رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2747

د. محمد المري في جامع المعيذر: تيسير المعاصي لاختبار حقيقة الخوف من الله

03 نوفمبر 2018 , 12:54ص
alsharq
د. محمد راشد المري
الدوحة - الشرق:

قال فضيلة د. محمد راشد المري الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية إن الابتلاء في هذه الحياة سُنَّة ماضية من الله، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى ينوِّع الابتلاء على عباده، وله في ذلك الحكمة البالغة جل في علاه، مضيفا ان هذا الابتلاء ظاهر في عباده منذ أن خلَقهم وإلى أن يُميتهم، فمن سخط فله السخط، ومَن رضي فله الرضا.

واوضح د. المري في خطبة الجمعة التي ألقاها مس بجامع المعيذر اننا نرى الناس يتعرضون للابتلاء، في انفسهم واموالهم وأهلهم والكثير منهم يصبرون على هذا البلاء، ويتضرعون لخالق الأرض والسماء ويدعونه رفع المحنة وكشف البلاء. وأضاف: ولكنَّ هناك نوعا من الابتلاء هو في الحقيقة من أشد أنواع الابتلاء وأخطرها، وقلَّ مَن ينتبه له ويفيق منه، ويتدارك نفسه قبل هلاكها وخسرانها بهذا الابتلاء، وقد ابتُلِيَ به السلف، وابتُلي به الخَلَف، فكان للسلف الصالح ومن سار على نهجهم موقف حميد من هذا الابتلاء، فعرفوا أمره وكشفوا سرَّه، وخافوا ربهم -عز وجل- سرًّا وجهرًا؛ لقوة إيمانهم بربهم فوقاهم الله شرّه، وأعقبهم خيرًا وبرًّا.

وذكر خطيب جامع المعيذر انه كان لكثير من الخلف لا سيما في هذه العصور المتأخرة موقف غير حميد من هذا الابتلاء جهلوا أمره وخفي عليهم سرّه، ولم يخافوا ربهم بالغيب؛ لضعف إيمانهم وتقواهم، فسقطوا في الابتلاء ووقعوا في الشر والبلاء.  وأوضح أن هذا الابتلاء هو تيسير المعصية وأسبابها للإنسان فيجدها متاحة له وميَسَّرة، ويرى أن ذات المعصية في متناول يده، ويستطيع الوقوع فيها والتلبُّس بها، بلا رقيب من الخَلق ولا حسيب، بل وينجو من المحاسبة والعقاب الدنيوي عليها.

وأشار إلى أن هذا النوع من الابتلاء ظهر في هذا الزمان ظهورًا بيِّنًا وواضحًا، ووقع فيه كثيرٌ من المسلمين، فأسباب المعصية للناس قد يُسِّرَت، ووسائل الوقوع فيها قد تنوَّعت، فالربا مثلاً تيسرت أسبابه لكثير من الناس، ومُلِّحَتْ أسماؤه، وسَهُلَ عليهم تناوله وكَسْبُه، وفاحشة الزنا يُسِّرَتْ أسبابها لطائفة من الناس بل يُسِّرَت ذاتها، فسَهُلَ عليهم الوقوع فيها بلا تعب ولا نَصَب، والنجاة من عقابها الدنيوي. والأشربة المحرمة والمأكولات المحرَّمة، يُسِّرَ لبعضهم أكلها وشربها، بلا عناء ولا مشقة، فأكلوها وشربوها. وبين الخطيب أن كل ذلك ابتلاءٌ من الله جل في علاه ليعلم مَن يخافه بالغيب ممن لا يخافه، وليعلم من يخشاه بالغيب ممن لا يخشاه، مؤكدا انه قد يُبتلى الإنسان بتيسير المعصية وأسبابها له، فليحذر من هذا الابتلاء ويتجنب الوقوع فيه، حتى يسلم من الإثم والعقاب.

 هذا الابتلاء ذكَر الله -عز وجل- أنه لحكمة، وهي ليعلم من يخافه بالغيب.. ودعا د. المري المسلم الى الحرص على مراقبة الله عز وجل في سره وعلنه، فإن له بذلك أجرًا عظيمًا مستشهدا بقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ).

مساحة إعلانية