رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3267

إحباط محاولة إسرائيل للتغلغل في قارة أفريقيا

07 فبراير 2022 , 12:56ص
alsharq
رئيس الوزراء الفلسطيني يخاطب القادة الافارقة - الاناضول
هاجر العرفاوي

بينما تسعى اسرائيل الى اقامة علاقات مع دول القارة الافريقية وتعزيز أنشطتها هناك، وتوسيع مكاسبها الأمنية والاقتصادية والسياسية عبر عضوية الاتحاد الأفريقي، علق الاتحاد بالإجماع قرارا بمنحها صفة مراقب، بعد موافقة موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي على القرار، في خطوة احادية الجانب، اثارت معارضة واسعة من قبل الدول الاعضاء للاتحاد. وتصر اسرائيل على منحها عضوية في الاتحاد بصفة مراقب، رغم رفض مطالبها المتكررة منذ عام 2013.

وخلال جلسات اليوم الختامي لأعمال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الـ35 المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ألغت القمة الافريقية قرارا لمفوض الاتحاد موسى فكي، بمنح صفة مراقب لإسرائيل داخل في الهيئة المكونة من 55 عضوا ومقرها أديس أبابا. وأعلنت القمة تشكيل لجنة لبحث الأمر، حيث تم تنصيب لجنة تضم 7 رؤساء دول هي الجزائر، السنغال، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية، جنوب إفريقيا، رواندا ونيجيريا، ستعمل على تقديم توصيات لقمة الاتحاد الإفريقي المقبلة بشأن القضية.

واثار قرار منح إسرائيل صفة مراقب، في وقت سابق، جدلا كبيرا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التي انطلقت اعمالها السبت، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، إن صفة المراقب "مكافأة لا تستحقها إسرائيل، وتشجعها على الاستمرار في انتهاكاتها وخرقها المواثيق والاتفاقات الدولية".

وبحث اشتية مع مسؤولين أفارقة على هامش اعمال القمة، انتهاكات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي أشارت إليها مؤخرا عدة منظمات دولية في تقاريرها، وخلصت بأن إسرائيل قد ارتكبت الجرم الدولي المتمثل في الفصل العنصري، باعتباره انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. كما بحث في اجتماعات منفصلة مع المسؤولين الأفارقة، آخر تطورات القضية الفلسطينية وسبل إحياء العملية السياسية من أجل إنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

فلسطين ترحب برفض الاتحاد الإفريقي منح إسرائيل صفة "مراقب"

ورحبت الخارجية الفلسطينية، بقرار الاتحاد الإفريقي رفض منح صفة مراقب لإسرائيل داخل المنظمة القارية. ووصفت الوزارة في بيان، القرار المتخذ في القمة الإفريقية بـ"الانتصار للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة، وإرادة الشعوب الإفريقية الحرة". وأضافت أن "القرار يعتبر خطوة أخرى على طريق الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها ووقف انتهاكاتها، ودعوة صريحة لها للامتثال للشرعية الدولية وقراراتها". وتقدمت بجزيل شكرها وامتنانها الكبيرين "للدول الإفريقية وقادتها والاتحاد الإفريقي عامة، والدول التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني".

وأعربت عن فخرها واعتزازها "بالعلاقات التاريخية الصادقة بين الشعب الفلسطيني وشعوب القارة الإفريقية، التي طالما وقفت إلى جانب قضايا وحقوق شعبنا". وأردفت: "وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والتحرر من الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي".

بدورها، رحبت حركة "فتح" الفلسطينية، في بيان، برفض منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة القارية، واعتبرت الحركة أن القرار "يأتي اتساقا مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي، الداعمة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري".

من جانبه، رحب أمين عام "حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية"، مصطفى البرغوثي، في بيان، بقرار القمة الإفريقية. وأعرب البرغوثي عن "الشكر والتقدير لدولتي الجزائر وجنوب إفريقيا اللتين قادتا التصدي لمحاولات تكريس عضوية إسرائيل كمراقب، وللدول الإفريقية كافة التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وضد منح العضوية لمنظومة (الأبرتهايد) والتمييز العنصري الإسرائيلي".

ومن جهتها، رحبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بتعليق القمة الافريقية قرار منح اسرائيل صفة المراقب لدى الاتحاد. وأوضحت الجامعة، في بيان أمس أن "قرار تجميد عضوية الكيان الإسرائيلي لدى الاتحاد الإفريقي يعد بمثابة خطوة تصحيحية واتساقا مع المواقف التاريخية للاتحاد الداعمة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري"، معتبرة أنه "كان لزاما أن يتم اتخاذ هذا القرار الحكيم انطلاقا من عدم مكافأة الكيان الإسرائيلي على ممارساته غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني". وفي سبتمبر الماضي، أدان مجلس جامعة الدول العربية بالإجماع، قرار رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي باستلام أوراق اعتماد سفير اسرائيل لدى إثيوبيا كمراقب لدى الاتحاد.

*مطالب عديدة

وفي خطوة احادية الجانب، وافق موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، في يونيو الماضي، على منح إسرائيل صفة مراقب، لكن العديد من الدول الأعضاء اعربت عن رفضها لقرار فكي الذي لم يتشاور معها بشكل صحيح، وإن هذه الخطوة تتعارض مع العديد من بيانات الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك تصريحات فكي نفسه الداعمة لدولة فلسطين. وأرجأ المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى، خلال اجتماع لوزراء الخارجية الافارقة في أكتوبر الماضي، اتخاذ قرار بشأن قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى بمنح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد الإفريقى إلى اعمال القمة الإفريقية الـ35. وقال رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري، في تصريحات صحفية آنذاك، "النقاش الذي دام ساعات بين وزراء الخارجية الأفارقة بشأن القضية المثيرة للجدل حول منح صفة المراقب لإسرائيل من قِبَل موسى فقى، سلط الضوء على الانقسام العميق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقى».

ومنحت إسرائيل سابقا صفة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية، غير انها فقدت تلك الصفة بحل الهيئة واستبدالها بالاتحاد الإفريقي عام 2002.

 وقدمت مطالب عديدة لمنحها عضوية في الاتحاد بصفة مراقب في أعوام 2013 و2015 و2016، لكنها قوبلت كلها بالرفض. وفي يونيو الماضي، قدم السفير الإسرائيلي لدى أثيوبيا أليلي أدماسو، أوراق اعتماده كمراقب في الاتحاد الأفريقي إلى رئيس مفوضية الاتحاد في مقر المنظمة بأديس أبابا، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، انذاك، "إنه يوم للاحتفال بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية"، لافتا إلى أن إسرائيل تقيم حاليا علاقات مع 46 دولة أفريقية. واعتبر لابيد أن ذلك سيساعد اسرائيل على تعزيز أنشطتها في القارة الأفريقية ومع الدول الأعضاء في المنظمة، واشار إلى أن تلك العضوية ستمكن الطرف الإسرائيلي والأفريقي من مكافحة كورونا ومنع انتشار الإرهاب والتطرف في القارة. وتضع إسرائيل القارة افريقية هدفا إستراتيجيا لما تمثله من ثقل سياسي وموارد اقتصادية، وسوق مفتوحة لمختلف منتجاتها المدنية والعسكرية.

ورغم ان القمة الافريقية قد طرح قائمة طويلة من القضايا الملحة والتحديات المتصاعدة التي تواجهها القارة، الا ان قرار منح اسرائيل صفة مراقب حظي باهتمام كبير من قبل الزعماء الافارقة المعارضين له. وبحثت القمة خلال يومين الماضيين، ملفات الإصلاح المؤسسي للمنظمة، وتقييم مسار تقدم مشاريع "أجندة أفريقيا 2063″، والهجرة غير النظامية، بالاضافة الى مجموعة من التحديات المتصاعدة التي تواجهها القارة، والمتعلقة أساسا بسلسلة الانقلابات العسكرية التي تشهدها دول غرب إفريقيا والتنمية الزراعية والتغذية، وجهود مكافحة وباء كورونا. وسلط الزعماء الافارقة الضوء على أمن القارة واستقرارها، في ظل تزايد محاولات استيلاء على السلطة والانقلابات في العامين الماضيين، بالاضافة الى التغيرات الدستورية، وارتفاع معدلات الإرهاب. ودعا المشاركون في القمة إلى أن يكون للاتحاد الافريقي، دور أكبر على الساحة الدولية، اذ تسعى القمة المنعقدة في أديس أبابا، الى حشد التأييد لدفع إفريقيا نحو التمثيل الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وشهدت دول غرب إفريقيا موجة من الانقلابات، وكان اخرها ببوركينا فاسو مطلع العام الجاري، وانقلابا في غينيا عام 2021، وآخر في مالي في 2020، ومنذ حوالي اسبوع أعلن عمر سيسكو إمبالو رئيس غينيا بيساو، عن محاولة انقلاب في بلاده من قبل مسلحين لكنها باءت بالفشل.

مساحة إعلانية