رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1147

خبراء: العملية التعليمية تحتاج تواصل فعال لتشجيع الطلاب

03 سبتمبر 2014 , 06:41م
alsharq
بيان مصطفى

مع بدء العام الدراسي الجديد ينتاب كثير من الطلاب ضعف الهمة في الإقبال على مرحلة جديدة من حياتهم، مما يقلل من دافعيتهم للتعليم على اختلاف مراحلهم وهو ما يحتم ضرورة تهيئة الطلاب لاستقبال فصل جديد في حياتهم ويستوجب على الآباء تحفيز أبنائهم لاستقبال العام بصدر رحب وطاقة إيجابية تحمسهم وتقوي رغبتهم في التعلم، "الشرق" استطلعت آراء المختصين في أهمية تهيئة الأبناء في الإنطلاق بقوة نحو تحقيق أهدافهم هذا العام، مستعرضة أهم الاقتراحات التي يجب أن يتم تبنيها في المدارس وعلى مستوى الأسرة مع مراعاة المراحل العمرية المختلفة لخلق بيئة مناسبة لهم.

دور المدرسة

في هذا الصدد ترى الدكتورة أمينة الهيل المستشارة النفسية بالمجلس الأعلى للتعليم، أن التهيئة تختلف من مرحلة لأخرى ومن طالب لآخر، موضحة أن الطالب عند التحاقه بمدرسة جديدة لانتقاله لمرحلة أخرى قد يحتاج لوقت طويل ليعتاد على المكان خاصة عندما يكون في عامه الأول للدراسة مما يزيد من صعوبة انفصاله عن أمه.

في إشارة لدور المدرسة تقول الهيل: "إن تنظيم المدرسة ليوم للتعارف يشارك المدرسون والأخصائيون الإجتماعيون الطلاب فيه الأنشطة الترفيهية بجانب توزيع الهدايا عليهم، كما يتم في فترة التعارف التي قد تزيد عن يوم تعريف الطالب بمرافق المدرسة المختلفة وبزملائه الجدد، وتؤكد الهيل أن دور المدرسة التربوي يقتضي أن تراعي شعور الطلبة حتى لا تنتابه مخاوف التعامل مع مجتمعه في محيط المؤسسة التي التحق بها، لافتة إلى أن مسؤولية المعلمين والمعلمات تتطلب مساعدة الطلبة على تخطي هذه المرحلة في البداية ويفضل أن تستمر فعاليات التعارف لعدة أيام حتى يحظى الطالب، خاصة في المراحل الابتدائية، بفرصة للاعتياد على أجواء مجتمعه الجديد.

وتقترح المستشارة النفسية على الآباء حلولًا لتقليل الرهبة التي تسيطر على الأبناء أو عدم رغبتهم في بدء العام الدراسي منوهة على ضرورة تنظيم أوقات نوم الأبناء بما يتناسب مع مواعيد دراسته، وتحفيزهم بالاستعداد للدراسة بشراء زي المدرسة والأدوات التي يحتاجها بنفسه حتى يعزز لديه التشوق للعام الجديد، أما في حالة ذهابه للسنة الأولى فيفضل أن يصطحب أحد الآباء ابنهم إلى المدرسة قبل موعد العودة المقرر ليشاهد مبنى مدرسته ويرغب في الوقت ذاته الإبن في الذهاب بأن يشير مميزات المدرسة مما يشوق الطالب إلى رؤية ما يحكي له ولي أمره عن هذا المكان الذي لا يعرفه.

دور الأسرة

وفيما يتعلق بالاستعداد النفسي للدراسة وتقبلها بشكل عام، يقول المحاضر أشرف أبو السعود ومستشار العلوم السلوكية، أن الأسرة تتحمل الجزء الأكبر من التهيئة النفسية لأبنائها لاستقبال العام الدراسي الجديد بصدر رحب وهمة عالية للقيام بمهمته الأساسية في المذاكرة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يُلقون بالًا لدراسة أبنائهم بل إن بعضهم يجد العام الدراسي فرصة لتقليل وجود أبنائهم معهم مما يتيح لهم البقاء لفترة طويلة بعيدًا عنهم، ومايزيد شعور عدم تقبل بعض الطلاب للذهاب للمدرسة إهمال الوالدين في متابعة المستوى الدراسي لأبنائهم ومشاكلهم التي قد تؤثر على آدائهم.

ولفت إلى أن الأخصائيات الاجتماعيات في المدارس يشكون تنصل الآباء من المسؤولية بل إن بعضهم يتهربون من مكالمات المدرسة حتى لا يشغلوا أنفسهم بمشاكل أبنائهم، وعن أبرز أسباب ضعف الدافعية للتعلم يرى أبو السعود ضمان الطلاب للنجاح في المراحل المبكرة يقلل رغبته في الاجتهاد، بالإضافة لعدم تحمل الآباء مسؤوليتهم في التوجيه وتوظيف طاقة الطالب مما يجعله يترجمها سلبيًا إلى أعمال شغب داخل الفصول وإثارة المشاكل مع المعلمين.

وتابع مستشار العلوم السلوكية أنه بالرغم أن الدولة توفر كافة الامكانيات لخلق بيئة تعليمية ناجحة، إلا أن بعض المعلمين قد يعرقلون البيئة التعليمية الصحية، بسبب سوء إدارة فصولهم وعدم قدرة الطالب على الاستفادة بسبب ضعف مهارات التواصل لديهم، مضيفًا أن العملية التعليمية تحتاج للتواصل الفعال لاستقطاب الطالب.

وينصح أبو السعود الآباء بتخصيص وقت مناسب لأبنائهم بشكل يومي لمعرفة ما يطرأ عليهم من مشاكل يومية ومتابعة أدائهم حتى يتلافوا أي عقبات قد تواجههم أو يوجدوا حلولا مبكرة لمشاكلهم، كم أن على الأسرة تفعيل مبدأ الثواب بتخصيص مكافئات لابنهم المجتهد حتى يحفزوه على بذل قصارى جهده، لافتًا إلى أن قلة المحفزات وعدم تربية الإبن على تحمل المسؤولية في تفاصيل حياته تجعل الطالب لا يدرك مهمته في الحياة مما يقلل تحفيزه للمذاكرة، وهي الهدف الأصلي الذي يجب أن يؤمن به ويسعى لتحقيقه، ويتابع أبو السعود: "أناشد من يقوم بمهمة وضع المقررات الدراسية أن يراعي سيكولوجية المراحل المختلفة ويضع في المناهج ما يحتاجه الطالب بالفعل"، مشيرًا إلى أن بعض المقررات المعقدة تصيب الطالب بالفتور نتيجة عدم استيعابه لها.

بيئة إيجابية

وتوضح روان نعمان مدربة التنمية البشرية، أهمية أن يكون الطالب محاطًا ببيئة إيجابية بما تشمله من أفراد محفزين، موضحة أن الطالب حينما يبدأ الفصل الدراسي الجديد ويرى المجتمع المحيط والذي يتمثل في قرنائه في المدرسة الذين يملكون طاقة ايجابية ويستقبلون العام الجديد بصدر رحب ينعكس ذلك عليه بشكل مباشر ويقوي حماسته أيضًا، وعلى العكس حينما يلتقي أولئك المتشائمين المستائين من انتهاء العطلة السنوية.

وتشدد نعمان على ضرورة أن يحرص الطالب أن يدعم الطاقة الايجابية لديه ويتطلع لتحقيق طموحاته في العام الجديد وهذا التحفيز الذاتي يعطيه الدفعة للاجتهاد في سنته الدراسية ويخلق لديه حب التعلم والتشوق للمعرفة، خاصة عندما يزيد شعوره من الاقتراب من هدفه فكل مرحلة دراسية جديدة في حياته تمكنه أكثر من تحقيق أحلامه، وتنصح مدربة التنمية البشرية الطالب المقبل على بداية سنة جديدة قائلة: "في كل سنة جديدة تمر بها تقابل طلاب مختلفين مما يوسع دائرة معارفك، كما تمكنك من خوض تجارب جديدة مع زملاء جدد من ثقافات متنوعة.

وترى نعمان أن الأشخاص غير الاجتماعية قد تواجه صعوبة في التجديد في حياتها، بسبب خوفهم من كل ماهو مجهول لذلك يجد البعض صعوبة في التأقلم خاصة عندما يخوض مرحلة جديدة، مضيفة أن دور المجتمع المحيط أن يساعد هؤلاء الأشخاص على تخطي المرحلة الأولى.

مساحة إعلانية