رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
أم ناصر.. اختزال صعب لحكاية طويلة من الكفاح الفلسطيني

بخطى متسارعة، ومشاعر مختلطة، وكلمات مبعثرة، اقتربنا من منزل عائلة الشهيد ناصر أبو حميد، في مخيم الأمعري قرب رام الله، ليلتقيك الأهل الصابرون بنُبلهم، رغم عمق أحزانهم. في الطريق الى المنزل، أزقة ضيقة، وشواهد تذكارية تحاكي العودة المنشودة إلى القرى الأم، وصور للشهداء الذين سقطوا على تراب الوطن الطهور، وما يلفت الانتباه أكثر، رحابة وشهامة من قدّموا الشهداء، فتراك تستعين بصلابتهم، وأنت تلقي أسئلتك عليهم!. والدة الشهيد، لطيفة ابو حميد، التي كانت تجلس على كرسيها شامخة، بدت وكأنها تتوضأ بالصبر، مع رفع آذان الظهر، فتبدو متألقة صبراً واحتساباً، رغم ما أصابها من حزن وألم، أما شقيقه باسل الذي رزق بطفل قبل استشهاد ناصر بساعات، وأسماه (ناصر) فيَظهر وابتسامة رضا على محياه، وفي ساحة البيت، أعلام وصور لناصر الذي يبدو أنه سيكمل أعوامه المؤبدة شهيداً، إذ ترفض سلطات الاحتلال تسليم جثمانه لعائلته!. هذا ما تراه حين تطأ بقدمك منزل عائلة أبو حميد، لتجد الأطفال الصغار، يقودونك إلى حيث تجلس والدة الشهيد، محاطة بـالمعزّيات ولسانها لا يزال يردد وبشّر الصابرين كلما بادرتها بالسؤال للحديث عن ناصر، وقد أوردت في حديثها المقتضب لـالشرق ما يشير إلى أن ناصر، هو ضحية جديدة لـالاغتيال لا الإهمال في سجون الاحتلال، فقلبها مطمئن، إلى أنه قضى شهيداً، لكنها تحتسب على القتلة، وتتمنى لهم، أن يشربوا من ذات الكأس التي أذاقوها لناصر. ولا تمر دقيقة واحدة، من وقت والدة الشهيد، دون تقليب صور ناصر وإخوته الأسرى الخمسة، متأملة، وتقول: لديّ مئات الصور لناصر، وأتحدى أن يكون في واحدة منها غير مبتسم. وسجلت أم ناصر في شموخها وكبريائها، وعطائها الذي لا ينضب، منجزات كثيرة، لا تقل شأناً ولا قيمة ولا منزلة عن منجزات الرجال، فهي إن لم تتساو في حجم تضحياتها معهم، فإنها على مستوى العمل الوطني، الذي هو محطّ فخر واعتزاز للكل الفلسطيني، وقفت جنباً إلى جنب في صفوف الرجال، حتى في أحلك الظروف وأشدّها سوداوية. ألبوم حيّ عصفت تجارب حياتية قاسية بحياة المناضلة أم ناصر أبو حميد أو سنديانة فلسطين كما يحلو للفلسطينيين أن ينادونها، بيد أنها رغم كل الصعاب، قررت متابعة مسارها الكفاحي، ولم تتراجع أو تنكسر، أمام حجم المآسي والكوارث التي ألحقتها قوات الاحتلال بها وعائلتها. وفي حين يمضي الاحتلال الآثم ويتمادى في شروره وآثامه، مستهدفاً أم ناصر وعائلتها في مخيم الأمعري، إذ يعتقل خمسة من أبنائها في سجونه الفاشستية، بعد أن أوقع سابعهم شهيداً برصاصه الغادر والفتاك، وثامنهم ناصر أبو حميد الذي يقضي اليوم شهيداً، تمضي أم ناصر على امتداد سنوات نضالها، غير آبهة ولا عابئة بكل ما يعترض سبيلها من استهداف ومضايقات، تجلّت سوءاتها وغيّها في هدم منزلها عدة مرات، على أيدي مغول العصر. كيف انتصرت أم ناصر؟.. وما هي طبيعة العناصر التي شكّلت شخصيتها، ومنحتها كل هذه القوة والصلابة، والقدرة على التماسك؟. سيرة نضالية ولدت لطيفة ناجي أبو حميد، العام 1947 لعائلة مناضلة، لجأت من قرية أبو شوشة المحتلة قضاء الرملة، إلى مخيم الأمعري قرب مدينة رام الله، بعد نكبة العام 1948، ومنذ الصبا، امتلكت حسّاً وطنياً عالياً، وإن سددت ثمنه غالياً، وكانت أول مواجهة حقيقية لها مع قوات الاحتلال، العام 1988، خلال الأشهر الأولى لانتفاضة الحجارة، عندما ساهمت في تخليص عدد من شبان المخيم، حاول الاحتلال اعتقالهم، فنالت نصيبها ضرباً واعتقالاً. وشهد العام 1994، محطة رئيسية في الحياة الكفاحية لأم ناصر، عندما اغتالت قوات الاحتلال نجلها عبد المنعم (24) عاماً، غير أن هذه الحادثة، صقلت شخصيتها النضالية، وجعلت منها أم الشهيد والأسير والجريح، لتصبح جاهزة تماماً، لمتابعة دورها الكفاحي، الذي استمر على امتداد سنوات الانتفاضتين الأولى والثانية، وخلالها أكمل الاحتلال بسلوكه الفجّ والمُشين، اعتقال أبنائها الستة، إذ كان ناصر وهو أكبرهم، يقضي حتى استشهاده حكماً قوامه 7 مؤبدات، ونصر السجن المؤبد 5 مرات، وشريف 4 مرات، ومحمـد المؤبد مرتين، وإسلام السجن المؤبد، بينما يقبع جهاد رهن الاعتقال الإداري. خلال هذه التجربة القاسية، واجهت أم ناصر، التحقيق والصمود في مواجهة الجلاد، إذ تم استجوابها مراراً من قبل قادة الاحتلال، الذين لا ينفكّون من الاتصال بها، وتهديدها، وتذكيرها بأنهم سيهدمون بيتها في كل مرة يتم بناؤه، لكنهم لم ينالوا من عزيمتها أو معنوياتها. وبينما يمارس شُذاذ الآفاق وأشرار العالم، هوايتهم المفضلة بهدم منزل أم ناصر، في حالة من الجنون والهستيريا، التي تقترفها آلة الاحتلال التدميرية، وتُفصح عن ممارسات تقطر حقداً وكراهية وعنصرية، لا تملّ أم ناصر من الرد عليهم بالعباراة ذاتها: أنا وأبنائي وبيتي فداء لفلسطين ولن تكسروا إرادتنا. وفي كل مرة، تستردّ أم ناصر مظاهر الحياة على أنقاض منزلها المهدوم، وتشرع من جديد بمهامها الاستثنائية، فتنهض كطائر الفينيق، الذي ما يلبث أن ينهض من بين الركام محلّقاً في الأعالي والآفاق، وتقلع في حوار جديد وسجال طويل مع الاحتلال، وتطلق العنان لمشوار آخر مع الحياة، فلا زال المشهد أخضر في ذاكرتها، والبريق يلمع في ذكرياتها، في تجربة مزدوجة وأدوار متعددة، تقدم خلالها نموذجاً للأم الفلسطينية، في الكفاح وإرادة التماسك.

2874

| 21 ديسمبر 2022

عربي ودولي alsharq
اصابة 53 فلسطينيا خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم "الأمعري" جنوبي "رام الله"

أصيب 53 فلسطينيا بالرصاص الحي وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال اقتحام جيش الاحتلال الاسرائيلي، اليوم، مخيم الأمعري جنوبي رام الله. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، بأنه سجل فضلا عن هذه الأعداد الكبيرة من المصابين، اعتقال ثلاثة فلسطينيين، لافتا إلى أن أكثر من 30 آلية عسكرية اقتحمت المخيم، بعد أن أغلقت الطريق المؤدية إليه، ومنعت حركة المواطنين في محيطه. وأوضح البيان أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تعاملت مع 53 إصابة جراء المواجهات، 10 منها بالرصاص الحي، و13 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و30 حالة اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام. وفي السياق ذاته، أضاف شهود عيان قولهم إن مواجهات عنيفة اندلعت في المخيم، أطلقت قوات الاحتلال خلالها الأعيرة النارية تجاه الشبان، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم. وأكد البيان أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين خلال اقتحامها المخيم، بينهم امرأة. وفي سياق متصل، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي خلال مواجهات اندلعت قرب مصانع جيشوري الإسرائيلية المقامة على أراضي غربي محافظة طولكرم. وذكرت مصادر بالمنطقة أن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية والمعدنية المغلفة بالمطاط والغاز المسيل للدموع بكثافة، صوب مجموعة من طلبة جامعة خضوري، الذين خرجوا بمسيرة استنكار على استشهاد زميلهم سمير أحمد عبد الجليل حميدي من بلدة بيت ليد، الإثنين الماضي، على حاجز عناب العسكري شرقي المحافظة. كما أغلقت تلك القوات الشارع الغربي للمدينة بالقرب من جامعة خضوري، واعترضت المركبات، ومنعتها من المرور، مما تسبب في حدوث أزمة مرورية في محيط الجامعة، مما اضطرت إدارتها إلى إخلاء الطلبة، حفاظا على سلامتهم. وفي غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قرية شقبا غربي محافظة رام الله، واستولت على ممتلكات تعود لفلسطينيين، وقامت بعمليات اقتحامات وتفتيش للمنازل، دون أن تعتقل أي شخص. ويأتي هذا التصعيد الاحتلالي عقب اعتقالها أمس السبت 21 فلسطينيا من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية.

2297

| 11 أكتوبر 2020