رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

674

عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الترشيد في المعيشة يحفظ للمجتمعات سيادتها

01 يوليو 2023 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن حسن الإنفاق وترشيد الاستهلاك والاقتصاد في المعيشة من أهم الوسائل التي تملك بها الأمم عزها وتحفظ سيادتها وتستقيم أحوالها وتحقق أهدافها، وإن الإسراف من الأمور التي تهدم اقتصاد الأفراد والجماعات وتقود إلى الفقر والنقص وتورث الخزي والندامات. وقال الخطيب إن الإسراف والتبذير من قبائح الذنوب والعادات، يقود إلى طاعة الشيطان ومعصية الرحمن لما فيه من مشابهة الشيطان في الإفساد وإضاعة المال، جاء في الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال» وقال سبحانه « وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ والمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إنَّ المُبَذِّرِينَ كانُوا إخْوانَ الشَّياطِينِ وكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا».

الإسراف مرفوض

وأوضح أن الإسراف هو مجاوزة الإنسان الحد في كل فعل يفعله وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر وهو التبذير المنهي عنه، ويخطئ في الفهم من يظن أن الإسراف إنما هو في المال فقط، بل الإسراف يتناول أمور الإنسان كلها فكل فعل يصدر من الإنسان متجاوز فيه الحد والوسط فهو فيه مسرف، قال عطاء رحمه الله في معنى قوله سبحانه «ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، قال: «نهوا عن الإسراف في كل شيء»، وقال إياس بن معاوية رحمه الله: «ما جاوزت به أمر الله فهو سرف»، والإسراف هو معصية من معاصي الجاهلية الأولى التي أمر المسلمون بالبعد عنها والحذر منها، فقد كانوا ينحرون الإبل ويبذرون أموالهم في الفخر والسمعة والخيلاء، ويسرفون في الحرب والقتال.

وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن الله سبحانه وتعالى نهى عنه في كتابه وعلى لسان نبيه الأمين، قال سبحانه: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة» رواه البخاري معلقا والنسائي، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة». ونوه الخطيب بقوله: لقد جنح كثير من الناس إلى الإسراف والبذخ والتبذير، والتفاخر بأنواع المآكل والمشارب والمراكب والمساكن بدافع الترف أحيانا، وحب الظهور والسمعة والمباهاة أحيانا، ومجاراة الناس أحيانا أخرى، إذ نرى الطبيعة المتفشية في المجتمعات وبين الناس، فبيوت تموت من التخمة، وتعيش حياة الترف والإسراف والإنفاق الذي لا حدود له، وأناس يموتون جوعا ويتألمون من شدة العطش وقلة المؤونة.

الإسلام قائم على الوسطية

ولفت الشيخ عبدالله النعمة أن الإسلام جاء بصراطه المستقيم، قام على العدل والتوسط، فهو لا يدعو إلى الرهبانية والغلو، ولا إلى الإفراط والتفريط بل دين وسط عدل يلبس فيه المرء ما يجد، ويأكل مما أنعم الله به عليه، ويركب ما تيسر له، ويسكن ما سمحت به ظروف معيشته، ولا متكلف ما ليس ملكه، فعلى المسلم أن يعتدل في ذلك ويتوسط، فإن الإنفاق ضربان: فممدوح ومذموم، فأما الممدوح: فهو الذي يكسب صاحبه العدالة والتوسط، وهو بذل ما أوجبت الشريعة بذله، كالصدقة والإنفاق على النفس والعيال ومن تحت اليد، والمذموم ضربان: إفراط، وهو التبذير والإسراف، وتفريط وهو التقتير والإمساك، وكلاهما منهي عنه، وخير الأمور الوسط والاعتدال.

مساحة إعلانية