رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

268

منتدى الدوحة يعقد جلسة حول كيفية مواجهة استراتيجية منسقة للدبلوماسية الإنسانية للتحديات والأزمات في العالم

07 ديسمبر 2024 , 07:30م
alsharq
منتدى الدوحة يعقد جلسة حول كيفية مواجهة استراتيجية منسقة للدبلوماسية الإنسانية للتحديات والأزمات في العالم
الدوحة - قنا

عقد منتدى الدوحة 2024 جلسة مساء اليوم في إطار جدول أعماله بعنوان "هل يمكن لاستراتيجية منسقة للدبلوماسية الإنسانية أن تحول الاستجابة للأزمات في جميع انحاء العالم"، تحدث فيها عدد من المعنيين بالعمل الإنساني عن أهدافه ومعوقاته وأكدوا ضرورة احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والحد من النزاعات، وإيصال المساعدات لمحتاجيها من ضحايا هذه الأزمات دون قيود وعراقيل.

وفي هذا الصدد أكد سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، أهمية موضوع الجلسة للمجتمع الإنساني العالمي، ونوه إلى أن الهلال الأحمر، يؤمن بأن مواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة اليوم، بدءا من النزاعات المسلحة والنزوح القسري وصولا إلى الكوارث، تتطلب أكثر من مجرد تقديم المساعدات الفورية ، وقال إنها تتطلب دبلوماسية إنسانية استراتيجية، موحدة، وفعالة، تسهم في سد الفجوات، وتعزز التعاون، وتبرز أصوات الفئات الأكثر ضعفا.

واستعرض السيد الخاطر نماذج لتقارير ومشاهدات لاستهداف العاملين في مجال العمل الإنساني ما يحد من قدرتهم على أداء مهمتهم في إغاثة الفئات الضعيفة أو تقديم الدعم لها بأمان، ومنع المساعدات، مبينا أن هذه أدنى معايير القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف "ما دفعنا في الهلال الأحمر القطري لإطلاق مبادرتنا لتطوير" الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية"، الذي يمثل إطارا عمليا شاملا لمعالجة التحديات والفرص التي تواجه الدبلوماسية الإنسانية".

وأكد سعادة رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري أن دولة قطر استطاعت أن تلعب دورا محوريا في جهودها لدعم الوساطات والمفاوضات الإنسانية بين الأطراف المتنازعة، ودعم وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث والحروب، والتأكيد على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني، "ما سمح لنا لعب دور رائد في دعم جهود الدبلوماسية الإنسانية على المستوى العالمي، وخاصة في أفغانستان، وأوكرانيا، والسودان، وفلسطين، ونسعى لاستدامة هذا الدور بتطوير الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية".

وحول مدى الحاجة إلى الميثاق المذكور، أشار سعادته الى أن البيئة الحالية للدبلوماسية الإنسانية تتسم بالتجزئة، وضعف التنسيق، وغياب الأدوات الموحدة، ورأى هذا التشتت يؤثر سلبا على قدرة المجتمع الدولي على احترام القانون الدولي الإنساني، والوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا والدفاع عن حقوقها في الكرامة والحماية أثناء النزاعات، والتفاوض بشكل فعال لضمان الوصول الإنساني، وإيصال المساعدات للمحتاجين، وحماية العاملين في المجال الإنساني.

وأوضح أن الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية يهدف إلى معالجة هذه التحديات من خلال تعزيز الفهم المشترك حول الدبلوماسية الإنسانية وأهميتها من خلال وضع إرشادات واضحة حول أساليبها، ومبادئها، وأهدافها، وأسسها الأخلاقية والقانونية للحد من الغموض وتعزيز الفهم المشترك، وتعزيز التعاون.

وأكد ضرورة إنشاء آليات للشراكات الفعالة بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدولية، وأصحاب المصلحة الآخرين لتقوية العمل الجماعي، وبناء القدرات وتشجيع التدريب، والبحث، وتوثيق أفضل الممارسات لتزويد الفاعلين الإنسانيين بالمهارات والمعرفة اللازمة لدبلوماسية فعالة.

وأشار سعادته إلى أن الميثاق يمكن ان يعيد تشكيل ممارسات الدبلوماسية الإنسانية بشكل جوهري من خلال حشد الدعم العالمي للعمل الإنساني عبر مناصرة واضحة ومتسقة، تجذب الانتباه العالمي إلى الأزمات الإنسانية والتحديات التي تواجه السكان المتضررين، وتسلط الضوء على القضايا الإنسانية، وتضعها على أولويات أجندات أصحاب القرار ، ما يساهم في تخفيف المعاناة، ودعم الجهود لإصدار تشريعات، وقرارات دولية تساهم في تطبيق دبلوماسية إنسانية فعالة، وتعزيز الحوار، والتعاون، والتضامن بين مختلف الجهات الفاعلة، بهدف حشد الدعم والتأييد للقضايا الإنسانية الملحة، وزيادة الوعي العالمي بأهمية الدبلوماسية الإنسانية.

وبين ان من شأن كل ذلك المساهمة في بناء تحالفات استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، وتطوير حلول مشتركة للتحديات الإنسانية العالمية، وتعزيز الثقة والتعاون بين الفاعلين الإنسانيين، وتقليل سوء الفهم وتنسيق الجهود وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتشجيع الابتكار في مواجهة التحديات الإنسانية الناشئة وتطوير مبادرات نوعية، ما يعزز من تأثيره الدبلوماسية الإنسانية وفعاليتها.

وأكد سعادة السيد الخاطر أن الهلال الأحمر القطري يلتزم بدعم الجهود الرامية إلى تبني الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية، ورأى أن هذه المبادرة ليست مجرد خطوة إجرائية، بل هي تحرك تحويلي نحو تحقيق تنسيق أكبر، وفعالية أعمق في الدبلوماسية الإنسانية، وقال إنه لتحقيق ذلك يمكن أن يساهم الميثاق في تخصيص يوم عالمي للدبلوماسية الإنسانية للترويج الفعال لأهميتها ودورها، ومؤتمر دولي متخصص لتطوير مبادرات فاعلة، بالإضافة إلى تأسيس مركز عالمي متخصص في الدبلوماسية الإنسانية.

وقال إنه لتحقيق هذه الرؤية، فإن الهلال الأحمر القطري يدعو إلى بناء توافق دولي واسع النطاق من حيث إشراك الحكومات، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المدني في حوار لبناء دعم واسع للميثاق، والاستفادة من الأدوات الدبلوماسية المناصرة لإدراج الميثاق ضمن الأولويات العالمية على الأجندة الإنسانية، وبناء القدرات لدعم برامج التدريب ومنصات تبادل المعرفة لتمكين العاملين الإنسانيين والدبلوماسيين من تنفيذ الميثاق بشكل فعال، وإجراء البحوث والدراسات في مجال الدبلوماسية الإنسانية، بالإضافة إلى توثيق ونشر أفضل الممارسات وتحفيز الابتكار.

وأكد أن الوقت قد حان لاتخاذ نهج جريء وموحد في الدبلوماسية الإنسانية، وقال إن الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية، يمثل فرصة لرفع مستوى استجابتنا الجماعية للأزمات، بما يضمن خدمة المحتاجين بكفاءة أكبر، وتضامن أعمق، وأثر أقوى.

من ناحيته أشار سعادة السيد جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر خلال حديثه في الجلسة، إلى ما يعانيه المتطوعون ومقدمو الخدمة الإنسانية، الذين يفقدون أرواحهم وهم يحاولون إنقاذ حياة غيرهم، ما يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

ودعا إلى احترام المعايير التي تحكم وتنظم العمل الإنساني على مستوى العالم وضرورة الالتزام بها ومساءلة من ينتهكونها من الأصدقاء والخصوم، ونوه إلى أن الدبلوماسية الإنسانية بمثابة صوت للضمير المؤثر على السياسيين، ليتخذوا ما يلزم نحو حل الأزمات والصراعات.

أما سعادة السيد بيير كراهنبول، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، فدعا إلى العمل في المجال الإنساني دون تحيز، وإلى ضرورة فهم مبادىء وقواعد القانون الدولي الإنساني التي تم وضعها بعد الحرب العالمية الثانية المدمرة عام 1949 .

واستعرض العقبات والقيود المفروضة على العمل الإنساني في بعض الدول ما يحول دون مساعدة الضعفاء والضحايا، مبينا أن الاستجابة للتغلب على هذه المشاكل تبدو غير فعالة.

من ناحيتها تحدثت سعادة السيدة فيراي أوزفيشي أوغلو، الرئيس التنفيذي للمنتدى الإنساني العالمي، عن أهمية الدمج بين السياسات والدبلوماسية الإنسانية والحوار والإرادة والمساءلة، في عالم يشهد وبشكل متزايد المزيد من النزاعات.

وأكدت في هذا السياق ضرورة التعرف على المشكلة وآلية حلها بشكل صحيح، مبينة أن الوقت قد حان لمعالجة التحديات ذات الصلة، ورأت أن الحصول على مخرجات فعالة من أي ميثاق للدبلوماسية الإنسانية يحتاج إلى عمل متعدد الأطراف.

وقد نوه المتحدثون من خلال كلماتهم وردودهم على المداخلات واستفسارات وأسئلة الحضور، في الجلسة، بأهمية أن تكون الدبلوماسية الإنسانية مثالا يحتذى به، وألا تنحاز لأحد الأطراف في مناطق النزاعات، ولفتوا إلى الانتهاك الممنهج للقانون الدولي والإنساني والتأثيرات السالبة لذلك على حياة الضحايا والمدنيين والمنشآت والمرافق التعليمية والصحية.

وشددوا على ضرورة عدم التسامح تجاه ما يحدث من انتهاكات في العالم وبخاصة في مناطق النزاعات والصراعات مع توفر القيادة السياسية التي تساعد في ذلك، وأن تتسم الدبلوماسية الإنسانية بالمصداقية، ويتم تطبيق القوانين ذات الصلة على الأرض لإنقاذ الأرواح.

وثمنوا في سياق ذي صلة دور دولة قطر الحيوي في الوساطة وإحلال السلام، وفي ما تم التوصل إليه من هدن في قطاع غزة، ما ينعكس في مجمله أمنا واستقرارا على الدول والشعوب، فضلا عن كون ذلك من العوامل المساعدة في إنجاح الدبلوماسية الإنسانية والوفاء بغاياتها.

 

مساحة إعلانية