رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2352

تكرمها جائزة أدب الطفل بمعرض الكتاب اليوم

د. النعيمي لـ"الشرق": المبدع القطري نجح في اقتحام عالم الكتابة للصغار

03 ديسمبر 2017 , 08:30ص
alsharq
أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

عملي الفائز يعزز من قيم التسامح وقبول المختلف

أعمل على إعادة صياغة التراث الشعبي بأسلوب قصصي

الجوائز دليل جودة لحظية في المنافسة والتتويج

العالم العربي يعاني ندرة في الكتابة الجادة للطفل

 

يحتضن معرض الدوحة للكتاب صباح اليوم "الأحد"، حفل تكريم الفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها السابعة، والتي تم إعلانها أخيراً، وفاز بها قطريين مجتمعين لأول مرة، هما الدكتورة مريم النعيمي، عن عملها "الموجة الفضية" في مجال القصة، ومحمد علي أبل عن عمله "القنفد والجربوع"، وذلك في فرع رسوم كتب الأطفال.

 

"الشرق" التقت الدكتورة مريم عبدالرحمن النعيمي للحديث عن طبيعة العمل الفائز، وأهمية ما تمثله الجوائز للمبدعين، وما إذا كانت دليلاً على جودة العمل الأدبي من عدمه، علاوة على جوانب أخرى، ذات الصلة، جاءت على النحو التالي:

 

ما طبيعة عملك الفائز بجائزة الدولة لأدب الطفل؟

 

العمل مجموعة قصصية للأطفال بعنوان "الموجة الفضية" حاول أن ينسجم مع المعطى الوجداني والعاطفي الذي حددته الجائزة لهذه الدورة وهو تعزيز قيم التسامح وقبول المختلف ولكن من خلال ثيمات تراثية شعبية هي الألعاب، ألعاب أجدادنا التي توشك أن يلفها النسيان. ولذلك قررت أن أنسج الحكايات بحيث تكون اللعبة مفصلة فيها بطريقتها ومتعتها، وكل أبعادها، حتى نعيد إدخالها إلى عالم الطفل من خلال الحكاية الطريفة المشوقة.

 

تنامي المشهد الثقافي

ما دلالة فوز قطريين مجتمعين لأول مرة بالدورة السابعة من الجائزة؟

 

هذا شيء يضاف للرصيد الثقافي القطري الذي هو في تزايد مستمر، وإننا إذ نفخر بهذا التتويج، إلا أنه مسؤولية جسيمة تدفع بنا لتقديم الأفضل. وعن دلالته فبعد أن ظل القطري بعيداّ عن هذه الجائزة في دورات كثيرة، ها هو يقتحم مجال الطفل والكتابة له، وينافس ويفوز وما هذا إلا نتيجة تراكمات وحتميات، صنعت هذه اللحظة.

 

قدمتِ ديواناً للأطفال من قبل ، وحالياً عملاً قصصياً، فهل يعكس ذلك تركيزك على الطفل في مشاريعك الأدبية؟

 

الطفل بذرة تستحق من الأوساط الأدبية والثقافية كل الاهتمام والبذل ، هو حامل الراية وصانع المستقبل فما نقدمه له اليوم سنجده غداً، لذلك أعد توجيه أعمال للطفل من أنبل الرسائل وأشرفها، ومع رصيدي الذي لا يعدو مجموعة شعرية وأخرى قصصية هي المتوجة، إلا أنه كان دائما هاجسي ومشروعي الذي حالت بيني وبين تنفيذه باستغراق كبير أعباء أكاديمية وأدبية أخرى، ولكن حان الوقت للتركيز أكثر على هذا المجال، وتقديم الأفضل.

 

إحياء التراث الشعبي

ما هو المشروع القادم الذي تعملين عليه حالياً لتحقيق هدفك بتوثيق التراث القطري، وإنتاجه للأطفال؟

مشروعي القادم هو إحياء التراث الشعبي وإعادة صياغته بأسلوب سردي قصصي بما في ذلك ما تبقى من الألعاب الشعبية والمهن والحرف القديمة والأمثال الشعبية، وأيضا أفكر في تقديمها للمسرح بما يلائم تلقي الطفل لها بشكل إيجابي وحيّ ونابض، لأننا في عصر يجب أن ينافس بالصورة والعروض الحية، إذا كنا نريد لتراثنا أن يستمر ولهويتنا أن تتأصل، وتنتقل عبر أجيالنا بشكل طبيعي.

 

مواصفات أدب الطفل

هل توافقين البعض الرأي بأن هناك ثمة صعوبة في الكتابة الموجهة للطفل؟

القضية ليست مطلقة، هي نسبية هناك من يستصعبها نظرا لأن عملية الكتابة بالنسبة إليه هي عملية واعية، وهناك من تسهل عليه، كونه لا يزال يتمتع بالبساطة في تعامله مع محيطه، وتواصله مع العالم، ثمة كتاب كبار عبر التاريخ نكّسوا أقلامهم عندما تعلق الأمر بالكتابة للطفل، وأقروا بصعوبتها، في المقابل هناك من الكتاب من خلده التاريخ فقط لكون كتب للطفل، إذن الأمر ليس محسوماً دائما.

 

برأيك، ما أسباب ندرة الكتابة الموجهة للطفل في قطر والعالم العربي؟

الأسباب كثيرة منها ما هو شخصي وقد تحدثنا عن صعوبة هذا النوع من الكتابة، فليس كل الكتاب يميلون إليه، وثانيها مؤسساتي إذ إنه من الواجب أن يكون هناك تأطير مؤسساتي لمثل هذه الكتابات يتبنى إعادة إنتاجها بصرياً، ويشجع أصحابها وهذا الأمر يكاد يكون مفقوداً في عالمنا العربي.

 

في هذا السياق، ما هى المفردات اللازمة في العمل الموجه للطفل؟

لا توجد مفردات لازمة وأخرى غير لازمة، الأدب لا تصنعه المفردة وإنما تصنعه العلاقة الجوارية بين هذه المفردات والتي هي من اجتراح الكاتب نفسه، نحن نمتلك المعجم ذاته ولكننا نختلف في كيفية استخدامه، كونك تطرح مثل هذه التفرقة هو بالضبط كما لو قلنا إن ثمة لوناً لا يجب أن يكون في الرسمة الموجهة للأطفال، وهذا غير صحيح، إنما مدار الأمر على كيفية صياغة هذه المفردات صياغة سلسة سهلة من المعجم اليومي للطفل.

الإبداع مفتاح الأدب

من خلال إبداعك الشعري والقصصي والروائي، ما هو المشترك بين كل هذه الألوان الأدبية؟

المشترك هو الإبداع في حد ذاته، تلك القدرة على أن تخلق من المألوف عملاً جديداً ناصعاً يسمى باسمك ويُنسب إليك، والمشترك هو تلك الرسالة الإنسانية، التي يريد المبدع أن يتركها دائماً لمن يأتون بعده، حتى إن لم يعايشوه، يتعرفون عليه من خلال كتابته، ويحيا بينهم كلمة صادقة.

أهمية الإبداع

هل تعتقدين أن الجوائز دليلاً على جودة العمل الإبداعي من عدمه؟

على الأقل هي دليل جودة وتفوق على ما تقدم لتلك الجائزة نفسها من أعمال، لكن لا أعتقد أنها ختم جودة مطلق إذ إن التفاوت هو صفة من صفات الطبيعة والحياة والكون، والمبدع نفسه يتجاوز نفسه في كثير من الأحيان، بل هو مطالب بتجاوز نفسه بين عمل وعمل، لذلك دعنا نقل إنها دليل جودة لحظية، هي لحظة المنافسة والتتويج.

مساحة إعلانية