تقارير وحوارات

1115

بالفيديو والصور .. رحلة "فتح الخير 2" تنطلق من كتارا نحو الهند

وسط أجواء احتفالية مميزة، وحضور جماهيري كبير، شقّت محامل رحلة "فتح الخير 2" طريقها إلى عرض البحر، في بداية رحلتها التراثية التاريخية إلى بنادر خليجية ومنها إلى الهند، في تقليد طالما اعتاد عليه الآباء والأجداد في رحلاتهم التجارية والتي كانت أحد أهم مصادر الرزق، ليسير على نهجهم الأبناء بكل فخر وعرفان.

وحضر الاحتفال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة والدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وسعادة السيد سانجيف أرورا سفير جمهورية الهند لدى الدولة وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.

رعاية سمو الأمير الوالد

وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور خالد السليطي مدير عام مؤسسة الحي الثقافي "كتارا" لبوابة الشرق: بعد أن تكللت الرحلة البحرية التاريخية لمحمل "فتح الخير1" بالنجاح الكبير بفضل الله تعالى، والتي تشرفت برعاية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي منذ عامين في النسخة الثالثة لمهرجان المحامل التقليدية، خططنا لأن نوسع النطاق الجغرافي للرحلة لتصل هذه المرة إلى الهند.

وأضاف السليطي: تأتي الرحلة ضمن إستراتيجية "كتارا" في إحياء تقاليد وتراث الآباء والأجداد والاحتفاء بالموروث البحري الذي يعتز ويفخر به أهل قطر، ونحن ننظر إلى رحلة "فتح الخير 2" بوصفها رحلة تاريخية وفريدة من نوعها.

استعدادات الرحلة

وعن التحضيرات والتجهيزات الخاصة بالرحلة قال السليطي: بدأت المؤسسة في التجهيز والترتيب لهذه الرحلة التراثية الخالدة منذ فترة طويلة، لتحاكي نفس الظروف للرحلات البحرية التي كانت من صميم حياة أجدادنا ومصدر عيشهم في عصر الصيد والغوص على اللؤلؤ، مؤكدًا أن شباب قطر لا تنقصهم الشجاعة لخوض مثل هذه التجربة التي تجسد الصعوبات والتحديات التي كان يتعرض لها أباءنا وأجدادنا، وكيف تغلبوا عليها بكل شجاعة ومهارة واقتدار.

وأشار السليطي إلى أنه من المقرر بعد انطلاق الرحلة عصر اليوم من شاطئ كتارا أن تصل إلى سلطنة عمان ومنها إلى الهند ثم تعود إلى مسقط ثم تصل الدوحة في 17 نوفمبر 2015 تزامنا مع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية لتحاكي بذلك الرحلات التقليدية.\

كما قدم الدكتور السليطي الشكر والتقدير لكل من سفارتي جمهورية الهند وسلطنة عمان لدى الدولة، وإلى شركة قطر لنقل الغاز المحدودة (ناقلات) الراعي الذهبي للرحلة، وتلفزيون قطر الناقل الرسمي للرحلة، ومتاحف قطر ووزارة المواصلات، ووزارة الداخلية وشركة قطر للتأمين وشركة الملاحة والمكتب الهندسي الخاص على ما قدموه من دعم لهذه الرحلة.

ذكرى الآباء والأجداد

وفي تصريح لـ "بوابة الشرق" بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة: "رحلة فتح الخير 2" هي رحلة في ذكرى الآباء والأجداد الذين مثلوا وطنهم خير تمثيل في سنوات المِحن، واليوم قطر ولله الحمد تنعم بالخير والسلام، وهذا رسالة الخير التي يحملها الأبناء اليوم كما فعل السابقون.

وعن أثر الرحلة في نفوس المشاركين، أضاف السادة: لا شك أن الشباب سيتعلمون الكثير في مثل هذه الرحلات، وسيتعرفون عن قرب على طريق معيشة الآباء والأجداد، وسيتعايشون معاً على ظهر وسائل النقل التقليدية وهي المحامل الشراعية، وكل هذا من شأنها أن يثقل خبراتهم ومهاراتهم الحياتية.

العلاقات القطرية الهندية

من جانبه قال سعادة السفير "سانجيف ارورا" سفير جهورية الهند، لـ "بوابة الشرق": نتقدم بالشكر إلى مؤسسة "كتارا" واللجنة المنظمة لهذه الرحلة التاريخية إلى الهند، فهم يعيدون صنع التاريخ، فالعلاقات الهندية القطرية تستقر في عمق التاريخ.

وأضاف سعادة السفير: رحلة هذا العام ستصل إلى الهند للمرة الأولى، وأكثر ما يميزها رعاية سمو الأمير الوالد وهو تشريف كبير، ونحن من جانبنا قدمنا كل التسهيلات المطلوبة للرحلة، ونأمل أن تسهم رحلة "فتح الخير 2" في تنشيط السياحة في كلا البلدين، وأن يعم الخير على الجميع.

شجاعة وإقدام

من جانبه صرح النوخذة حسن بن عيسى الكعبي، قائد محمل فتح الخير لبوابة الشرق وقال: تمّ الاستعداد بشكل تام وكبير لكل ما يمكن أن يجري من أعطال وظروف مناخية، ونحن جميعاً سفراء لدولة قطر وسنبين للعالم عبر هذه الرحلة أخلاق أهل قطر العالية، فنحن نفتخر بآبائنا وأجدادنا الذين واجهوا الكثير من الصعوبات بجلادة و صبر و شجاعة.

وأردف قائلاً: لمست شجاعة وإقدام من الشباب المشاركين في الرحلة فضلاً عن الروح عالية التي تظهر في أقوالهم وأفعالهم، وهو ما يعكس أهمية التكاتف والتعاضد والعمل الجماعي في عرض البحر، حيث لا مكان للأنانية والتقصير في العمل، فالجميع يعمل وفق نظام معين وكل شخص يتكفل بمهام معينة عليه أن يلتزم بتأديتها على أكمل وجه.

خط سير الرحلة

جدير بالذكر ان محمل فتح الخير 2 ينطلق في رحلته التاريخة للهند وعلى متنه 30 بحارا من نوخذه ويزوه، وسيبدأ خط سير الرحلة من شاطئ كتارا ومن ثم يصل إلى ولاية صور في سلطنة عمان في 15 أكتوبر 2015 ، ثم يتجه إلى الهند ليصلها في 25 أكتوبر 2015 ، وبعد ذلك تبدأ رحلة العودة حيث سيصل بإذن الله إلى مسقط في 15 نوفمبر 2015 ، ثم يتجه إلى الدوحة ليصلها بمشيئة الله في 17 نوفمبر 2015 تزامنًا مع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية

وتعد رحلة فتح الخير إلى مومباي ليست جديدة أو غريبة على البحارة القطريين ، بل أنها تعتبر تمثيلاً ومحاكاة حقيقية لما كان يقوم به الآباء والأجداد في فترة الغوص، فبعد إنتهاء موسم الغوص والذي يبدأ في أواسط شهر مايو وينتهي تقريباً في أواسط شهر سبتمبر ، يقوم بعض تجار اللؤلؤ (الطواشون) بأخذ محصولهم من اللؤلؤ إلى الهند (مومباي بالتحديد) للحصول على أسعار أفضل حيث تعتبر مومباي في ذلك الوقت من أهم أسواق اللؤلؤ في المنطقة، ليس الطواشون فقط بل إن بعض التجار يذهب إلى الهند لاستجلاب كثير من المواد الغذائية ومواد البناء وكذلك الأخشاب التي تستخدم في بناء السفن.

وكان "محمل فتح الخير" قد خاض رحلته الأولى في النسخة الثالثة من مهرجان (كتارا) الثالث للمحامل التقليدية، في 22 نوفمبر 2013، برعاية سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي رعى حفل الإطلاق، ومشاركة 44 بحاراً ، حيث طاف المحمل ببنادر خمس دول خليجية هي (الكويت، المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ثمَّ سلطنة عمان، فالإمارات العربية المتحدة)، وعاد إلى شاطئ "كتارا" بدولة قطر في 18 ديسمبر 2013، للمشاركة في المسير الوطني واحتفالات المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" والشعب القطري باليوم الوطني للبلاد.