رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

852

تنطلق من 2023 – 2027..

مصدر في الصحة لـ الشرق: خطة وطنية للحد من أمراض التغذية والسمنة

06 أغسطس 2023 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

علمت «الشرق» من مصدر مطلع، أنَّ وزارة الصحة العامة تعمل على قدم وساق لإطلاق الخطة الوطنية للتغذية والنشاط البدني (2023 – 2027)، والتي تأتي تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 20230، وتحقيقا لأهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة ( 2018 –2022)، واستراتيجية الصحة العامة ( 2017 – 2022 )، واستكمالا لما أحرزته خطة العمل الوطنية للتغذية والنشاط البدني (2017 – 2022)، والتي هدفت إلى تحسين تغذية الأم والطفل والحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير الانتقالية من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني.

هذا وستجمع خطة العمل بين الإجراءات المتعلقة بالتغذية والنشاط البدني انطلاقا من وثائق التوجيه العالمية والإقليمية والوطنية لمعالجة الأمراض المتعلقة بالنظام الغذائي والخمول البدني، كما تهدف إلى تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالتغذية والأمراض غير المعدية في دولة قطر، الأمر الذي ينم عن حجم العبء المزدوج لسوء التغذية في الدولة، وضرورة معالجة المغذيات الدقيقة ووقف زيادة الوزن والسمنة والأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي.

القطاعات ذات العلاقة

وأشار المصدر إلى أنَّ العمل يستند إلى تنسيق السياسات عبر جميع القطاعات، والذي يعد أحد الأهداف الرئيسية لخطة العمل الوطنية للتغذية والنشاط البدني، وضرورة ترسيخ التعاون في وضع الخطة المستقبلية ( 2023 – 2027 ) بهدف الوصول إلى خطة شاملة متعددة القطاعات لتحقيق الغايات العالمية والإقليمية والوطنية للحد من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات المتعلقة بالأمراض المزمنة من خلال التغذية الصحية وزيادة النشاط البدني للمجتمع في دولة قطر، سيما وأنَّ الخطة الوطنية للتغذية والنشاط البدني (2017-2022) نسقت بين عدد من القطاعات بالدولة الزراعة، التجارة والصناعة، البيئة، الاتصالات، التعليم العمل، الرياضة والصحة من أجل تحقيق اتساق السياسات عبر القطاعات.

جهود وزارة الصحة

وتشير المعلومات إلى أنَّ خطة العمل الوطنية للتغذية والنشاط البدني تتماشى مع الأهداف العالمية والإقليمية لتحسين تغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال المحددة من 2014، وكذلك في عدد من الالتزامات والاستراتيجيات التوجيهية التي تم تطويرها على مر السنين في مجالات التغذية المتعددة، وتعتمد خطة العمل الوطنية للتغذية والنشاط البدني على سلسلة من النتائج الواضحة التي توضح كيفية مساهمة الأنشطة الأساسية لوزارة الصحة العامة والشركاء الرئيسيين في الحد من سوء التغذية والأمراض غير المعدية.

الأمراض غير المعدية

وبينت بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية ضُمنت في خطة العمل الوطنية للتغذية والنشاط البدني أنَّ في دولة قطر تشكل الأمراض غير المعدية أكثر بكثير من واحد أو أكثر من هذه الأمراض، إذ تم إجراء مسح منظمة الصحة العالمية التدرجي في عام 2012 في الدولة بقيادة وزارة الصحة العامة وبمشاركة مجموعة من 2496 من السكان القطريين بمعدل استجابة 88 % وأظهرت النتائج أن متوسط مؤشر كتلة الجسم للسكان القطريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 سنة كان 29.2 كيلو جرام، المتوسط للنساء 28.8 كيلو جرام ولدى الرجال 29.5 كيلو جرام وتم تصنيف 70.1 % من السكان الذين خضعوا للمسح على أنهم زائدو وزن مع مؤشر كتلة الجسم يساوي أو يزيد على 25 كيلو جراما وبالتالي أكثر من 70.1 % معرضون بشكل رئيسي لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وداء السكري النوع الثاني، بالإضافة إلى ذلك فإن اتجاه النساء الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة في قطر يتبع نفس الاتجاه في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولابد من الإشارة إلى أنَّ وزارة الصحة العامة وشركاءها بدأت في مايو 2023 تنفيذ المسح الوطني التدرجي 2023 للأمراض المزمنة غير الانتقالية وعوامل الخطر المرتبطة، إذ تم تطوير المسح من قبل منظمة الصحة العالمية ليتم تنفيذه بالتعاون مع جهاز التخطيط والإحصاء ومؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية، مشيرة إلى أن هذا المسح يعد الثاني من نوعه، ليكون بمثابة متابعة للمسح الوطني الذي تم تنفيذه عام 2012، ويهدف هذا المسح إلى توفير قاعدة بيانات عن الأمراض المزمنة غير الانتقالية وعوامل الخطر المرتبطة بها في دولة قطر، مثل تعاطي التبغ (التدخين)، وقلة النشاط البدني، والتغذية غير الصحية، والسمنة المفرطة، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة السكر في الدم، وارتفاع الدهون في الدم، وذلك لوضع خطط عمل في إطار الاستراتيجية الصحية الوطنية للسيطرة على هذه الأمراض وعوامل الخطر المرتبطة بها، وسيشهد هذا المسح زيادة في عدد الزيارات التي ستشمل أكثر من 8500 منزل لمواطنين قطريين ومقيمين وذلك بعد اختيار عينة عشوائية من قوائم الأسر، بناء على التعداد العام للسكان لعام 2020، والمشاركون في المسح من الفئة العمرية (15 إلى 69) عاما، وسيتم اختيارهم عشوائيا من الأسر المشاركة في المسح.

مخاوف من الوزن الزائد

كما تناقش خطة العمل الوطنية للتغذية والنشاط البدني المخاوف المتعلقة بزيادة الوزن والسمنة لدى طلبة المدارس، سيما وأنَّ مراجع النمو الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في قطر واستندت إليها وزارة الصحة العامة إلى أنَّ أعلى معدل انتشار للسمنة والبدانة بين الذكور القطريين بلغ نسبة 47.3 % يليه الإناث القطريات بنسبة 44 %، ثم الذكور غير القطريين 43.5 %، والإناث غير القطريات 38.3 %، وبالنسبة للمرحلة العمرية فقد أشارت النتائج إلى أن نسبة انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الطلاب كانت عالية عند الطلاب من الفئات العمرية، التي تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، وكانت النتائج تشير إلى أن شريحة كبيرة من طلاب المدارس يعانون مشاكل سوء التغذية كزيادة الوزن والسمنة، حيث بلغت نسبة الطلاب الذين يعانون من انتشار السمنة وزيادة الوزن 43 % من إجمالي عدد الطلاب، وكانت نسبة السمنة 21.5%، ونسبة زيادة الوزن 21.2%، وبلغت نسبة انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الطلبة 44.8 % بين الذكور و40.4 % بين الإناث، ونسبة 45.6% بالنسبة للطلبة القطريين و40.9 % للطلبة غير القطريين.

وركزت خطة العمل لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2017-2022 على تحقيق عدة أهداف، من بينها تحسين تغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال من خلال تحقيق خفض بنسبة 50 % في فقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب، زيادة معدل الرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى إلى ما لا يقل عن 50 %، الحد من الوفيات المبكرة من الأمراض غير المعدية من خلال اتباع أنظمة غذائية صحية وممارسة النشاط البدني من خلال انخفاض نسبي بنسبة 15 % في معدل انتشار نقص النشاط البدني، وانخفاض نسبي بنسبة 30% في متوسط تناول السكر والملح، وقف ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكر والسمنة.

ومن المتوقع لخطة العمل الوطنية الخاصة بالتغذية والنشاط البدني الجارية استكمال ما قد بدأته الخطة 2017-2022، والوقوف على أبرز النتائج لتحقيق نتائج بمعدلات أعلى مثل تنظيم التسويق إذ يتضح ان قيود التسويق والإعلان والرعاية عبر جميع المنصات الإعلامية لجميع الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، السياسات المالية تدعو إلى الإلغاء التدريجي لأي دعم تقدمه الحكومات الوطنية لبعض المواد الغذائية كالسكر والدهون والمشروبات المحلاة، الدعوة إلى الحد من الترويج للأطعمة غير الصحية، العمل على المواصفات الغذائية الممولة من القطاع العام للأغذية في المؤسسات العامة وتحسين المشتريات العامة، وإعادة صياغة تدريجية للمشروبات الغنية بالسكر لخفض مدخول السكر وإعادة صياغة تدريجية للأطعمة الغنية بالدهون أو السكر أو الملح، على وسائل الإعلام القيام بحملات إعلامية لزيادة القبول السياسي لهذه المبادرات الموصى بها، وضع بطاقات تعريفية وإدخال معايير جديدة لملصقات التغذية من مخططات ملونة وبطاقات على القوائم، العمل على تطوير مناهج السياسات المتعلقة بالتجارة لخلق بيئة غذائية أقل سمنة.

مساحة إعلانية