رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

1548

فاطمة بنت يوسف الغزال

الإرث بين العدل والظلم ومعاناة الأبناء في تقسيم التركة

30 أبريل 2025 , 02:00ص

يُعتبر الإرث من القضايا الشائكة التي تبرز معاني العدالة والتكافل الأسري، إلا أن بعض الممارسات تجعل هذه الحقوق عرضة للضياع بسبب الظلم والتلاعب في توزيع التركة، خاصة عندما يكون هناك أبناء من زوجات مختلفات، مما يخلق نزاعات طويلة الأمد في المحاكم قد تُدمر الروابط والعلاقات الأسرية، لابد أن نعلم جميعاً بأن الإرث ليس مجرد تقسيم للأموال، بل هو اختبار للقيم والمبادئ الأسرية، فحين يتم توزيعه بعدل، يحفظ الروابط الأسرية، بينما يتحول إلى عامل هدم عندما يُستخدم كوسيلة للإقصاء والظلم.

- مشكلة حرمان الأبناء من حقوقهم الشرعية

في بعض الحالات، نجد أن الأب يتعمد تسجيل الممتلكات باسم بعض أبنائه دون الآخرين، أو يُوجه ثروته بالكامل إلى الأبناء من الزوجة الثانية، متجاهلًا حقوق الأبناء من الزوجة الأولى المطلقة، وهذه الممارسة تُحدث شرخاً عميقاً في العلاقات الأسرية، حيث يشعر هؤلاء الأبناء بالظلم والتهميش رغم أن الشرع والقانون يمنحهم حقوقًا واضحة في الإرث، وفي بعض الحالات، يتواطأ بعض الورثة في عمليات تسجيل الممتلكات بأسمائهم فقط، مما يؤدي إلى حرمان الأخ أو الأخت من حصتهم الشرعية، هذه الممارسات لا تتسبب فقط في أزمات قانونية، بل تترك أثراً نفسياً عميقاً على الأبناء الذين يجدون أنفسهم مجردين من حقهم الطبيعي بسبب الطمع أو الغش، وفي إحدى الحالات، يكون الأب قد تزوج بامرأة ثانية بعد طلاق الأولى، وأنجب أبناء من الزوجة الثانية، وعند توزيع الإرث، قام الأب بتسجيل جميع الممتلكات باسم أبنائه من الزوجة الثانية، بينما حُرم الابن الوحيد من الزوجة الأولى من أي نصيب، على الرغم من أحقيته الشرعية، هذا الأمر أدى إلى صراعات قضائية طويلة بين أفراد الأسرة وأثر نفسي سلبي على الابن المحروم، وفي حالات أخرى يقوم الأب بإخفاء بعض الممتلكات وتسجيلها باسم أحد أبنائه المقربين، بحجة الحفاظ عليها، دون معرفة بقية الورثة، عند وفاة الأب، يتفاجأ بقية الأبناء بحرمانهم من حصة كبيرة من الميراث، مما يؤدى إلى تفكك الأسرة ودخولهم في نزاعات قانونية مكلفة.

التلاعب في تقسيم التركة وتأثيراته

إن ظلم الأبناء في الإرث لا يقتصر على القرارات الشخصية للأب، بل يمتد أحيانًا ليشمل ممارسات غير قانونية مثل تزوير الوثائق، تسجيل الممتلكات قبل وفاة الأب بفترات قصيرة، وإخفاء بعض الأموال عن أصحاب الحق الشرعي، هذه الأساليب تؤدي إلى تفكيك الأسرة، حيث تتحول العلاقات الأخوية إلى نزاعات قضائية تستنزف الجهد والمال، وأحياناً يحدث في حياة الأب أن يكتب بعض الوراث بيوتا أو أي ميراث آخر باسمهم ويتجاوزون الأبناء من الأم المطلقة، لذا يجب على المسؤولين أن يتحققوا من قبل إجراء التسجيل بحضور جميع الأبناء الوارثين وبرضاهم، وفي أحيان أخرى يعطي الأب توكيلا لإحدى زوجاته أو لاحد أبنائه فهنا يفتح الباب للتصرف بهذه الأملاك بدون وجه حق مما يقع في ظُلم عدد من الأبناء الذين لديهم حقوق في الإرث.

الحلول الممكنة لمواجهة الظلم في الإرث

أولاً: يجب على الجهات المعنية بالدولة نشر التوعية القانونية والتوعية حول الحقوق الشرعية والإجراءات القانونية لتقسيم الإرث وفقًا للأنظمة والقوانين، ثانياً: ينبغي تفعيل الدور القضائي لتعزيز دور المحاكم في مراقبة عمليات توزيع الإرث لضمان العدالة وعدم التلاعب في الحقوق، ثالثا: من الضروري وجود جهود مجتمعية لتعزيز ثقافة العدل والتسامح بين الأبناء في إطار المصالحة الأسرية، حتى لا تتحول قضية الإرث إلى صراع يدمر العلاقات، رابعاً وأخيرا: يجب فرض رقابة صارمة على عمليات تسجيل الممتلكات لدى الجهات المعنية لضمان عدم التلاعب بحقوق الورثة وتحقيق الشفافية في التوثيق.

كسرة أخيرة

الإرث هو حق مشروع لجميع الورثة كما حدده الدين والقانون، وهو وسيلة للحفاظ على الترابط الأسري بعد رحيل الأحبة، لضمان عدالة توزيع الإرث وتجنب أي خلافات أو نزاعات من المهم تعزيز التوعية بضرورة اتباع الشريعة والقانون في توزيع التركة، وضمان الشفافية في التوثيق والتعامل، حتى لا تتحول التركة من نعمة إلى نقمة، وتذكروا دائما أن العدل في توزيع الإرث يُحافظ على العلاقات الأسرية ويضمن رضا الله، بينما الظلم يُخلّف وراءه آلاما قد تستمر لأجيال.

 

اقرأ المزيد

alsharq Bien hecho España

مع احترامنا لجميع الدول التي ساندت أهل غزة والحكومات التي كانت تدين وتندد دائماً بسياسات إسرائيل الوحشية والإبادة... اقرأ المزيد

261

| 27 أكتوبر 2025

alsharq التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح فارقا مهما بين شيئين: الأول هو «التصوف» الذي تختلف الناس... اقرأ المزيد

132

| 27 أكتوبر 2025

alsharq عن خيبة اللغة!

يحدث أحيانًا أن يجلس الكاتب أمام بياض الورق أو فراغ الشاشة كمن يقف في مفترق لا يعرف أي... اقرأ المزيد

288

| 27 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية