رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1425

ريمون جرانت لـ الشرق: قطر كشفت الكثير من النفاق في الهجمات ضد كأس العالم

08 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
أحد ستادات المونديال
واشنطن- زينب إبراهيم

 

أكد ريمون جرانت، منسق التنظيم والإدارة باللجنة الإعلامية لرابطة الدوري الأمريكي، وعضو مجلس إدارة نادي سانت لويس الأمريكي لكرة القدم أن التصريحات المهمة لسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في حواره مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، حول كون الأسباب المزعومة لمقاطعة مونديال قطر 2022 ليست صائبة، وكون قطر ترحب بالجميع في كأس العالم، والتي أبرزت وجود الكثير من النفاق في هذه الهجمات على قطر، والتي يتم الترويج لها من قبل عدد قليل جداً من الناس في عشرة بلدان على الأكثر، والتي لا تمثل على الإطلاق بقية الكوكب، مشيرا إلى أن الحقيقة أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال؛ حيث تم بيع أكثر من 97 في المائة من التذاكر، ومن بين الدول العشر التي اشترت أكبر عدد من التذاكر، نجد دولا أوروبية مثل فرنسا، والتأكيد المهم أيضاً فتح أبواب قطر للمنظمات غير الحكومية للحضور ومراقبة نظامها، مع التأكيد على وجود ازدواجية معايير في استباق تحميل الحكومة القطرية كافة القضايا المتعلقة بأسواق العمل على العكس من تحديد الحالات في ضوء طبيعة الشركات العديدة العاملة في قطر في القطاع الخاص غير الحكومي، والتلميحات المهمة حول وجود البعض الذين لا يرون أن تستضيف دولة صغيرة في الشرق الأوسط مثل هذا الحدث الكوكبي، وهي التصريحات التي أكد عليها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في تصريحاته أيضاً بخطابه المهم في الجمعية العامة بالأمم المتحدة، وأهمية ما جاء بتلك التصريحات بشأن المخاوف المناخية وما يرتبط بالصدامات الثقافية وخطط التنمية المرتبطة بكأس العالم والاستثمار القطري في القوة الناعمة ودور الرياضة في تقريب الشعوب، وجاء ذلك أيضاً متزامناً مع الدعوة التي وجهها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات المشاركة في مونديال قطر إلى "التركيز على كرة القدم" والتوقف عن "توزيع الدروس الأخلاقية" والتركيز على البطولة وعدم الانجراف للحديث الأخلاقي والسياسي، مع احترام جميع الآراء والمعتقدات، من دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم؛ فواحدة من نقاط قوة هذا العالم هي تنوعه، وإذا كان الاندماج يعني شيئا، فهو يعني احترام هذا التنوع، إذ لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الأخرى، بكون ذلك المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز، وهذه أيضًا واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم، لذلك دعونا نتذكر ذلك جميعًا ونركز على كرة القدم، كما أكد الفيفا استعداد قطر التام لاستقبال البطولة، وأنه تم إعداد كل شيء لضمان حصول كل منتخب على أفضل فرصة لتحقيق النجاح على مستوى كرة القدم، وجاء ذلك في أعقاب حملات قادتها منتخبات أوروبية للتعبير عن اعتراضها على استضافة قطر المونديال، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، على حد تعبيرها، وكان عدد من المنتخبات أبدوا اعتراضهم بسبب حقوق المثليين، وأصدرت بعض المنتخبات -من بينها إنجلترا- بيانًا حول نيتهم ارتداء شارة ضد التمييز ودعوات لإنشاء صندوق تمويل ورعاية للعمال، وكل هذا يمثل بعضا من رؤوس العناوين التي برزت في الصحف الغربية وبعض الصحف الرياضية الشعبية في بريطانيا لتفتح نقاشاً متجدداً ودائماً حول كثير من القضايا المرتبطة بمونديال قطر الذي ينبغي أن يكون في ثوبه الرياضي الشامل من أجل تقييم التجربة القطرية المميزة في استضافة البطولة بعد أيام قليلة من الآن.

◄ حقائق مهمة

ويتابع ريمون جرانت، في تصريحاته لـ الشرق: إن الرد القطري وتأكيدات الفيفا حول ما نشرته بعض التقارير في الصحف الغربية بشأن مونديال قطر، وبعض الدعوات الحقوقية المرتبطة بقضايا خلافية وما يرتبط بالصدامات الثقافية وإلى ما ذلك من قضايا جانبية خلافية، لا ينبغي عموماً أن تتداخل فيه الأصوات بصورة تنسج واقعاً مغايراً في رؤوس عناوين الصحف عن حقيقة الواقع المرتبط بالزخم المتزايد لكأس العالم في قطر والاستعدادات في كل العالم في انتظار البطولة الرياضية الأكبر في الاتحاد الدولي لكرة القدم في الرياضة الأكثر شعبية عالمياً، ويهمني توضيح مجموعة من النقاط المرتبطة بذلك وهي وجود عناوين كثيرة بصحف بريطانية وفرنسية ربما لا يدرك الكثيرون واقع التغطيات الرياضية الإعلامية خاصة في بريطانيا، فالإعلام في كثير من أنماطه الحديثة خاصة على صعيد الصحافة الرياضية بات إعلاماً بمعايير مختلفة فقد مع الوقت قيمته الخبرية إلى قيم أخرى من التوجيه واجتذاب المشاهدات والأموال عبر التقارير العدائية وكثير من الأنماط المختلفة في الصحف الرياضية خاصة البريطانية تحديداً في ضوء ما فقدته بصورة كبيرة من مصداقية في معالجتها لأخبار الرياضة وكرة القدم على أكثر من نحو، وبعض الصحف الرياضية في بريطانيا لمواكبة العصر والاستفادة القصوى من زخم المتابعة الجماهيرية والامتداد العالمي لها لتغطيتها لأكبر وأشهر بطولة رياضية وهي منافسات الدوري الإنجليزي، تنساق عموماً إلى خلق قضايا تبدو جاذبة في عناوينها ومحتواها ولكنها محدودة في التعبير الواقعي عن آراء الجمهور أو الحكومات حتى بشأن الواقع الجاري في مونديال قطر أو موقف الجماهير العالمية منه إلى الآن، فكل ما يجري الآن في رؤوس الصفحات سيفقد كل هالته الرائجة على محدودية دوائر محركيها مع صافرة افتتاح مباريات كأس العالم ومتابعة المنافسات القوية ورحلة الصعود واللقطات المتميزة لأبرز النجوم العالميين في بطولة هي غاية المجد الكروي لأي لاعب ومنتخب في الفرق المشاركة بكل تأكيد.

◄ محددات رياضية

وتابع ريمون جرانت الخبير الرياضي الأمريكي تصريحاته موضحاً: هناك جانب رياضي آخر في تفنيد بعض النقاشات التي يراد خلقها على غير واقعها مرتبط بقضايا رياضية تستوجب النقاش المفتوح حولها، وسط أصوات متصاعدة منتقدة عقد مباريات البطولة في منتصف الموسم بما قد يؤثر على اللاعبين ومعدل الإصابات وما إلى ذلك من آراء مختلفة يمكننا هنا عزل قطر من هذه المناقشة الرياضية لأسباب عديدة، أولها أنه ليست تلك هي المرة الأولى التي يتغير فيها موعد أو توقيت كأس العالم بمراعاة معايير مناخية مختلفة كما حدث سابقاً في أوروجواي 1930 والأرجنتين 1978 والبرازيل في 1950 و2014 وحتى جنوب إفريقيا في 2010 حسب ما يرتبط بالظروف المثلى لكل دولة والتي أيضاً واجهت تحديات الطقس والمناخ التي تواجهها قطر، فكرة القدم في ملاعب البرازيل وأمريكا الجنوبية بشكل عام ليست كما هي في أوروبا، والتوقيت المرتبط بقطر هو أفضل توقيت عموماً من حيث الطقس لديها وأفضل كثيراً من عقده في الصيف شديد الحرارة بالمنطقة الخليجية ما كان سيؤثر بصورة أكبر على المعدلات البدنية للاعبين والمجهود العضلي وكثير من التقنيات الأخرى، وعزل قطر عن مناقشة إصابات اللاعبين والحالة البدنية يرتبط بأن هذه القضية مرتبطة بالفيفا في المنافسات العديدة التي يطلقها وارتبطت بالأساس ببطولة دوري الأمم الأوروبية والعلاقة الصدامية بين بعض الاتحادات الرياضية والفيفا في ضوء ما سيكون في صالح اللاعبين بمنافسات الدوريات المحلية، فهناك أعباء قوية على اللاعبين بالفعل بتعدد البطولات الرياضية وجدول المباريات الضيق عادة ولكن ذلك تواكب مع ثقافة جديدة للأندية في الإنفاق ووفرة البدائل وتطور في المنظومة الطبية لفترات تعافي اللاعبين في أعقاب المباريات حتى في الأساليب الفنية الحديثة لكرة القدم نفسها باستخدام أدوات المداورة وغيرها للتعامل مع هذه التحديات المختلفة والمنافسات العديدة المحلية والدولية والقارية على تنوعها، والأهم في ذلك أن كل هذا سيكون في صالح متابعي كرة القدم الشغوفين بمشاهدة مباريات متميزة في قمة الأداء الفني للاعبين والتعامل مع كأس العالم كما يليق بها كبطولة أكبر تتجاوز بطولات الدوري القوية وأهمية الشغف من أجل تحقيق المجد الوطني للمنتخبات أكثر من إضافة المجد الشخصي للأندية العالمية، فكل المؤشرات الرياضية تتجه إلى كوننا أمام كأس عالم متميزة على الصعيد الرياضي وهذا هو الأكثر أهمية بكل تأكيد.

مساحة إعلانية