رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يلاحظ أن كل كوارث العالم المعاصر محدودة بزمان ومكان إلا كارثة فيروس كورونا الصغير الحجم، الكبير الأثر، والشديد الضرر، فلم تنحصر في مكان ولا زمان، فبدأت مع بداية يناير من العام الحالي 2020، ومن الصين شرقا إلى أمريكا وما بعدها غربا، مرورا بكل الدول الواقعة بين هاتين النقطتين. وما زال فيروسها يكتسح العالم وينتشر بسرعة البرق في أرجاء المعمورة، مما أرعب الناس وأرهبهم ونشر الذعر بينهم، فأُعلنت بسببه حالات الطوارئ في كل بقاع الأرض، واستُنفرت الطاقات البشرية، والامكانيات المادية. وبناء عليه، وفي ضوء طبيعة الفيروس وخصائصه وطريقة انتشاره، قامت وزارة الصحة القطرية بتسخير كل ما لديها من طاقات بشرية وإمكانيات مادية، وأجهزة وأدوات، وقوانين وتشريعات، وتعليمات وإرشادات احترازية وقائية في محاولة جاهدة جادة للحد من انتشار هذا الوباء قدر الإمكان بين أفراد المجتمع القطري.
وتدعيماً لهذا التوجه، اتخذت الدولة قراراً بإلغاء كل ما يمكن أن يسهم في انتشار هذا الفيروس من لقاءات جماعية واجتماعات وتجمعات واختلاطات وفعاليات اجتماعية وأنشطة رسمية وغير رسمية؛ فأغلقت المدارس والجامعات وباقي المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وعُلق نظام الدراسة المباشرة عن قرب في الصفوف والقاعات الدراسية المعتادة، واستُبدل بنظام آخر عن بعد يُبعد الطالب والمعلم عن أجواء وبيئات اللقاء المباشر وجهاً لوجه، وما يتبعها من ظروف مكانية اجتماعية يمكن أن ينشط فيها الفيروس، وينتشر بشكل سهل وسريع. ولذا، فاتُخذ قرار التعليم والتدريس عن بعد باستخدام برامج وأنظمة وتطبيقات التعليم الإلكتروني التكنولوجية الفاعلة في توصيل المادة العلمية المقروءة، والمسموعة، والمدعمة بكل وسائل وإمكانيات المشاهدة والمعايشة الافتراضية إلى مكان الطالب في بيته، وذلك تطبيقاً لقرار الحجر المنزلي الذي اتخذته الدولة، وتفعيلاً لشعار "من أجل قطر.. خلك في البيت" ومن هنا تُوجه الدعوة إلى كل من يعيش على هذه الأرض من مواطن ومقيم أن يلتزم بتعليمات وزارة الصحة بالبقاء في البيت، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى متحصناً بكل متطلبات السلامة والوقاية من كمامات وقفازات مع مراعاة المسافة الاجتماعية والتباعد الاجتماعي قدر الإمكان.
ومن هنا يأتي التحدي الذي يواجه كل مؤسسات التعليم في الدولة في توصيل المادة العلمية إلى الطالب، فنقل الدراسة من مكانها الحقيقي المعتاد سواء كان المدرسة وصفوفها، أو الجامعة وقاعاتها الدراسية ليس بالأمر السهل الذي يمكن أن يتم بين عشية وضحاها. فالنقلة بحد ذاتها نقلة نوعية شكلت تحديا كبيرا للقطاعين التعليميين العام والجامعي. فليس من السهل التحول من نظام يقوم على المواجهة واللقاء المباشر وجها لوجه إلى نظام آخر غير مباشر يلتقي فيه كل من المعلم والمتعلم عن بعد كل في بيته. ولذا، فقد بذلت جهود كبيرة في تحقيق هذا المطلب، فقد سخر القائمون على التعليم في كل هذه المؤسسات كل ما لديهم من طاقات بشرية ومادية وتكنولوجية في الوصول إلى هذا المبتغى في ظل هذا الظرف الاستثنائي الطارئ، فعقدت الدورات التدريبية، وورش العمل المكثفة، وتحولت مرافق هذه المؤسسات التكنولوجية من معامل حاسوب، وقاعات اجتماعات وغيرها إلى خلايا نحل نشطة وفاعلة للوصول إلى هدف سام، ألا وهو توصيل المادة العلمية للمتعلم أينما كان، وتعليمه وتقييمه في نهاية المطاف للتمكن من الحكم على مدى تحقيق الأهداف التعليمية. ومن ناحية عملية نجحت هذه التجربة، حيث تم التدريس والتعليم عن بعد بتوفير كل مقومات النجاح، فأصبح كل طلبة المدارس والجامعات يتلقون دروسهم في بيوتهم دون معاناة الذهاب والإياب والاختلاط وغيرها من الظروف التي توفر بيئات سهلة مواتية لانتشار فيروس كورونا بين أبنائنا الطلبة. ولم يقتصر النجاح على التدريس فحسب، بل تعدى ذلك ليشمل التقييم أيضا. فتحولت عملية التقييم هي الأخرى إلى إلكترونية عن بعد، ويمكن أيضا اعتبارها تجربة ناجحة تقريبا على مستوى الجامعة على أقل تقدير، حيث لقت الكثير من الاستحسان والرضا من قبل الكثير من أساتذة الجامعة وطلبتها. ولذا، فهي دعوة من هذا المنبر لوزارة التعليم والتعليم العالي أن تحذو حذو الجامعة في اتخاذ قرار بتطبيق الاختبارات النهائية للشهادات العامة إلكترونيا عن بعد، وذلك حفاظا على سلامة الأبناء من الإصابة بالوباء. فالظرف استثنائي طارئ وخطير، ويتطلب التضحية والتجاوز عن بعض الشروط والقواعد والمبادئ الروتينية في الظروف المعتادة. هذا، ومواجهةً للتحدي، فقد تحول التعليم في ظل أجواء كورونا المشحونة بالميكروبات والفيروسات الضارة إلى تعليم وتقييم إلكتروني عن بعد.
وفي الختام، فالشكر موصول لكل من واجه هذه الأزمة، ونشط بهمته للتصدي لها من مؤسسات وأفراد وجماعات، وخاصة الأجهزة الأمنية، والصحية والتعليمية، والإعلامية والتجارية وغيرها، وكل وزارات الدولة كل فيما يخصه، وشكر خاص للمتطوعين الذين تجاوز عددهم الـ 35 ألفاً من الشباب والشابات الذين رهنوا أنفسهم وسخروا طاقاتهم وإمكانياتهم لخدمة الوطن والمواطن للتصدي لهذا الوباء، أعاذنا الله منه ورفعه وحفظ البلاد والعباد إنه على كل شيء قدير.
د. أحمد جاسم الساعي
كلية التربية – جامعة قطر
E-Mail: al-saai@qu.edu.qa
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كلية التربية – جامعة قطر
al-saai@qu.edu.qa
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2325
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1221
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
792
| 10 ديسمبر 2025