محليات

1251

مؤسسة قطر تغير حياة طالبة كمبودية

الطالبة الكمبودية: الحياة الجامعية أغلى هدية تلقيتها في حياتي

أحدثت الدراسة في مؤسسة قطر تغييراً جذرياً في حياة الطالبة كامرة تشوهرن، وهي تسعى لتوظيف ما تعلمته في إلهام الآخرين من سكان قريتها وجعلهم يقفون على الفرص الممكنة التي يتيحها التعليم.

لم يخطر على بال والدي كامرة تشوهرن، اللذين كانا يعيشان في قرية نائية بإحدى مقاطعات مملكة كمبوديا ويقضيان يومهما في أعمال زراعية بسيطة، أن ابنتهما لديها رغبة في الالتحاق بجامعة لتكمل تعليمها.

ففي هذه البيئة القروية، يسود الاعتقاد بأن الدراسة الجامعية تعد "ترفاً" غير متاح لغالبية الشباب، لاعتبارات أهمها ضيق ذات اليد وغياب الاهتمام الأسري بموضوع التعليم، علاوة على بعد المسافة بين قريتهم وعاصمة البلاد (بنوم بنيه)، حيث تتمركز معظم الجامعات.

قالت كامرة، وهي الآن طالبة وعمرها 21 عاماً "ما أزال أتذكر والدتي وهي تلح علي منذ سن الرابعة عشرة لكي أعمل في أحد المصانع المتاخمة لقريتي، أملا في أن أتحول إلى "فرد منتج" يعين الأسرة ويساعدها على الخروج من دائرة شظف العيش الذي كان يقض مضجعنا في تلك السنوات".

وأشارت إلى أنه على غرار أسرتها، كان العديد من سكان قريتها يعتقدون أن الحصول على عمل- ولو في سن متقدمة - يبقى السبيل الأنجح للارتقاء بالوضع الاجتماعي وتأسيس أسرة عن طريق الزواج، وكانت ترفض هذا الطرح الذي حرم العديد من أطفال كمبوديا من حقهم في التعليم.

وكانت كامرة تتمسك بكل إصرار برغبتها في خوض تجربتها الجامعية مهما علا بها سقف التحديات أو ارتفع صوت والدتها الرافض لمثل هذه "المغامرة التعليمية". وبالفعل تمكنت، وهي في ربيعها الـ 17 من الحصول على منحة دراسية حكومية غادرت على إثرها كنف أسرتها لتلتحق بجامعة كمبوديا.

غير أن الدراسة في عاصمة كمبوديا، بنوم بنيه، انطوت على تحديات وصعوبات إن على المستوى الشخصي أو الماضي. فهناك كان عليها أن تعتمد على نفسها لإيجاد موارد تيسر لها سبل التنقل والمسكن والمأكل، الأمر الذي اضطرها للعمل ساعات معينة في مكتبة، وإعطاء دروس للدعم في اللغة الإنجليزية، مع الحرص على التفوق في دراستها لتظل مستحقة للمنحة الجامعية.

وقد وجدت نفسها اليوم طالبة متخصصة في السياسة الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.

لحظة فارقة

وحصلت على منحة دراسية جامعية أتاحتها لها مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، وهي مؤسسة مقرها قطر وتعنى بتوفير التعليم للأطفال المتأثرين بالأزمات عبر القارة الآسيوية، وقد مكنتها المنحة الدراسية من متابعة الدراسة في برنامج الجسر الأكاديمي، التابع للتعليم ما قبل الجامعي لمؤسسة قطر، وهو ما صقل مهاراتها ومعارفها وجعل الطريق أمامها سالكا لمتابعة دراستها في جامعة جورجتاون.

وأشارت كامرة إلى أن "اللحظة الفارقة في حياتي الجامعية تمثلت في زيارة وفد عن مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا "روتا" في إطار مشروع بناء المؤسسة لمدرسة في إحدى مقاطعات المملكة، علاوة على مشاركتي في برنامج للمتطوعين ببلادي كانت تشرف عليه "روتا".

تحقيق الحلم

قالت كامرة: إن التعليم التأسيسي الذي يبنى على تقوية معارف ومهارات كل طالب، فقد تلقيته في برنامج الجسر الأكاديمي غيّر بالفعل حياتي، لقد كان بحق جسرا نحو تحقيقي حلمي، إذ ساعدني كثيرا في الرقي بمستواي التحصيلي ومهاراتي اللغوية والحاسوبية.

وقالت: "إن المنظومة الأكاديمية برمتها، من مناهج وأنشطة موازية، كانت بالنسبة لي عوالم جديدة لم أختبرها من قبل. في الوقت نفسه، أحببت خوض هذا التحدي التعليمي شغفا بالحياة الجامعية، التي أعتبرها أغلى هدية تلقيتها على الإطلاق في حياتي".

وأشارت إلى أنها تعلمت الكثير على مدى السنوات الثلاث الأخيرة التي قضتها في قطر، وأصبحت شخصا مختلفا تماما عما كنت عليه وأنا طالبة في الفصل الدراسي الأول في برنامج الجسر الأكاديمي".

وهي اليوم تتابع فصلا درسيا في الحرم الرئيسي لجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، وبعد الانتهاء من دراستها، تعتزم الإسهام في سد الفجوة الآخذة في التوسع والتي تحرم العديد من سكان قريتها من الفرص التعليمية المتاحة على أكثر من مستوى.

اقرأ أيضاً

المنتخب السعودي يتوّج بلقب كأس الخليج العربي تحت 23 عاماً 2025 في الدوحة

الدوحة تستضيف منتدى الأمن العالمي 2026 في أبريل المقبل

وزارة الصحة تنظم الملتقى الإقليمي لتنمية القدرات في الرعاية المتكاملة لكبار القدر

أخبار ذات صلة

قطر تشارك في الاجتماع الـ 73 للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني

وزير العدل يجتمع مع نظيريه الإيراني والروماني و المستشارة الخاصة لمكافحة الفساد بهولندا