رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4803

البيطار: لا أخشى المرض وإصابتي بالسرطان كانت اختبارا للوازع الديني

08 مارس 2016 , 08:29م
alsharq
الدوحة - الشرق

نادين البيطار، ذلك الصوت الرخيم والأداء المتميز للنشرة الإخبارية لتلفزيون قطر، اعتاد المشاهدون على رؤيتها كوجه إعلامي بشوش بعيداً عن الوجه الآخر من حياتها الذي نعرضه من خلال هذا الحوار ويكشف لنا تفاصيل إصابتها بمرض السرطان وكيف استطاعت تخطي هذه المرحلة العصيبة من حياتها واستكمال رحلتها العلاجية ومسيرتها الحياتية.

قالت نادين وهي إحدى السفيرات الفخريات للجمعية القطرية للسرطان إن إصابتها بالمرض كانت اختبارا من الله عز وجل اجتازته بصبر وإيمان وعزيمة قوية لاسيما وأنه تزامن مع اعتناقها الإسلام فوجدت الوازع الديني ملاذا لها للخروج من هذه المحنة، مشيرة إلى أنه بالرغم من الذكريات الأليمة التي تحملها هذه التجربة إلا أنها لا تخشى تذكرها بل إنها تحرص على عرض هذه التجربة لتكون دافعاً لأشخاص آخرين لحب الحياة.

التقينا نادين لتروي لنا تفاصيل قصتها مع المرض، ورحلتها العلاجية، وأبرز التحديات التي واجهتها، والعقبات التي تواجه مريض السرطان بشكل عام، ودور الإعلام في تصحيح المفاهيم الخاطئة.. فكانت السطور التالية:

• بداية، هل لك أن تحديثنا عن اكتشافك الإصابة بالسرطان؟

اكتشفت إصابتي بالسرطان عن طريق الصدفة حينما كنت أقوم بعمل فحوصات على الكلى والتي أظهرت وجود ورم في اليمنى منها، ثم طلب مني الطبيب عمل صورة طبقية ملونة "أشعة مقطعية" للتأكد من الأمر والتي أكدت هي الآخرى إصابتي بسرطان الكلى، لم يخبرني الطبيب وقتها بحقيقة مرضي واكتشفت الأمر بالصدفة حينما سمعته يحادث والدتي وصديقتي اللتان كانتا معي أثناء إجراء الفحص بخبر الإصابة، وقتها شعرت بإحساس لا يمكن أن يوصف وأدركت أن الموت قريب جداً مني.

• وكيف كان رد فعلك الأولي عند معرفة الخبر؟

عند معرفتي بالخبر انتابتني حالة من البكاء التي كادت أن تصل إلى حد الانهيار وسيطر علي شعور لا إرادي بالاتصال على كل الأشخاص الذين أعرفهم لأخبرهم بإصابتي بالسرطان في نفس اللحظة التي عرفت بها، ولم أعرف وقتها لماذا تصرفت بهذا الشكل، ولكن شعوري بالخوف والحزن ولّد لدي حاجة لوجود أشخاص يعطوني شعورا بالأمان والاطمئنان.

رحلة العلاج

• وماذا عن رحلتك العلاجية؟

عند اكتشافي الإصابة في عام 2011 م قرر الأطباء بعد إجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة إزالة الكلية اليمنى بشكل كلي خوفاً من رجوع المرض مرة أخرى في الجزء المتبقي حالة استئصال جزء منها فقط وذلك بأسرع وقت خوفاً من انتشاره في أجزاء أخرى بالجسم، وبالفعل سافرت إلى لبنان وقمت باستئصالها كلية لاسيما وأن هذا الورم كان متواجدا قبل 3 سنوات من معرفة الإصابة ولم أدر بالأمر سوى عام 2011 م، كما طلب مني الطبيب ضرورة إجراء تحليل للأنسجة خارج الكلى للتأكد من أنها سليمة أم لا، والحمد لله خرجت النتيجة سلبية ولا يوجد أية إصابة تحتاج للعلاج الكيميائي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أقوم بعمل الفحوصات الدورية الشهرية والسنوية للتأكد مع عدم معاودة المرض مرة أخرى.

• هل أثرت هذه التجربة على مجريات حياتك؟

بالرغم من أن هذه التجربة تركت ذكريات أليمة إلا أنني لا أخشى تذكرها، بل بالعكس فأحرص دوماً على عرض تجربتي على كافة الأشخاص الذين هم بحاجة لمعرفتها للاستفادة منها، وأعتبر إصابتي اختبارا من الله عزوجل وجل لاسيما وأني أصبت بالسرطان بعد عامين تقريباً من اعتناقي الإسلام، أيقنت حينها أن هذا ابتلاء من رب العالمين لاختبار الوازع الديني لدي، كما كان لأهلي وكل المحيطين بي دور كبير في دعمي نفسياً وتحملي في هذه الأوقات العصيبة التي مررت بها.

أيضاً هذه التجربة أعطتني قوة ودافعا لحب الحياة حيث أصبحت استصغر العديد من الأمور التي كانت تستوقفني كثيراً من قبل وأيقنت أن الحياة أبسط مما نعيشها ولا تتحمل أي مشاعر سلبية من كره أو ضغائن أو حزن وما إلى غير ذلك.

• ما أبرز التحديات التي تواجه مريض السرطان؟

هناك العديد من الصعوبات التي تواجه مريض السرطان لاسيما الخجل والخوف من الإفصاح عن المرض خاصة من قبل الفتيات خوفاً من العنوسة أو عامل الوراثة الذي يمكن أن ينتقل إلى الأبناء، وهنا أود الإشارة إلى انه بالرغم من دور الوراثة في هذا الجانب إلا أنني كنت المصابة الأولى في عائلتي ولا توجد أية حالات إصابة من قبل، وبالرغم من تاريخي في الإصابة بالسرطان إلا أنني لم أخجل من الإفصاح عن مرضي لزوجي حينما تقدم لخطبتي والذي كان متفهما جداً للأمر ولم يؤثر الخبر على علاقته بي، والحمد لله تزوجنا وأنجبنا فتاة، أيضاً من التحديات الآخرى هي نظرة الشفقة والعطف التي ينظر بها لمريض السرطان الأمر الذي كان يزعجني كثيراً حينما أرى هذه النظرة في عيون من حولي.

• من خلال عملك كمذيعة بالتلفزيون، مادور الإعلام في تغيير النظرة الخاطئة حول السرطان؟

للإعلام دور كبير جداً في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول كافة الموضوعات والقضايا من بينها السرطان من خلال تسليط الضوء عليه بشكل أكبر وتقديم كافة المعلومات الصحيحة حوله أبرزها بأن السرطان لا يعدي، الدعوة إلى الكشف المبكر والفحص الدوري، وكذلك عوامل الخطورة المسببة له من بينها نمط الحياة غير الصحي.

وعلى الصعيد الشخصي ومن خلال عملي في المجال الإعلامي سأبذل كل ما بوسعي لأجل المساهمة في تحقيق رؤية ورسالة الجمعية في نشر الوعي المجتمعي بالمرض وسأسعى في الفترة القادمة ـ إن شاء الله ـ لأن أكون عضوا فاعلا في الجمعية من خلال انضمامي كواحدة من السفراء الفخريين لاسيما في ظل عشقي للعمل التطوعي والإنساني الذي أسعى دوماً إلى التواجد فيه.

مساحة إعلانية