محليات

1520

خبراء بيئيون لـ الشرق: مطلوب تشديد العقوبات ضد مخالفي البيئة

أكد عدد من الخبراء والمختصين في الشأن البيئي أنّ جهود قطر في مجال الحفاظ على البيئة وإعداد دراسات وأبحاث تعنى بالمناخ والطبيعة ملموسة وبدأت منذ سنوات طويلة، وقد أتت ثمارها باستحداث وزارة للتغير المناخي، منوهين بأنّ قطر من أولى الدول التي تحرص على الحضور الفاعل في الملتقيات الدولية والمحافل العالمية والمشاركات الوطنية التي تعنى بالبيئة، ولديها سجل حافل بالإنجازات في كيفية الحفاظ على الطبيعة.

وقالوا في لقاءات لـ الشرق: إنّ التوعية الموجهة للأطفال هي الطريق الأول للحفاظ على البيئة، ولابد من تفعيل القوانين البيئية الموجودة وتشديد العقوبات بشأن منتهكي البيئة من أجل حمايتها، مؤكدين أنّ الأبحاث البيئية في قطر غنية جداً لأنها بدأت منذ سنوات في إعداد استراتيجيات وطنية في مجالات عدة وارتكزت في بنودها على البيئة والحفاظ عليها.

وأشاروا إلى أنّ رمي المخلفات والمواد الصلبة وتلويث الأراضي والمزروعات والشواطئ بالمواد البلاستيكية من أول التحديات، وهي تتطلب من المجتمع الاهتمام والحد منها.

كما حرصت مؤسسة قطر من خلال باحثيها وخبرائها في المجال البيئي على إعداد دراسات وأبحاث تحمل رؤى مستقبلية ومقترحات تخدم البيئة القطرية، ويتم نشرها والتعريف بها عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة أو في المكتبات الطلابية البحثية أو في المشاركات العالمية، وأسهمت أيضاً في نقل تجارب قطر وخبراتها في مجال حماية البيئة في المؤتمرات والمحاضرات والندوات التي تقام بالمؤسسة ومراكزها البحثية، وأنّ وجود معاهد بحثية في الطاقة والبيئة والمياه بالمؤسسة يؤكد اهتمامها بهذا المجال كأولوية علمية وبحثية تخدم الطلاب.

وقد أدرجت المؤسسة وجامعاتها الشريكة مفهوم البيئة المستدامة في جميع مناهجها وأنشطتها وفعالياتها وندواتها الطلابية ومراكزها البحثية، وأولتها اهتماماً بالغاً في جميع اللقاءات المحلية والعالمية، بهدف تسليط الضوء على البيئة القطرية كركيزة أساسية في التنمية وفي رؤية قطر 2030، كما قدم باحثو واختصاصيو المؤسسة العديد من الأبحاث والمحاضرات البيئية والرؤى المستقبلية لها في جميع المحافل العربية والعالمية، والكثير منها قدم ونشر عبر الموقع الرسمي للمؤسسة أو من خلال النشرات العلمية والتعريفية.

فإلى اللقاءات:

صالح الكواري: فرق التفتيش البيئي تعمل على مدار الساعة لحماية الطبيعة

أكد السيد صالح الكواري مدير إدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة والتغير المناخي أنّ جهود قطر في مجال الحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية كبيرة جداً وملموسة، وأنّ فرق مفتشي الحماية البيئية يعملون على مدار الساعة لتوفير الحماية والرعاية الكاملة للبيئة بكل مكوناتها، منوهاً بأنّ المجتمع لديه وعي بأهمية البيئة في حياتنا والمطلوب المزيد من الاهتمام والحفاظ على المحميات الطبيعية والنباتات.

وأشار إلى دور الدولة في تحديث التشريعات البيئية وتشديد الإجراءات بشأنها، بحيث لا تتوانى الجهات عن تقديم كل الحلول الممكنة للحد من التلوث أو الظواهر السلبية.

ونوه بأنّ رمي المخلفات والمواد الصلبة والقطع البلاستيكية والأكياس من أبرز التحديات التي تواجه البيئة، لأنها تضر بالحياة النباتية وتهددها بالتلوث والانقراض، كما تؤثر أيضاً على الحياة البحرية لو ألقيت فيها بالتلوث وتشويه المنظر البيئي.

وحث الشباب على إيلاء الاهتمام للبيئة التي تحمينا جميعاً، وأنّ الوعي ضروري جداً لحماية الطبيعة من الهدر والتلوث والفقد، مؤكداً أنّ الوعي المجتمعي كفيل بضمان حماية قصوى لكل مكونات البيئة القطرية، ونحن لا غنى عن الطبيعة التي تمدنا بالحياة والاستقرار والجمال.

د. محمد الصيرفي: توعية الأطفال وتفعيل القوانين طريقان لحماية البيئة

قال الدكتور محمد الصيرفي خبير بيئي: إنّ جهود قطر البحثية في مجال البيئة بدأت منذ وقت مبكر وخاصة مع انطلاق استراتيجية البحث الوطنية التي جعلت البيئة إحدى ركائزها إضافة إلى جهود مؤسسة قطر وجامعاتها التعليمية والكليات في إعداد دراسات فاعلة تتمحور حول البيئة.

كما أنّ استحداث وزارة للبيئة والتغير المناخي سيكون بمثابة مظلة رسمية للأبحاث والدراسات التي تعنى بالبيئة وفي مجال متابعة التشريعات البيئية وسن القوانين المناسبة.

وأكد أنّ ما تبذله قطر في المجال البحثي البيئي مكمل لما يقدمه العالم، وهناك التزام كامل تجاه الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي تنادي بالاهتمام بالطبيعة ومكوناتها، وأيضاً مشاركة المسؤولين بالدولة في جميع الفعاليات العالمية التي تتناول البيئة والمناخ.

وأكد د. الصيرفي أنّ حماية البيئة تكون بطريقين هما: خلق الوعي البيئي عند الأطفال لأنهم الجيل الجديد المكلف بحماية الطبيعة، والطريقة الثانية تفعيل القوانين والتشريعات المحافظة على البيئة والعمل على تطبيقها بحذافيرها، وكلاهما يكملان بعضهما بعضا.

ونوه قائلاً: إنّ أجدادنا أكدوا أهمية البيئة في حياتنا كأجيال وكانوا يحافظون على البر والبحر والجو بالفطرة، ويحرصون على عدم إيذاء الحيوانات أو صيدها أو قطع النباتات النادرة أو تجريف التربة وحماية الطيور وغيرها من السلوكيات التي تولدت لديهم بالفطرة.

وأضاف إنّ الأسر لها الدور الأساسي في توجيه أبنائها نحو رعاية الطبيعة، والاهتمام بها، علاوة على المدارس والمراكز الشبابية التي توجه المزيد من الاهتمام بتفاصيل البيئة.

خالد الشعيبي: دور مثالي لقطر في المحافل البيئية العالمية

أكد السيد خالد الشعيبي خبير بيئي أنّ جهود قطر في مجال الأبحاث البيئية طويلة الأمد وهي اليوم تؤتي ثمارها من خلال ما نلمسه من جهود واضحة، أبرزها وجود مراكز متخصصة في البيئة واستحداث وزارة للتغير المناخي وهناك العديد من مخرجات الجامعات والكليات من المتخصصين والدارسين لعلوم البيئة.

كما أنّ قطر من الدول الفاعلة جداً في المشاركة في الملتقيات العالمية والمحافل الدولية التي تعنى بالبيئة، ولها دور أيضاً في تقديم مقترحات وأفكار مثالية للعالم في الحفاظ على البيئة، والأبرز أيضاً أنّ البيئة تضمنت العديد من الاستراتيجيات الوطنية في الدولة، ومنها بناء حوالي 30 محطة لقياس جودة الهواء وزيادة عدد المحميات الطبيعية، وإنشاء مدينتين هما لوسيل ومشيرب وفق معايير الاستدامة البيئية، وهذا يدلل على الجهود المثالية التي تبذلها الدولة من أجل إيجاد طبيعة آمنة للأجيال.

ونوه بأنه يقع على المدارس والمؤسسات التعليمية تكثيف التوعية الموجهة للأفراد وخاصة الأطفال في عمل برامج حامية وهادفة للبيئة، ومن الضروري أن يكون لوسائل الإعلام دور فاعل في تكثيف برامج التوعية الموجهة للأفراد والأسر.

وأكد ضرورة تشديد العقوبة بحق منتهكي البيئة، وتفعيل الإجراءات من أجل ضبط المخالفين ممن يتسببون في إتلاف البيئة أو تشويهها، لأنّ الإضرار بها سيؤثر سلباً على المجتمع والمؤسسات، فالبيئة ثروة للأجيال وللمستقبل.

د. مارسيللو كونتيستابيلي: مسارات لخفض انبعاثات الغازات في 2050

أوضح الدكتور مارسيللو كونتيستابيلي خبير اقتصادي رئيسي بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة أن هناك مسارات يمكن اتباعها لرسم خريطة طريق لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 % بحلول 2030 ورسم خطة لخفض الانبعاثات بحلول 2050 وما بعده، حيث لم تعد الحكومات العالمية تشكك في حقيقة تغير المناخ كما كانت قبل عقد من الزمن، وبالرغم من الأمل في علاج تلك الظاهرة فإنّ القاسم المشترك في كل الحالات هو عدم وجود خطة عمل محكمة للتخفيف من حدة التأثيرات.

وبما أنّ استخدام الطاقة هو المصدر الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، فإنّ الحد من تغير المناخ يتطلب التحول إلى نظام طاقة أكثر رفقاً، وأن التخفيف من الحدة يحتاج إلى تحول كبير في نظام الطاقة العالمي من حيث السرعة والتطبيق.

وتتكون أنظمة الطاقة في قطاعات متباينة وهي مترابطة في الوقت نفسه مثل توليد الكهرباء والنقل والمباني والصناعة وبالتالي يتطلب الوصول إلى هدف الحد من انبعاثات الكربون تدخلاً متزامناً في جميع القطاعات مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة المعقدة للنظام لتجنب وقوع عواقب غير محمودة.

وأشار إلى أنّ أنظمة الطاقة إحدى الأدوات الأساسية اللازمة لدعم التخطيط نحو تغيير نظام الطاقة المعمول به، منوهاً بأنه بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر وبالتعاون مع كلية لندن تمّ تطوير أول نموذج لأنظمة الطاقة لصالح جهات تعنى بقطاع الصناعة والبحوث.

وتحسب أنظمة الطاقة التكاليف واستهلاك الوقود والانبعاثات لكل قطاع بمرور الوقت، وتساعد في تحديد مسارات مثلى للوصول إلى أهداف وضعتها السياسات من خلال تحويل نظام الطاقة.

ويتمثل الهدف الرئيسي من المشروع في تزويد قطر بأداة تساعدها في صنع السياسات والتخطيط الاستراتيجي المتعلق بأهداف سياسات الطاقة والاقتصاد والبيئة، ويسمّى النموذج الذي يجري العمل على تطويره TIMES، واصفاً إياه بأنه "النموذج الأكثر استخداما في جميع أنحاء العالم، وسيتيح لنا تزويد قطر بالإمكانيات اللازمة لإجراء تحليل أنظمة الطاقة، والمماثلة لما تمتلكه الحكومات والمؤسسات الرائدة في جميع أنحاء العالم.

وأكد أن مشاركة وتفاعل الجهات المعنية كفيل بإنجاح الجهود، مشيراً إلى أنّ المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء أحد الشركاء في المشروع وتعمل كهرماء كجزء من برنامج ترشيد على تنسيق التطبيق العملي للتكنولوجيا الجديدة مثل خلايا الطاقة الشمسية ووحدات تخزين الطاقة المرتبطة بها من أجل التعامل مع تذبذب الطاقة والشبكات الذكية والمركبات الكهربائية والبنى التحتية لإعادة الشحن مثلاً.

د. منعم بيت المال: لوحة إلكترونية تمكن الشركات من مراقبة الطاقة

قال الدكتور منعم بيت المال عالم وباحث أول بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة: يعني انخفاض استخدام الطاقة بخفض الانبعاثات بهدف تحسين كفاءة استهلاكها، مشيراً إلى أنّ خبراء الاستدامة بمؤسسة قطر وجدوا حلاً باستخدام لوحة متابعة إلكترونية متصلة بالإنترنت تمكن الشركات من مراقبة استهلاك الطاقة في المباني والأماكن للوقوف على مستوى الاستدامة فيها.

وأكد أنّ الاستدامة تتطلب جهوداً تعاونية وتنسيقية مكثفة من جميع الجهات بهدف الخروج بحلول ناجحة وفعالة، منوهاً بأنّ اللوحة الإلكترونية متطورة من حيث البحث العلمي وهي رؤية مستقبلية لمراقبة استهلاك الطاقة.

د. محمد أيوب: إجراءات حاسمة لخفض الطاقة في المباني

أوضح الدكتور محمد أيوب مدير أول أبحاث بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أنّ أزمة التغير المناخي تدفع لاتخاذ إجراءات حاسمة في كل المجالات ومنها استهلاك الطاقة في المباني، ولابد من إيجاد طرق ميسرة ومرنة لرصد الاستهلاك لأنه يساعد الباحثين في التعرف على نوعية هذا الاستهلاك وتأثيره على البيئة.

د. آدم هوكس: قطر لديها نظام طاقة مميز يتماشى مع المعايير الدولية

أكد الدكتور البروفسيور آدم هوكس مدير معهد الغاز المستدام وأستاذ أنظمة الطاقة بقسم الهندسة الكيميائية بكلية إمبريال كوليدج لندن أهمية وجود نموذج جيد لبدء التغيير وأنّ قطر ذات وضع مثالي لإنشاء نظام طاقة وقطاع صناعي يتماشيان مع الأهداف الدولية.

ونوه بأنّ الحفاظ على أنظمة الطاقة يكون بتكاتف الجهات والتنسيق فيما بينها من أجل صياغة برامج فاعلة تحمي الاقتصاد والطاقة أيضاً، مؤكداً أن قطر فعالة جداً في مجال الجهود المبذولة من أجل حماية الطبيعة، وجميع المؤسسات والمراكز الشبابية تبذل جهوداً ملموسة في الحفاظ على البيئة.

اقرأ أيضاً

للمسافرين من قطر والقادمين.. معلومات يجب معرفتها عن حالات تقديم الإقرار الجمركي وعقوبة الامتناع

اختتام المعسكر الشتوي لحكام النخبة بالاتحاد القطري لكرة القدم

طرح تذاكر جائزة سمو الأمير الوالد للفروسية

أخبار ذات صلة

 طقس بارد مع سحب متفرقة وغبار عالق على الساحل وغائم جزئيا في عرض البحر الليلة

برنامج الجسر الأكاديمي يستضيف قيادات وطنية وأكاديمية ضمن سلسلة من المحاضرات الملهمة