رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1561

الكواري: زراعة النباتات الملحية ضرورة في ظل تناقص المياه العذبة

01 يونيو 2015 , 07:20م
alsharq
الدوحة - الشرق

أعلن مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة قطر الدكتور حمد الكواري عن وجود دراسات يقوم بها المركز على استخدام تقنيات مجدية اقتصاديا لاستخدام الموارد المائية في الدولة، إلى جانب دراسات على إدارة النفايات وسبل تدويرها لتقليل آثار الكربون المتصاعد.

وأشار الكواري في حوار صحفي إلى وضع برنامج للبحث العلمي على صلة وثيقة بالأبعاد الاجتماعية، موضحا أن تحقيق الثراء المستدام وتحسين حياة الفرد أهم أهداف المركز.

وتاليا نص الحوار:

بداية كيف جاءت فكرة إنشاء مركز التنمية المستدامة بكلية الآداب والعلوم؟

قامت كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر بتأسيس هذا المركز للتركيز على معالجة القضايا الملحة للتنمية المستدامة مما يتوافق مع رسالة الكلية في أن تصبح رائدة في المنطقة في مجالات البحث والتعليم البيني، وطموحها في دفع عجلة التقدم المجتمعي نحو الأمام مما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة.

ما دور المركز في تعريف المجتمع على أهمية الموارد المتاحة والحفاظ عليها؟

تأخذ كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر على عاتقها مسئولية إنشاء كوادر وطنية قادرة على تطوير البنية البحثية في كافة المجالات و بالأخص فيما يتعلق بتطوير المجالات البحثية في التنمية المستدامة و إدارتها. ويتم من خلال مركز التنمية المستدامة دراسة الظواهر السلبية المتعلقة باستغلال الموارد الطبيعية للدولة واقتراح الحلول المبنية على الدراسات العلمية بالإضافةالى التوعية و التحذير من انتشار هذه المظاهر السلبية حيث يقوم مركز التنمية المستدامة بمهام دراسة المشاكل البيئية المتعلقة بالماء و التربة و التخلص من النفايات و غيرها من الظواهر السلبية التي تفقد البيئة توازنها الطبيعي فينعكس على تنوعها البيولوجي (من حيوان و نبات). وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن تحقيق عناصر التنمية المستدامة بأبعادها الانسانية والاقتصادية والاجتماعية ما لم يؤمن المجتمع بجميع فئاته بأهمية المحافظة والاستغلال الأمثل لموارده الطبيعية باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لخفض معدلات الاستهلاك بكافة اشكاله وهنا يأتي دور المركز بتوعية كافة عناصر المجتمع على مستوى الافراد والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة وشبه الحكومية.

ما هو واقع التنمية المستدامة في قطر؟

تشهد دولة قطر تحولاً اجتماعياً واقتصادياً لم يسبق له مثيل في فترة زمنية قصيرة تم خلالها ارتفاع الدخل القومي وصاحبه تغير نمط الحياة في المجتمع وكذلك زيادة في استغلال الموارد الطبيعية مما أدى هذا التحول الى ظهور اثار بيئية جانبية عديدة مثل تغير المناخ، وارتفاع كمية النفايات، وتدهور المناطق المزروعة، وتلوث المياه الجوفية، وتراجع التنوع البيولوجي، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون. وقد أعربت قطر مراراً على المستوى المحلي والدولي عن التزامها بتطبيق المعاير العالمية للحد من الاثار الجانبية للطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

ما هي السبل التي يتخذها المركز لتعزيز الاقتصاد في دولة قطر؟

يهتم المركز حالياً بإجراء دراسات على استخدام تقنيات فعالة ومجدية اقتصاديا لاستخدام الموارد المائية في الدولة من مياه جوفية مالحة والمياه الناتجة من تبريد خطوط انتاج الكهرباء واستخدام الطحالب الموجودة في المياه و الاراضي المالحة لإنتاج أعلاف الحيوانات والوقود الحيوي والديزل والمستحضرات الصيدلانية وبعض المواد الكيميائية وسيقوم المركز قربياً بإجراء دراسات على إدارة النفايات و سبل تدوير النفايات لتقليل آثار الكربون المتصاعد من هذه النفايات.

ما دور المركز في التوفيق بين الأداء الاقتصادي وتلبية رغبات و تطلعات المجتمع ؟

يقوم مركز التنمية المستدامة بالعديد من الأبحاث لتلبية احتياجات المجتمع، من أهم تلك الأبحاث هو زراعة النباتات الملحية حيث تعد قطر واحدة من أكثر الدول التي تعاني من نقص في المياه العذبة في العالم، وبالتالي الزراعة التقليدية ليست قادرة على الحفاظ على الأمن الغذائي ومن ثم كان من الضروري البحث عن نهج آخر لإنتاج المحاصيل وتعزيز الأمن الغذائي في قطر بطريقة مستدامة بدلا من استخدام المياه العذبة للزراعة يمكن استخدام المياه العالية الملوحة مثل مياه البحر أو المياه المالحة التي تكمن وراء مساحات واسعة من قطر لزراعة النباتات التي تتحمل الملوحة بشكل طبيعي. وتسمى هذه المزروعات بالنباتات الملحية، وهي قادرة على النمو واستكمال دورة حياتها في المياه ذات الملوحة العالية. قطر هي موطن لعشرات الأنواع المحلية من النباتات الملحية. يمكن العثور على النباتات الملحية في العديد من المناطق، ولكن عادة ما تكون موجودة على طول الساحل، في أماكن مثل الخور.

يمكن زراعة النباتات الملحية لإنتاج مجموعة متنوعة من الزراعات المفيدة اقتصادياً كما يمكن زراعة أنواع معينة من النباتات الملحية لإنتاج البذور التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت، على غرار بذور السمسم أو فول الصويا و يمكن أن تستخدم هذه الزيوت النباتية لأغراض الطهي أو لإنتاج الوقود الحيوي. هناك بعض الأعشاب الملحية التي يمكن أن تمنع الملح من دخول أنسجتها. يمكن زراعة هذه الأعشاب على المياه المالحة واستخدامها كعلف للماشية. وأخيرا قد تكون هذه النباتات مصدرا للمركبات الكيميائية الهامة، مثل الأدوية أو الفيتامينات.

كما يمكن زيادة العوائد الاقتصادية لمزارع النباتات الملحية من خلال دمج المزارع مع تربية الأحياء المائية. تربية الأحياء المائية قد توفر منتجات عالية القيمة مثل الأسماك أو الروبيان. ، كما يمكن استخدام مياه الصرف الصحي في تربية الأحياء المائية، وهي غنية بالمواد المغذية، كسماد للنباتات الملحية. في مثل هذه الأنظمة، يمكن زراعة العديد من المحاصيل المختلفة ، كما يتم الاستفادة من المياه بعد تربية الأسماك فيها لزراعة النباتات الملحية.

حدثنا عن الفعاليات التي تم تنفيذها في المركز حتى الآن وأهميتها؟

يعتمد المركز في توصيل رسائله على الفعاليات المختلفة التي تهدف إلى تأكيد دور الفرد والمجتمع في التعامل مع البيئة. وقد اقام المركز عدداً من الانشطة مثل ندوات، و ورش عمل، و الرحلات الميدانية شارك فيها طلاب الجامعة و المهتمين بالبيئة من خارج الجامعة، فقد نظم المركز زيارات الى مناطق اشجار القرم (المانجروف) في جنوب شرق قطر كما نظم ندوة للتعريف ببيئة اشجار القرم. وسيقوم المركز في الفترة القادمة بتنظيم ورشة عمل عن بيئة النباتات المالحة بالتعاون مع وكالة النظم البيئة في شرق و وسط آسيا في نوفمبر 2015، والمؤتمر العالمي الثاني في التنمية المستدامة في اكتوبر 2015. كما شكل المركز فرق بحثية يشارك بها أساتذة من مختلف الكليات و المراكز البحثية في وضع مشاريع بحثية في الأمن الغذائي والمائي وانتاج الاعلاف والوقود الحيوي.

ما هي خطة مركز التنمية المستدامة في الفترة القادمة؟

يقوم المركز بوضع برنامج للبحث العلمي على صلة وثيقة بالتخصصات المتعددة والأبعاد الاجتماعية يهدف إلى تحسين و تطوير الأمن الغذائي والمائي، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية لتحقيق مجتمع مستدام وآمن وفقا لرؤية قطر عام 2030. وتوفير المعرفة والقدرات البحثية لمختلف المؤسسات الحكومية ، والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية، و القطاع الخاص من شركات و مؤسسات لتنفيذ ممارسات التنمية المستدامة في مشاريعها الحالية والمشاريع المخطط لها في المستقبل، و تدريب أجيال جديدة من القطريين الذين يمتلكون المهارات البحثية في مجال التنمية المستدامة لتنمية الوعي البيئي ، والمساهمة في بناء مجتمع قائم على المعرفة وتطوير التعاون البحثي بين جامعة قطر و المؤسسات البحثية الاقليمية و العالمية في ربط و دمج مكونات و عناصرالتنمية المستدامة وإنشاء نماذج عملية قابلة للتطبيق في البيئة القطرية تحقق التكامل لعناصر التنمية المستدامة كما يهدف المركز أيضاً إلى تنظيم فعاليات وحملات توعية لتعزيز نمط الحياة الصديقة للبيئة

ما هي المعوقات والتحديات الرئيسية أمام التنمية المستدامة؟

لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة ما لم يتم تحقيق شرطين أو عاملين يكمل الواحد منهم الآخر. الأول يتمثل في سن وتطبيق سياسات صارمة من خلال قوانين تفرض على جميع فئات المجتمع استخدام و استغلال الموارد الطبيعية بوسائل تحفظ للبيئية توازن مكوناتها البيولوجية. والعامل الاخر دعم البحث العلمي في مجال التنمية الاجتماعية وابحاث متخصصة في ما يعرف " الانظمة الصديقة للبيئية" مثل العمارة الخضراء و النقل الاخضر. و لذلك فأننا بحاجة الى النظر في تطوير الموارد البشرية في مجتمعنا، و هناك حاجة الى أفراد مدربين تدريبا مهنيا لقيادة المجتمع الى "الثراء المستدام" و تحسين نوعية الحياة.

مساحة إعلانية