أطلق انفصاليون موالون لروسيا شرق أوكرانيا، اليوم الأحد، سراح 15 جنديا أوكرانيا آخرين، كانوا محتجزين لديهم، وذلك بعد إطلاقهم سراح جنديين في وقت سابق، أمس السبت، في إطار قرار وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه بين الطرفين، يوم الجمعة الماضي. وذكر "بوريس فلاتوف" نائب رئيس بلدية مدينة "دنيبروبتروفسك" الأوكرانية، أن "عملية إطلاق سراح الجنود الـ15 تمت في مدينة "دونيتسك" شرق البلاد، عملا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا والخاص بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والمحتجزين من الجانبين". وفي سياق متصل تشير الأنباء التي تناولتها العديد من الصحف ووسائل الإعلام الأوكرانية، إلى احتمال اعتقال الانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد، ما يقرب من 700 جندي أوكراني، بينما ينص برتوكول السلام الذي تم توقيعه بين الطرفين على ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين والمحتجزين منهما خلال يومين.

استمر القتال العنيف قرب مدينة ماريوبول الإستراتيجية في أوكرانيا، اليوم الجمعة، قبل بدء محادثات حول وقف إطلاق نار محتمل، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء. وتعد ماريوبول آخر مدينة يصل إليها النزاع المستمر منذ 5 أشهر، في شرق أوكرانيا، حيث يشن المتمردون الموالون لروسيا هجوما مضادا أدى إلى سيطرتهم على قسم كبير من الأراضي من أيدي القوات الحكومية، خلال أيام. وكان سكان المدينة، التي تسيطر عليها القوات الحكومية، يستعدون لهجوم يشنه المتمردون المدعومون، كما يبدو، من القوات الروسية. وتحاصر القوات الحكومية الأوكرانية، منذ أسابيع، دونيتسك، أكبر مدينة في الشرق الصناعي الأوكراني، في إطار معركتها ضد المتمردين. ويأتي تجدد القتال رغم الآمال بأن تؤدي المحادثات التي ستجري، اليوم الجمعة، في مينسك، عاصمة بيلاروسيا، حول خطة سلام عرضها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى وقف لإطلاق النار. وسمعت أصوات إطلاق نار ومدفعية من اتجاه المطار في مدينة دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، اليوم الجمعة، قبل ساعات من اجتماع متوقع في مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، للاتفاق على وقف لإطلاق النار، حسبما ذكرت وكالة أنباء رويترز. وقال مراسل رويترز، الذي كان على بعد يتراوح بين كيلو مترين و3 كيلو مترات عن المطار، "سمعت سلسلة من أصوات نيران الأسلحة وانفجارات مدفعية متكررة، من ناحية منطقة مطار دونيتسك".

هز قصف مدفعي عنيف مشارف مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا، اليوم الأربعاء، بعد وقت قليل من إعلان كييف وموسكو اتفاقهما على خطوات لإنهاء القتال. وقال شاهد عيان، في دونيتسك إنه يمكن سماع الانفجارات في شمال غرب المدينة التي كان يعيش فيها نحو مليون شخص قبل اندلاع الصراع، كما تصاعدت أعمدة الدخان الأسود من منطقة قرب مطار المدينة. وقالت أوكرانيا في وقت سابق، إن الرئيس بيترو بوروشينكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا على خطوات تمهد لوقف إطلاق النار في صراع كييف مع انفصاليين موالين لموسكو لكن الكرملين نفى موافقة بوتين على وقف إطلاق النار لأن روسيا ليست طرفا في الصراع.

يسعى ممثلون عن الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، إلى الحصول على وضع خاص للمنطقة، بحسب ما أفادت وكالة إنترفاكس الروسية اليوم الإثنين، ما يمكن أن يسفر عن انقسام فعلي للبلاد. وصرح متحدثون باسم الجماعات المتمركزة في مدن دونتيسك ولوجانسك شرق أوكرانيا للوكالة أنهم سيقدمون موقفا تفاوضيا مشتركا في المحادثات التي تجري في منسك الإثنين. ويشارك في الاجتماع الرباعي الذي يجري خلف أبواب مغلقة في عاصمة بيلاروسيا، وفود ممثلة للانفصاليين ووفد من كييف وأخر من موسكو ووفد من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويريد ممثلو الانفصاليين من كييف الاعتراف بوضع خاص لمنطقتي دونتيسك ولوجانسك "يأخذ في الاعتبار ضرورة تعميق الاندماج الاقتصادي مع روسيا"، بحسب ما نقلت الوكالة عن أحد ممثلي الانفصاليين. ويعني ذلك إذا تحقق، انقساما فعليا للبلاد في الوقت الذي تحاول فيه كييف تعميق روابطها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي.

ذكر التليفزيون الروسي اليوم الأحد، أن القافلة الروسية الثانية المتجهة إلى شرق أوكرانيا تنتظر الآن في مدينة روستوف، على حدود منطقة دونباس المقسمة بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف التلفزيون الحكومي أن هذه القافلة تتكون من نحو 280 شاحنة محملة بالمعونات للمواطنين المتضررين في شرق أوكرانيا. وتشمل هذه المعونات أطعمة ومياه شرب وأدوية، تم نقلها بواسطة قطارات، ثم تحميلها على هذه الشاحنات. ولا يزال توقيت عبور القافلة ومسارها غير معلن حتى الآن. ووفقا لوسائل إعلام فقد اتفق كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو على إرسال المعونات الجديدة هذه خلال لقائهما الثلاثاء الماضي بالعاصمة البيلاروسية مينسك. يذكر أن روسيا قامت قبل ذلك بإرسال شاحنات محملة بنحو 2000 طن من المساعدات الإنسانية إلى شرق أوكرانيا وسط انتقاد دولي. وقد اتهمتها أوكرانيا حينها بالتدخل العسكري في بلادها، لأن هذه الشاحنات عبرت الحدود دون موافقة من الهيئات الأوكرانية المختصة.

أعلنت السلطات المحلية في دونيتسك معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، اليوم الخميس، مقتل 11 مدنيا وإصابة 22 آخرين بجروح في قصف مدفعي خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال مجلس بلدية المدينة في بيان إنه "نتيجة القصف المدفعي على أحياء في دونيتسك قتل 11 مدنيا وأصيب 22 آخرون". على جانب أخر، قال مصدر بالجيش الأوكراني، إن إنفصاليين سيطروا على نقطة سافور موهيلا الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تشرف على مساحات واسعة من المنطقة. ولدى سؤاله عما إذا كان الانفصاليون قد سيطروا على سافور موهيلا شرقي مدينة دونيتسك قال المصدر "نعم وصلتنا مثل هذه المعلومات".

نفى الانفصاليون في شرق أوكرانيا، اتهام الحكومة في كييف بالاعتداء على قافلة للاجئين. وقال قائد اللاجئين، ألكسندر زاخارشينكو، اليوم الإثنين، في دونيتسك إن اتهامات الحكومة بهذا الشأن "أكذوبة إعلامية" مضيفا: "نحن لا نطلق النيران على لاجئين". كما أكد زاخارشينكو عدم حصول قواته على أسلحة من روسيا وقال: "لقد غنمنا الأسلحة التي معنا". كما أكد زاخارشينكو أن التعزيزات البشرية التي حصل عليها الانفصاليون من متطوعين وقال: "لقد جاء إلينا اليوم 14 صربيا". وكان زاخارشينكو قد تحدث مطلع الأسبوع عن "1200 مقاتل تم تدريبهم في روسيا" كتعزيزات تلقاها الانفصاليون. وكان مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني قد ذكر اليوم الاثنين أن الانفصاليين أطلقوا النار على قافلة لاجئين بالقرب من مدينة لوهانسك بشرق البلاد.

قالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس، إن مسؤولا كبيرا في اللجنة سيسافر إلى كييف وموسكو، لإجراء محادثات بشأن توصيل مساعدات روسية إلى شرق أوكرانيا. وأضافت المتحدثة أناستازيا أسيوك أن لوران كورباز رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى سيؤكد على "الدور الإنساني البحت" لوكالة المساعدات الدولية وضرورة "عدم تسييس توصيل المساعدات". ومن المتوقع أن يغادر كورباز جنيف في وقت لاحق اليوم الخميس. وأثارت قافلة المساعدات الروسية شكوكا في كييف من عمل عسكري خفي محتمل، لكن شاهدا من رويترز قال إنها تقطع الطريق عبر جنوب روسيا، وتتجه فيما يبدو إلى روستوف أون دون. وقالت أسيوك "ما زالت هناك حاجة لتوضيح مسألة إجراءات عبور الحدود والتخليص الجمركي بين الجانبين".

قال انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا اليوم الخميس، إن عدة أحياء حول معقلهم في مدينة دونيتسك تعرضت لقصف عنيف، حيث تحاول قوات الحكومة الأوكرانية تشديد قبضتها. وقال الموقع الإخباري الإلكتروني للانفصاليين (نوفوراسيا) إن القوات الأوكرانية ضربت أهدافا في منطقة لينينسكي من دونيتسك، كما ضربت مناطق إلى الشرق والجنوب الغربي من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية. ولم ترد معلومات عن وقوع إصابات. وقدرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء عدد القتلى في الصراع الأوكراني بين صفوف القوات الحكومية والانفصاليين والمدنيين بأكثر من 2000 قتيل منذ بدء الصراع في أبريل، حين سيطر الانفصاليون على المباني الحكومية في شرق أوكرانيا. وتتقدم القوات الأوكرانية ببطء لفرض حصار على دونيتسك المدينة التي كان يعيش فيها وقت السلم مليون نسمة.

يواصل المدنيون النزوح من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، بعدما أعلن الجيش النظامي أن قواته تضيق الخناق على هذه المدينة، وحث المتمردين على السماح للسكان بالرحيل وسط مخاوف من أزمة إنسانية. ويتزامن تقدم الجيش الأوكراني في شرق البلاد، مع نقل المزيد من أشلاء ضحايا تحطم الطائرة الماليزية إلى هولندا، لتحديد الهويات فيما انضم خبراء ماليزيون إلى التحقيق الهولندي الأسترالي في موقع الكارثة. وقد تحطمت الطائرة الماليزية في 17 يوليو في أثناء قيامها برحلة بين أمستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصا غالبيتهم من الهولنديين. وقال المتحدث الأمني الأوكراني أندري ليسنكو للصحفيين، إن "قوات مشاركة في عملية مكافحة الإرهاب الأوكرانية احتلت مدينة ياسينوفاتا، على بعد 19 كلم شمال دونيتسك". وأضاف أن "السيطرة على البلدة أتاحت تطويق دونيتسك من الشمال، وإغلاق قناة مهمة لإمداد الإرهابيين بالأسلحة والتكنولوجيا". وأشار إلى أن التحضيرات لهجوم على المدينة جارية حاليا من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

قال مسؤولون محليون اليوم الأحد، إن 9 مدنيين قتلوا في جولة قتال جديدة بين القوات الأوكرانية الحكومية والمقاتلين الانفصاليين الموالين لروسيا حول مدينتي لوجانسك ودونيتسك في شرق البلاد. وقال قسطنطين سافينوف نائب رئيس بلدية دونيتسك إن 6 أشخاص قتلوا جراء القصف وإطلاق النار على مشارف المدينة. في حين قال مسؤولون محليون إن 3 آخرين قتلوا في القصف على لوجانسك في خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة. وقال مراسل لوكالة أنباء "رويترز" في وسط دونيتسك إن أصوات القصف كانت تتردد خلال الليل في حين قال شهود إن عددا من المباني اشتعلت فيه النيران في مقاطعة بتروفسكي البعيدة بينها مدرسة. وقال المكتب الإعلامي لإدارة المدينة إن الكثير من سكان لوجانسك -القريبة من الحدود مع روسيا- ليس لديهم كهرباء والبعض منهم من دون مياه. وأجبر تقدم القوات الحكومية الأوكرانية الانفصاليين على الانسحاب من البلدات التي سيطروا عليها في المنطقة الناطقة بالروسية في شرق البلاد وحصروا وجودهم في مدينة لوجانسك.

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الأربعاء، أنه يعتقد أن روسيا تزود الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا بأسلحة متقدمة مثل صواريخ تطلق من على الكتف. وقال كاميرون للبرلمان البريطاني "ما قلته للرئيس الروسي بوتين هو أن من الملاحظ ان من يطلق عليهم انفصاليون لديهم على سبيل المثال أسلحة عالية التقنية مثل الصواريخ تطلق من على الكتف ومن الصعب الاعتقاد أنها قادمة من أي مكان آخر". واجتمع كاميرون مع بوتين في فرنسا الأسبوع الماضي وطالبه بأن يكف عن التدخل في أوكرانيا وان يعمل مع الرئيس بيترو بوروشينكو.

اتهمت روسيا اليوم الثلاثاء، السلطة الانتقالية المؤيدة للغرب في كييف، برفض التفاوض مع الانفصاليين الموالين لروسيا، مشددة على وجوب أن تبحث أوكرانيا حقوق المناطق الانفصالية قبل تنظيم انتخابات رئاسية في 25 مايو. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين، لممثل الاتحاد الأوروبي في موسكو فيجوداس أوساكاس، أن "رفض كييف الدخول في حوار فعلي يشكل عائقا كبيرا يمنع إطفاء فتيل التصعيد في الأزمة". وأشار كاراسين إلى وجوب إجراء مفاوضات "في المستقبل القريب وفي مطلق الأحوال قبل الانتخابات المقررة في 25 مايو".

قال الانفصاليون في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، اليوم الأربعاء، إنهم سيدرسون دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتأجيل استفتاء على استقلال المنطقة، خلال اجتماع لجمعيتهم الشعبية غدا الخميس. وقال دينيس بوشيلين، زعيم جهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد لرويترز "سنبحث ذلك غدا في جمعية الشعب". وأضاف "نكن خالص الاحترام للرئيس بوتين، إذا كان يرى أن هذا ضروريا فسوف نبحثه بالطبع".

طالب مفوض الحكومة الألمانية للشؤون الروسية جيرنوت إرلر بإنهاء المهمة العسكرية في شرق أوكرانيا. وقال إرلر في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة، اليوم الأربعاء، إنه يتعين على الحكومة الانتقالية في كييف "إنهاء تصديها العسكري ضد انفصاليين مواليين لروسيا في شرق أوكرانيا". وفي إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو الجاري، قال إرلر: "أوكرانيا بحاجة الآن إلى مناخ يستطيع فيه المواطنون المشاركة في الانتخابات بطبيعية بقدر الإمكان.. هذا الأمر ممكن حدوثه دون مشكلات في أجزاء واسعة من أوكرانيا، لكن ليس في شرق البلاد، لذلك يتعين وقف القتال هناك حتى لا يقول أحد بعد ذلك أن الانتخابات لم تكن سليمة". وتوقع إرلر أن يكون هناك تضييقات خلال الانتخابات في المناطق المضطربة، موضحا أن العديد من المواطنين هناك قد يقررون عدم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لشعورهم بالخوف.

تناولت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية في عددها الصادر، اليوم السبت، التعليق على المواجهة العسكرية في شرق أوكرانيا. واستهلت الصحيفة المحافظة تعليقها بالقول إن "أوكرانيا لا تزال حبيسة مأزق الحيرة بين السكوت ورد الفعل القوي على ما يجري في شرقي البلاد". وأوضحت الصحيفة أن سكوت كييف يعني السماح لموسكو بالتدخل في هذه المنطقة في الوقت الذي يعطي فيه رد الفعل القوي الذريعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاحتلال أوكرانيا. وتابعت "لوفيجارو" أن هذا المأزق هو ما يزيد الأزمة الأوكرانية حدة، ورأت الصحيفة أن الاستفتاء المزمع إجراؤه في الحادي عشر من مايو الجاري حول انفصال إقليم دونتسك شرقي أوكرانيا لن يحظى باعتراف كييف التي ستعتبره مخالفا للدستور، وفي نفس الوقت ترفض موسكو الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المزمع إجراؤها في 25 مايو الجاري باعتبارها تضفي شرعية على حكومة "ثورية". وأكدت الصحيفة أن العقوبات الغربية لا تكفي لإثناء بوتين عن أهدافه التي يسعى لتحقيقها على المدى القصير، واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إنه "إذا كان بوتين ممثلا جيدا كما يقال فإنه سيتوقف في الوقت المناسب".

قال متحدث باسم سكك حديد دونيتسك اليوم الجمعة، إن انفصاليين مؤيدين لروسيا استولوا على مركز التحكم في حركة السكك الحديد في دونيتسك بشرق أوكرانيا، وأوقفوا جميع القطارات تقريبا. وقال المتحدث إن الانفصاليين استولوا على موقع التحكم قرب ياسيونوفاتا، التي تقع إلى الشمال مباشرة من دونيتسك، وقطعوا الكهرباء تماما. وأضاف أن "الحركة توقفت تقريبا".

حثت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على المساعدة في وقف هجوم القوات الأوكرانية في سلافيانسك، حسبما أوردت وكالة "إيتار تاس" الرسمية، فيما اعتبر الكرملين الهجوم يهدد اتفاق جنيف. وقال ممثل روسيا لدى المنظمة أندريه كيلين للوكالة: "لقد اتصلنا بقيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول هجوم القوات المسلحة الأوكرانية، وطالبنا بوقف الهجوم الانتقامي". وقال كيلين إن موسكو تقدمت بطلبها أمام الأمين العام للمنظمة لامبرتو زانيير، وإلى وزير خارجية سويسرا ديدييه بوركهالتر، الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة. من ناحيته، اعتبر الكرملين أن الهجوم الذي تنفذه القوات الأوكرانية منذ الصباح على مدينة سلافيانسك، يوجه الضربة القاضية لاتفاق جنيف الذي سعى لإخماد الأزمة. وصرح المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ديمتري بيسكوف، بأنه "من خلال استخدام الطيران لإطلاق النار على تجمعات مدنية، شن نظام كييف هجوما انتقاميا يقضي على الأمل الأخير بتطبيق اتفاق جنيف"، حسبما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

كشف مصدر في هيئة الأركان الأوكرانية أن الجيش يعتزم يوم غد الجمعة، اقتحام مناطق جنوب شرق أوكرانيا تقع تحت سيطرة قوات الدفاع الشعبي. وأضاف أن مهمة الإشراف على العملية الخاصة جنوب شرق أوكرانيا، انتقلت من أرسين أفاكوف القائم بأعمال وزير الداخلية، إلى رئيس جهاز الأمن فالينتين ناليفايتشينكو. وقال: "قرر تورتشينوف تحييد وزير الداخلية عن قيادة العملية" وتابع: "ناليفايتشينكو يدرك عدم جدوى استخدام القوات المسلحة في مقاطعتي لوجانسك ودونيتسك، لذلك فقد عمد بعد مشاورات مع زعيم القطاع الأيمن دميتري ياروش، لتنظيم كتائب خاصة للقطاع الأيمن بمساعدة مدير جهاز الأمن، لتنفيذ عملية اقتحام المنشآت ونقاط المرور في مقاطعة لوجانسك". وأضاف المصدر أن رئيس جهاز الأمن الأوكراني كلف باستعادة السيطرة على مقاطعة لوجانسك قبل 3 مايو وبأي ثمن كان. كما أشار إلى أن ألكسندر تورتشينوف الرئيس المعين من قبل البرلمان، يناقش احتمال إجراء العملية الخاصة شرق أوكرانيا مع ياروش.

تسابق السلطات الأوكرانية الوقت، لقمع التمرد المسلح الموالي لروسيا في الشرق، خشية أن يتمدد ويؤدي إلى انفصال أجزاء كاملة من البلاد، كما يقول محللون. فعلى ما يبدو تفقد كييف تدريجيا سلطتها على حوض دونباس الغني بالفحم والقريب من الحدود مع روسيا، حيث يسيطر الانفصاليون حتى الآن على اثنتي عشرة مدينة ويحرزون تقدما كل يوم. سيناريوهات محتملة وقال المستشار الرئاسي ووزير الداخلية السابق يوري لوتسينكو فور عودته من زيارة إلى المنطقة أمس الأربعاء: "إذا أردنا إعادة السلطة الأوكرانية إلى حوض دونباس، يجب ألا نتحدث عن أيام بل عن ساعات". وفي مقابلة مع شبكة هرومادسك التلفزيونية، اعتبر أن الأمر "متعذر اليوم من دون التسبب في سقوط ضحايا" ومن دون استخدام القوة ضد المتمردين الذين تصفهم كييف بأنهم "إرهابيون". وسيكون من الصعب أن تتخذ هذا القرار الحكومة الانتقالية الحالية، التي تولت السلطة بعد نجاح التظاهرات المؤيدة لأوروبا في كييف، وعزل الرئيس الموالي لروسيا. ويرى المحلل فولوديمير فيسينكو من مركز "بنتا" الأوكراني للبحوث، أن السيناريو الأكثر احتمالا هو سيناريو جمهورية "ترانسدنيستريا" الانفصالية المولدافية الموالية لروسيا، التي أعلنت بتشجيع من موسكو استقلالها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، لكنها لم تحصل على اعتراف أي دولة. وأضاف أن "من غير المحتمل أن تسعى روسيا إلى ضم دونباس كما فعلت مع القرم. وإذا لم تتمكن أوكرانيا من تغيير اتجاه الريح، فهي لا تريد أيضا بؤرة توتر واضطراب ضمن حدودها". روسيا الجديدة وخلال مؤتمره الصحفي الكبير في 17 أبريل، استخدم الرئيس الروسي اسم "نوفوروسيا" أو "روسيا الجديدة" للإشارة إلى مدن خاركيف ودونيتسك ولوجانسك (شرق أوكرانيا) وخرسون وميكولاييف وأوديسا (جنوب)، حواضر المناطق "التي لم تكن جزءا من أوكرانيا في الحقبة القيصرية". وأضاف أن أوكراينا "حصلت عليها في وقت لاحق. لماذا؟ لا أعرف". جسر بري وقال المحلل جون لو المتخصص في الشؤون الروسية في شاتام هاوس، إن كل هذه المناطق مجتمعة ستنشئ "جسرا بريا" مجاورا للقرم، التي تعتمد كثيرا على هذه المناطق من أجل إمدادها بالماء والكهرباء حتى ترانسدنيستريا". وإذا ما خسرت أوكرانيا كل هذه المناطق، فستحرم من الوصول إلى البحر الأسود ومناطقها الصناعية. وأضاف لو أن الاتفاق الدولي الذي عقد في جنيف منتصف أبريل بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتخفيف التوتر الناجم عن الأزمة الأوكرانية "بدا خاليا من أية معنى، لأن لدى روسيا رؤيتها للاستقرار الذي يعني أوكرانيا فدرالية مع مناطقها الصناعية تحت إشراف روسيا". وذكر غورباتش أن "روسيا مهتمة قبل كل شيء بالمصانع العسكرية في منطقتي خاركيف ودنيبروبيتروفسك، وليس في دونيتسك ولوغانسك". وخلص إلى القول "إذا ما تخطى العدوان الروسي دونباس، ستنعدم أية إمكانية لاحتفاظ أوكرانيا بحدودها الحالية".