سقط عدد من الجرحى في اشتباكات جرت في ميدان الاستقلال بوسط العاصمة الأوكرانية، كييف، بين قوات الدفاع عن الميدان الموالية للسلطات الجديدة ومن يوصفون بالمتطرفين القوميين. واستخدمت في الاشتباكات أسلحة نارية ومواد متفجرة، وذلك بعد أن حاول متطرفون من حركة "وطنيو أوكرانيا" اليمينية تنظيم مسيرة باتجاه ميدان الاستقلال الذي أصبح مركزا للتمرد ضد السلطات السابقة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ونقلت قناة "روسيا اليوم" أن عناصر من "قوات الدفاع عن الميدان" وهي ميليشيات شاركت في التمرد المسلح ضد يانوكوفيتش، قطعوا الطريق عليهم ومنعوهم من دخول الميدان، الأمر الذي أدى الى اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأضافت أن حالة من الفوضى سادت العاصمة الليلة الماضية حيث قام مسلحون تابعون لحركة "القطاع الأيمن" المتطرفة بإحراق عدد من المحال التجارية والمقاهي التي يملكها أجانب، كما قام مسلحون من الحركة بمنع أفراد الشرطة من الدخول إلى مبنى إدارة مدينة كييف الذي يسيطرون عليه منذ أشهر. من جهة أخرى، قال مسؤول من الشرطة في العاصمة الإقليمية دونيتسك إن انفصاليين موالين لروسيا سيطروا، اليوم الأربعاء، على مبنى حكومي محلي ومقر للشرطة في بلدة هورليفكا بشرق أوكرانيا. وأكد المسؤول تقارير إعلامية محلية ذكرت أن الانفصاليين سيطروا على المباني ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

قال مراسل من وكالة "رويترز" إن انفصاليين موالين لروسيا سيطروا اليوم الأحد، على مكاتب التلفزيون في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال إن أربعة انفصاليين ملثمين يحملون هراوات ودروعا، يقفون على مدخل المبنى مضيفا أن المزيد من الانفصاليين يقفون بالداخل.

قال زعيم للانفصاليين في شرق أوكرانيا، إنه سيلتقي اليوم الأحد، مع وفد من الوسطاء في طريقهم للتفاوض بشأن إطلاق سراح مجموعة من المراقبين الدوليين، المحتجزين في مدينة سلافيانسك. وأضاف أنه تحدث هاتفيا أمس السبت، مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ووافق من حيث المبدأ على لقاء الوفد الزائر. وقال الزعيم فياشيشلاف بونوماريوف رئيس البلدية الفعلي لسلافيانسك للصحفيين: " عندما يأتي ممثلو المنظمة سنتحدث معهم بشأن المراقبين المحتجزين". وردا على سؤال بشأن إمكانية إطلاق سراح المراقبين العسكريين المحتجزين مقابل إفراج السلطات في كييف عن انفصاليين اعتقلتهم قال "هذا هو الخيار الرئيسي".

قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى اليوم السبت، فرض عقوبات جديدة على روسيا مع احتمال بدء تطبيق العقوبات الأمريكية اعتبارا من الاثنين، في مواجهة تهديد بتدخل روسي في شرق أوكرانيا حيث يحتجز الانفصاليون عناصر من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يؤكدون أنهم "جواسيس للحلف الأطلسي". تهديدات روسية وهذا التشدد الذي أعلن في سيول حيث كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقوم بزيارة، يأتي في حين تتهم كييف موسكو بأنها تريد إطلاق "حرب عالمية ثالثة"، ويبدو ان تدخلا عسكريا روسيا في أوكرانيا بات بمثابة فرضية اكثر ترجيحا. وفي حين تجري روسيا "مناورات تهديدية"، بحسب الغربيين، على الحدود الشرقية لأوكرانيا، انتهكت طائرات روسية المجال الجوي الأوكراني "مرارا" خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما أعلن البنتاجون. وتتهم مجموعة السبع موسكو بأنها "واصلت" في الأيام الأخيرة "زيادة التوترات مع خطاب لا يزال أكثر إثارة للقلق ومناورات تهديدية على الحدود مع أوكرانيا". وبحسب السلطات الأوكرانية الموالية للغرب، فان روسيا تعد لاجتياح أو تريد على الأقل ان تزعزع الوضع السياسي قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة في 25 مايو. الموقف الأوروبي وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الجمعة، أن لقاء سيعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "في أسرع وقت" لدرس العقوبات الجديدة. وأكد بيان مجموعة السبع أن الدول الأعضاء - الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا واليابان - "التزمت التحرك بشكل عاجل لتشديد العقوبات المحددة الأهداف" على موسكو. ونشر بيان المجموعة بعد انعقاد مؤتمر عبر الهاتف بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وإيطاليا ماتيو رينزي إضافة إلى ميركل. كما "اتفقت القوى الكبرى على طلب تعزيز دور بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا" والتي يحتجز انفصاليون في الشرق فريقا من مراقبيها، بحسب كييف وبرلين. على الأرض وعلى الأرض، أعلن الانفصاليون صباح السبت أن عناصر بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في شرق أوكرانيا هم "جواسيس للحلف الأطلسي"، وأكدوا أنهم لن يطلقوا سراحهم إلا بعد الإفراج عن "معتقلين من صفوفهم". وأمام مقر أجهزة الأمن، حيث يحتجز سبعة ممثلين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومرافقوهم الأوكرانيون، تم تعزيز الحواجز صباح اليوم السبت بأكياس رمل. وميدانيا تعيش مدينة سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، حصارا جزئيا بعد العملية الواسعة والقصيرة للقوات الأوكرانية أمس الأول الخميس. وأعلنت وزارة الداخلية أنها فرضت "طوقا" على سلافيانسك بالاستعانة بالحرس الوطني من اجل منع الموالين لروسيا من "الحصول على الدعم". ورد زعيم الانفصاليين في المدينة فياتشيسلاف بونوماريف بقوله: "لن نسلم المدينة". ويعتزم الانفصاليون من جهتهم تنظيم استفتاء في 11 مايو لقطع الجسور مع كييف وحتى للانضمام إلى روسيا.

اتهم الانفصاليون الذين يحتجزون عناصر بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في شرق أوكرانيا، اليوم السبت، بأنهم "جواسيس للحلف الأطلسي"، وأكدوا أنهم لن يطلقوا سراحهم إلا بعد الإفراج عن "معتقلين من صفوفهم". وصرح دنيس بوشيلين: "أمس أوقفنا جواسيس للحلف الأطلسي". وقال أمام مقر الهيئات الخاصة في سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا حيث يحتجز هؤلاء: "لن نطلق سراح العاملين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، سنقوم بمبادلتهم مع سجناء من صفوفنا".

أصيبت مروحية للجيش الأوكراني اليوم الجمعة وجرح قائدها، بإطلاق نار من قاذفة صواريخ، بينما كانت متوقفة في مطار كراماتورسك في الشرق الانفصالي، كما أعلنت كييف. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أن "مروحية عسكرية من طراز إم آي-8 انفجرت في مطار كراماتورسك". وأوضح المسؤول في أجهزة الاستخبارات الأوكرانية فاسيل كروتوف بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية، أن المروحية كانت جاثمة على الأـرض وأصيب قائدها بجروح.

تسعى السلطات الموالية للغرب في أوكرانيا والتي تريد تكريس شرعيتها إزاء تزايد الحركة الانفصالية الموالية لروسيا في شرق البلاد، إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو يعتبرها الأمريكيون حاسمة بينما تراها موسكو "مدمرة". أبرز المرشحين وقبل شهر على موعد الانتخابات الذي أعلن في فبراير بعد إطاحة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، فإن أبرز المرشحين المنبثقين من المعارضة هما الملياردير بيترو بوروشنكو الذي أعلن دعمه للتظاهرات في العاصمة كييف، ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، التي أطلق سراحها من السجن بعد فرار يانوكوفيتش. لكن الشرط الوحيد يبقى متمثلا في تنظيم هذه الانتخابات. مواجهة الانفصاليين وبعد أن خسرت شبه جزيرة القرم التي ألحقت بروسيا في مارس، تقاتل كييف المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد الذي يهدد الكرملين بالتدخل فيه. ويطالب الانفصاليون الذين يسيطرون بشكل تام أو جزئي على نحو 15 مدينة أوكرانية، بإجراء استفتاء في 11 مايو حول تطبيق "نظام فدرالي" وحتى الانضمام إلى روسيا. موقف روسيا وأمريكا وفي هذا الإطار، حذرت موسكو التي تتهمها كييف والغربيون بالوقوف وراء الاضطرابات في أوكرانيا، من أنها لن تعترف بالانتخابات الرئاسية. وشدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أن "تنظيم انتخابات دون التوصل إلى أرضية تفاهم مع الشرق والجنوب (الناطق بالروسية) أمر مدمر بالنسبة إلى البلاد". إلا أن كييف تعتبر في المقابل أن نجاح الانتخابات شرط أساسي لرد "العدوان الروسي". واعتبر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يقوم بزيارة إلى كييف هذا الأسبوع لتقديم الدعم إلى السلطات الأوكرانية، أن الانتخابات يمكن أن تكون "الأهم في تاريخ البلاد". وفي منطقة دونباس أحد معاقل الانفصاليين، فإن أكثر من 70% من السكان لا يعتبرون السلطات الحالية في كييف شرعية. الرأي العام وسيشكل تنظيم الانتخابات بحد ذاته انتصارا لأوكرانيا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعول على "الشرعية الضعيفة للسلطات في كييف إزاء شرق البلاد من أجل التلاعب بالسكان"، بحسب ما جاء في مدونة فاسيل جاتسكو زعيم حركة التحالف الديمقراطي، الذي كان ناشطا جدا خلال الاحتجاجات في كييف. وفي ما يتعلق بالاستفتاء الذي يطالب به الانفصاليون قبل موعد الانتخابات الرئاسية، فإن الخبراء يجمعون على أن الموالين لروسيا في دونباس، وخلافا للقرم، عاجزين عن تنظيمه لأنهم لا يتمتعون بدعم السلطات المحلية ولا بالموارد المالية لذلك. وقال جاران "يمكنهم الدعوة إلى عملية شبيهة باستفتاء لزعزعة الاستقرار لكن لا يمكنهم القيام بذلك في دونيتسك ولا في لوجانسك"، المدينتين الصناعيتين الكبريين في شرق أوكرانيا. واعتبر فاديم كاراسيف من معهد الإستراتيجيات الشاملة في كييف أن "مطالبهم لها تأثير إعلامي لكنها لا تشكل تهديدا سياسيا".

أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل 5 أشخاص، وإصابة جندي أوكراني، بجروح، وتدمير 3 نقاط تفتيش في عملية عسكرية في مدينة سلافيانسك بشرق البلاد، التي يسيطر عليها محتجون موالون لروسيا. وقالت الوزارة اليوم الخميس في بيان لها، في عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب، دمّرت القوات الأوكرانية 3 نقاط تفتيش غير شرعية لمجموعات مسلحة في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا. وأضافت أنه في أثناء الاشتباكات، قتل 5 مسلحين، في حين أصيب جندي أوكراني. وكانت الحكومة الأوكرانية أعلنت في وقت سابق اليوم، أن قواتها صدت هجوماً في أثناء الليل على قاعدة في أرتميفسك بشرق البلاد، وذلك بعد يوم على إعلان وزارة الداخلية الأوكرانية تحرير مدينة سفياتوجيرسك التي تبعد نحو 20 كيلومترا من سلافيانسك معقل الموالين للروس بشرق أوكرانيا.

قال متحدث باسم الكرملين: "إن القوات الروسية الإضافية قرب الحدود الأوكرانية أرسلت إلى المنطقة ردا على انعدام الاستقرار في أوكرانيا"، في اختلاف عن تفسير سابق أعلنته موسكو وهو مشاركتها في تدريبات روتينية. وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقناة روسيا 1 التلفزيونية: "لدينا قوات في منطقة الحدود الأوكرانية، تتمركز بعض هذه القوات بشكل دائم وقوات أخرى موجودة هناك للتعزيز على خلفية ما يحدث في أوكرانيا نفسها". وأضاف: "أن أوكرانيا دولة وقع بها انقلاب لذا فمن الطبيعي أن تتخذ أي دولة إجراءات احترازية خاصة لضمان أمنها". وتابع أن روسيا بصفتها دولة ذات سيادة حرة في نشر قوات في أي مكان على أراضيها دون قيود، ورفض مزاعم أن الجيش الروسي يتدخل في الأحداث على الأراضي الأوكرانية قائلا إن هذه المزاعم "خاطئة تماما".

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، إن قرار كييف إرسال قوات مسلحة إلى شرق أوكرانيا، بدلا من إجراء حوار مع السكان الناطقين بالروسية، هو "جريمة خطيرة". وخلال لقاء تلفزيوني رد فيه على أسئلة هاتفية من المواطنين، قال بوتين إن محادثات الأزمة التي تجري في جنيف "مهمة جدا" وحث الحكومة في كييف، على أن تجلس وتتحدث مع المجتمعات الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا. وقال إن مزاعم وجود قوات روسية في شرق أوكرانيا هي "هراء".

تزداد الأوضاع توترا في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية، إذ دخلت مدرعات ترفع علم روسيا صباح اليوم الأربعاء، مدينة سلافيانسك، فيما تحدثت كييف عن أوامر روسية بقتل الجنود الأوكرانيين، وذلك غداة تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب أهلية، فيما من المنتظر إجراء محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى غدا الخميس في جنيف لتهدئة الأجواء. الوضع الميداني وذكر مراسل لوكالة "فرانس برس" في مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا أنه شاهد 6 مدرعات على الأقل، بعضها يرفع علم روسيا، وتنقل عشرات الرجال المسلحين تعبر المدينة. وقالت وسائل إعلام روسية إن المدرعات تقل قوات أوكرانية، قررت الانضمام إلى الانفصاليين، وبث موقع "روسيا اليوم" مقطع فيديو تظهر فيه المدرعات وعليها أعلام روسيا. ولكن في المقابل نفت وزارة الدفاع الأوكرانية انفصال أي من قواتها، كما ذكر القائم بأعمال رئيس كتلة حزب "باتكيفشينا" في البرلمان الأوكراني سيرجي سوبوليف أن "العسكريين الأوكرانيين لم ينشقوا، إنما رفعوا علم روسيا للتسلل إلى مواقع أنصار فدرلة أوكرانيا" واصفا ذلك بأنه "خدعة عسكرية". وفي دونيتسك دخل نحو 20 مسلحا ملثما صباحا مبنى البلدية، وجاء في بيان للاستخبارات الأوكرانية أنها اعترضت اتصالات "تبين أن ضباطا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية، يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق أوكرانيا، وأصدروا أوامر بإطلاق النار للقتل ضد الجنود الأوكرانيين". وأرسلت أوكرانيا 20 دبابة وناقلة جنود مدرعة إلى سلافيانسك لمواجهة سيطرة الانفصاليين على مبان حكومية في نحو 10 مدن في المنطقة الشرقية الصناعية. حرب كلامية أما السلطات في كييف فصعدت حربها الكلامية ضد موسكو، إذ اتهم رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك روسيا بمحاولة بناء "جدار برلين جديد" من شأنه أن يعرض أمن أوروبا للخطر. وطالب ياتسينيوك الحكومة الروسية بسحب مجموعاتها و"إدانة الإرهابيين ومطالبتهم بمغادرة المنشآت الحكومية"، مؤكدا في الوقت ذاته التزام كييف بمحادثات السلام الرباعية، بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا. وفي بيان آخر وصف الكرملين العملية العسكرية الأوكرانية ضد "حركات الاحتجاج السلمية" بأنها "مناهضة للدستور". حلفاء أوكرانيا من جهته أشاد البيت الأبيض بالعمليات العسكرية "المدروسة" التي أطلقتها السلطات في كييف في مواجهة الانفصاليين. وأشارت واشنطن أيضا إلى أنها تنسق مع حلفائها الأوروبيين من أجل فرض عقوبات إضافية على روسيا، ولكن بعد محادثات جنيف. سيناريو القرم وتحاول الحكومة المؤقتة في كييف، والتي وصلت إلى السلطة اثر احتجاجات أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا في فبراير الماضي، مواجهة التحديات الكبيرة في شرق البلاد، إثر حملات الانفصاليين المنسقة، والتي بدأت في مدينتي دونيتسك ولوجانسك، لتمتد لاحقا إلى مدن وبلدات أخرى. وتريد الحكومة الأوكرانية تفادي تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى روسيا، إثر استفتاء لم تعترف به كييف والدول الغربية. ولكن من الممكن أن ينتج عن عملية كييف العسكرية، رد فعل قاسي من القوات الروسية، التي تنتظر إشارة من بوتين "لحماية" المواطنين الناطقين بالروسية.

قال مصورون من رويترز إن ثلاث ناقلات جند مدرعة على الأقل، اقتيدت إلى مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا، كانت تخضع لسيطرة القوات المسلحة الأوكرانية في وقت سابق اليوم الأربعاء. وعرف جندي يحرس واحدة من ناقلات الجند الخاضعة الآن لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا نفسه لرويترز، كعضو كتيبة المظلات الأوكرانية الخامسة والعشرين من دنيبروبتروفسك. وقال "جميع الجنود والضباط هنا، نحن جميعا لن نطلق النار على شعبنا".

ذكرت تقارير إعلامية أن وحدات حكومية في شرق أوكرانيا، انضمت بعشر مركبات مدرعة على الأقل للانفصاليين المواليين لموسكو. وبث الموقع الإلكتروني "إسريسو دوت تي في" اليوم الأربعاء، فيديو يظهر القوات وهي تجوب بأعلام روسية في مدينة كراماتورسك، التي تبعد نحو 80 كيلومترا شمالي مدينة دونيتسك. وتحدث التليفزيون الروسي الرسمي عن مشاهد مماثلة بالقرب من مدينة سلافيانسك. ووفقا للتقارير، تلقت تلك الوحدات في الأساس أوامر بالتصدي للنشطاء المواليين لموسكو في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب، إلا أنها انشقت بعد ذلك. في المقابل، كذبت وزارة الدفاع الأوكرانية التقارير التي أفادت بانضمام وحدات عسكرية أوكرانية للانفصاليين الموالين لروسيا. وقال وزير الدفاع ميخائيل كوفال إنه لن يتم إعلان حالة الطوارئ في المناطق الواقعة بشرق أوكرانيا. وفي شأن متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم الأربعاء، أن مسلحين موالين لروسيا أسروا عسكريين أوكرانيين اثنين، في منطقة لوجانسك في شرق البلاد الناطق بالروسية. وأشارت الوزارة إلى أن "الرهينتين"، وهما ضابط وجندي، اعتقلهما "متطرفون"أمس الثلاثاء، بعدما توقفا قرب بلدة كراسنيي لوش لإصلاح آليتهما، وتم اقتيادهما إلى مكان مجهول.

قالت متحدثة باسم المجلس البلدي لمدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، اليوم الأربعاء، إن 20 على الأقل من الانفصاليين الموالين لروسيا سيطروا على المبنى. وذكرت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن نحو 20 رجلا مسلحا وملثما دخلوا، صباح اليوم الأربعاء، مبنى بلدية دونيتسك. ولم يمنع الرجال المجهولون موظفي البلدية من الدخول أو الخروج من المبنى، وهم يؤكدون أن مطلبهم الوحيد هو تنظيم استفتاء حول اعتماد "الفدرالية" في أوكرانيا. وفي سياق مشابه، شاهد مصور "فرانس برس" مدرعات ترفع العلم الروسي في مدينة كراماتورسك بشرق أوكرانيا. وقال إن ثلاث مدرعات خفيفة على الأقل ترفع العلم الروسي وشاحنة تنقل رجالا بأسلحتهم ودون شارات تظهر انتمائهم، عبرت صباح اليوم مدينة كراماتورسك. وقالت الاستخبارات الأوكرانية، إنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد، أصدرت أوامر للمقاتلين الموالين للكرملين بـ"إطلاق النار للقتل" بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم. وجاء في بيان للاستخبارات الأوكرانية أن الاتصالات التي اعترضتها "تبين أن ضباطا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية، يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق أوكرانيا، وأصدروا أوامر بإطلاق النار للقتل ضد الجنود الأوكرانيين". ويسيطر انفصاليون منذ السادس من أبريل على مقر الإدارة المحلية في دونيتسك وأعلنوا منه "جمهورية دونيتسك ذات السيادة".

نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الأوكرانية، قولها إن القوات المسلحة الأوكرانية بدأت اليوم الثلاثاء "عملية خاصة" ضد الانفصاليين في بلدة كراماتورسك في شرق البلاد. ونقلت الوكالة عن صحفيين محليين، قولهم إنهم سمعوا أصوات أعيرة نارية من أسلحة آلية، آتية من اتجاه القاعدة الجوية العسكرية في تراماتورسك، وإن طائرة مقاتلة حلقت على ارتفاع منخفض في المنطقة. وقال مراسل لتلفزيون "إسبريسو" إن الطائرة الأوكرانية كانت تحاول الهبوط، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب إطلاق الانفصاليين النار عليها.

أعلن أمين مجلس الأمن والدفاع الوطنيين في أوكرانيا، أندري باروبي، اليوم الثلاثاء، إرسال أول كتيبة من الحرس الوطني الأوكراني إلى "الجبهة" في شرق البلاد. وتتكون الكتيبة من متطوعين كانوا في لجان الدفاع الذاتي بساحة ميدان، معقل حركة الاحتجاج وسط كييف التي أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في فبراير، وفق ما أفاد به باروبي على حسابه في "فيسبوك". وأضاف باروبي أن "الجنود متدربون جيدا ومستعدون للدفاع عن أوكرانيا والوضع ليس سهلا". وشن الانفصاليون هجوما الاثنين في شرق أوكرانيا طالبين مساعدة فلاديمير بوتين في مواجهة حكومة كييف الموالية لأوروبا. والحرس الوطني مكلف خصوصا بالامن الداخلي والحدودي ومكافحة الإرهاب.

اعتبر رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن السلطات الجديدة في كييف تعمل في الوقت الحالي، على جرّ أوكرانيا إلى حرب أهلية. وقال ميدفيديف اليوم الثلاثاء، على صفحته بموقع "فيسبوك" إن أوكرانيا على مشارف الحرب الأهلية. وأضاف أن من وصلوا إلى السلطة في كييف عن طريق الانقلاب المسلح يحاولون الآن قمع الحركة الاحتجاجية على جريمتهم بحق الدولة، مشيرا إلى أن ما يفعله المحتجون في أوكرانيا ليس إلا رد فعل على جريمة انقلابيي كييف. واعتبر أن الذين "استولوا على السلطة في كييف" كشفوا عن نواياهم الحقيقية حينما بدأوا الحرب ضد المحتجين. وكان الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان، ألكسندر تورتشينوف، أعلن أمس الاثنين، إجراء استفتاء عام حول نظام الحكم في البلاد بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو المقبل، مشيرا إلى انطلاق عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب، الأحد، بغية حماية المدنيين، بشرق أوكرانيا. وكان متظاهرون موالون لروسيا سيطروا أمس، على مطار محلي في مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونتيسك شرق أوكرانيا. واتهم تورتشينوف، اليوم الثلاثاء، روسيا بتنفيذ "مشاريع عنيفة" لزعزعة جنوب وشرق البلاد، أبعد من منطقة دونباس التي تشهد حراكا انفصاليا مواليا لروسيا. وقال إن "مشاريع روسيا كانت ولا تزال عنيفة، لا يريدون إشعال دونباس وحدها، وإنما كل شرق وجنوب أوكرانيا من منطقة خاركيف إلى أوديسا".

قال وزير الداخلية الأوكراني أرسن أفاكوف، في صفحته على موقع "فيسبوك"، اليوم السبت، إن عددا من المسلحين استولوا على مركز للشرطة في مدينة سلافيانسك الشرقية. وكتب أفاكوف: "سيطر مسلحون يرتدون ملابس مموهة على مركز للشرطة في سلافيانسك، سيكون الرد قاسيا لأن الإرهابيين يختلفون عن المحتجين".

لا يزال آلاف الناشطين الموالين لروسيا يحتلون، حتى صباح السبت، مبان عامة في شرق أوكرانيا رغم قدوم رئيس الوزراء إلى المكان، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين الغرب وروسيا. وفي محاولة لحل الأزمة بين الشرق والغرب التي أثارتها الأحداث في أوكرانيا وهي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الباردة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انعقاد اجتماع رباعي في 17 أبريل في جنيف بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضافت الوزارة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيتوجه إلى جنيف لمواصلة جهود نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا وإيجاد حل دبلوماسي.

قال وزير الداخلية الأوكراني، اليوم الأربعاء، إن الوضع في شرق البلاد حيث يسيطر انفصاليون مؤيدون لروسيا على مباني حكومية في مدينتين على الأقل سيحل خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة وستستخدم القوة إذا أخفقت المفاوضات. وقال أرسين أفاكوف للصحفيين على هامش اجتماع حكومي: "هناك خياران.. السياسة والمفاوضات (من جهة).. والقوة، من جهة أخرى". وأضاف: "بالنسبة لمن يريدون الحوار نقترح حلا سياسيا.. وبالنسبة للأقلية الذين يريدون الصراع فسيصلهم رد مبني على القوة من جانب السلطات الأوكرانية".