رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1275

عبدالله النعمة في جامع الشيوخ: المسلم مسؤول عن وقته ومطالب بالمحافظة عليه

07 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
الشيخ عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن كل يوم يعيشه المسلم في هذه الحياة غنيمة يجب ألا تضيع منه، وأن المسلم مسؤول عن وقته وعمره، ومطالب بالمحافظة عليه، وفي توديع عام واستقبال آخر تعظم مسؤولية المسلم في محاسبة نفسه، ولذا فحاسب نفسك قبل أن تحاسب وزن أعمالك قبل أن توزن عليك، قف مع نفسك بصدق وسلها عن حقوق الله عز وجل وعن حقوق العباد عليك، هل وفّيتها؟.

وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الشيوخ إن أعظم موعظة وأبلغ عبرة يستفيدها المسلم من المحاسبة عند انقضاء العام أن يدرك أن هذه الدنيا ليست بدار قرار، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها الزوال، فكم من عامر عما قريب يخرب، وكم من مقيم بها عما قليل يرحل، هي دار ما لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا علم له، "يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار"، قال موسى عليه السلام يوصي أصحابه: "الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، ولا تنازعوا أهل الدنيا في دنياهم فينازعوكم في دينكم، فلا دنياهم أصبتم ولا دينكم أبقيتم".

وأضاف "تلكم هي حقيقة الدنيا التي شُغل بها كثير من الناس وفُتنوا بها، وتقاطعوا من أجلها وتخاصموا في حطامها الفاني وغرهم سرابها وبريقها فراحوا يتهافتون على جمعها ويتنافسون في اكتنازها ونسوا أن الدنيا في حقيقتها ما هي إلا معبرة إلى الدار الآخرة، وميدان يتنافس فيه المتنافسون ويتسابق فيه المتسابقون للفوز بالدار الآخرة، ولقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يتخوف الدنيا على أصحابه وأتباعه أن تبسط عليهم كما بسطت على من كان قبلهم فيتنافسوها كما تنافسها القوم، فتهلكهم كما أهلكت من كان قبلهم.

مطلوب العبرة في الحياة

وحث الشيخ عبدالله النعمة كل مسلم بقوله على الأعمال الصالحة وقال: ولا تغتروا بهذه الدنيا الفانية واعلموا أنكم راحلون عما قريب ومفارقون لهذه الدنيا، فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، وطوبى لمسلم اعتبر في هذه الحياة ولم ينخدع بها، فاغتنم أيامها ولياليها فيما يقربه إلى الله تعالى وشغلها بالطاعات، قال الحسن البصري: "إن من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه، خذلانا من الله عز وجل، ولقد أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه".

وأضاف: فالخير يتجدد مع الإنسان في جميع أوقاته وأيامه، قال بعض السلف: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة".

وأردف الخطيب: إن كل يوم يعيشه المسلم في هذه الحياة غنيمة يجب ألا تضيع منه، كما قال قتادة رحمه الله: "المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث: مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة من أمر دنياه لا بأس بها"، فالمسلم مسؤول عن وقته وعمره، ومطالب بالمحافظة عليه، ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

مساحة إعلانية