المناخ الاستثماري، ودعم مشاركة القطاع الخاص في تحقيق التنمية لخلق فرص عمل جديدة تساعد على خفض نسب البطالة، وكلها ضد المحاور الرئيسية التي تستهدف انضمام الاقتصاد المصري إلى أكبر 30 اقتصادا عالميا من خلال مصر 2030، رغم أن الاقتصاد المصري يواجه مرحلة صعبة على صعيد التنمية.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2022
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1152
| 24 ديسمبر 2025