رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أخبار

1250

ترجيح استمرار المؤتمرات عبر الإنترنت حتى 2021

05 أغسطس 2020 , 07:00ص
alsharq
جائحة كورونا عززت استخدام التكنولوجيا الافتراضية
الدوحة ـ الشرق

يستلزم اختيار مهنة في عالم الطب أو تعليم الطب الالتزام بالتعلُّم مدى الحياة، ومثل هذا الالتزام يتواصل مهما بلغت الصعوبات والتحديات، ومنها الجائحة الراهنة، لذا يواصل أعضاء هيئة التدريس والموظفون في وايل كورنيل للطب - قطر متابعتهم ومواكبتهم الدؤوبة لكل ما هو جديد في نطاق تخصصاتهم واهتماماتهم العلمية.

وتمثّل المؤتمرات أحد أهم ملتقيات تبادل المعرفة العلمية ومواكبة أحدث التطورات في التخصصات المختلفة، ولها أهمية بالغة بالنسبة للأطباء والباحثين، فخلالها يقومون بالتعريف بأحدث بحوثهم ويطّلعون في الوقت نفسه على أحدث بحوث نظرائهم من حول العالم، ويرافق ذلك انعقاد جلسات نقاشية والاتفاق على تعاون في مجالات ذات اهتمام مشترك.

وبعد أن تسبّبت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في إغلاق الكثير من مدن العالم، ومن ثم إغلاق أماكن انعقاد المؤتمرات، اعتمد منظمو المؤتمرات على الإنترنت والتكنولوجيا الافتراضية لعقد مؤتمراتهم في مواعيدها، وقد حرص أعضاء هيئة التدريس والموظفون في وايل كورنيل للطب - قطر على الاستفادة من مثل هذه الملتقيات العلمية الافتراضية إلى أبعد حد ممكن.

وفي هذا السياق، شارك الدكتور عميد رؤوف الأستاذ المشارك للتشريح في طب الأشعة والدكتور مانجي مانياما الأستاذ المساعد للتشريح في طب الأشعة، في أعمال مؤتمر الجمعية الأمريكية لاختصاصي التشريح الإكلينيكي (AACA) الذي انعقد عبر الإنترنت.

وقدّم الدكتور مانياما ملصقين بحثيين، ومن المفارقة أن أحدهما عن التعلُّم بالاستعانة بالتقنية الافتراضية أو عبر الإنترنت بعنوان "تدريس التشريح العصبي الوظيفي بالاستعانة بالتعلُّم القائم على الحواسيب في وايل كورنيل للطب - قطر" فيما حمل الملصق الآخر عنوان "أصل الشرايين الفخذية العميقة والشرايين الفخذية المنعطفة: تقرير حالة".

وقال الدكتور مانياما إن أكبر تحدّ واجهه هو أن يسرد معلومات عن الملصق بصوته، وأن يقول كل ما يريد خلال خمس دقائق لا أكثر. وأضاف: "هو تحدٍّ أن أسرد كل المعلومات المهمة عن ملصقاتنا البحثية وأن أسجّل ذلك صوتياً وأن يقتصر ذلك على فترة وجيزة، وهو ما حرمنا من التفاعلات الحية المعتادة مع المشاركين في أعمال المؤتمر، فمثل هذا التفاعل يمثل فرصة للتحدث بإسهاب عن العمل.

 

وعلى الرغم من ذلك، رأينا جانباً إيجابياً تمثل في قرار المنظمين بعقد المؤتمر بالاستعانة بالتكنولوجيا الافتراضية عوضاً عن إلغائه تماماً. وقد أتيح لعدد أكبر من المهتمين فرصة متابعة أعمال المؤتمر بعد انتفاء الحاجة للسفر".

وبالمثل، قدّم الدكتور رؤوف ملصقين بحثيين عن التعلُّم الإلكتروني، وأشار إلى أن أبرز مشكلة في تلك التجربة هي عدم التفاعل مع الحضور، وما عدا ذلك كان المؤتمر متميزاً.

* عروض من المنزل

وكانت السيدة ديمة الشيخلي، مديرة قسم التعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر، قد دعيت لتقديم عرض عبر الإنترنت في إطار المؤتمر السنوي لمجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر. وخلال مشاركتها في جلسة نقاشية، تحدثت الشيخلي عن موضوع "نيل درجة الاعتماد مع الثناء: تبني التعلُّم مدى الحياة معاً". ولأن المشاركة كانت أمام حضور من حول العالم يجلس في المنزل أمام شاشات الحواسيب، كان لا بد أن توائم مهاراتها في تقديم العروض مع الظرف القائم، بما في ذلك تقديم عرض وجيز ومختصر، وتقديم معلومة موجهة تشد انتباه المشاركين في المؤتمر عبر الإنترنت.

واستحوذ عرض السيدة الشيخلي على متابعة واهتمام المشاركين وناقشت خلاله كيف نالت وايل كورنيل للطب - قطر درجة الاعتماد مع الثناء من مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر بالولايات المتحدة وأجابت عن أسئلة المشاركين خلال جلسة نقاشية عبر الإنترنت. وقالت في هذا الصدد: "إن القيد الأبرز للمؤتمرات المنعقدة عبر الإنترنت هو الحاجة إلى تقليل عدد الجلسات ومدتها بحيث لا يخفت اهتمام المتابعين، والحاجة أيضاً إلى تخفيف درجة الإجهاد الناجم عن الجلوس لفترة طويلة أمام الشاشة، بالإضافة إلى أن فرصة التعرف عن قرب على المشاركين تظل محدودة وليست كما جرت العادة في المؤتمرات التقليدية. ولكن في المقابل، أتاحت لنا التكنولوجيا الافتراضية فرصة الابتكار في التعليم الطبي ووفرت لنا استراتيجيات بديلة للتواصل والتفاعل مع المشاركين".

أما بالنسبة للدكتورة أمل خضر، أستاذة مشاركة لطب الأطفال في وايل كورنيل للطب - قطر، فقد قدمت ورشتين خلال أعمال مؤتمر "أوتاوا 2020" في ماليزيا الذي انعقد أيضاً عبر الإنترنت، الأول بعنوان "التحديات الثقافية في التعليم والتعلُّم والتقييم في البيئة الإكلينيكية" والآخر بعنوان "التصميم المحفّز من أجل وتقييم معضلات المهنية لطلاب ما قبل المناوبات الإكلينيكية: نهج مبتكر". وقد ساهم مع الدكتورة خضر كل من الدكتورة مي محمود، الدكتورة عائشة هند رفاعي، الدكتورة ماجدة وجدي، الدكتور أحمد الحمادي، الدكتورة مارسلينا ميان والسيد سعد لوز.

* التحدي التقني

وأشارت الدكتورة خضر إلى أن أكبر تحد في هذا الصدد كان التحدي التقني، أي تهيئة المعدات الصوتية والمرئية كما يجب والتحقق من أنها تعمل كما يجب، فيما سارت بقية أمور تقديم العرضين العلميين والمناقشة اللاحقة بسلاسة عبر الإنترنت ونجحت حلقات العمل إلى أبعد حد.

وقالت الدكتورة خضر: "كان المشاركون سعداء وأعطوا الورشتين درجات عالية في تقييمهم، والمنظمون أيضاً كانوا سعداء جداً أننا استطعنا تقديم الورشتين في غضون مهلة قصيرة. وأما المشكلة الأبرز فكانت في عدم وجود تفاعلات فردية مباشرة كتلك التي تتسم بها المؤتمرات المباشرة المنعقدة داخل قاعات، وعلى الرغم من ذلك شهدنا مناقشة ثرية ونحن ممتنون لإتاحة الفرصة لنا لتقديم أعمالنا خلال المؤتمر".

ومع استمرار حظر التجمعات الكبيرة في معظم بلدان البلدان، من المرجح أن تستمر المؤتمرات المنعقدة عبر الإنترنت حتى عام 2021. وعلى الرغم من العوائق الناتجة عن عقد مؤتمرات عن بعد، إلا أنها أثبتت فاعليتها ونجاحها كبديل للمؤتمرات المباشرة وقدرتها على إتاحة فرص للابتكار وأهميتها في تمكين المختصين من كافة المجالات من الاستمرار في تطبيق مفهوم التعلُّم المتواصل مدى الحياة.

وقالت الدكتورة ثريا عريسي، العميد المشارك الأول للتعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر: "تشكل المدرسة والكلية والجامعة مراحل أولى من تعليمنا، وإذا ما أردنا حقاً أن نواصل مسيرة التطور كأصحاب مهن واختصاص وأيضاً كأفراد، لا بد من أن نظل فضوليين وشغوفين بالمعرفة وأن نأخذ تطوير الذات على محمل الجد. ومما يعزز الثقة والتفاؤل، أن نشاهد أعضاء هيئة التدريس والموظفين في وايل كورنيل للطب - قطر وهم يسعون دون كلل نحو اكتساب المعرفة ونشرها حتى في خضم جائحة كوفيد-19 الراهنة".

مساحة إعلانية