رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3725

محمد المحمود: تأخر الشفاء اختبار للإيمان ورفع للدرجات

07 يناير 2022 , 10:37م
alsharq
فضيلة الشيخ محمد المحمود
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن المؤمن عليه أن يتيقن أن الشافي هو الله تبارك وتعالى، وأن يعلم العبد أن تأخر الشفاء أو تأخر رفع البلاء هو لحكمة يعلمها ربنا تبارك وتعالى، ليبتلي عباده، ليرفع درجات المؤمنين، ليختبر إيمانهم، ليسمع دعاءهم ولجوءهم إليه، ليرى حالهم وهم يفتقرون إليه بالدعاء والابتهال.

وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن المؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، يعلم أنما أصابه من هم أو غم أو مرض أو ابتلاء ما هو إلا رفعة للدرجات من الله، خير يسوقه الله عز وجل إليك ليرفع من درجته وليطهره من ذنوبه، جاء في صحيح الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله تبارك وتعالى عنه بها"، ما من هم يصيبك إلا كفر الله به تبارك وتعالى من ذنوبك، إلا رفع الله تبارك وتعالى به من درجاتك ومكانتك عنده، فإن أقرب العباد إلى الله تبارك وتعالى أكثرهم بلوى، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" ومن ذلك ما ينتشر بعض الأحيان والأوقات والأزمان من أمراض وأوبئة يبتلى بها الناس للتعامل معها في دين الله تبارك وتعالى.

وبين الشيخ المحمود أن هناك أصولا وقواعد ينبغي ألا تغيب عن ذهن العبد المؤمن في تعامله مع هذه الأمور:

الأمر الأول: أن يعلم أن هذا الذي نزل بالناس من مرض أو غلاء أو وباء أو حروب أو غيرها من الأمور، ومن ذلك هذه الأمراض التي تنتشر، الذي ينبغي أولا على العبد المؤمن أن يعلم علما يقينيا أن الشافي هو الله تبارك وتعالى، الشافي هو الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام "وإذا مرضت فهو يشفين"، لا شافي إلا الله عز وجل، والأمراض وغيرها ما هي إلا جند من جند الله عز وجل، إذا أراد الله لها أن تفعل بالعباد ما تفعل أذن لها، وإذا أراد أن يرفعها رفعها، وما ذلك إلا لحكمة يعلمها عز وجل.

الموت بالوباء شهادة

وأضاف أن المؤمن يتيقن أولا أن الشافي هو الله تبارك وتعالى، وهذه الأمور ما هي إلا ابتلاء من رب العزة يبتلي بها عباده ليرفع من شاء منهم، فإن من يتوفى بسبب هذه الأمور هو شهيد عند الله، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه عدد الشهداء ومن الشهداء المبطون أي الذي أصيب بمرض في باطنه يأتي يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى وهو في عداد الشهداء.

تحقيق العبودية تقرب من الخالق

الأمر الآخر: أن يعلم العبد أن تأخر الشفاء أو تأخر رفع البلاء هو لحكمة يعلمها ربنا تبارك وتعالى، ليبتلي عباده ليرفع درجات المؤمنين ليختبر إيمانهم ليسمع دعاءهم ولجوءهم إليه ليرى حالهم وهم يفتقرون إليه بالدعاء والابتهال، فإن الله يحب أن يرى من عبده وهو يتذلل بين يديه، فإن كمال العبودية لله هي أن تخر بين يديه ساجدا تتذلل تذلل الفقير المحتاج، وكلما أكثرت من تذللك وافتقارك بين يدي الله كان ذلك أحب إلى الله عز وجل، وأرفع لدرجتك بين يديه لهذا قال أهل العلم إن أكمل صفة وصف بها النبي عليه الصلاة والسلام وهو من هو في النسب الشريف والمكانة العظيمة لما وصفه الله تبارك وتعالى بوصف العبودية فقال: "سبحان الذي أسرى بعبده"، فوصف النبي بأنه عبد وهو كمال الرتبة عند الله كلما حققت العبودية في قلبك وحققت العبودية في حياتك بين يدي الله، كلما كنت أحب إلى الله، إن الله يحب من عبده أن يلح بين يديه بالدعاء.

مساحة إعلانية