رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1778

أطباء استشاريون بـ "حمد الطبية" لـ الشرق: صيام مرضى الأمراض المزمنة بشروط

01 أبريل 2022 , 06:55ص
alsharq
هديل صابر

حذر أطباء استشاريون من مؤسسة حمد الطبية، من صيام بعض الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، لانعكاسه على صحتهم بصورة عامة، مشددين على ضرورة التزام المريض باستشارة طبيبه المعالج، حيث إنَّ تحديد ملاءمة المريض للصوم أو الإفطار يعتمد على تقييم حالته الصحية من جانب طبيبه المعالج لحمايته من أي مخاطر، لافتين إلى أنَّه على كل مريض مصاب بمرض مزمن استشارة طبيبه للتأكد من مدى قدرته على الصيام، لاسيما أنَّ حالة المريض هي التي تحدد قدرة الشخص على الصيام وليس المرض نفسه.

*مخاطر الصيام على مرضى السكري

بدوره نصح البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، نائب الرئيس الطبي ورئيس إدارة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية مرضى السكري بضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في الصيام من أجل ضبط مستوى السكر في الدم وتجنباً لحدوث أي مضاعفات أثناء فترة الصوم، حيث يعتمد قرار الطبيب المعالج بالصوم من عدمه وفقاً لطبيعة حالة مريض السكري؛ فمرضى السكري من النوع الأول المعتمد علاجهم على الأنسولين وكذلك النساء الحوامل المصابات بالسكري ننصحهن بعدم الصيام تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة، أما مرضى النوع الثاني من السكري الذين ليس لديهم مضاعفات بالقلب ومضاعفات بالكلى فبإمكانهم الصيام مع اتخاذ بعض الاحتياطات؛ منها مراجعة الطبيب المعالج قبل بداية شهر رمضان بوقت كافٍ لتنظيم معدلات السكر بالدم ومراجعة جرعات الدواء وتنظيم أوقاتها بما يتناسب مع ساعات الصيام، كما يفضل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من شرب الماء بين وجبتي السحور والإفطار لتجنب الإصابة بالجفاف.

ومن أجل صيام آمن لمرضى السكري أكد البروفيسور أبو سمرة على ضرورة الحفاظ على نسبة السكر ضمن المعدل الآمن للشخص المريض من 80- 180 مجم/دسل بعد الإفطار، الالتزام بتناول وجبتي السحور والإفطار، وتأخير السحور قدر المستطاع مع تناول أكبر قدر من المياه بين وجبتي الإفطار والسحور لحماية الكليتين من التعرض للجفاف وضعف الأداء، ويجب أيضاً التقليل من تناول المنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين المدرة للبول مما يعرض الصائم لفقدان كميات كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى تأجيل ممارسة الرياضة لما بعد الإفطار تجنباً لحدوث نوبات انخفاض السكر بالدم، كما أن الذهاب إلى المسجد يعد جزءًا من النشاط البدني والرياضي المسموح يومياً للمرضى خلال شهر رمضان، ومن الضروري التأكد من فحص نسبة السكر في الدم عدة مرات في اليوم خاصة في الأيام الأولى من الصيام وكذلك في أي وقت يشعر فيه المريض بانخفاض معدل السكر في الدم، مع تجنب النوم في الساعات الأخيرة من الصيام، كما يفضل مراجعة الطبيب أو مثقف السكري عدة مرات خلال شهر رمضان لإجراء التعديلات الضرورية فى أدوية السكرى أو أي أدوية أخرى يتناولها المريض.

* القصور الكلوي

وفي هذا السياق صنف الدكتور حسن المالكي- استشاري أول ورئيس قسم أمراض الكلى بمؤسسة حمد الطبية- مرضى الكلى الذين يرغبون في صيام رمضان إلى ثلاثة أقسام بحسب درجة المرض حرصًا على سلامتهم من حدوث مضاعفات، لافتا إلى أنه بالنسبة لمرضى القصور الكلوي الحاد تكون حالتهم الصحية حرجة، وهم ممنوعون من الصيام إلى أن تتحسن حالة الكلى وتعود إلى وضعها الطبيعي، أما مرضى الكلى المزمن فتختلف مراحل اعتلال الكلى لديهم، ويُنصح المصاب بمرض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام، وذلك لأن الكلى في هذه المرحلة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، مما قد يتسبب في قصور حاد في وظائفها، وقد يؤدي ذلك إلى تلف الكلى بصورة كبيرة، وكذلك فالصيام لمدة طويلة ينقص سوائل الجسم ويجب على المرضى الرجوع للطبيب المعالج لمعرفة مدى إصابة الكلى وتأثير الصيام عليها.

أما بالنسبة لمرضى الغسيل الكلوي فأوضح الدكتور المالكي قائلا " إنَّ مرضى الغسيل الدموي يقومون بغسيل الدم ثلاثة أيام في الأسبوع، وبالتالي يمكنهم الصيام في باقي الأيام،؛ حيث أن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصيام، أما عن مرضى الغسيل البريتوني (غسل البطن) التي يقوم بها المريض بنفسه في المنزل فلا يمكنهم الصيام لوجود مواد مغذية بسوائل الغسل."

ونصح د. حسن المالكي مرضى زراعة الكلى بعدم الصوم، وذلك لتأثير قلة السوائل على الكلى المزروعة وضرورة أخذ الأدوية بصورة منتظمة وفي أوقات محددة، وكذلك فإن أكثر مرضى الزراعة مصابون بمرض السكري، وهذا يزيد من خطورة الصيام على المريض، لذا يجب عليه استشارة طبيبه المعالج بصورة مستمرة.

* صيام مرضى القلب.. فوائد عدة

بدوره أكد الدكتور عمار سلام- استشاري أول ورئيس قسم أمراض القلب بمستشفى الخور وأستاذ مشارك في الطب السريري بكلية الطب في جامعة قطر-، أنَّ الصيام يعود على مرضى القلب بفوائد عدة، حيث تنخفض نسبة الإصابة بـأمراض القلب المختلفة مثل الأزمة القلبية (الجلطة)، والفشل القلبي، وعدم انتظام القلب (الارتجاف الأذيني) في شهر رمضان، كما تقل نسبة الفشل القلبي والارتجاف الأذيني الناتجة عن قصور الشريان التاجي، كما أن صيام رمضان يؤدي أيضاً إلى زيادة نسبة الكوليسترول النافع بنسبة تتراوح بين 30-40 بالمائة، مما يؤدي بدوره إلى حماية شرايين القلب من ترسبات الكوليسترول الضار، وقد أثبتت الأبحاث أن الصيام وما يرافقه من شعائر دينية يؤدي إلى هدوء النفس وانخفاض استثارة الجهاز العصبي السمبتاوي مما يؤدي إلى انخفاض الضغط ونبض القلب وهي إشارات طبية جيدة لمعظم مرضى القلب.

وشدد الدكتور عمار سلام على أهمية استشارة الطبيب المعالج قبل عدة أسابيع من بدء الصيام وخاصة لمرضى القصور الحاد في الشرايين لضبط مواعيد تناول الدواء وتلقي التعليمات اللازمة لتجنب حدوث أي أعراض مثل الإحساس بالصداع خلال الصيام وذلك بالتقليل من تناول الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوى على الكافيين قبل الصيام بخمسة أيام، وبالنسبة لتناول مرضى القلب للدواء خلال رمضان أشار الدكتور عمار سلام إلى إمكانية تناول المريض للدواء مرة عند الإفطار ومرة أخرى عند السحور، وبالنسبة للمرضى الذين يتناولون دواءهم ثلاث مرات يومياً فعليهم مراجعة الطبيب المختص لاستبداله بدواء طويل المفعول يؤخذ مرة أو مرتين يومياً.

* صيام كبار السن.. مشروط

بدورها أكدت داليا العيسوي- اختصاصية التغذية العلاجية بخدمات الرعاية المنزلية بمؤسسة حمد الطبية- على ضرورة التغذية السليمة لكبار السن خلال شهر رمضان المبارك لعدم تعرضهم لأي مضاعفات جراء الصيام، حيث يشترط لصيام كبار السن عدم الإصابة بالأمراض المزمنة أو أمراض الشيخوخة، حتى لا يكون الصيام عبئاً ثقيلاً عليهم وتجنباً لتعرض حياتهم للخطر، مشددة على ضرورة زيارة الطبيب المتابع للحالة من أجل تقييم الوضع الحالي للأمراض ومدى التحكم فيها وتحديد ما إذا كانت الحالة الصحية العامة تسمح بصيام المسن أم لا، ووضع الخطة العلاجية البديلة التي تتناسب مع مواعيد الصيام والإفطار خلال شهر رمضان، كما أكدت على ضرورة زيارة الطبيب في حال ظهرت أي أعراض مرضية أثناء الصيام على كبار السن.

ومن أجل صيام آمن لكبار السن خلال شهر رمضان يجب تقديم الغذاء الصحي لهم خلال وجبتي الإفطار والسحور، مع اتباع بعض النصائح المتمثلة في التعجيل في تناول وجبة الافطار، والبدء بالتمر واللبن لتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام، فإن تناول كمية معتدلة من الطعام هو المفتاح الرئيسي للصحة الجيدة، بدء الإفطار بطبق من الشوربة يليّن المعدة ويدفئها بعد نهار طويل من الصوم، ويعوّض السوائل التي خسرها الجسم ويحضّر الجهاز الهضمي لاستيعاب كامل الوجبة، الحرص على تقديم وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية من مواد نشوية وبروتينية ودهون وفيتامينات، تقسيم الوجبات خلال فترة الافطار على عدة وجبات صغيرة الحجم عالية السعرات، الاعتماد على مصادر البروتين منخفضة الدهون، ملاءمة ليونة الطعام حسب قدرة المسن على المضغ والهضم والبلع، التركيز على تناول الأغذية الغنية بالألياف كالخضار والفواكه والحبوب الكاملة، الابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة والمقلية، بالإضافة إلى تجنب الموالح والسكريات البسيطة، وتناول قدر كاف من الماء والسوائل، كما يُنصح أيضاً بالمحافظة على تناول وجبات عائلية جماعية مع المحافظة على المسافة الجسدية حفاظا على سلامتهم، إذ إن للعوامل الاجتماعية تأثيرًا مباشرًا على مستوى التغذية لدى المسنين، مؤكدة على أهمية وجبة السحور على أن يتم تناولها متأخرا لقبل الفجر.

مساحة إعلانية