رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

568

د. محمد المريخي بجامع الإمام: التزين للصلوات بالمساجد شدد عليه الإسلام

05 أغسطس 2023 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي الحديث عن الجمال والزينة سواء كان حسيا أو معنويا في الظاهر أو الباطل ليس سهلا، وذلك لما استسهله الناس سموا القبيح الذي قبحه الشرع أسموه جمالا وزينة، فيحتاج الأمر إلى الوقوف على حكم الشريعة في الجمال والزينة، ولأن ميزان الشريعة ميزان حقيقي لا يطفف ولا يخطئ ولا يتردد ولا معقب لحكمه، فما اعتمده الشرع جمالا وزينة فهو الجمال والزينة، وإن خالفه الناس وقالوا بخلافه، وما اعتمده الإسلام قبيحا ومذموما فهو القبيح حقا وإن فعله الناس واعتمدوه جمالا وزينة، ويبقى الجمال الشرعي جمالا حقيقيا.

وأضاف أن مقاييس الناس لا يعتمد عليها لقصور العقول البشرية ومحدوديتها وخطئها وضعفها وظلمها، فها هي مقاييس الناس تسمي الفاسق والعاصي والمتلطخ بالمعاصي مبدعا وجميلا وراقيا وكبيرا "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

وأردف: ليس معنى هذا الكلام أن الإسلام ضد الجمال والتجمل والزينة والتزين حاشا وكلا، بل الإسلام دين الجمال والزينة الظاهرة والباطنة الحسية والمعنوية.

وأكد الشيخ د. محمد المريخي أن الإسلام دين يجمع بين البشاشة في حياء وحسن الخلق في ابتسامة، دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية وحظوظ نفسية وطبائع إنسانية، ولقد أقر دين الإسلام ما تتطلبه الفطرة من سرور وفرح ولباس وزينة وجمال، محاط بسياج من الأدب الرفيع الذي يبلغ بالمتعة كمالها ونقاءها وبالسرور غايته بعيدا عن الخنا والحرام.

وذكر الخطيب أن الإنسان جسم وروح، جسم حي وروح تتذوق المعاني والجمال والزينة والبهجة، الجمال والزينة تأنس به النفوس وتقر به العيون وتلذ بها الأذواق وقد جعل الله في الجمال والزينة والرضا والسعادة والبهجة، فالجميل هو الذي يفيض حيوية ويتلألأ بهجة حيثما حلّ، ومن مُنح الاستمتاع بالجمال منح السماحة والابتسامة والهدوء والنظام والإبداع والتفكر، حتى قالوا: كلما رزق العبد نبلا ورفعة ازداد جمالا وازداد إحساسه بالجمال وتمتعه بالزينة.

ونوه الخطيب بأن الإسلام لم يخالف الفطرة، بل جاء بها فحبب التجمل والتزين والنظافة والتطهر والتطيب والاغتسال ولبس الجديد والجميل، أمر بالتزين وأخذ الزينة عند الذهاب للصلاة والمسجد فقال الله تعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، يعني: كونوا عند كل صلاة تؤدونها على حالة من الزينة المشروعة من الثياب الساترة للعورات ونظافة وطهارة وأمر بالسواك والتسوك، يقول صلى الله عليه وسلم "لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" ومنع من أكل البصل أو الثوم من اقتراب المسجد يقول "من أكل هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا" حديث صحيح، وأمر جماعة المسجد أن يخرجوا من وجدت منه رائحة الثوم من المسجد.

وأضاف: أمر الإسلام بلبس الجديد والجميل للعيد وأمر بالتجمل والتزين للزوج وللزوجة ومقابلة الضيوف والوفود، عند البيهقي في سننه الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "إني لأحب أن أتزين للمرأة - يعني زوجته - كما أحب أن تتزين لي، لأن الله تعالى يقول "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".

مساحة إعلانية