رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

1687

دعاة: رمضان فرصة لصناعة التغيير في حياة الأشخاص والأمة

09 يوليو 2015 , 04:15م
alsharq
بيان مصطفى

أكد دعاة ان شهر رمضان يعد فرصة لتحقيق التغيير المطلوب سواء على مستوى الفرد او الأمة، وذلك باكتساب مهارات واخلاق وصفات جديدة. فالتغيير يحلم به الكثيرون، لكن بعضهم قد يرون أن الوصول له غاية صعبة المنال، إنه التغيير الذي يأملونه ولكنهم يخشون صعوبة مسالكه، فالإقلاع عن عادة سيئة أو اكتساب صفة ايجابية يحتاج إلى إرادة وصبر على تدريب النفس على صناعة التغيير الذي يحلم الفرد أن يراه.

وقد أكد دعاة أن رمضان مدعاة لتحقيق ذلك الهدف، مؤكدين أن الصيام يقوي عزيمة المسلم على اتخاذ ذلك القرار، الذي لا يكتمل إلا بوجود رغبة حقيقية تنبع من الفرد لتحسين عباداته أو الإقلاع عن معاصيه وعاداته السيئة، ليتخلص من تلك العراقيل التي تعوق تحليقه نحو طموحاته وأهدافه العامة، حيث يجب أن تكون غايتها رضا الله عز وجل أولاً، ثم تأتي أهدافه الخاصة الي تحتاج أن يُخطط لها وتتم كتابتها حتى ترسخ في ذهنه.

وأشار الدعاة أن ممارسة الأعمال الخيرية والتكاليف الشرعية تعزز القيم الإيمانية في نفوس المسلمين، وذلك لا يأتي سوى بالتدريب المستمر، والذي يسهُل على النفس في الأيام الفضيلة، التي فضلها الله، بالإضافة إلى فضل العمل الجماعي المحفز على الطاعات المختلفة من قيام وأعمال الخير، وقد حذر الدعاة من خطورة مرحلة ما بعد انتهاء الشهر، لخطورة الانزلاق في نفس العادات والمعاصي السابقة، لافتين إلى أهمية دور الداعم الإيجابي والذي يتمثل في الصديق الصالح والرفيق للتشجيع على متابعة مسيرة صناعة التغيير المنشود.


*شهر التغيير
في هذا الصدد يقول فضيلة الشيخ موافي عزب، الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: إن رمضان إن لم يكن شهر التغيير، فمتى يكون، مؤكدا أن التغيير يتوقف على إرادة الانسان، فهو فرصة لعلاج القصور في العبادات، ويضيف فضيلة الشيخ أن الفرد يجب أن يدرب نفسه على ممارسات كل التكاليف التي أمرنا بها الله عز وجل، ويقوي القيم الايمانية في نفسه، وذلك من خلال وضع خطة لنفسه للقيام بأعمال خيرية تنمي صفات المؤمن به، فعندما يقوم الفرد بالاهتمام بإفطار الصائم، يعزز القدرة على البذل في يومه لتنمية قيمة العطاء، وليصدق قول الملكين "اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تلَفًا" في الحديث الشريف المتفق عليه، ويضيف فضيلة الشيخ ان الأفعال التي يؤديها المسلم لتقوية هذه الطاعة، ونيل الأجر بإذن الله مثل أن يتصدق ولو بريال واحد كل يوم.

ويقترح فضيلة الشيخ عزب على الآباء أن يدربوا أبناءهم على صفات الإسلام في رمضان، ليتخذوا منه وسيلة لاكتساب الأجر وتعويد نفوسهم على أداء تكاليف الله عز وجل، قائلا: لتعويد الأبناء على الجود والكرم، يمكن وضع "حصال" في المنزل وجعلهم يتصدقون بريال كل يوم، مما ينمي في نفوسهم قيمة البذل والتعاون لأجل الآخرين، لافتا إلى أن المسلم إن لم يغير نفسه في شهر رمضان فلا مجال للتغيير في الدنيا.


* تقوية الإرادة
ويشير فضيلة الشيخ أحمد الفرجابي، خبير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، إلى أنه ليس المراد بالصيام تغيير مواعيد الدوام الوظيفي والطعام والنظام اليومي بشكل عام، فالهدف منه لا يقتصر على ترك الطعام والشراب، ويؤكد فضيلته أن الصيام عن المعصية هو الذي يرضي الله، لافتا الى أنه يقوي الإرادة، ويوضح الفرجابي أن الانسان استطاع أن يتغلب على شهوته في الطعام بصيامه، فكيف لا يقدر على ترك المعصية، ولإحداث التغيير ينصح بأهمية أن يسأل المسلم الله المعونة، وأن يحاسب نفسه في خلوته ليتعرف على سلبياته، مع التأكيد على نقاط القوة التي يجب على الفرد أن يكون واعيا بها.

لفت إلى أهمية اغتنام الشهر الذي تصفد فيه الشياطين، بالذهاب إلى المساجد والتقرب من أماكن وأهل الخير، مشددا على أنها فرصة التغيير قد تكون الأخيرة، ويتابع: ليساعد المسلم نفسه على صناعة التغيير عليه ان ينظم يومه وحياته بشكل كلي، وذلك عن طريق ترتيب أولوياته بإنشاء جدول يحدد فيه أهدافا الخاصة، فالمسلم يجب أن تكون له أهداف عامة في علاقته مع الله وأخرى خاصة يكتبها في مكان ظاهر، ويسعى لتحقيقها، موضحا أن الكتابة ترسخ في ذهنه المفهوم الذي يحرص عليه، فالانسان أعلم بنقاط ضعفه.


صناعة التغيير
ولخطوات عملية نحو صناعة التغيير يقول السيد خالد حمدي، الاستشاري الشرعي والأسري: إن التغيير يحتاج مدة زمنية، وقد تم تقديرها في نحو أربعين يوماً، وذلك استنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن السلف الصالح من أخلص لله أربعين يوما خرجت ينابيع الحكمة على قلبه ولسانه، ويوضح حمدي أن رمضان فرصة له، حيث ان المسلم إن عزم على التغيير في أيام الشهر الثلاثين وأتبعهم بستة من شوال، فسيكون قد اتخذ خطوة حقيقية نحو هدفه، منوها بأن رغبة التغيير في حد ذاتها تمثل 50 % من خطوة الإرادة المهمة للإقلاع عن التدخين أو التقصير في عبادة، وإن لم يمتلك الانسان هذه الرغبة الحقيقية، فلن يحدث التغيير مضيفا أن الصوم مدعاة لدعم هذا القرار.


نصائح للتغيير
ويقدم السيد خالد نصائح لأولئك الذين يطمحون ويعزمون على الإقلاع عن ذنب كالتدخين، أو التوقف عن التقصير في العبادات، وقد عزموا النية على خوض التجربة، قائلا: تأتي الرغبة في المرتبة الأولى لنجاح هذه الخطوة، ويضيف ان تحديد الهدف من الضروريات التي يجب أن يراعي فيها الفرد البدء بالأهم، حيث ان البعض يرتب أولوياته على أساس الأسهل، ويتجاهل الأخطر، وفي ما يتعلق بالأهداف التي وقع عليها الاختيار، يشير الاستشاري الى أنها يجب أن تكون معدودة ومحددة، حتى يشتغل بها الفرد ولا تكون ثقيلة على نفسه، لافتا الى أن أصعب هذه المراحل تأتي بعد انقضاء الأيام المباركة، وما يصحبها من روحانيات جماعية، تدعم الحفاظ على العبادات، وتحسين الخلق وما يصحبه من ممارسات ايجابية، وكلها عوامل تدعم التغيير في نفس الانسان، ويشير السيد خالد إلى دور الداعم الايجابي، بحيث يكون هذا الشخص معينا للانسان على الوصول لغايته وتحقيق التغيير المنشود، منوها بأن المدخنين الذين يتخذون قرار التوقف عن هذه الممارسة، يعود بعضهم لعاداته بعد انتهاء الشهر، مؤكدا أهمية المثبتات، حتى لا يتراجع عن خطوته التي اتخذها، وهي تقنيات تساعد الانسان على الثبات، ومنها كتابة هدفه في مكان واضح ليتذكر دائما ما ينبغي القيام به أو التوقف عنه، ويشير حمدي إلى تحدي الفتور الذي يحد من همة المسلم، لافتا الى أنه لا يعني الضعف، ولكنه أمر طبيعي قد يمر به الانسان، ويجب ألا يكون مسببا لوقف مواصلة هدفه نحو التغيير.

مساحة إعلانية